الأخبار
الاثنين 14 دجنبر، 2015

الدورة الرابعة للقمة العالمية للسياحة الحضرية بمراكش

افتتاح أشغال الدورة الرابعة للقمة العالمية للسياحة الحضرية

قال وزير السياحة السيد لحسن حداد ، يوم الاثنين بمراكش، إن سياحة المدن تعتبر محورا هاما بالنسبة للنشاط السياحي العالمي بالنظر لكون هذا النوع من السياحة يشكل حافزا حقيقيا للنمو الاقتصادي ولتنمية المدن.

وأضاف السيد حداد ، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الرابعة للقمة العالمية للسياحة الحضرية المقامة على مدى يومين حول موضوع "ابتكار سياحة المدن"، أن سياحة المدن تعد أيضا، رافعة حقيقية للتثمين والتنشيط وتحسين إشعاع الفضاءات الحضرية وتقوية تموقعها وجاذبيتها.

ومن هذا المنطلق، يقول الوزير، فإن تطوير سياحة المدن يستلزم رفع العديد من الرهانات والتحديات التي تواجه المدن والتي من بينها على الخصوص، التحكم في التعمير وضمان الإستدامة، والنظافة والرفع من الجاذبية والولوج والتنشيط والنقل والربط بمختلف المرافق والشبكات، مؤكدا على أن كل مكونات المحيط السياحي المرتبطة بفضاءات المدن ومرافقها هي التي تجعل التجربة السياحية ناجحة أو دون ذلك.

وشدد في ذات السياق، على أن التدبير الأفضل للنظافة، وتسهيل الولوج والتعبئة لخلق فضاءات متكاملة للعيش تعد أولويات لا محيد عنها لجعل المدن قابلة للحياة، كما أن المدن المغربية مطالبة بأن تصبح حيوية وذكية ومرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة الضرورية للحياة العصرية دون اغفال ضرورة الاستثمار في مجال التنشيط والترفيه حتى تكون جذابة ومتنافسة قادرة على استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والمسافرين. 

وأبرز في سياق آخر، أن إحداث مدن مستدامة ومزدهرة توفر فرص الشغل وتخلق الثروات يعد مبتغى في المتناول إذا ما تم الحفاظ على الثروات الطبيعية والموروث الثقافي ووضع الإنسان في قلب المعادلة التنموية.

وأكد السيد لحسن حداد ، أن دور المنتخبين في صيرورة المدن يبقى محوريا لا محيد عنه باعتبارهم المسؤولون عن تدبير الفضاء الحضري في علاقته مع الإنسان، وكونه أيضا أداة لتثمين واستثمار المؤهلات التي تتوفر عليها المدن ثقافية كانت أو طبيعية أو غيرها.

وقال في هذا الصدد، إن المنتخبين مطالبون بتأهيل هذه المدن لتكون كفيلة بتوفير شروط العيش الكريم لساكنتها وجعلها مدنا سياحية تجلب العديد من الزوار وتساهم في تحقيق التنمية، مبرزا أن هذا التأهيل رهين بتفعيل أربع مستويات ضرورية وأساسية، تجلى في جعل المدن نظيفة وجذابة من خلال توفير آليات التنشيط والترفيه وتثمين موروثها الثقافي والطبيعي، وربطها بالعالم الخارجي من خلال بناء الطرق والمدارات الحضرية وأنظمة التشوير الحديثة وبالمطارات وإنجاز مدارات سياحية بداخلها وخارجها، وجعلها مدنا ذكية ومتداخلة تتوفر على المعلومات اللازمة وآليات الربط والتواصل، وتحافظ على الثروات الطبيعية عبر تثمينها واستعمال موارد بديلة ومتجددة خصوصا ما يتعلق بالطاقة والماء مع تثمين الموروث الثقافي المادي منه واللامادي. 

من جانب آخر، اعتبر السيد حداد احتضان مراكش لهذه التظاهرة اعترافا بالمكانة التي تحتلها المملكة المغربية على مستوى الخريطة السياحية العالمية ومدى النضج الذي بلغه القطاع السياحي بفضل الرؤية التي تمت بلورتها لتطوير الصناعة السياحية التي أصبحت رافعة للاقتصاد المغربي على غرار العديد من البلدان.

وأشار إلى أن الصناعة السياحية بالمغرب تواصل لعب دورها المتميز في الاقتصاد الوطني حيث تعتبر قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، حيث استطاعت الصمود وتحقق نتائج إيجابية ومشجعة، ذلك أن نتائج رؤية 2020 بدأت تتعزز من حيث عدد الوافدين الذي سجل سنة 2014 ارتفاعا بنسبة 5ر2 في المائة ليبلغ بذلك عدد السياح 3ر10 مليون سائح. 

وتعرف هذه القمة، التي تندرج في إطار التعاون بين المنظمة العالمية للسياحة و21 مدينة حول العالم، والذي تبلور عنه التقرير العالمي للسياحة الحضرية، مشاركة شخصيات بارزة في قطاع السياحة من أزيد من أربعين دولة عبر العالم ومسؤولين حكوميين ومنتخبين محليين وممثلين لقطاع الأسفار والنقل.

وتشكل هذه التظاهرة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع السياحي وطرح الاشكاليات والبدائل التي من شأنها رفع التحديات المطروحة على القطاع لتعزيز أدواره الطلائعية المرتبطة بالقيم الانسانية الكونية المتمثلة، بالأساس، في التسامح والانفتاح على ثقافة الآخرين. 

كما يهدف هذا الملتقى الدولي ، الذي تنظمه وزارة السياحة بشراكة مع المنظمة العالمية للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، إلى تدارس التغيرات والتوجهات الكبرى للسوق السياحية، ودراسة ممارسات وسلوك المستهلك، وكذا مواكبة التغيرات بواسطة الاستراتيجيات الفعالة والناجعة والممارسات المبتكرة في مجالات التخطيط والحكامة وغيرها.

وتتناول أشغال القمة عدة محاور تتمثل في "تموضع السياحة الحضرية في السوق العالمي" و"تعزيز تنافسية السياحة الحضرية عبر تقوية الربط" و"التنظيم المجالي وتجديد الوجهات الحضرية" و"السياحة المستدامة والتسيير الفعال للوجهات السياحية الحضرية من أجل تقديم تجربة جيدة للزائر".

(ومع-14/12/2015)