الأخبار
الخميس 24 يوليوز، 2014

جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين لاستكمال مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة

جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين في إطار استكمال مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة

الحكومة عالجت إشكاليات اقتصادية مزمنة وحافظت على التوازنات الاجتماعية في ظل ظرفية داخلية ودولية صعبة

قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران يوم الأربعاء إن الحكومة تمكنت رغم الظرفية المالية والاقتصادية الصعبة، من اتخاذ تدابير لمواجهة إشكاليات اقتصادية مزمنة مع الأخذ بالاعتبار متطلبات الحفاظ على التوازنات الاجتماعية.

وأوضح رئيس الحكومة ، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين في إطار استكمال مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة، أنه تم تخصيص 150 مليار سنتيم لمعالجة إشكالية الضريبة على القيمة المضافة والمتراكمة منذ سنوات ، و110 مليار سنتيم لإلغاء قاعدة الفاصل الزمني المتعلق بخصم الضريبة على القيمة المضافة، والمطبقة منذ سنوات ، وإرجاع 520 مليار سنتيم من الضريبة على القيمة المضافة سنة 2012 و 520 مليار سنتيم سنة 2013، مقابل 380 مليار سنتيم سنة 2011.

وتابع أنه تم أيضا أداء 210 مليار سنتيم من المتأخرات المتراكمة منذ سنوات على الأكاديميات الجهوية للتربية، برسم مشاريع أنجزت منذ 2010 وما بعدها في إطار البرنامج الاستعجالي ولم تؤد للمقاولات حتى مجيء هذه الحكومة، وتخصيص 200 مليار سنتيم لتسريع وتيرة أداء المتأخرات لفائدة المقاولات الممونة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمتراكمة منذ سنوات، وتطبيق الأفضلية الوطنية مما مكن المقاولات الوطنية من الاستفادة من الإمكانيات المالية المتاحة في إطار الاستثمار العمومي وتخصيص نسبة 20 في المائة من الصفقات العمومية للمقاولات الصغرى والمتوسطة وتبسيط بعض الاجراءات الادارية الهامة التي تخص القطاع الخاص كخلق المقاولة ومسطرة أداء الضرائب ونقل الملكية وكذا الربط بالشبكة الكهربائية.

وذكر أنه تم بالموازاة مع هذه التدابير العمل على توفير التمويل بأفضل الشروط، بفضل حصول المغرب على الخط الإئتماني من قبل صندوق النقد الدولي والذي يكرس ثقة هذه المؤسسة في الاقتصاد الوطني ويقوي ثقة المستثمرين الأجانب في المملكة وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية، مؤكدا أن هذا الواقع انعكس إيجابا على كلفة التمويل من السوق المالية الدولية ، و"هو ما يستفاد من الفرق الشاسع في الشروط التمويلية لاقتراض المغرب من السوق المالي الدولي بين 2010 و2014 حيث انخفضت نسبة الفائدة من 4,5 إلى 3,5 في المائة". 

وفي الشق الاجتماعي استعرض رئيس الحكومة عددا من الإجراءات همت بالخصوص التعويض عن فقدان الشغل، ومباشرة إصلاح أنظمة التقاعد ، والزيادة في منح الطلبة، والتخفيض من أسعار عدد من الأدوية، وإخراج صندوق دعم التماسك الاجتماعي وصندوق التكافل العائلي للوجود والرفع من الحد الأدنى لراتب التقاعد للمتقاعدين المنخرطين في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، معتبرا ان فرق المعارضة لم تكن منصفة في تقييم اداء الحكومة في هذا الجانب.

وأوضح أنه تم رصد 130 مليار درهم برسم الفترة ما بين 2012 و 2014 لدعم بعض المواد الأساسية عبر صندوق المقاصة، و 50 مليار درهم لتنفيذ الالتزامات العامة والقطاعية المتعلقة باتفاق 26 أبريل 2011، كما تم الرفع بنسبة 10 بالمائة من الحد الأدنى القانوني للأجر في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات وفي الفلاحة على مرحلتين ومن من الأجر الأدنى في الوظيفة العمومية وكذا من الحد الأدنى للمعاشات.

وتابع أن الحكومة شرعت في تعميم نظام المساعدة الطبية "راميد" ليبلغ في أقل من سنتين عدد المؤهلين للاستفادة من نظام المساعدة الطبية حوالي7 ملايين مستفيدا، أي ما يفوق 82 بالمائة من الفئة المستهدفة والتي تقدر ب 8,5 مليون نسمة، وضاعفت ميزانية اقتناء الأدوية الموجهة للمستشفيات من 675 مليون درهم سنة 2011 إلى 1,6 مليار درهم سنة 2012، ثم إلى 2,4 مليار درهم سنة 2013.

وجدد التأكيد على إصرار الحكومة على مواصلة الإصلاحات، "لأن الكلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتأجيل هذا الإصلاحات ستكون باهظة بكل تأكيد".

وذكر بأن الحصيلة المرحلية للأداء الحكومي إيجابية ومشرفة وواعدة، بالنظر لدقة وصعوبة الظرفية الدولية والإقليمية والوطنية التي تقلدت فيها الحكومة مسؤولية تدبير الشأن العام، وطبيعة العمل الجاد والعميق المنشود منها خلال هذه المرحلة الانتقالية المتسمة أساسا بتنزيل الدستور الجديد.

وخلص رئيس الحكومة إلى أن الحكومة ستركز على إصلاحات كبرى من خلال أوراش سياسية واقتصادية واجتماعية ترمي إلى صيانة السيادة والوحدة الوطنية والترابية وتعزيز البناء الديمقراطي ومواصلة تنزيل مقتضيات الدستور وترسيخ القانون والحريات والحكامة الجيدة، والنهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة وخلق ظروف الإقلاع الاقتصادي وتعزيز دور بلادنا كقطب جهوي للاستثمار والإنتاج والمبادلات، ودعم التماسك الاجتماعي وتحقيق تنمية اجتماعية متوازنة وتدعيم التنوع الثقافي، وبلورة سياسة اجتماعية متكاملة ومندمجة ومتناسقة وفاعلة، وتسريع وتيرة الإصلاحات الكبرى.

السيد ابن كيران..المعارضة فشلت في التقييم الموضوعي للعمل الحكومي

قال رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، يوم الأربعاء، إن مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة أمام غرفتي البرلمان كشفت "عن فشل جديد للمعارضة في التقييم الموضوعي والمنصف للعمل الحكومي"، مبرزا أنه كان من المفروض أن تكون مناقشة الحصيلة الحكومية محطة إضافية لتجسيد التحول المطلوب نحو الأفضل.

وأوضح السيد ابن كيران، خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين في إطار استكمال مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومية، أن المعارضة سقطت في "اجترارها أحكاما مسبقة ومفتقرة للوقائع الدالة والمؤشرات الملموسة، واشتراكها في نفس المقولات الهادفة لتبخيس عمل الحكومة وإنكار ما تحقق في هذه المدة، وربطها بكل النقائص التي تراكمت طيلة عقود".

ودعا أحزاب المعارضة لأن تهتم ب "تفعيل دورها الدستوري في القيام بمعارضة فعالة وبناءة (...) تساهم في تقدم البلاد" معتبرا بأن المعارضة " أخلفت بخطابها موعدها مع لحظة دستورية متميزة".

وفي المقابل ذكر رئيس الحكومة بأن الأغلبية بمختلف مكوناتها منسجمة ومنخرطة بشكل مسؤول في دعم الإصلاحات ومساندة الحكومة وإبداء الملاحظات وتقديم الاقتراحات، مشيرا إلى أن الأغلبية رغم تنوع مكوناتها تبقى قوية وملتفة حول أولويات واضحة في العمل الحكومي ومنخرطة بحماس في إنجاح هذه التجربة الحكومية الاستثنائية.

لقد شكلت هذه المناقشة - يضيف السيد ابن كيران - مناسبة "أكدت فيها الأغلبية بمختلف مكوناتها انسجامها ووفائها وانخراطها المسؤول في دعم الإصلاحات ومساندة الحكومة وإبداء الملاحظات وتقديم الاقتراحات، وهو موقف يستوجب التنويه والاعتزاز بفرق الأغلبية، التي تحملت مسؤوليتها في تثمين الحصيلة المرحلية، رغم المحاولات المستميتة للبعض في الترويج لتوتر متوهم بين مكوناتها والتحريض على الصراع بينها".

وشدد السيد ابن كيران على أن الأغلبية، رغم تنوع مكوناتها، تظل "قوية وملتفة حول أولويات واضحة في العمل الحكومي، ومنخرطة بحماس في إنجاح هذه التجربة الحكومية الاستثنائية".

الاستقرار الذي ينعم به المغرب مكسب تحقق بفضل المبادرات الاستباقية لجلالة الملك

جدد رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران يوم الاربعاء أن الاستقرار الذي ينعم به المغرب مكسب تحقق بفضل المبادرات الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكد السيد ابن كيران في معرض رده خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين في إطار استكمال مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة ان هذا المكسب "تحقق بفضل المبادرة الاستباقية والشجاعة لجلالة الملك ودعم القوى الوطنية المسؤولة ورصيد الإصلاحات الإيجابية التي تعرفها بلادنا". 

وأبرز أن الاستقرار الذي ينعم به المغرب تعزز بمساهمة التجربة الحكومية الجديدة مؤكدا بكون الحكومة "ساهمت في تحقيقه ولا تدعي الفضل كله لها في ذلك، وهو مكسب كبير لا يجادل أحد في تعزيزه لتميز النموذج المغربي، وأي مقارنة منصفة مع محيطنا لا يمكنها إلا أن تؤكد ذلك".

وأشار السيد ابن كيران إلى أن التاريخ السياسي للمغرب "لم يبدأ في سنة 2011، لكن لابد أن نؤكد أن التاريخ السياسي لبلادنا لم يبدأ في الزمن الذي يريد البعض أن يحدده، فالمغرب بلد عريق يقاس زمنه بالقرون، كما لا يمكن لأحد أن يستأثر بالنضال والوطنية من أجل التحرير والانعتاق والديمقراطية". 

وجدد السيد ابن كيران بالمناسبة الترحم على رمز التحرير والاستقلال جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله، وعلى مبدع المسيرة الخضراء جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، مجددا تشكراته لجلالة الملك محمد السادس على مبادراته الإصلاحية والاستباقية والأوراش الكبرى.

وخلص رئيس الحكومة إلى القول إلى أن "ما قمنا به كحكومة في هذا المسار ينضاف لرصيد مجموع المساهمات الصادرة عن قوى هذا الوطن ومؤسساته".

(ومع)-24/07/2014