الأخبار
السبت 24 دجنبر، 2016

الدورة الثالثة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى بالرباط

الدورة الثالثة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى بالرباط

برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بمناسبة اختتام أشغال الدورة ال23 للمجلس

توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، وذلك بمناسبة اختتام أشغال الدورة الثالثة والعشرين للمجلس بمدينة الرباط. 

وأعرب السيد محمد يسف، في هذه البرقية، أصالة عن نفسه ونيابة عن سائر أعضاء المجلس من العلماء والعالمات لأمير المؤمنين "عن أسمى آيات الإخلاص والولاء والطاعة والولاء والوفاء، مجندين وراء جلالتكم فيما تسعون إليه من جعل هذه الأمة في الصفوة المتقدمة من الأمم". 

وجاء في هذه البرقية "وذلك من خلال مشاريع التنمية الكبرى التي تدشنونها في ربوع مملكتكم الشريفة، ومن خلال المنتديات والملتقيات الكبرى التي تنعقد على أرضها الآمنة المطمئنة، ومن خلال جسور التواصل والتعاون، وتمتين أواصر الأخوة والتضامن مع الدول الإفريقية الشقيقة التي شملتها زياراتكم الميمونة لها، والتي وصلتم فيها حاضر المغرب بماضيه، حيث كان بوابة إشعاع ديني لنشر قيم السلم والمحبة والتكافل والتضامن بين شعوب هذه القارة منذ وقت مبكر". 

وأضافت البرقية "فكما جعلتم يا مولاي أقدام المغرب راسخة على أرضه، عميقة الجذور في تربته، من خلال اختياراته الدينية والسياسية الجامعة، جعلتم تطلعه واستشرافه للمستقبل بعبر الصحراء الممتدة تواصلا مع الجنوب، كما عبر البحر تواصلا مع الشمال، فكان هذا البلد وسيبقى إن شاء الله تعالى بحفظ الله له، وعناية المولى به، ثم بجهدكم وسعيكم الحثيث الذي لا يعرف الكلل ولا الملل، حلقة وصل، ولؤلؤة عقد، على هامة هذه القارة الناهضة بإذن الله تعالى".

وأشار السيد يسف، في هذه البرقية، إلى أن "العلماء في دورتهم الثالثة والعشرين، استرشادا بتوجيهات جلالتكم السامية، قد عكفوا على مدارسة ملفات تتعلق بدور العلماء في توثيق التواصل الثقافي والعلمي بين المغرب وإفريقيا، دعما للروابط العلمية والفكرية، والتربوية والسلوكية التاريخية الوثيقة بين علماء المملكة وإخوانهم من علماء الدول الإفريقية الشقيقة، تحقيقا لما تصبون إليه من إحياء قيم التواصل والتعاون والمحبة والوفاء والتنمية والإعمار بين بلدان هذه القارة وبين المملكة الشريفة". 

وأوضح أن من هذه الملفات ما يتعلق بتعميق النظر في آليات الاشتغال الجهوي للمؤسسة العلمية من أجل حضورها المواكب، والمستوعب، والمؤطر للتحولات التي تعرفها المملكة الشريفة بما يصون وحدتها ويحمي على الدوام اختياراتها ونموذجها الوسطي السمح المعتدل في التدين، تأهيلا وتكوينا للقيمين الدينيين في هذا المجال. 

كما تناولت الدورة بالمدارسة، حسب البرقية، مشروع البرنامج السنوي للمجالس العلمية المحلية والذي من خلاله تجدد آفاق ومجالات وموضوعات الاشتغال، توجيها وتأطيرا وإرشادا وتواصلا مع عموم المواطنين.

وفي ختام هذه البرقية، توجه أعضاء المجلس العلمي الأعلى إلى الله تعالى بأن يحفظ جلالة الملك في حله وترحاله، وأن يجعل التوفيق والسداد قرين جهوده وأعماله، وأن يبقيه ذخرا لهذا الوطن يحفظ سلمه وأمنه ويصون وحدته وكرامته ويعلي رايته خفاقة بتنمية إنسانه وعمرانه.

كما توجهوا إلى المولى عز وجل أن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بصنوه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويحفظه في سائر أسرته الشريفة.

(ومع 27/12/2016)

انطلاق أشغال الدورة الثالثة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى بالرباط

انطلقت، مساء يوم الجمعة بالرباط، أشغال الدورة الثالثة والعشرين للمجلس العلمي الأعلى التي تنعقد، على مدى يومين، بإذن من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المجلس العلمي الأعلى.

وأكد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، السيد محمد يسف، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة 23 للمجلس تنعقد في سياق جملة من الأحداث الوطنية المتسارعة لها دلالتها ومعانيها ورمزيتها، وفي طليعتها الزيارة المولوية لعدد من بلدان القارة الإفريقية، مبرزا "أهمية هذه الرحلة التاريخية التي اخترقت الديار الإفريقية من شرقها إلى غربها، وأحيت ماضيا، كان إلى وقت قريب منسيا".

وأضاف السيد يسف، خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، السيد أحمد التوفيق، أن هذه الزيارة الملكية جاءت لتحيي تلك الروابط التي انفصمت عراها مع دخول المستعمر إلى إفريقيا، وتعزز من الدور القاري للمملكة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو الروحي، مستندة في ذلك إلى تجذرها العميق والتاريخي داخل القارة الإفريقية.
وسجل أن رحلة أمير المؤمنين إلى عدد من الدول الإفريقية لاسيما تلك الواقعة بشرق القارة، تعيد إلى الأذهان ذلك الفصل المشرق من فصول النضال المغربي، في سبيل التحرر من ربقة الاستعمار، كتبه بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس الذي "آثر النفي والإبعاد على الملك في ظل الاستعباد، فعاش في ضيافة مدغشقر زاهدا عابدا تاليا لكتاب الله تعالى (...) ولكنه عاش قلبا وعقلا وروحا مع شعبه". وعلى ضوء هذه الزيارة الملكية، يقول السيد يسف، فإن جدول أشغال دورة المجلس الذي زكاه رئيس المجلس العلمي الأعلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، يتضمن فقرات يتصدرها النظر في الأسلوب الذي سيعتمده علماء المؤسسة في ترسيم التعاون العلمي والمعنوي بين المغرب وإفريقيا، وإعداد وثيقة حول رؤية وبرنامج عمل دقيق، استنادا إلى الطرق التي سلكها علماء السلف آنفا حيث كان لهم في العمق الإفريقي أطيب الذكر وعاطره.

كما يأتي انعقاد دورة المجلس، حسب السيد يسف، في سياق إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، وهي مناسبة لها -في عرف أهل المغرب- نكهة متميزة، إن على المستوى الرسمي أو الشعبي، ففيها "يبرز الحب والتعلق بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وشريعته السمحاء".

ومن جهة أخرى، توقف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، عند التقرير المفصل الذي رفعه المجلس إلى أمير المؤمنين، ويقع في سفرين اثنين، مبرزا أن التقرير يسلط الضوء على ما يقوم به علماء العصر، في استحضار تام للتحديات الراهنة، من تنمية وصيانة لميراث الأمة المعنوي، والتنوير والتعبئة المتواصلة للمواطنين وواجب التحصين والتأهب ضد كل الانزلاقات.

وأكد، في هذا السياق، أن علماء المؤسسة قاموا هذه السنة، بإصدار وثيقة مصححة لمفهوم السلفية، كما وضع فضلاء من بينهم مشروع وثيقة تصف سبيل العلماء، وهي ثمرة ما استنبطوه من ممارستهم الفكرية والعلمية، كما انكب المجلس هذا العام على استكمال اللجنة الشرعية المكلفة بالنظر في منتوجات المالية التشاركية، استعدادا لمعالجة النوازل التي ستطرح عليه. ولم يفت السيد يسف التذكير بما يبذله العلماء من جهود في تأطير القيمين الدينيين، وبخاصة تأطيرهم للأئمة والمرشدات بمعهد محمد السادس، وتكوينهم تكوينا تزداد به مناعتهم ضد أنواع التلوث العقدي والفكري المتربص بالمساجد، وتتعزز الصيانة المسجدية بأفواج الخريجين من المعهد الذي أصبح قبلة علمية يقصدها الزائرون من شتى الآفاق.

وأبرز، في هذا الصدد، أن المشهد الديني الوطني حقق قفزة نوعية بدخول المرأة إلى مجال التوعية الدينية، والتي أبانت عن قدرة واهتمام كبيرين بحفظ القرآن الكريم واستنباط العلوم الشرعية، في ظل تجربة دينية فريدة من نوعها تتمثل في ضمان تأطير نسائي رسمي في المساجد بإشراف نساء عالمات متخصصات في الوعظ والإرشاد.

وخلص الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى إلى أن مشيخة العلم يجب أن تتجه نحو الترسيخ الفكري والعلمي لمفهوم عالم الأمة في ارتباطه بالإمامة العظمى، تماشيا مع النموذج الذي تتفرد به المملكة في حماية الملة والدين، حيث يعمل العلماء على التبليغ من جهة، وعلى نفي ما حذر منه الحديث الشريف من أنواع الجهل والانتحال والتطرف من جهة أخرى.

يشار الى أن لجان المجلس العلمي الأعلى ستنكب، خلال هذه الدورة، على دراسة القضايا المدرجة في جدول أعمالها، والتي تتعلق بـ"المصادقة على مشروع ميزانية المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية"، و"مشروع برنامج العمل السنوي للمجالس العلمية المحلية : دراسة ومصادقة"، بالإضافة إلى الحسم النهائي في موضوع تزكية القيمين الدينيين.

كما ستتدارس لجان المجلس "توثيق التواصل الثقافي والعلمي بين المغرب وإفريقيا"، و"تعميق النظر في آليات الاشتغال الجهوي للمؤسسة العلمية".
(ومع 23/12/2016)