الأخبار
الأحد 23 أكتوبر، 2016

الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى جمهورية تنزانيا

الزيارة الرسمية لجلالة الملك إلى جمهورية  تنزانيا

زيارة جلالة الملك لجمهورية تنزانيا علامة فارقة في العلاقات التي تجمع المغرب بهذا البلد

أكد سفير المغرب بدار السلام السيد عبد الإله بنريان، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لجمهورية تنزانيا تشكل نقطة فارقة في العلاقات التي تجمع المملكة بهذا البلد الشرق إفريقي.

وقال السيد بنريان في تصريح للصحافة بهذه المناسبة، إن هذه الزيارة الملكية "تاريخية بجميع المقاييس، وذلك لكونها الأولى منذ اعتلاء جلالة الملك عرش أسلافه المنعمين، حيث تشكل علامة فارقة في العلاقات الثنائية ، كما تأتي عقب القرار الملكي السامي المتعلق بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي".

وأضاف الدبلوماسي المغربي "يحذونا الأمل في أن تتمكن ديبلوماسية صاحب الجلالة من استعادة المكانة التي لطالما حظي بها المغرب داخل إفريقيا"، مؤكدا أن الغاية تتمثل في النهوض بعلاقات الأخوة والتعاون والتضامن، لاسيما مع دول شرق إفريقيا. 

واعتبر السيد بنريان أن انفتاح المغرب على منطقة شرق إفريقيا ستكون له، لا محالة، العديد من النتائج الإيجابية، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مشيرا في هذا الصدد إلى الوفد الرسمي الهام الذي يرافق جلالة الملك في إطار هذه الزيارة، والذي يضم مجموعة من الوزراء والفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال.

كما أشاد الدبلوماسي المغربي ب "النتائج المشجعة للغاية" التي تمخض عنها المنتدى المغربي- التنزاني الأول للتجارة والاستثمار، المنعقد أمس السبت بدار السلام، مبرزا الاهتمام الأكيد الذي أبانت عنه تنزانيا حيال جعل المغرب حليفا إستراتيجيا، إن على المستوى السياسي أو الاقتصادي. 

وخلص السيد بنريان في هذا الصدد إلى أن من شأن القرار الأخير للرئيس التنزاني القاضي بتيسير إجراءات الحصول على التأشيرة لفائدة مجموع المواطنين المغاربة، تعزيز العلاقات بين البلدين.

دار السلام .. حاضرة اقتصادية وازنة تعانق الحداثة وتنهل من رصيد ثقافي غني 

تعكس دار السلام، أكثر من أي مدينة أخرى بمنطقة شرق إفريقيا، ماضي وحاضر قارة تعيش على إيقاع حركية مستمرة، بعد أن تحول هذا التجمع الحضري الصاخب من قرية بسيطة للصيادين عند مطلع القرن الماضي، إلى قطب تجاري وعمراني وثقافي محوري يعد مفخرة تنزانيا والمنطقة برمتها.

واستطاعت دار السلام، الميناء الرئيسي لتنزانيا المطل على المحيط الهندي، الثاني على مستوى منطقة شرق إفريقيا من حيث حركية النقل البحري، تثمين موقعها الإستراتيجي عند ملتقى أهم الطرق البحرية، بما جعلها تبرز كإحدى المحطات الرئيسية لحركة التجارة الإقليمية والعالمية. 

وتبرز معالم الحداثة والتطور العمراني جلية على دار السلام، القلب الاقتصادي والمالي النابض لجمهورية تنزانيا الاتحادية وإحدى أكبر التجمعات الحضرية بمنطقة شرق إفريقيا بساكنة يبلغ تعدادها أزيد من 4 ملايين نسمة، علما أن المدينة التي يوجد بها مقر البورصة والبنك المركزي، تعد العاصمة الصناعية لتنزانيا باحتضانها لأزيد من 80 بالمائة من النشاط الصناعي الوطني. 

وعند وصول الزائر إلى وسط "دار"، كما يحلو للسكان المحليين تسميتها اختصارا، يظل المرء مشدوها أمام حداثة حي الأعمال بناطحات السحاب العملاقة ذات الواجهات الزجاجية العاكسة لأشعة الشمس، والتي تعلو شوارع وأزقة تعج بحركة سير دؤوبة تسير فيها السيارات على الجانب الشمالي للطريق كما هو الحال في عدد من دول رابطة الكومنويلث. 

ويقول فاضل عكاشة سائق سيارة أجرة، ابن المدينة وشاهد مثالي على أبرز التحولات النوعية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة، "لقد أضحت دار السلام تستقطب أعدادا متزايدة من الوافدين الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، كما أن وتيرة النشاط التجاري وحركية الأعمال ازدادت كثيرا"، مضيفا أن هذا التجمع الحضري "تغير كثيرا، إن على المستوى الاقتصادي أو الديمغرافي أو العمراني". 

وليس ببعيد عن حي الأعمال، تحتضن شبه جزيرة "أوستربيري"، الحي السياحي الراقي، عددا من الفنادق والمطاعم الفخمة والمجمعات التجارية التي تعكس مستوى الحداثة والتطور الذي تعرفه هذه الحاضرة، فدار السلام تعيش على إيقاع نمو اقتصادي وسياحي قوي يجد تفسيره في حجم الاستثمارات الأجنبية الواردة على البلاد، لاسيما الصينية والإفريقية، بما يجعلها تسير نحو التحول إلى سنغافورة شرق إفريقيا. 

وإن كانت الطريق إلى بلوغ هذه المرتبة تظل معبدة أمام دار السلام بحكم إمكانياتها الاقتصادية الوازنة، فإنه يتعين على هذه الحاضرة العملاقة رفع عدد من التحديات التي تتشاطرها مع غالبية المدن الإفريقية الكبرى الصاعدة، والمتمثلة على الخصوص في تبديد الفوارق الاجتماعية، وتقليص حجم البطالة، وتأهيل البنيات التحتية، وإعادة هيكلة قطاع النقل. 

وبالموازاة مع مظاهر الحداثة والتقدم العمراني التي تميز المدينة، تزخر دار السلام بإرث ثقافي وتاريخي غني ومتنوع ينهل من عدة مشارب حضارية، وهو ما يظهر جليا في النمط المعماري ذي الصبغة الإفريقية، والعربية- الإسلامية، والهندية، والبريطانية، والألمانية، كما يتجسد في المطبخ التنزاني الذي يكاد يكون مزيجا فريدا من النكهات والوصفات المحلية والإقليمية والعالمية. 

ومن المألوف في دار السلام أن تجد مسجدا غير بعيد عن كنيسة، أو مطعما هنديا بالمحاذاة مع آخر لبناني أو صيني، في دلالة واضحة على مناخ السلم والتعايش الذي يسود البلاد ويمنحها الاستقرار والسلم الاجتماعي، الضروري لتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود. 

ويعج هذا التجمع الحضري الصاخب ببعض الصور والمظاهر التي تشكل ميزة وخاصية فريدة في جل الحواضر الإفريقية، كما هو الشأن بالنسبة لمئات عربات التوك توك (المسماة محليا "بجاج")، والتي تجوب شوارع وأزقة المدينة في جميع الاتجاهات، إلى جانب الحافلات الصغيرة المسماة "دالا دالا"، التي لا تمتثل لعدد محدود من الراكبين. 

وتبقى دار السلام إحدى الوجهات الإفريقية المفضلة للسياح الأجانب، الذين يقصدونها من أجل التمتع برمال شواطئها البيضاء، واكتشاف التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به، حافزهم في ذلك البنية السياحية ذات المعايير الدولية والأمن الذي تنعم به البلاد.

تنزانيا .. بلد شرق إفريقي صاعد بإمكانيات اقتصادية واعدة

بالنظر إلى الاستقرار السياسي والإمكانيات الاقتصادية الهامة التي تتوفر عليها، تعد جمهورية تنزانيا الاتحادية بلدا صاعدا على المستوى الإقليمي والقاري وإحدى الدول الواعدة على مستوى منطقة شرق إفريقيا. 

وتدل جميع المعطيات على أن تنزانيا تسير بخطى حثيثة نحو تحقيق طفرة اقتصادية نوعية، على ضوء تسجيلها لمعدل نمو سنوي من الناتج الداخلي الإجمالي الخام نسبته 7 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما مكن البلاد من ولوج نادي الدول العشرين ذات الاقتصاديات الأكثر دينامية على المستوى العالمي. 

وحسب البنك الدولي، سيظل الاقتصاد التنزاني مستقرا خلال السنتين القادمتين من خلال الحفاظ على نفس مستوى النمو المقدر ب 7 بالمائة في 2017 و2018، في حين يرتقب انخفاض معدل التضخم بنسبة 5 بالمائة. 

ويعتمد اقتصاد البلاد أساسا على القطاع الفلاحي الذي يمثل حوالي 25 بالمائة من الناتج الداخلي الإجمالي الخام ويشغل نحو 70 بالمائة من الساكنة، حيث تتمثل أهم منتوجات تنزانيا الفلاحية في القطن والقرنفل والنخيل الزيتي وقصب السكر، إلى جانب ثرورة حيوانية هامة. 

كما يعتمد اقتصاد تنزانيا على القطاع المنجمي بالنظر لتوفرها على ثرورة معدنية هامة، فضلا عن القطاع السياحي الذي يقوم على المؤهلات الطبيعية الكبيرة التي تزخر بها، لاسيما وأنها تتوفر على إحدى أكبر المحميات الطبيعية في العالم كمحمية سرينغيتي وسهل نكورونكورو اللذان يتميزان بتنوعها البيولوجي الفريد، وكذا عدد من البحيرات الكبرى من قبيل بحيرة فيكتوريا وتنجانيقا ومالاوي، إلى جانب جبل كليمانجارو الذي يعد أعلى قمة في القارة الإفريقية. 

وللإشارة، تقع جمهورية تنزانيا الاتحادية، التي تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 945 ألف و87 كلم مربع، على ساحل المحيط الهندي، حيث تحدها كل من كينيا وأوغندا شمالا، ودول رواندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية غربا، وزامبيا وملاوي من الجهة الجنوبية- الغربية، والموزمبيق جنوبا. 

ويقدر تعداد ساكنة البلاد، التي تتخذ من السواحلية لغة رسمية لها إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية، بحوالي 48 مليون نسمة، مقسمون بين 130 مجموعة عرقية تشكل ما يصطلح عليه بإثنية "البانتو" الإفريقية، إلى جانب ساكنة من أصول آسيوية وعربية وأوروبية. 

وتتخذ الجمهورية من دودوما عاصمة إدارية لها في حين تظل دار السلام (العاصمة القديمة) أهم الحواضر والقلب الاقتصادي النابض للبلاد، علما أن "تنزانيا" هي تسمية اشتقت من دمج إسمي تنجانيقا وزنجبار اللتان توحدتا سنة 1964 عقب نيلهما للاستقلال من الاستعمار البريطاني، حيث ظلت البلاد منذ سنة 1961 تابعة لرابطة الكومنويلث. 

وتعتبر تنزانيا، التي تولى رئاستها مباشرة بعد الاستقلال الزعيم جوليوس نيريري الذي امتدت فترة حكمه 21 سنة (من 1964 إلى سنة 1985)، جمهورية اتحادية تعتمد التعددية الحزبية وتنقسم إلى 26 جهة. 

ويسود تنزانيا المناخ المداري الرطب، غير أن اتساع رقعتها الجغرافية يجعلها تضم أنماطا مناخية متعددة، لاسيما المناخ الشبه استوائي الذي تزداد معه درجة الحرارة والرطوبة بفعل تساقط الأمطار الموسمية. 

ومن بين أهم الشركاء التجاريين لتنزانيا، جنوب إفريقيا، وكينيا، والهند، والصين، واليابان، والاتحاد الأوروبي، والإمارات العربية المتحدة، وبريطانيا. 

زيارة جلالة الملك لجمهورية تنزانيا "حدث تاريخي غير مسبوق" (وزير الشؤون الخارجية التنزاني)

أكد وزير الشؤون الخارجية التنزاني السيد أوغوستين ماهيغا، أن الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجمهورية تنزانيا تعد "حدثا تاريخيا غير مسبوق" بالنسبة لهذا البلد الشرق إفريقي. 

وقال السيد ماهيغا في تصريح للصحافة بمناسبة الزيارة الرسمية التي يقوم بها جلالة الملك لجمهورية تنزانيا الاتحادية "نحن من دون شك ممتنون لزيارة جلالة الملك (...)، والتي ستمكن البلدين من ربط علاقات وثيقة وعميقة، مستندة في ذلك على العلاقات السياسية التي تجمع بين جلالته وفخامة الرئيس جون ماغوفولي، والتي فتحت الباب أمام تعاون اقتصادي أوسع". 

وحسب الدبلوماسي التنزاني، سيتم خلال زيارة صاحب الجلالة، التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في مجموعة من المجالات من قبيل النقل الجوي، والسياحة، والبنيات التحتية، والطاقة، معبرا عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة الباب مشرعا أمام تدفق الاستثمارات المغربية في اتجاه جمهورية تنزانيا. وفي حديثه عن افتتاح سفارة للمغرب بدار السلام عقب تعيين جلالة الملك لسفير للمملكة بجمهورية تنزانيا، أكد السيد ماهيغا أن بلده يعتزم عما قريب فتح قنصلية عامة لتنزانيا بالمغرب. 

وذكر الوزير في هذا الصدد بأن العلاقات السياسية بين المغرب وتنزانيا تعود إلى ستينيات القرن الماضي، في زمن الرئيس التنزاني الراحل جوليوس نيريري والمغفور له محمد الخامس اللذان كانت تجمعهما علاقات متينة في إطار حركة التحرر الإفريقية. 

واستحضر السيد ماهيغا في هذا السياق، الدعم الذي قدمته مجموعة الدار البيضاء آنذاك لحركة التحرر الإفريقي، وكذا الدور الذي اضطلعت به التشكيلة الأممية المغربية لحفظ السلام بالكونغو، والتي حافظت على وحدة البلاد خلال السنوات الأولى من حصولها على الاستقلال. 

من جهة أخرى، أوضح وزير الشؤون الخارجية التنزاني أن الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجمهورية تعيد إلى الواجهة حدثا وازنا في تاريخ هذا البلد الشرق إفريقي، والمتمثل في زيارة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة لسواحل البلاد منذ 685 سنة. 

وقال السيد ماهيغا إن "زيارة الرحالة ابن بطوطة كانت بمثابة علامة وضاءة، ونحن نعتقد أن حلول صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذه المرة ببلدنا يدعونا إلى استحضار هذه الذكريات التي يتعين علينا توظيفها بحكمة كعامل ربط حيوي يجمع بين المغرب بتنزانيا". 

وذكر الوزير التنزاني بأن ابن بطوطة الذي كان مستكشفا وباحثا فذا، قام بزيارة جزيرة "كيلوا كيسيواني" الموجودة على السواحل التنزانية التي حل بها أيضا، مشيرا إلى أن مرور الرحالة المغربي ب "كيلوا كيسيواني" التي كانت في تلك الفترة مركزا ثقافيا محوريا، ظل محفورا في الذاكرة وأضحى حدثا يدرس في مقررات وكتب التاريخ. 

وأضاف السيد ماهيغا أن ابن بطوطة مر من تنزانيا قبل رسو سفن الأوروبيين بسواحل شرق إفريقيا، حيث أن المستكشف البرتغالي فاسكو ديغاما، ظل عندما زار المنطقة، منبهرا بالإرث الذي خلفه الرحالة والمستكشف المغربي بجزيرة كيلوا. 

وخلص وزير الشؤون الخارجية التنزاني، إلى أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك لتنزانيا تعد حدثا بارزا في حاضر العلاقات الثنائية، والتي "تحثنا على استحضار تلك الذكريات القيمة". 

جلالة الملك يحل بدار السلام في زيارة رسمية لجمهورية تنزانيا

حل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، عشية يوم الأحد بدار السلام، في زيارة رسمية لجمهورية تنزانيا، المحطة الثانية في جولة ملكية ستقود جلالته أيضا إلى إثيوبيا.

ولدى نزول جلالة الملك من الطائرة بمطار جوليوس نيريري الدولي، وجد جلالته في استقباله رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية فخامة السيد جون بومبي ماغوفولي. 

إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك الجنرال دافيس موانونيانغ رئيس أركان القوات المسلحة التنزانية، والسادة إيرنيست مانغو المفتش العام للشرطة، وموديستوس كيبيلينبا المدير العام لمصلحة الاستعلامات، والعميد المركزي جون مينجا رئيس المؤسسات السجنية. 

كما تقدم للسلام على جلالته السيدان عبد الإله بنريان سفير صاحب الجلالة بدار السلام، ومحمد فرحات رئيس قسم الشراكة بمديرية الشؤون الإفريقية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. 

بعد ذلك، التحق قائدا البلدين بالمنصة الشرفية، حيث جرت تحية العلمين المغربي والتنزاني على نغمات النشيدين الوطنيين، بينما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم جلالة الملك. 

ثم استعرض جلالة الملك تشكيلة من حرس الشرف أدت التحية الرسمية قبل أن يلتحق جلالته بالمنصة الشرفية، حيث جرى عزف النشيدين الوطنيين التنزاني والمغربي على شرف جمهورية تنزانيا الاتحادية. 

إثر ذلك، تتبع قائدا البلدين عرضا عسكريا أدته قوات حرس الشرف التنزاني، قبل أن يتقدم للسلام على جلالة الملك كل من السيدة سامية صولوحو حسن نائبة رئيس الجمهورية، والسيد قاسم ماجاليوا الوزير الأول، والسيد أوغستين ماهيغا وزير الشؤون الخارجية، والسيد جون كيجازي الأمين العام للحكومة، وحاكم دار السلام، إلى جانب عدد من الشخصيات السامية التنزانية. 

عقب ذلك، تقدم للسلام على الرئيس التنزاني أعضاء الوفد الرسمي المرافق لجلالة الملك، والذي يضم على الخصوص، مستشاري صاحب الجلالة السيدان فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، والوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد ناصر بوريطة، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. 

ثم توجه قائدا البلدين إلى القاعة الرئاسية للمطار، وسط عروض الفرق الفولكلورية المحلية التي كانت تؤدي رقصات وأهازيج شعبية ترحيبا بمقدم جلالة الملك. 

وبعد استراحة توجه الموكب الرسمي إلى مقر إقامة جلالة الملك بدار السلام، حيث زينت جنبات الطريق المؤدية لإقامة جلالته بالعلمين المغربي والتنزاني في دلالة على الصداقة التي تجمع البلدين. 

(ومع-23/10/2016)

تنزانيا "تدعم" عودة المغرب للاتحاد الإفريقي (وزير الشؤون الخارجية التنزاني)

أكد وزير الشؤون الخارجية التنزاني السيد أوغستين ماهيغا أن جمهورية تنزانيا "تدعم" عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، معتبرا أن بلده وإفريقيا برمتها ستستفيد من عودة المملكة اعتبارا للتجربة والخبرة التي راكمتها في عدة مجالات.

وقال السيد ماهيغا، في تصريح للصحافة بمناسبة الزيارة الرسمية التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتنزانيا، "إننا كعضو في الاتحاد الإفريقي، نرحب بعودة المغرب للاتحاد، وتنزانيا ستدعم بالتأكيد هذه العودة". 

وأوضح، في هذا الصدد ، أن تنزانيا، على غرار العديد من البلدان الإفريقية، تتعاون بشكل مشترك مع المغرب في إطار الكثير من المنتديات الدولية، وكذا الأمم المتحدة وضمن مجموعة ال 77.

وعلى هذا الأساس، يضيف السيد ماهيغا ، فإن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي لن يكون دالا على المستوى السياسي وحسب، بل سيمكن أيضا من تعزيز الشراكات القائمة داخل مختلف الهيئات الدولية، من قبيل منظمة التجارة العالمية وباقي المؤسسات المماثلة.

كما عبر وزير الشؤون الخارجية التنزاني عن أمله في استفادة بلده من الخبرة التي راكمها المغرب في المجال المالي وقطاعي التجارة والاستثمار، مؤكدا أن الأمر يتعلق هنا برهانات هامة للغاية ليس فقط لتنزانيا لكن أيضا بالنسبة لإفريقيا برمتها، وذلك في سياق إنجاز أهداف الألفية للتنمية وأجندة إفريقيا 2063، حيث ستشكل الاستفادة من التجربة المغربية في هذا المضمار أمرا حيويا.

انعقاد الدورة الأولى للمنتدى المغربي- التنزاني للتجارة والاستثمار بدار السلام

انعقدت يوم السبت بدار السلام، أشغال الدورة الأولى للمنتدى المغربي- التنزاني للتجارة والاستثمار، الذي تمحور أساسا حول سبل النهوض بالمبادلات التجارية والاستثمار بين البلدين.

وتميز هذا اللقاء الهام بمشاركة نائبة رئيس جمهورية تنزانيا السيدة سامية صولوحو حسن، وعدد من كبار المسؤولين الحكوميين التنزانيين، والمدير التنفيذي لمؤسسة القطاع الخاص التنزاني، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إلى جانب عدد من الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين.

وفي كلمة ألقتها بهذه المناسبة، أوضحت نائبة رئيس جمهورية تنزانيا أن هذا المنتدى يعد فرصة سانحة لاستكشاف السبل والآليات الكفيلة بدفع العلاقات والمبادلات الاقتصادية والتجارية الثنائية وجعلها ترتقي إلى مستوى أفضل.

ودعت السيدة سامية صولوحو حسن الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المغاربة إلى الاستثمار في تنزانيا، البلد الذي يشهد اقتصاده طفرة نوعية ويحرز "خطوات كبرى نحو الأمام"، لاسيما من خلال تحسين مناخ الأعمال وتعزيز جاذبية الاستثمارات الأجنبية، مسلطة الضوء على المناخ الإيجابي للأعمال الذي توفره تنزانيا، البلد الذي يتميز باستقراره السياسي المحفز على الاستثمار.

واستحضرت نائبة رئيس الجمهورية، في هذا الصدد، قطاعات السياحة والفلاحة والطاقة والبترول والغاز الطبيعي والبنيات التحتية والمناجم، مؤكدة أن هذه القطاعات توفر جميعها فرصا هائلة للرأسمال المغربي.

من جهتها، أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بنصالح شقرون التزام المؤسسة التي تترأسها بجعل هذا المنتدى المغربي- التنزاني الأول يحقق النجاح المنشود، مشيدة بالالتزام النوعي للجانب التنزاني بتنظيم وضمان مقومات نجاح هذا اللقاء الافتتاحي.

وبخصوص المبادلات التجارية بين البلدين، أوضحت السيدة بنصالح شقرون أن هذه الأخيرة التي يقدر حجمها ب 6 ملايين دولار فقط تظل دون التطلعات المنشودة، وهو ما يؤكد أهمية هذا المنتدى الذي سيمكن من الخروج بخارطة طريق تحدد بالتدابير التي يتعين اتخاذها من أجل النهوض بالمبادلات الثنائية.

كما أوردت في هذا السياق التدابير مسألة الإعفاء الضريبي، وتبسيط المساطر، وإحداث خط جوي مباشر بين البلدين، مشيرة إلى أن تنزانيا من شأنها أن تشكل جسرا للاستثمار والصادرات المغربية صوب منطقة شرق إفريقيا، سند المملكة في ذلك اتفاقيات التبادل الحر التي تجمعها مع عدد من الشركاء.

أما المدير التنفيذي للمؤسسة القطاع الخاص التنزاني السيد غودفري سيمبيي، فاعتبر أن لدى بلده الكثير ليتعلمه من المغرب ومن اقتصاده، مقترحا في هذا السياق إحداث أرضية مشتركة، وذلك من أجل تعاون أكثر متانة بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومؤسسة القطاع الخاص التنزاني في مجال التجارة والأعمال.

(ومع-22/10/2016)