الأخبار
الجمعة 12 أكتوبر، 2018

السيد أحمد التوفيق يؤكد بالعاصمة الكازاخية على ضرورة توعية الناس بالاحتياط فيما يستهلكونه من المادة الدينية

السيد أحمد التوفيق يؤكد بالعاصمة الكازاخية على ضرورة توعية الناس بالاحتياط فيما يستهلكونه من المادة الدينية

أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد احمد التوفيق ،يوم الأربعاء بالعاصمة الكازاخية أستانا ،على ضرورة توعية الناس المتدينين بالاحتياط فيما يستهلكونه من المادة الدينية.

و أضاف السيد التوفيق ،خلال مشاركته في الجلسة العامة للمؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية المنعقد حاليا تحت شعار "قادة عالميون من أجل عالم آمن"، انه من غير المعقول أن تقام الهيئات والمؤسسات لمراقبة الجودة والمطابقة بالنسبة لمستهلكات الحياة المادية ولا يتم ذلك بالنسبة للمادة الدينية والروحية، وقد وردت في الموضوعات تنبيهات نبوية تحذر المجتمع من ثلاثة أصناف من منتجي هذه المادة ،وهم الجاهلون والمبطلون (العدميون) والغالون (المتطرفون).

و أوضح السيد التوفيق أنه من مهام المبلغين، وعلى رأسهم من نسميهم اليوم بالزعماء الدينيين، حماية الناس من بضاعة هذه الأصناف، لاسيما وقد توفرت لهم وسائل التواصل وملابسات العبث بحرية التعبير.

وأبرز الوزير أنه يجب على الزعماء الدينين التدقيق في حدود مهمتهم ،التي ليست في الحقيقة سوى التبليغ والشهادة على الناس، أي رصد سلوكهم والتنبيه عليه، ويشمل الجوانب الفردية والجماعية وكل مل يتعلق بنظام الحياة، معتبرا أنه من شأن هذا الرصد أن يبين أسباب الحروب والفتن والمسؤوليات المتعلقة بها.

وشدد وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية على أنه من مهام المسؤولين الدينيين أن يشخصوا حال العالم من أجل اقتراح أنواع العلاج لأنواع المشاكل، ومن ثمة اقتراح النظام الأمثل للمعيشة في نمط لا تكمن فيه الأسباب الكبرى للجشع والصراع على أمور هذه الدنيا ،موضحا أن التوصل إلى التشخيص يفترض شرطين، أولهما العلم العميق الواسع بشؤون العالم، وثانيهما العدالة، بمعنى الموضوعية والحياد إزاء الصراعات، فيكون الزعماء الدينيون ،أي حملة العلم الديني القائمين بالتبليغ ،بمثابة قضاة.

و قال إن تدهور الالتزام بالقيم وتكاثر الحروب المحلية والتعود إلى حد الابتذال على الجرائم والمآسي بدافع المصالح، حالة غير مسبوقة تجعل مهمة المؤطرين الدينيين في مختلف مستوياتهم، ابتداء من الموجهين في منابر المساجد والمعابد ،مهمة صعبة عند عملهم اليومي من أجل الإقناع بأن طريقة حل المشاكل هي المفاوضة والحوار، لاسيما في آفاق التوتر المتزايد في العلاقات وقيام بعض وسائل الإعلام باختزال الأسباب وتجاهل السياقات والتسرع في إطلاق الأحكام وتوجيه التهم، و أن الوضع سيزيد تعقيدا بتصاعد التيارات الشعبوية والنزوعات السياسية المتطرفة.

وأوضح في هذا السياق أن السبب في صعوبة مهمة المؤطر الديني آتية من كون الناس يشاهدون ما يجري في العالم يوميا غير شاشاتهم الكبرى والصغرى، وعلى أساس قراءاتهم المباشرة للوقائع يغدون بمشاعرهم ميالين إلى الانفعال وقلة الصبر والتفهم، لأن وقع المشاهدة أعظم بكثير من التوجيهات القولية في خطب الواعظين.

وخلص السيد التوفيق الى أن الموضوع الذي يناقشه المؤتمر ، وهو دور المؤطرين الدينيين في خدمة السلم ،موضوع لا يفيد فيه الاختزال في التصور، بل يحتاج إلى تبين يحدد جهات المسؤوليات على أشكالها وعللها ودرجاتها، ولا يليق بالزعماء الدينيين أن يقعوا في الوهم بأنهم في هامش الندب والاختيار يستطيعون توجيه ما يدبره غيرهم في مركز دائرة القرار.

يشار الى أن المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية ، الذي شارك في أشغاله العديد من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين و العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ،يهدف إلى تطوير وتعزيز الاحترام المتبادل بين الايديولوجيات العقائدية المختلفة والمنتشرة في شتى أنحاء العالم، ونبذ الكراهية والعنف والتطرف ونشر مبادئ التسامح والتعاون بين جميع المؤسسات والهيئات الدينية والثقافي.

ومن أبرز العناوين التي ناقشها المؤتمر "السلام العالمي في القرن الحادي والعشرون كمفهوم للأمن العالمي"، و"فرص جديدة لتعزيز البشرية"، و"الأديان والعولمة: التحديات والمواجهات"، و "دور الزعماء الدينيين والسياسيين في التغلب على التطرف والإرهاب".

كما ناقش المشاركون في المؤتمر أكثر القضايا الإنسانية إلحاحا في سياق العولمة، بما في ذلك حرية الأديان واحترام ممثلي الديانات الأخرى ،ودور الزعماء الدينيين في تعزيز الأمن الدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديدات والتحديات الجديدة التي يشهدها العالم حاليا.

ويسعى زعماء الأديان الترويج لفكرة حوار الأديان عبر المداولات والمناقشات الدينية والثقافية ،وفي الوقت نفسه تعزيز الفهم المتبادل بين أطراف الديانات المختلفة واحترام الآخر من قبل كافة أصحاب العقائد ومن مختلف المجتمعات .

ومع:11/10/2018