الأخبار
الأحد 24 ماي، 2015

السيدة بوعيدة: إفريقيا إحدى الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للمغرب

السيدة بوعيدة: إفريقيا إحدى الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للمغرب

أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امبركة بوعيدة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل من إفريقيا إحدى الاولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية للمغرب.

وأوضحت بوعيدة في كلمة ألقاها بالنيابة عنها السيد محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة بمناسبة تخليد اليوم العالمي لإفريقيا بالمغرب، أنه إذا كان هذا الخيار الاستراتيجي يجد مرتكزاته في الانتماء الجغرافي للمغرب وتاريخه العريق الذي شكل هويته وثقافته، فإنه يمتح أيضا من هويته كقطب للاستقرار والتنمية الاقليمية والاشعاع الثقافي والحضاري.

وذكرت السيدة بوعيدة في هذا اللقاء الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية، ومجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بالمغرب، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بأن الدستور المغربي لسنة 2011 ينص على أن المكون الافريقي يشكل أحد المكونات الاساسية للهوية المغربية العريقة، مبرزة أن طموح المغرب في الانفتاح المتزايد على القارة الافريقية تحكمه عدة عوامل أهمها كونه يعد حاليا شريكا اقتصاديا أساسيا لغالبية الاقتصادات الافريقية بدليل الارتفاع المتزايد للاستثمارات المباشرة في قطاعات ذات قيمة مضافة (أبناك وتأمينات واتصالات وطاقة وفلاحة وسكن اجتماعي ... ) .

وأضافت أن هذا الانفتاح يجد مبرره أيضا في كون المغرب يعد نموذجا يقتدى به من أجل إشعاع إسلام متسامح إلى جانب كونه محاورا هاما في مجال التعاون الثلاثي الاطراف بالنظر الى تجربته وخبرته مع العديد من المانحين الثنائيين ومتعددي الاطراف .

وخلصت إلى أن الشراكة التي ينشدها المغرب مع البلدان الافريقية ترتكز أيضا على تعزيز الاندماج الاقليمي كآلية ناجعة لتعزيز التنافسية وكمستوى ملائم لتوظيف التكاملات والقواسم المشتركة والموارد الخاصة بكل منطقة، مبرزة أنه ومن هذا المنطق ، ما فتئ المغرب يدعو أساسا إلى ارساء نظام مغاربي جديد من خلال إعادة إحياء الاتحاد المغاربي.

ومن جانبها ذكرت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الاطر السيدة جميلة مصلي ، أن التكوين يمثل مرتكزا أساسيا في برامج التعاون التي تربط المغرب بالبلدان الافريقية ، حيث يسخر لذلك طاقات هائلة من خلال الوكالة المغربية للتعاون الدولي ومختلف المؤسسات الجامعية الوطنية ، التي أصبح الطلبة الأفارقة يشكلون بها نسبة 80 في المائة من الطلبة الاجانب بعدد يناهز 16 ألف طالب ، 90 في المائة منهم حائزون على منح دراسية من المغرب و20 في المائة منهم يمارسون تكوينهم بأسلاك الماستر والدكتوراه.

وأكدت السيدة مصلي أن المغرب أصبح قبلة للطلبة الأفارقة، حيث يستقطب أكبر عدد من الطلبة الافارقة بفعل السياسة التي تنهجها المملكة على أعلى مستوى والرامية الى توطيد العلاقات مع عمقه الافريقي في إطار تنمية التعاون جنوب -جنوب ، مبرزة أنه بفضل هاته السياسة وعوامل أخرى أبرزها موقعه الجيو استراتيجي ،أضحى المغرب وجهة جذابة للطلبة الافارقة .

ومن جانبه أكد سفير مالي المعتمد بالمغرب السيد أوسمان أمادوسي في كلمة باسم مجموعة السفراء الافارقة المعتمدين بالمغرب، على أهمية تخليد هذا الحدث الذي أضحى موعدا لا محيد عنه في الرباط وفرصة مواتية لاستحضار النضال الذي خاضه القادة الافارقة من أجل استقلال بلدانهم ومن أجل التحرر التام والشامل للقارة الافريقية من نير الاستعمار .

وبعد أن ذكر بالخطوات التي قطعتها البلدان الافريقية على درب التقدم والتنمية، على الرغم من الاكراهات العديدة التي تعيقها، أكد الدبلوماسي الافريقي أنه و"منذ عقد من الزمن تقريبا أخذت تلوح في الافق معالم بصيص من الامل، يدفعنا للقول بأن القارة الإفريقية لا تمثل فقط مهد الانسانية بل أيضا مستقبلها، لكنه أفق يبدو لنا بعيدا مادامت التقويمات التي يتعين القيام بها في هذا الباب للوصول الى ذلك تظل عديدة وكبيرة".

واعتبر أن "الوصول لذلك يقتضي البدء بتحسين الحكامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفقا لقواعد محددة منذ البداية ومقبولة من قبل الجميع والاستثمار في تكوين الشباب بشكل جيد من أجل تيسير اندماجه السوسيو- مهني وأخيرا الاندماج التام والشامل لافريقيا في شبكات التبادل الدولي مع التركيز على التعاون البين-إفريقي الواعد ".

وحرص في هذا الصدد على التنويه بالمجهودات الجبارة التي يقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل توطيد وترسيخ العلاقات الاقتصادية المغربية الافريقية ، مبرزا أن الزيارات المتكررة لجلالته للبلدان الافريقية ، تعكس ارادته القوية في توثيق هاته العلاقات وحرصه على المساهمة بشكل وثيق في الاقلاع المنتظر والمأمول والمنظور لا محالة لإفريقيا.

وأكد في هذا الخصوص ، بأنه من دون شك أن "المغرب بصدد أخذ موعد مع تاريخ القارة الافريقية والتاريخ بصفة عامة ،حيث في السنوات القادمة ،عندما سيتم الحديث عن عقد اقلاع إفريقيا، فإنه سيتم الحديث عن المغرب كأحد المحفزين للإقلاع الافريقي".

ومن جانبه أكد رئيس رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب السيد المهدي بن سعيد ،أن انخراط المغرب من أجل نهضة وتقدم افريقيا لم يتوقف أبدا ، وأنه متجدد باستمرار بفضل انخراط جلالة الملك محمد السادس ، الذي يعمل جاهدا من أجل قارة إفريقية واثقة من نفسها وقدراتها ، ومدعما للشراكات الافريقية -الافريقية، وباذلا لمجهودات حثيثة من أجل استقرار بلدانها".

وأشاد المهدي بن سعيد بكل الجهود الرامية إلى تحقيق وحدة افريقيا من خلال تعزيز الثقافة الافريقية والتبادل والحوار وتبادل التجارب داعيا الأفارقة الى الترافع من أجل "إفريقيا طموحة وعاقدة العزم على تحقيق الحلم الافريقي وحلم جميع الأفارقة ".

وكان رئيس المؤسسة الدبلوماسية السيد عبد العاطي حابك قد تدخل قبل ذلك ، حيث اعتبر أن احتفال المغرب اليوم بإفريقيا ، هو احتفال بانتمائه الافريقي الذي يمثل أحد مكونات هويته الحضارية مبرزا أن ما يربط المغرب بإفريقيا ليس وليد اليوم بل متجذرا في العروق وعبر الحقب التاريخية ومتجاوزا للحدود الجغرافية .

وأوضح في هذا الصدد بأن جلالة الملك محمد السادس يعمد اليوم الى تقوية هذا البعد الاستراتيجي من خلال الزيارات المتكررة التي يقوم بها جلالته للبلدان الافريقية الشقيقة والتي تساهم في تعزيز وتوثيق علاقات الاخوة والتعاون والشراكة المتعددة .

وقد تم على هامش هذا اللقاء تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية المؤرخة لمختلف اللقاءات والمحطات الكبرى التي جمعت زعماء وكبار القادة الأفارقة بجلالتي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني واللقاءات العديدة التي يعقدها حاليا صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

(ومع-24/05/2015)