الأخبار
الثلاثاء 19 يونيو، 2018

السيد يوسف العمراني : التحديات متعددة الأبعاد التي تواجه إفريقيا ينبغي معالجتها بعمق

 السيد يوسف العمراني

أكد السيد يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، يوم الاثنين بالرباط، أن التحديات متعددة الأبعاد التي تواجه إفريقيا، والمتمثلة، أساسا، في استمرار النزاعات وتعدد الفاعلين غير الدولتيين والإرهاب والهجرة والتغييرات المناخية، ينبغي معالجتها بعمق.

وقال السيد العمراني، الذي ترأس جلسة حول موضع "حفظ السلام في إفريقيا .. الاتجاهات والتحديات"، في إطار المؤتمر السنوي للسلم والأمن بإفريقيا، إلى جانب وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس، ووزير الخارجية التشادي السابق والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى مالي محمد صالح، "إن وعي البلدان الإفريقية بالتحديات الرئيسية المرتبطة بالأزمات والأمن والتنمية، مكنت من تغيير مبدأ عدم اللامبالاة بمبدأ عدم التدخل". وحسب السيد العمراني فإن تعقد وتضخيم بعض الأزمات في القارة أبان أن عمليات حفظ السلام والرد العسكري لوحده لا يمكن أن يكون أدوات فعالة لمكافحة اللاستقرار وعدم الأمن أو التطرف العنيف، معتبرا أنه بات من الضروري إدراج عمليات حفظ السلام في سياق عملية سياسية، تواكبها على المدى البعيد إصلاحات سياسية وسوسيو-اقتصادية وتنموية على كافة المستويات. وسجل أن "خصوصية وهشاشة الفضاء الجغرافي بمنطقة الساحل، تواجه اليوم بتهديدات متعددة مزمنة ذات طبيعة أمنية وديموغرافية، ولكن أيضا بيئية"، داعيا إلى القيام ب"مكافحة حازمة ضد الجماعات الإرهابية، وتعزيز دولة الحق والقانون، وخلق الظروف لتحقيق نمو مستدام وتنمية وأمن لكافة دول الساحل"، مشيرا إلى أن "المبادرات الإفريقية الجماعية المتمحورة حول مقاربة شمولية وتشاركية وتضامنية، لوحدها فقط التي من شأنها تعزيز القدرات الوطنية وتوطيد السلام والأمن في إفريقيا". 

وشدد على أنه "لكي تكون القارة على موعد مع التنمية والابتكار، فإن إفريقيا مدعوة إلى إعادة تأهيل وتجديد مؤسساتها، وأساسا منظمة الاتحاد الإفريقي، من خلال إصلاح مجلسها للسلم والأمن، وذلك من أجل تنسيق أفضل لأساليب العمل وتدبير جيد للأزمات في القارة".  وفي هذا السياق، ذكر السيد العمراني بأن المملكة هي عضو في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وهو ما يشكل اعتراف ا، لا يمكن إنكاره، بجهود المملكة في مجال السلم والأمن على صعيد القارة خلال العقود الماضية. 

وأبرز أن "المغرب، القوي بخبراته في مجال التنمية البشرية، التي توجد في قلب الرؤية الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شجع على إرساء شراكة حقيقية مع إفريقيا، التي تواصل المملكة عبرها الانخراط بشكل كامل مع البلدان الشقيقة، من خلال مبادرات ملموسة، من قبيل المشاركة في العديد من عمليات استتباب وحفظ السلام في إفريقيا، وسياسة الهجرة بما يتماشى مع احتياجات المهاجرين أو تعزيز المشاريع المهيكلة التي أطلقها جلالة الملك، في خدمة التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي وخلق الثروات في القارة". وأكد أن "المغرب سيواصل العمل بصورة بناءة ومثمرة جنبا إلى جنب مع كافة البلدان الإفريقية للحد من عوامل اللااستقرار في تعدديتها، مع متابعة جهوده لإعطاء دفعة جديدة لدينامية الاتحاد الإفريقي، لتعزيز الوحدة والتضامن الإفريقيين وتمكين القارة من رفع التحديات التي تواجهها، لا سيما في مجالات السلم والأمن الجماعي والتنمية المستدامة". 

ويشكل المؤتمر، المنظم من طرف مركز السياسات المغربي التابع للمكتب الشريف للفوسفاط (أوسيبي بوليسي سانتر) على مدى يومين، فرصة لمقاربة عدة قضايا من قبيل تطور عمليات حفظ السلام على الأرض منذ مسلسل الإصلاحات الذي شرعت فيه منظمة الأمم المتحدة في العقود الأخيرة، والدروس المستخلصة من هذه التجارب والوسائل التي من شأنها تمكين بلدان الاتحاد الإفريقي من نيل الاستقلالية على مستوى تدبير إحلال الأمن على صعيد القارة.

وسيتم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على كل القضايا لفهم أمثل لرهانات قضايا السلم والأمن بإفريقيا، وحكامة عمليات حفظ السلام، وحماية الساكنة المعرضة للخطر، وانخراط المجتمع المدني. 

ومع  18/06/18