الأخبار
السبت 13 دجنبر، 2014

مؤتمر دولي بمراكش للتعاون جنوب - جنوب في الميدان الفلاحي

مؤتمر دولي بمراكش للتعاون جنوب - جنوب في الميدان الفلاحي

وزير الفلاحة والصيد البحري يتباحث مع عدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالفلاحة حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في الميدان الفلاحي

أجرى وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، يوم الأحد بمراكش، سلسلة من المباحثات مع عدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بالفلاحة، وذلك على هامش المؤتمر الدولي الأول للتعاون جنوب جنوب الذي احتضنته المدينة الحمراء يومي 13 و14 دجنبر الجاري. 

ويتعلق الأمر بكل من وزير التنمية القروية بجمهورية مالي، السيد بوكاري تريتا، ووزير الفلاحة وتربية الماشية بالكونغو برازافيل، السيد ريغوبيرت مابوندو، ووزيرة الفلاحة بغينيا، السيدة جاكلين مارت سولتان، ووزير الفلاحة والري السوداني، السيد إبراهيم محمود حمد، ووزيرة الفلاحة وتربية الماشية ببورندي، السيدة أوديت كاييتيسي، ووزير الفلاحة بكينيا، السيد فيليكس كيباتاروس كوسكي، ووزير الفلاحة بسوازيلاند السيد موسيس فيلاكاتي. 

وتمحورت مباحثات السيد أخنوش مع الوزراء الأفارقة حول بحث السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي في الميدان الفلاحي، وخاصة فيما يتعلق بتبادل التجارب والخبرات ذات الصلة بالميدان الفلاحي والأمن الغذائي. 

التوقيع على اتفاق ثلاثي الأطراف بين المغرب ومنظمة الفاو ومالي يهم الميدان الفلاحي

تم يوم الأحد بمراكش التوقيع على اتفاق ثلاثي الأطراف بين المغرب ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وجمهورية مالي يهم الميدان الفلاحي، وذلك خلال المؤتمر الدولي الأول حول التعاون جنوب جنوب الذي احتضنته المدينة الحمراء أمس السبت واليوم الأحد. 

ويهدف هذا الاتفاق الذي وقعه كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، ووزير الفلاحة والتنمية القروية بجمهورية مالي، السيد بوكاري تريتا، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، السيد جوزي دا سيلفا، إلى تعزيز تبادل التجارب والخبرات ذات الصلة بالميدان الفلاحي والأمن الغذائي، وكذا تطوير التقنيات المخصصة للرفع من الإنتاجية. 

وبموجب هذا الاتفاق، ستقوم وزارة الفلاحة والصيد البحري بتقديم الدعم لوزارة الفلاحة والتنمية القروية بمالي، من أجل تحديد وإعداد وتفعيل الأنشطة ذات الصلة بمجال التنمية الفلاحية وتحسين الأمن الغذائي ومحاربة الفقر.

وستعمل الوزارة، أيضا، على تقديم التكنولوجيا والتجهيزات والآليات الكفيلة بتعزيز وتثمين التعاون التقني في الميدان الزراعي. 

كما ينص هذا الاتفاق على أن المصاريف المتعلقة بالتزامات المملكة سيتم تمويلها من الصندوق الائتماني الذي وضعته المملكة رهن إشارة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والذي تم إحداثه بموجب الاتفاق العام الموقع بين منظمة (الفاو) ووزارتي الفلاحة والصيد البحري والاقتصاد والمالية على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس شهر أبريل من السنة الجارية. 

من جهتها، ستعمل المنظمة الأممية، بموجب هذا الاتفاق، على الخصوص، على تأمين الدعم التقني ومراقبة ومتابعة وتنسيق إنجاز الأنشطة المندرجة في إطار التعاون جنوب جنوب.

أزيد من 20 بلدا إفريقيا يعبرون بمراكش عن رغبتهم في تعزيز التعاون جنوب- جنوب بدعم من المملكة المغربية

عبر وزراء ومسؤولين بقطاع الفلاحة يمثلون أزيد من 20 بلدا إفريقيا يوم الاحد بمراكش، عن رغبتهم في تعزيز دور التعاون جنوب -جنوب بدعم من المملكة المغربية وباقي الدول النامية على مستوى مختلف أشكاله وتطوراته خاصة في مجال التغذية والفلاحة.

ونوه المشاركون في "نداء مراكش"، الذي توج أشغال المؤتمر الدولي الأول للتعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي والأمن الغذائي الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالانخراط الفعلي التقني والمالي للملكة المغربية من أجل تحقيق والمضي قدما نحو هذا التعاون جنوب جنوب.

وبعد التأكيد على تفاوت تجارب الدول الافريقية، أوضحوا أن بعض الدول تتوفر على رصيد هام من الانجازات في مختلف المجالات التنموية على غرار المغرب، الذي من الممكن الاستفادة من تجربته، معبرين عن تشبثهم بالتعاون جنوب- جنوب باعتباره آلية ناجعة للتعاون الدولي، الذي يعتمد على روح التضامن ومقاربة تستفيد منها كلفة الأطراف المعنية.

وجدد الموقعون على هذه الوثيقة رغبتهم في تقوية دور التعاون جنوب -جنوب بدعم من المغرب وباقي الدول النامية في مجالات التغذية والفلاحة والموارد الطبيعية والتربية والتكوين الفلاحي والبحث والتنمية والمجالات المرتبطة بالتكنولوجيا والتجديد والأمن الغذائي بإفريقيا، منوهين باستعداد المملكة المغربية لنقل هذه المعارف التنموية والخبرة التي راكمتها في إطار "مخطط المغرب الاخضر" .

كما عبروا عن قناعتهم بكون الدول والشعوب الافريقية قادرة على رفع تحديات التنمية والقضاء على الفقر والمجاعة، على الخصوص من خلال وضع آليات لتعاون جنوب-جنوب ملائم لإقرار مقاربات متجددة تمكن الدول الافريقية من الاستفادة من هذه الآليات وتبني مسلسل للتنمية خاصا بها بالخصوص في مجال الفلاحة والامن الغذائي.

وبعد تأكيدهم على ضرورة تكثيف جهود جميع المتدخلين في مجال التعاون جنوب -جنوب خاصة انخراط القطاع الخاص، أبرزوا مساهمة المجتمع المدني والقطاع الخاص والفاعلين المؤسساتيين والمؤسسات والاكاديميات وباقي القطاعات التنموية، بشكل أكثر، في إرساء التعاون جنوب- جنوب باعتبارهم شركاء أساسين من أجل رفع التحديات وبلوغ أهداف التنمية خاصة على مستوى المنطقة الجنوبية، داعين منظمة الاغذية والزراعة الى مواصلة جهودها باعتبارها آلية ميسرة لهذا التعاون جنوب- جنوب.

وزراء أفارقة للفلاحة يشيدون بالتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالتعاون جنوب- جنوب

أشاد وزراء ومسؤولون رفيعي المستوى في القطاع الفلاحي من أزيد من عشرين بلدا إفريقيا، يوم الأحد بمراكش، بالتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالتعاون جنوب جنوب، ونقل خبرة المملكة الى البلدان الشريكة بإفريقيا جنوب الصحراء، خاصة في مجال التطوير الفلاحي.

وأكد المسؤولون الأفارقة في الإعلان الصادر في نهاية المؤتمر الدولي حول التعاون جنوب جنوب الذي اختتمت أشغاله اليوم الأحد بمراكش، "إننا نهنئ المملكة المغربية التي تؤكد، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشبثها بتحقيق التعاون جنوب جنوب، والتزامها الفعلي على المستوى التقني والمالي، بالإضافة الى نقل الخبرة والكفاءة المكتسبة بفضل 'مخطط المغرب الأخضر'، للنهوض بالشراكة وتمكين البلدان الافريقية ، بشكل أكبر، من فرص التعاون في مجال التنمية". 

كما نوه المسؤولون الأفارقة، الذين التأموا في إطار هذا المؤتمر الذي نظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالمبادرات الملموسة للمملكة من أجل النهوض بهذا التعاون جنوب- جنوب الذي أضحى اختيار استراتيجي لتنمية القارة.

وأبرزوا ، في هذا الصدد، أن دعم المغرب ومساهمته المالية في اطار التعاون جنوب جنوب، الذي تسيره منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة " الفاو"، كما يتجسد في الاتفاقية العامة حول الصندوق الائتماني المبرم في أبريل 2014 بين المغرب ومنظمة 'الفاو' الهادف الى إحداث صندوق ائتماني يتطابق مع الالتزام المبدئي بالحد الأدنى المتمثل في مليون دولار والمخصص لتقديم مساعدة تقنية للدول السائرة في طريق النمو، التي تتقدم بطلب في هذا الصدد، لتحسين انتاجها الفلاحي وتحقيق أمنها الغذائي وتعزيز قدرتها على مقاومة التهديدات والأزمات وتحسين تدبيرها للموارد الطبيعية. 

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، الذي نظم بمبادرة من وزارة الفلاحة والصيد البحري ومنظمة الفاو، أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش عن مقترح أحد المنعشين المغاربة في القطاع الخاص للمشاركة في هذا الصندوق.

وبخصوص هذا الصندوق الائتماني الذي يضعه المغرب لمساعدة البلدان السائرة في طريق النمو بإفريقيا لتنمية انتاجها الفلاحي والذي تسيره منظمة الفاو، أعلن السيد أخنوش عن مقترح التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمينات للاستثمار في هذا الصندوق، مضيفا أن "شركاء آخرين خواص سيلتحقون بهذه المبادرة لكونها جادة وذات مصداقية" .

وزير الفلاحة والصيد البحري: إفريقيا في حاجة إلى شراكات ثنائية مفيدة أكثر من الحصول على مساعدات

قال وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، يوم الأحد بمراكش، إن القارة الإفريقية، التي بدأت تطوي صفحة الماضي وتتوجه بعزم نحو المستقبل، في حاجة إلى شراكات ثنائية مفيدة أكثر من الحصول على مساعدات.

وأبرز السيد أخنوش، خلال حفل اختتام أشغال المؤتمر الدولي الأول حول التعاون جنوب - جنوب، الذي احتضنته المدينة الحمراء يومي 13 و14 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن القارة السمراء مدعوة إلى الاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها التعاون جنوب -جنوب وخاصة في الميدان الفلاحي من خلال التوسيع الملموس لمجالات التعاون وتبادل التجارب وتقاسم الخبرات ونقل الكفاءات. 

وبعد أن سجل أن إفريقيا حققت تطورات هامة في مجال النمو الاقتصادي الذي يدعمه استهلاك الأسر وتحسين مناخ الأعمال والرفع من المبادلات التجارية الإفريقية ب200 في المائة منذ سنة 2000 وتقليص معدل الفقر وتحقيق إقلاع تجاري إقليمي، دعا الوزير إلى تعزيز التعاون جنوب جنوب من أجل مساعدة الفلاحين بالبلدان الإفريقية على التطور وكذا "لربح المعركة" ضد الفقر وضمان الأمن الغذائي للقارة. 

وأضاف أن "المملكة المغربية ستظل كما في السابق، ملتزمة تحت القيادة الرائدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بتعزيز التعاون جنوب -جنوب في المجال الفلاحي بغية إرساء أمن غذائي مستدام بإفريقيا".

كما ذكر السيد أخنوش بدعوة جلالة الملك خلال الدورة ال48 للاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية بإحداث سوق فلاحي إفريقي مشترك كآلية مبتكرة لضمان الأمن الغذائي لكافة ساكنة القارة.

من جانبه، سجل الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، السيد مصطفى التراب، أنه لا يمكن إحداث "ثورة خضراء" بإفريقيا دون إرساء شراكة بين القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن القارة السمراء تتوفر على 60 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة على المستوى العالمي لكنها لازالت غير مستغلة. 

وأبرز أن القارة الإفريقية ستضطلع بدور أساسي في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، مؤكدا أن الثورة الخضراء ضرورية ويمكن تحققيها بالقارة السمراء. 

ومن أجل بلوغ هذا المبتغى، يقول السيد التراب، فإن إفريقيا مدعوة إلى خلق قدرات لإنتاج الأسمدة التي تظل تكلفتها مرتفعة، توجه للقارة وتتلاءم مع التربة والزراعة بهذه الرقعة من العالم، فضلا عن ضرورة تطوير خريطة تخصيب الأراضي الإفريقية وتبني سياسة للقرب اتجاه الفلاحين الأفارقة. 

من جانبه، أبرز ممثل الصين بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، السيد غزيا جينغ يوان، الأهمية التي توليها بلاده لتنمية المجال الفلاحي وكذا للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في هذا الميدان من أجل المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.

وأضاف أن التحديات والمشاكل التي تواجه الدول السائرة في طريق النمو تشابه تلك التي تعترض الصين ويبقى تعزيز التعاون جنوب -جنوب، على حد قوله، المقاربة الأنجح لمواجهة ذلك من خلال تعزيز القدرات وتطوير المجال الزراعي، مشيرا إلى أن الصين أرست قواعد التعاون مع البلدان الإفريقية والفاو في إطار التعاون جنوب -جنوب وذلك من أجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية. 

من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، السيد جوزي غرازيانو دا سيلفا، أن التحديات في مجال الغذاء لا تزال قائمة، حيث إن أكثر من خمسة ملايين شخص يعانون من المجاعة وأكثر من نصف سكان العالم يعانون من سوء التغذية. 

وبعد أن أبرز أهمية تقاسم التجارب والخبرات فيما بين البلدان في جميع المجالات ذات الصلة بالقطاع الفلاحي، أكد السيد دا سيلفا أن التعاون جنوب -جنوب من شأنه المساعدة على خلق أسواق واعدة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، مشددا، في ذات السياق، على دور القطاع الخاص في تعزيز هذا التعاون. 

أما رئيس مجلس إدارة القرض الفلاحي للمغرب، السيد طارق السجلماسي، فقد أبرز حيوية النظام البنكي المغربي وحضوره القوي بعدد من الدول الإفريقية، مبرزا أن النموذج الذي تمثله هذه المؤسسة البنكية في مجال دعم والنهوض بالقطاع الفلاحي يستجيب للعديد من التحديات التي تواجه التنمية القروية بشكل عام، كما أنه برهن عن فعاليته بالمغرب ويمكن تعميمه على القارة في إطار التعاون جنوب -جنوب.

وشددت باقي التدخلات على ضرورة التعاون بين البلدان الإفريقية وخاصة في الميدان الزراعي، وكذا تعبئة كافة الموارد من أجل تحقيق الأمن الغذائي بالقارة ومعالجة المشاكل المتعلقة بالولوج إلى التمويلات والتكنولوجيا.

كما أشادوا بالنموذج المغربي في مجال التعاون جنوب جنوب وبالتدابير التي اتخذتها المملكة من أجل تطوير قطاعها الفلاحي وخاصة مخطط المغرب الأخضر، داعين إلى فسح المجال أمام دول القارة للاستفادة من التجربة المغربية "المتميزة" في الميدان الفلاحي. 

ويندرج هذا المؤتمر الوزاري، الذي عرف مشاركة وزراء ومسؤولين بقطاع الفلاحة من أزيد من 20 بلدا إفريقيا والصين إلى جانب مسؤولين بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، في إطار الاتفاق العام الموقع بين منظمة (الفاو) ووزارتي الفلاحة والصيد البحري والاقتصاد والمالية على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يوم 23 أبريل الماضي.

وشكل اللقاء مناسبة للتبادل والتفكير حول السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في المجال وحول الوسائل الكفيلة بتحقيق الهدف الاستراتيجي المتعلق بالأمن الغذائي بالقارة.

وركز هذا المؤتمر، المنظم من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والفاو، على الزراعات الصغيرة والفلاحة العائلية التي تشكل أبرز الأنشطة الفلاحية بالقارة.

كما انكب المشاركون في هذا اللقاء على بحث الوسائل الكفيلة بتطوير التعاون جنوب -جنوب لفائدة الزراعة العائلية من خلال التركيز على القضايا التي تكتسي أهمية بارزة وتهم "الابتكار من أجل الفلاحة العائلية" و"تدبير الموارد المائية من أجل فلاحة عائلية" و"تمويل الفلاحة العائلية".

(ومع-14/12/2014)

لقاء إفريقي بمراكش للتفكير في السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي

التأم يوم السبت بمراكش، في إطار المؤتمر الدولي الأول للتعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي، وزراء ومسؤولون بقطاع الفلاحة من أزيد من 20 بلدا إفريقيا إلى جانب مسؤولين بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وذلك للتبادل والتفكير حول السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في المجال وحول الوسائل الكفيلة بتحقيق الهدف الاستراتيجي المتعلق بالأمن الغذائي بالقارة.

وسيركز هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري والفاو، على الزراعات الصغيرة والفلاحة العائلية التي تشكل أبرز الأنشطة الفلاحية بالقارة.

ويندرج هذا المؤتمر الوزاري في إطار الاتفاق العام الموقع بين منظمة (الفاو) ووزارتي الفلاحة والصيد البحري والاقتصاد والمالية على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس والذي مكن من إحداث صندوق إئتماني لمساعدة الدول النامية بإفريقيا على الرفع من إنتاجها الفلاحي وبلوغ أهداف الأمن الغذائي.

وخلال هذا اللقاء، سينكب خبراء أمميون ومسؤولون بقطاع الفلاحي، على مدى يومين، على بحث الوسائل الكفيلة بتطوير التعاون جنوب -جنوب لفائدة الزراعة العائلية من خلال التركيز على القضايا التي تكتسي أهمية بارزة وتهم "الابتكار من أجل الفلاحة العائلية" و"تدبير الموارد المائية من أجل فلاحة عائلية" و"تمويل الفلاحة العائلية".

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر، التزام المغرب بتعزيز التعاون جنوب -جنوب واستعداد المملكة لتقديم خبرتها في المجال الفلاحي لفائدة البلدان الإفريقية من خلال نماذج ناجعة للتعاون ومبتكرة تشرف عليها الفاو.

وقال الوزير إن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة للتعاون جنوب جنوب، فخلال جولته الأخيرة بإفريقيا وقعت عشرة اتفاقيات شراكة همت فقط الميدان الفلاحي".

واستطرد قائلا "نرغب في تقاسم الرؤية الصائبة للفاو فيما يتعلق بالزراعة العائلية والتي جعلتها في تناغم مع استراتيجيتها للتنمية الفلاحية والتي تلتقي مع رؤية المملكة في ميدان النهوض بالفلاحة التضامنية والفلاحين الصغار"، مؤكدا إرادة المغرب من أجل العمل بتشاور مع الفاو في هذا الاتجاه من خلال برامج عمل وتقاسم تجارب ناجحة مع البلدان الإفريقية. 

وبخصوص الصندوق الائتماني الذي وضعه المغرب من أجل مساعدة البلدان النامية بإفريقيا على الرفع من إنتاجها الفلاحي والذي تسيره الفاو، أعلن السيد أخنوش بهذه المناسبة، عن مقترح التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمينات للاستثمار في هذا الصندوق، مضيفا أن "شركاء آخرين خواص سيلتحقون بهذه المبادرة لكونها جادة وذات مصداقية". 

وأبرز أن هذا الصندوق سيواكب، على الخصوص، الباحثين والمكونين والتقنيين والمهنيين بإفريقيا وتقديم الخبرة ومواكبة التنمية الفلاحية، مؤكدا أن حضور 14 وزيرا و29 وفدا إفريقيا في لقاء مراكش يعكس أهمية ونجاعة هذا التوجه. كما يشكل لقاء مراكش مناسبة للتفكير الموسع حول التحديات المرتبطة بتنمية الفلاحة بإفريقيا سواء على المستوى التكنولوجي أو المالي وذلك بهدف تحديد السبل المبتكرة للمضي قدما في هذا الورش القاري والوصول إلى الهدف الأسمى والمتجلي في تحقيق الأمن الغذائي بإفريقيا. 

من جانبه، شدد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) السيد جوزي دا سيلفا، على أهمية التعاون جنوب جنوب بإفريقيا بالنظر للتحديات المشتركة في مجال الأمن الغذائي وتشابه الوقائع الجغرافية والمناخية وقدرة هذا النوع من التعاون على تقديم نماذج للتنمية وخبرات تتلاءم مع الخصوصيات المحلية.

وأضاف أن نموذج التعاون جنوب جنوب يساعد على تجاوز إكراهات مرتبطة بالمنهجية التقليدية مانح مستفيد ويتيح فرصة تقاسم التجارب والتعاون المتبادل من أجل تطوير الفلاحة العائلية التي تشكل إحدى دعائم استراتيجيات مكافحة الفقر والجهود المبذولة لضمان الأمن الغذائي.

وأبرز السيد دا سيلفا تطابق وجهات النظر بين الفاو والمغرب فيما يهم التعاون جنوب جنوب ، مذكرا بأن المملكة أبانت عن نماذج بناءة وملموسة لهذا التعاون عبر العديد من المبادرات مع البلدان الإفريقية منذ 1998. 

كما أشاد بمبادرة المغرب من خلال الصندوق الائتماني المحدث من أجل التعاون جنوب جنوب لدى الفاو وإرادة المغرب في المضي قدما في هذا الاتجاه من خلال إبرام اتفاقيات للتعاون الثلاثي الأطراف مع بلدان إفريقية. 

ونوه أيضا، بقدرة المملكة على دفع القطاع الخاص إلى الانخراط في هذا التعاون جنوب جنوب.

وقال المسؤول الأممي إن تعزيز الفلاحة العائلية بإفريقيا يأتي ليدعم بشكل فعال جهود التنمية السوسيو اقتصادية، مؤكدا أهمية تركيز الأنشطة المتعلقة بهذا التعاون على الابتكار واعتماد التكنولوجيات الحديثة والتدبير المعقلن للموارد المائية بالضيعات الفلاحية العائلية التي تفتقر للوسائل التقنية والمالية.

وتم خلال هذا اللقاء، عرض أنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لفائدة الزراعات الصغيرة من خلال النهوض وتسهيل التعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثي الأطراف. 

وبإعلانها 2014 سنة الفلاحة العائلية، تؤكد الفاو أن الضيعات الفلاحية العائلية تشكل عاملا حاسما من أجل الوصول إلى عالم خال من الفقر والمجاعة. 

وحسب ذات المنظمة، فإن التعاون جنوب جنوب الذي أرسى دعائمه المغرب يشكل نموذجا على مستوى القارة الإفريقية، حيث يعمل بشكل فعال من أجل دعم هذا النوع من التعاون وتقديم خبرته للدول الأخرى بالقارة. 

وقد بلغ عدد المتعاونين الذين أرسلهم المغرب إلى إفريقيا منذ سنة 1998 وحتى سنة 2009، ما مجموعه 68 خبيرا وتقنيا ببوركينافاصو و10 خبراء وتقنيين بالنيجير و9 خبراء وتقنيين بجيبوتي، فضلا عن المساعدة التقنية المقدمة لجيبوتي. 

وهم هذا التعاون العديد من المجالات، تشمل بالخصوص، إنتاج الفواكه والهندسة الزراعية والهندسة القروية والصيد التقليدي وتكثيف إنتاج المزروعات وتدبير الماء وتنظيم وتأطير الفلاحين، والإنتاج الحيواني وتربية المواشي وتربية النحل. كما مكن التعاون المغربي من تحسين قدرات الفلاحين وحكومات العديد من البلدان الإفريقية. ففي يونيو الماضي، وقع المغرب اتفاقا عاما جديدا للتعاون جنوب جنوب مع منظمة الفاو يضم مليون دولار كمساهمة أولية لفائدة البلدان الإفريقية. 

(ومع-13/12/2014)