الأخبار
الأربعاء 11 يونيو، 2014

السيد مزوار يترأس الوفد المغربي المشارك في المنتدى العربي الأوروبي باليونان

وزير الشؤون الخارجية والتعاون يشارك في المنتدى العربي الأوروبي الثالث بأثينا

الاستقرار في الساحل : الإشادة بمساهمة المغرب في المنتدى العربي-الأوروبي الثالث بأثينا

أشاد وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، يوم الأربعاء في ختام اجتماعهم الثالث بأثينا، بمساهمة المغرب في الجهود الدولية لفائدة الأمن والاستقرار في منطقة الساحل.

ونوه وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، في البيان المشترك الختامي للدورة الثالثة للمنتدى العربي-الأوروبي، بجهود المجتمع الدولي الأخيرة، و"مساهمة بلدان المنطقة، من بينهم المغرب، من أجل تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الساحل".

واتفقت البلدان المشاركة في هذا المنتدى، الذي شارك فيه المغرب ممثلا بوزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، على ضرورة مواصلة الالتزام الدولي، مؤكدة على الاهتمام المشترك بالعمل سويا من أجل وضع حد للتطرف والإرهاب في منطقة الساحل.

كما جددت هذه البلدان تشبثها باستعادة الأمن والاستقرار، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.

وعبر وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية أيضا عن انشغالهم بخصوص الأحداث الأخيرة في مالي، داعين الحكومة المالية والموقعين على اتفاق واغادوغو (مارس 2013) إلى الانخراط التام في الحوار الوطني والمصالحة، وذلك بمساعدة بلدان الجوار.

يذكر أنه من أجل التغلب على الوضع غير المستقر في الساحل، ما فتئ المغرب يوصي بتعاون إقليمي متزايد يجمع كل بلدان المنطقة، وفق مقاربة شاملة ومندمجة ومنسجمةº تجمع بين الأمن والتنمية، من منطلق قناعته بأن هذه المقاربة من شأنها أن تقدم إجابات أفقية وتضامنية للتحديات التي تعرفها المنطقة.

السيد مزوار يؤكد بأثينا على أهمية بناء شراكة متجددة بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي تراعي التحولات الإقليمية والدولية

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، يوم الأربعاء بأثينا، على أهمية بناء شراكة متجددة بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي بمواصفات ومضامين جديدة تراعي التحولات الإقليمية والدولية، وتمكن من الاستجابة بشكل أفضل وجماعي، لتحديات اليوم، وصياغة نظرة استباقية للمستقبل.

وأضاف السيد مزوار، الذي يترأس الوفد المغربي المشارك في المنتدى العربي الأوروبي الثالث الذي تحتضنه أثينا، أن هذه الشراكة ينبغي "أن تأخذ بعين الاعتبار القضايا العادلة التي ما فتئت تعرقل الوئام في المنطقة وتراعي الخصوصيات، وتعمل على الأرض من أجل واقع مغاير يعتمد التنمية الشاملة المتوازنة وفي مقدمتها التنمية البشرية، ويوسع فضاءات التلاقي والتلاقح والتفاعل بين الجانبين".

وأوضح السيد مزوار، في خطاب ألقاه بصفته رئيسا للمجلس الوزاري للجامعة العربية، أنه "باعتماد مقاربة اندماجية، تستطيع التكتلات دون الإقليمية، القائمة حاليا داخل كل من المجموعتين أو ما بينهما، كاتحاد المغرب العربي، حينما يتجاوز تعثره الحالي، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد من أجل المتوسط، والحوار 5+5، قيادة مسار الاندماج الإقليمي، ومن تم الإسهام في الارتقاء بالتعاون العربي الأوروبي".

وأضاف أنه من شأن التعاون، وفق هذا التصور، أن يكتسب بعدا استراتيجيا في العلاقة مع المحيط، عبر اعتماد الممرات المعبدة والمؤهلة القائمة تجاه القارة الإفريقية، وذلك لإطلاق شراكات ليس فقط ذات مردودية للأطراف المعنية، بل أيضا ذات بعد تضامني وتنموي مركز لفائدة هذه القارة الخصبة الواعدة.

وأبرز السيد مزوار أن "قيم العدل والحق ونشر السلم والسلام والأبعاد الإنسانية الكونية تحتاج دوما إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب قصد محاربة الصور النمطية المغلوطة، لدى هذا الجانب أو ذاك"، مشيرا إلى أن "فضاءنا الحضاري المشترك عرف تداخلا امتد على مراحل طويلة من التاريخ، ولديه اليوم كل المؤهلات لحمل وترسيخ هذه القيم والمساهمة في إشعاعها في العالم بأسره".

وأضاف أنه "كلما أعطينا لهذه القيم مدلولاتها العميقة عمليا، كلما استطعنا مواجهة التحديات القائمة، ولعل أكثرها إلحاحا ضرورة التصدي الجماعي للتهميش والإقصاء الاجتماعي، ومحاربة التطرف والعنصرية والإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، باعتبارها تهديدات تمس الاستقرار المجتمعي والسكينة الروحية"، معتبرا أن "تداخل هذه التحديات يتطلب منا أجوبة مشتركة وشاملة في أبعادها التنموية والثقافية والأمنية الصرفة".

وتطرق الوزير إلى الأزمات الإقليمية في كل من سوريا وليبيا وضرورة اعتماد مقاربة سياسية سلمية لوضع حد لحجم التقتيل والعنف وإراقة دماء الأبرياء من المدنيين، فضلا على الضغط على إسرائيل من أجل وضع حد لسياسة الاستيطان التي تنتهجها بالقدس المحتلة في تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية ونسف واضح لكل جهود السلام المبذولة لحد الآن.

من جهة أخرى، تطرق اجتماع وزراء خارجية المنتدى العربي الأوروبي الثالث إلى مختلف القضايا الإقليمية وسبل إيجاد حلول سلمية لها ودعم الاتحاد الأوروبي لمحطات الانتقال الديمقراطي بالعالم العربي وتكريس ثقافة حقوق الإنسان وحوار الأديان وحرية المعتقد والتعدد الديني، إضافة إلى التعاون ما بين المجتمعات المدنية وإشاعة قيم حرية التعبير والإبداع وتعزيز دور المرأة في التنمية، والتعاون المؤسساتي، والترحيب بالتعاون بين البرلمان الأوروبي والبرلمان العربي.

كما تناول الاجتماع التعاون الاستراتيجي من خلال إقامة حوار استراتيجي عربي-أوروبي وتبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية، والتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، إضافة إلى التعاون في مجال القضاء ومحاربة جرائم الاتجار في البشر والمخدرات والجريمة المنظمة.

وتضمن الإعلان النهائي للمنتدى العربي الأوربي الثالث تفعيل التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الضفتين من خلال التأكيد على أهمية تعزيز التعاون المؤسسي بين مجتمع الأعمال والنقابات العمالية والغرف التجارية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالمنطقتين. 

كما نص الإعلان النهائي على التعبير على القواسم المشتركة الأساسية التي تجمع الطرفين من أجل مواجهة التحديات المشتركة وكذلك الفرص المتاحة وتقوية النقاشات الإستراتيجية المفتوحة بين الجانبين حول القضايا الإقليمية وشبه الإقليمية.

كما تم التأكيد على مرجعيات مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية ودعم المبادرة العربية للسلام والرعاية الأمريكية لهذه المفاوضات وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية في القدس الشرقية.

وتعد هذه الآلية التي اقترحتها حكومة مالطا ورحبت بها القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض عام 2007، أحد أهم أطر التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي الذي ترأس اليونان دورته الحالية، وتم على أساسها تنظيم اجتماعين مشتركين لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين، الأول في مالطا خلال عام 2008، والثاني في القاهرة خلال عام 2012.

السيد مزوار يجري بأثينا مباحثات مع السيدة كاترين أشتون ونظيرته الكرواتية

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، يوم الأربعاء بأثينا، مباحثات مع كل من نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي السيدة كاترين أشتون، ونائبة رئيس الحكومة ووزيرة خارجية كرواتيا، السيدة فيسنا بوسيتش.

وتبادل السيد مزوار والسيدة أشتون، على هامش مشاركته في المنتدى العربي الأوربي الثالث بأثينا، وجهات النظر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع بليبيا وسوريا، وسبل تعزيز التعاون الأوروبي المغربي على مستوى التشاور السياسي بخصوص الأزمات الإقليمية.

وبهذه المناسبة، أشادت السيدة أشتون بالدور الذي يضطلع به المغرب بالمنطقة على مستوى إشاعة قيم السلم والأمن والاستقرار ودعم الحلول السلمية وإشاعة ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان.

كما أشادت المسؤولة الأوربية بالتقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان بالمغرب والانتقال الديمقراطي الهادئ ومسلسل الإصلاح الناجح بالمملكة، مقارنة بما يجري بعدد من دول المنطقة.

وفي هذا الإطار، ذكر السيد مزوار المسؤولة الأوربية بأن المغرب انخرط بقيادة جلالة الملك محمد السادس في مسلسل الإصلاح السياسي منذ مدة، مؤكدا أن نضج الطبقة السياسية والمجتمع وإرادة الإصلاح ووجهته الواضحة، جعلت من المغرب نموذجا بالمنطقة.

كما أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون مباحثات مع نائبة رئيس الحكومة ووزيرة خارجية كرواتيا، السيدة فيسنا بوسيتش، اتفق فيها الطرفان على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية.

ووجه السيد مزوار، بالمناسبة، دعوة إلى نظيرته الكرواتية لزيارة المغرب.

(ومع-11/06/2014)