الأخبار
الجمعة 12 دجنبر، 2014

يوم دراسي بالقنيطرة حول الموارد المائية بجهة الغرب الشراردة بني احسن

يوم دراسي بالقنيطرة حول الموارد المائية بجهة الغرب الشراردة بني احسن

أكد مشاركون في يوم دراسي نظم يوم الجمعة بالقنيطرة، على ضرورة التصدي الناجع والسريع للإكراهات والتحديات التي تواجه الموارد المائية بجهة الغرب الشراردة بني احسن.

وشدد المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الجهوي لجهة الغرب الشراردة بني حسن بشراكة مع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب ووكالة الحوض المائي لسبو في موضوع الموارد المائية بالجهة "التحديات والإكراهات والآفاق"، على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية وتشاورية من أجل إعداد وبلورة كل سياسة مائية ناجعة على مستوى الجهة.

وتم خلال هذه التظاهرة، التي شارك فيها نخبة من المسؤولين والباحثين و الجامعيين و المهنيين والمنتخبين، التأكيد على ضرورة بلورة سياسة استباقية للتصدي للمشاكل التي قد تواجهها جهة الغرب مستقبلا، ولاسيما ما يتعلق باستنزاف الموارد المائية والتلوث والاستهلاك المفرط وغير العقلاني للمياه.

وأبرزت السيدة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء ، أن أهمية هذا اللقاء، تأتي انطلاقا من استعداد المملكة لدخول تجربة الجهوية الموسعة، موضحة أنه بإمكان هذه النقاشات المثمرة، أن تضفي على هذا المشروع طابعا تنمويا حقيقيا في أبعاده الشاملة والعميقة.

وأكدت أن هذا اليوم الدراسي يعد مناسبة لتقييم الإنجازات والمكاسب التي حققتها جهة الغرب الشراردة بني حسن في قطاع الماء، وكذا الوقوف على التحديات ومناقشتها بين كافة المعنيين والتفكير الجماعي في الحلول والإجراءات الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع الحيوي بما يضمن مواصلة السير نحو تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة للجهة.

وأبرزت الوزيرة المنتدبة أنه بالرغم مما تتمتع به الجهة من مؤهلات طبيعية واقتصادية وبشرية هامة، وما شهدته من طفرة نوعية على المستوى التنموي، إلا " أن حسن استثمار هذه المؤهلات والفرص، يستلزم منا الوقوف عند الإكراهات الحقيقية التي تواجهنا، سواء كانت ذاتية أو موضوعية" .

وأوضحت في هذا الصدد أن هذه الإكراهات تتمثل بالخصوص في استنزاف المياه الجوفية، وإشكاليات التلوث، والاستعمال غير المعقلن للموارد المائية، فضلا عما تعرفه الجهة من فيضانات تكاد تكون دورية .

وأشارت السيدة شرفات أفيلال، من جهة أخرى، إلى أن المملكة بادرت، في سياق حرصها على التصدي لمجموع الإكراهات التي تعاني منها مختلف الجهات، إلى إعداد استراتيجيتين تهدفان إلى إعطاء دينامية قوية لقطاعي الماء والفلاحة وهما مخطط المغرب الأخضر والإستراتيجية الوطنية للماء، مؤكدة أن جهة الغرب الشراردة بني حسن تحظى بأهمية بالغة ضمن هذين المخططين.

وأبرزت الوزيرة أن الإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء ستمكن من مواكبة المشاريع القطاعية الطموحة خاصة مخطط المغرب الأخضر عن طريق مواصلة تعبئة الموارد المائية وتثمينها واستغلالها استغلالا مستداما.

وأشارت في هذا السياق، إلى أنه تم الشروع على مستوى منطقة الغرب، في إنجاز سدين كبيرين على واد سبو وبهت هما سدا مداز وولجة السلطان بسعة إجمالية تقدر ب 1200 مليون متر مكعب ، مما سيمكن من رفع الطاقة التخزينية بحوض سبو بنسبة 20 بالمائة.

كما ستكون لمشروع خلق مندوبية لوكالة حوض سبو بالقنيطرة، والذي يوجد في مراحله النهائية، تضيف السيدة أفيلال، الأثر الإيجابي في مواكبة المجهودات التي يقوم بها قطاع الماء على صعيد هذا الإقليم، والجهة بصفة عامة.

ومن جانبها، نوهت السيدة زينب العدوي والي جهة الغرب الشراردة بني احسن وعامل اقليم القنيطرة، بأهمية هذا اللقاء الذي يندرج في إطار المبادرات التواصلية التي يحرص مجلس الجهة بمعية شركائه على تنظيمها، والتي من شأنها تكريس فلسفة الحوار والتشاور وتداول المعلومة وتأسيس أرضية لتأطير الفعل التنموي وفق مرتكزات علمية ومعطيات تعتمد آليات التشخيص المجالي، وتعتمد كذلك مقاربة التشاور والتشارك مع كافة المكونات والفعاليات المعنية بتدبير المجال بهذه الجهة الغنية بمؤهلاتها الطبيعية ومواردها البشرية.

وشددت على أن التغلب على الإكراهات والتحديات التي تواجه القطاع المائي وتثمين المكتسبات المحققة وتحديد آفاق سياسة تدبير الموارد المائية بالجهة، تتطلب اعتماد خطط تتسم بالنجاعة والفعالية وقابليتها لتحديد أهداف عملية ودقيقة قابلة للتنفيذ على المستوى الواقعي، مما يمكن بالتالي من تحقيق الأمن المائي.

وأكدت السيدة زينب العدوي، في هذا السياق، على أهمية اعتماد خطة مندمجة لاقتصاد الماء عبر ترشيد استعمال الموارد المائية واعتماد التقنيات والتكنولوجيات المعدة لهذا الغرض والمتمثلة أساسا في نظم السقي الموضعي، وتفعيل المخططات الجهوية المتعلقة بتجديد وتأهيل البنيات الهيدروفلاحية لما لهذه المشاريع من آثار ايجابية ،سواء على مستوى اقتصاد الماء،أو على مستوى تحسين الانتاجية والحفاظ على البيئة مع وضع برامج لصيانتها بشكل مستمر ودائم .

ومن جهة أخرى، أبرزت والي الجهة ، ضرورة القيام بالدراسات المتعلقة بالحماية من الفيضانات بالمراكز الحضرية والتجمعات القروية التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة وكذا بالمراكز الناشئة، وتفعيل توصيات مختلف الاجتماعات واللجن الاقليمية ذات الصلة بتدبير الفيضانات بالغرب والتحلي بالاستباقية لمواجهة خطر الفيضانات.

وعلى مستوى حماية الموارد المائية من التلوث، أكدت السيدة العدوي على الحاجة الماسة إلى التعجيل بمحطات المعالجة المبرمجة بكافة حواضر الجهة ومراكزها القروية التي تعرف كثافة سكانية عالية، وتأهيل قطاع تدبير النفايات المنزلية والمماثلة لها عبر تنفيذ مقتضيات المخططات المديرية الجهوية والإقليمية لتدبير النفايات ، عبر انشاء مطارح مراقبة جديدة وتحسين تدبير المطارح المتواجدة وإغلاق وتهيئة مواقع المطارح العشوائية وبلورة مخططات مديرية اقليمية لتدبير النفايات المنزلية حفاظا على الموارد المائية من التلوث.

أما السيد المكي الزيزي رئيس مجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن، فأكد من جهته، أن التحكم في الموارد المائية يشكل عنصرا محوريا في الأمن الغذائي وضمان الإنتاج وتحسين إنتاجية القطاع الفلاحي، مشيرا الى أن ندرة المياه تشكل التحدي الكبير الذي يواجه المغرب في استراتيجيته الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي والنهوض بالتنمية الاقتصادية المستدامة،

وأضاف ان المغرب مطالب بإرساء نموذج للحكامة مبني على الاستدامة وعقلنة استعمال موارده المائية المتاحة بهدف التصدي لأزمة الماء.

وتميز هذا اللقاء بتقديم عروض حول "الموارد المائية بالجهة: الوضعية الراهنة والآفاق"، و"الري بالجهة: الحالة الراهنة والبرامج المستقبلية"، و" تقييم الحالة البيئية بالجهة والآفاق المستقبلية".

(ومع-12/12/2014)