الذكرى 40 للمسيرة الخضراء 1975 – 2015

احتفال في كوبنهاغن بالذكرى ال40 للمسيرة الخضراء

تم يوم السبت في كوبنهاغن الاحتفال بالذكرى ال40 للمسيرة الخضراء، وذلك في جو من الفرح والفخر وحس الانتماء الوطني.

وجرى الاحتفال بهذا الحدث، الذي حضره العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الاسكندنافي، في ساحة مجاورة لقلعة كريستيانسبورغ التي يوجد بها مقر البرلمان الدنماركي، في حي شهير بالعاصمة الدنماركية.

وتم بمبادرة من المنتدى الدنماركي-المغربي، الذي يضم فاعلين جمعويين وأعضاء في مجلس الجالية المغربية بالخارج، نصب خيمة في وسط الساحة تم تزيينها بالأعلام المغربية والدنماركية، وذلك بغية التعريف ببعض الأوجه الثقافية والحضارية للمملكة.

وفي كلمة بالمناسبة، عبر العمدة المكلف بالثقافة والتنشيط في كوبنهاغن، كارل كريستيان إبيسين، عن سروره بالمشاركة في احتفالات الجالية المغربية المقيمة بالدنمارك، من خلال حدث ثقافي يعكس قيم الانفتاح والتقاسم والتسامح، مؤكدا أن هذه التظاهرة الثقافية تترجم روح التبادل والحوار والاحترام المتبادل.

وجددت باقي كلمات أفراد الجالية المغربية، ومن ضمنهم العديد من المواطنين المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، التأكيد على التعبئة المستمرة للجالية المغربية للتصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، والمساهمة في بذل المزيد من الجهود من أجل التعريف بالقضية الوطنية.

كما أكدوا عزمهم الكامل، على غرار كل مغاربة العالم، على المساهمة والمشاركة بحيوية في المسلسل التنموي الذي تشهده المملكة، تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

"الخطاب الملكي في الذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء.. وقعه على التنمية السوسيو- اقتصادية والسياسية والثقافية بالأقاليم الجنوبية"، محور ندوة بمراكش

شكل موضوع "الخطاب الملكي في الذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء.. وقعه على التنمية السوسيو- اقتصادية والسياسية والثقافية بالأقاليم الجنوبية"، محور ندوة نظمت يوم الجمعة بمراكش بمبادرة من جمعية الاطلس الكبير.

وتطرق باحثون وأساتذة جامعيون خلال هذه الندوة، التي نظمت بتعاون مع المجلس الجماعي لمراكش، إلى المغزى العميق والهادف للخطاب الملكي السامي، مبرزين أنه شكل قطيعة واضحة مع الأساليب القديمة للتعامل ومعالجة القضية الوطنية المتعلقة بالأقاليم الصحراوية المغربية.

وأوضح المشاركون أن الخطاب الملكي السامي أكد على ضرورة إنعاش الاستثمار المنتج بالأقاليم الجنوبية بشكل يجعل هذه الاقاليم أقطاب اقتصادية تتسم بالتنافسية، والتركيز على المشاريع الاستراتيجية البنيوية ذات القيمة المضافة العالية والكفيلة بإدماج أبناء المنطقة في سوق الشغل، فضلا عن إبرازه لأهمية خلق جسور جديدة سواء مع شمال المملكة أو إفريقيا جنوب الصحراء.

وشدد المشاركون على أن الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية شكلت منعطفا جديدا ومصيريا بالنسبة لمستقبل المناطق الصحراوية، حيث مكنت هذه الاقاليم من الاستفادة من دعم مالي يقدر ب 77 مليار درهم من شأنه المساهمة في خلق مشاريع استثمارية هامة في مختلف الميادين، خاصة الصيد البحري والفلاحة والصناعة والتكوين المهني والبنيات التحتية.

وعلى المستوى السياسي، أكد المشاركون، أن الخطاب الملكي أعطى درسا واضحا لخصوم الوحدة الترابية المتعنتة في استغلال قضية الصحراء المغربية لافتعال مشاكل وحواجز للمملكة المغربية. 

مجلة مكسيكية تبرز مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء والأوراش التنموية الكبرى المعلن عنها

أبرزت مجلة (لابوث ديل العربي) "صوت العربي" المكسيكية مضامين الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، وكذا الأوراش التنموية الكبرى التي أعلنها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

واستحضرت المجلة مقاطع من الخطاب الملكي، الذي أكد من خلاله جلالة الملك على أن "المغرب يرفض أي مغامرة، غير محسوبة العواقب، ستكون لها تداعيات خطيرة، أو أي اقتراح فارغ ودون جدوى، سوى محاولة نسف الدينامية الإيجابية، التي أطلقتها مبادرة الحكم الذاتي".

وأشارت المجلة، في مقال تحليلي نشرته مساء يوم الجمعة على موقعها الإلكتروني، إلى أن جلالة الملك محمد السادس أبرز أن المغرب وفى بالتزاماته، وقدم مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، التي أقرت المجموعة الدولية بجديتها ومصداقيتها.

وسجلت (لابوث ديل العربي) أن صاحب الجلالة وضع، في خطابه السامي، الجزائر، التي تدعم (البوليساريو)، أمام مسؤولياتها، حيث تساءل "لماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير.. ¿ وهو ما يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن ، يصون كرامتهم".

من جهة أخرى، أبرزت المجلة المكسيكية أن خطاب المسيرة الخضراء سلط الضوء على النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الرامي إلى جعلها قطبا للتنمية المندمجة، من خلال تعبئة كل الوسائل المتاحة لإنجاز عدد من الأوراش والمشاريع الكبرى، من قبيل تقوية الشبكة الطرقية بالمنطقة وفق المعايير والمواصفات الدولية.

وخلصت (لابوث ديل العربي) إلى أنه بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ترأس صاحب الجلالة حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي يتطلب استثمارات بقيمة 77 مليار درهم.

المغرب يتطلع إلى إرساء "شراكة خاصة" مع الهند 

أكدت وكالة الأنباء الآسيوية الهندية أن المغرب يتطلع إلى إرساء "شراكة خاصة" مع الهند في جميع المجالات.

وأوضحت الوكالة، في قصاصة بثتها مساء يوم الجمعة، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي حضر أشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا 2015 على رأس أحد أهم الوفود ال 54 المشاركة، أعرب عن رغبته في إقامة "شراكة خاصة في جميع المجالات" مع الهند.

وأشارت الوكالة إلى أن جلالة الملك عبر للوزير الأول الهندي ناريندرا مودي، عن ارتياحه بشأن النتائج التي تمخضت عنها قمة الهند-إفريقيا، معتبرا إياها "نموذجا للتضامن جنوب-جنوب" و"مرآة تعكس كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك" بين الهند وإفريقيا، و"بداية جديدة" في العلاقات الثنائية.

وأبرز المصدر ذاته أن جلالة الملك أولى الكثير من الاهتمام لأشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند-إفريقيا 2015، كما كان لجلالته حضور بارز خلال تلك التظاهرة، من خلال الكثير من المداخلات والاقتراحات البناءة.

وأضافت الوكالة أن جلالة الملك محمد السادس، الذي يعرف بفكره التقدمي في مجال مقاربة النوع والتعليم والتكوين لفائدة النساء، والذي جعل من بلاده الواقعة في شمال إفريقيا نموذجا للإسلام المعتدل في منطقة تعاني من العنف السياسي والتطرف الديني، التقى بناريندرا مودي على هامش القمة، حيث ناقشا جميع الجوانب التي تهم العلاقات الثنائية.

وكان جلالة الملك والوزير الأول الهندي، أكدا خلال هذا اللقاء، على الإرادة المشتركة في الارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الهند، وتعزيزها من خلال طموح أكثر قوة وأفق متجدد.

واتفق جلالة الملك والسيد مودي على إحداث لجنة عمل يشرف على تنسيقها وزيرا شؤون خارجيتي البلدين، وذلك بهدف بلورة مشاريع ذات النفع المشترك ومبادرات من شأنها الاستجابة للطموح الجديد المعبر عنه.

وبهذه المناسبة، وجه جلالة الملك الدعوة للوزير الأول الهندي من أجل القيام بزيارة عمل للمغرب تتناول مختلف مجالات التعاون، وتعكس، بالتالي، هذه الدينامية الجديدة التي تطبع العلاقات القائمة بين البلدين.

الخطاب الملكي بالعيون وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية في ما يخص مسألة تمثيلية الصحراويين المغاربة 

قال الأكاديمي والباحث المتخصص في قضايا الساحل والصحراء، السيد عبد الفتاح الفاتحي، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس بالعيون، وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية في ما يخص مسألة التمثيلية، بين ممثلين انتخبهم الصحراويون وفق مبادئ الديمقراطية الشعبية وبين من يفرضون أنفسهم كممثلين للصحراويين.

وأكد السيد الفاتحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك محمد السادس حسم في خطابه السامي الذي وجهه من مدينة العيون إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، مسألة تمثيلية الصحراويين، على ضوء المشاركة المكثفة للأقاليم الجنوبية في الانتخابات الجهوية والمحلية التي جرت في الرابع من شتنبر الماضي.

وشدد الأكاديمي على أن جلالة الملك في خطاب المسيرة على أكد أن الصحراويين قد انتخبوا خلال استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي ممثلين لهم ستوكل لهم مهمة التنفيذ العملي لمشاريع الجهوية المتقدمة. 

كما أن تعزيز اختصاص تدبير الصحراويين لشؤونهم، عبر الممارسة الديمقراطية الشعبية وتطبيق الجهوية المتقدمة، يجعل من مسؤولية ساكنة الصحراء الإشراف على مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر ممثليهم ومنتخبيهم، حسب السيد الفاتحي.

وعليه، يقول الباحث المتخصص في الشؤون الصحراوية، فإن جلالة الملك في خطابه السامي يؤكد ومعه كل المغاربة الصحراويين الحقيقيين، أن لا أحد بإمكانه أن يجردهم من أحقية اختيار ممثليهم بطريقة ديمقراطية، وأن ادعاء ما يسمى ب"البوليساريو" بأنه الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، أمر في غاية الغرابة، ولا يقبله أي عاقل في العالم.

إن المغرب وبهذا الخطاب التاريخي، يقول السيد الفاتحي، قد دق آخر مسمار في نعش "البوليساريو"، حينما أكد أن لا أحد بإمكانه اليوم الادعاء بأحقيته في تمثيل فئة ما دون الاحتكام إلى قواعد العملية الديمقراطية.

وأشار السيد الفاتحي إلى أن مبادرة الحكم الذاتي تستوعب البعد الإنساني والحقوقي، فهي من جهة تؤسس لسبل تحقيق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لسكان الأقاليم الجنوبية، ومن جهة أخرى تقوم على المقاربة التشاركية في تدبير ساكنة الصحراء لشؤونهم الذاتية.

وسجل الأكاديمي أن المغرب يؤسس خطواته لحسم ملف وحدته الترابية على أساس مبادئ الممارسة الديمقراطية بخصوص تمثيل ساكنة الصحراء وتنفيذ المشاريع التنموية التي تحول الحواضر الصحراوية إلى مدن نموذجية لها الأفضلية مقارنة مع نظيراتها في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء، والتي أصبحت محط جذب استثماري وسياحي كبير.

إن محاولة الادعاء بوجود إطار ديمقراطي لتمثيل "البوليساريو" للصحراويين، يؤكد السيد الفاتحي، أمر لا يستقيم قانونيا بقوة الواقع، فمعلوم أن "البوليساريو" لا تزال ترفض إحصاء المحتجزين في مخيمات تندوف رغم الدعوات المتكررة للأمم المتحدة للقيام بذلك.

وأكد السيد الفاتحي أن إقدام جبهة "البوليساريو" على الإعلان عن تأسيس جمهوريتها الوهمية إنما هو إحدى المناورات للبحث عن مداخل قانونية لشرعنة تمثيلية مفقودة للصحراويين عبر مفهوم الدولة، إلا أن الواقع بقي أكبر بكثير من طموحاتها تلك.

جامعي يوناني: خطاب جلالة الملك يعرض لاستراتيجية مغربية جديدة

اعتبر الجامعي اليوناني نيكوس ليغيروس أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء يعرض "لأسلوب تنفيذ استراتيجية مغربية جديدة، إذ يتضمن برنامجا لا مجال للتراجع عنه، يستند على مفهوم الحكم الذاتي، ويدرج الصحراء كنقطة انطلاقة لنموذج للتنمية المندمجة بالاقاليم الجنوبية والتي ستصبح بعد مرحلة النضج المعلمة البارزة في مسلسل استكمال وحدة المغرب الترابية" الذي انطلق قبل أربعين سنة بالمسيرة الخضراء.

وأضاف ليغروس وهو استاذ اللسانيات والاستراتيجيا والرياضيات بجامعتي أثينا وتراقيا ومدرسة البوليتكنيك بشانثي، في مقال نشر الجمعة بعدد من المواقع الإخبارية ومراكز البحث في اليونان أن هذه الاستراتيجية المغربية الجديدة يستند تنفيذها "على الصحراويين الأصيلين الذين يمثلون الوطنيين الصادقين وتتفادى الذين سمحوا لأنفسهم بالانخداع بأطروحات الأعداء من خلال استثنائهم من مختلف مسارات المسلسل". 

وأضاف الكاتب "هكذا نعاين البرمجة الفعلية للأوراش الكبرى وللمشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية وأيضا المشاريع الطرقية ببناء طريق سريع وفق المعايير الدولية وخط للسكك الحديدية وميناء ضخم على الأطلسي ومركز إقليمي للنقل الجوي".

وأشار ليغروس والذي يدرس ايضا الاستراتيجيا بمعهد الدفاع ومدرستي سلاح الجو والأمن القومي باليونان الى "أن هذه التوليفة الاستراتيجية التي تم إبرازها تمثل في المحصلة مسلسلا لجهوية متقدمة يستند على ميثاق للامركزية الإدارية، وايضا حول الموارد الطبيعية التي يتم توظيفها لفائدة سكان الجهة".

ولاحظ كذلك أنه "من الهام للغاية تسجيل أن هذه المقاربة الملكية تمثل في الحقيقة هجوما مضادا ذي صلة بالمشكل المركزي، إذ يعيد الأمور بوضوح الى نصابها فيما يتعلق بإشكالية مخيمات تندوف على اعتبار أن تدبيرها غير المقبول حولها لمخيمات للبؤس حيث لا أحد يسعى بصدق لحل المشاكل وإنما فقط لاستغلال الأبرياء في وضع هش من خلال الرفع بشكل كبير من الأعداد الحقيقة للافراد للحصول على التمويلات الإنسانية وتحويلها". 

ليخلص الكاتب الى القول "إننا نعاين أنه في مواجهة استغلال مآسي الافراد في المخيمات تخلق استراتيجية المغرب الجديدة آفاقا للتسوية لم يكن بكل بساطة بالامكان تصورها قبل سنوات من الآن".

جمعيات تندد بمدريد بمحنة الصحراويين في تندوف وانتهاكات "البوليساريو"

ندد فاعلون جمعوين إسبان ومغاربة، يوم الجمعة ، بمدريد، بالجحيم اليومي الذي يعيشه الصحراويون المحتجزون في مخيمات تندوف فوق تراب الجزائر، وبانتهاكات "البوليساريو".

وقال رئيس المنتدى الكناري الصحراوي، ميغيل أورتيز آسين، خلال ندوة صحفية بالعاصمة الإسبانية، إن الوضع في المخيمات مترد بسبب تصرفات "البوليساريو" وما ترتب عن ذلك من فساد ويأس، مشيرا إلى أن قادة "البوليساريو"، السائرون نحو الزوال، يأتمرون بأوامر الجزائر، غير آبهين بالأصوات التي ترتفع ضد القمع بمخيمات تندوف.

وأعرب عن أسفه لتحويل قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية الدولية الموجهة لمخيمات تندوف قصد التخفيف من معاناة السكان المحتجزين رغما عنهم فوق هذا التراب تحت قبضة الجزائر، ولغياب حرية التعبير داخل المخيمات، والاختفاء القسري، مشيرا إلى أن "البوليساريو" أضحت شركة يتزعمها قائد يأتمر بأوامر الجزائر، ويقود الصحراويين المحتجزين بتندوف إلى الهاوية.

وأشار، في المقابل، إلى التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال الديمقراطية، إلى جانب الإشعاع المستمر والمتزايد للمملكة دوليا.

ومن جهته سلط مبارك النوهي، رئيس جمعية "لافوز ديل سحارا" (صوت الصحراء)، الضوء على الوضع المتوتر السائد في مخيمات تندوف بسبب الممارسات الدنيئة ل"البوليساريو" والقمع الذي تمارسه، مذكرا بأن استبداد الانفصاليين فجر سنة 2014 مظاهرات وأعمال شغب لم يسبق لها مثيل.

وأضاف أن تزايد مظاهرات السكان المحتجزين بمخيمات تندوف ضد القمع وانتهاك حقوق الإنسان والوضع اللا إنساني السائد في هذه المخيمات يعكس الإرادة القوية لهذه الساكنة في الثورة ضد استبداد وفساد الانفصاليين.

ووجه مبارك النوهي أصابع الاتهام إلى الجيش الجزائري محملا إياه مسؤولية قتل الشابين الصحراويين خطري ولد حماده ولد خندود ومحمد ولد عليين بويه.

وفي سياق متصل قدمت خديجتو أحمد محمد، إحدى ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقترفها "البولساريو"، شهادة مؤثرة حول هذه الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قيادة الانفصاليين، والمعاناة التي تعيشها النساء على الخصوص.

وقالت خديجتو إنها كانت ضحية أعمال وحشية لأوغاد "البوليساريو" المدعومين، في ذلك، من قبل العساكر الجزائريين، مؤكدة أن العديد من النساء يتعرضن للاغتصاب أو يقعن ضحايا لكل أشكال الاستغلال بمخيمات تندوف في الجزائر.

وتابعت أن النساء ضحايا هذه النزوات ليس لهن الحق في اللجوء للعدالة، بل تتم اهانتهن واذلالهن من قبل المجتمع، وقد يزج بهن في السجون".

وبدوره حذر رئيس جمعية المفقودين في "بوليساريو"، الداهي أكاي، من الخلط الذي تغذيه الجزائر حول عدد المقيمين بتندوف، مبرزا أن الجزائر، التي ترفض إحصاء هذه الساكنة، تكذب بشأن الأرقام للاستمرار في تسول المساعدات الدولية.

وأشار الداهي أكاي إلى أن مخيمات تندوف أضحت مسرحا لكل أشكال التنكيل وسوء المعاملة وانتهاك الحقوق، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل وضع حد لهذا الوضع. 

الشخصيات المغربية والأجنبية التي وشحها جلالة الملك بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

في ما يلي قائمة بأسماء الشخصيات المغربية والأجنبية التي وشحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم السبت 08/11/2015 بالعيون، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة:

وسام العرش من درجة قائد:

- السيد خليهن ولد الرشيد، من أوائل من لبوا نداء الوحدة، رئيس سابق لحزب الاتحاد الوطني الصحراوي. ساهم في ترسيخ دعائم الوحدة الترابية، رئيس المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء.

– السيد أيوب الحبيب، من أعيان ساكنة الصحراء. قيادي سابق في الجبهة الانفصالية لبى نداء الوطن “إن الوطن غفور رحيم”.

– السيد المختار الجماني. من أعيان ساكنة الصحراء، مشهود له بالدفاع عن الوحدة الترابية.

– السيد إبراهيم أهل حماد. من أعيان ساكنة الصحراء مشهود له بالدفاع عن الوحدة الترابية.

– السيد إبراهيم الدويهي. عضو في أول وفد من ساكنة الصحراء يدافع عن الوحدة الترابية للمملكة في الأمم المتحدة سنة 1966.

– السيد علي الرزمة، من مؤسسي جبهة التحرير والوحدة وممن داوموا على الدفاع عن الوحدة الترابية.

– السيد عمر صبايو، مقاوم، ساهم في الدفاع عن الوحدة الترابية.

– السيد أحمد المتوكل، مقاوم، ساهم في الدفاع عن الوحدة الترابية.

– السيد أحمد الرحالي، من أبرز الوجوه الناشطة في عملية الإنصاف والمصالحة.

– السيد مبارك الكرش، من المقاولين الشباب الذين ساهموا في بناء اقتصاد المنطقة.

– السيد إبراهيم البشير الدليمي، مقاوم، انخرط في عدة معارك للدفاع عن الوحدة الترابية.

- المرحوم البشير بابيت، مقاوم من الرعيل الأول، أفنى حياته في الدفاع عن الوحدة الترابية. تسلم الوسام إبنه السيد عدنان بابيت.

– المرحوم سلامة درويش رفع العلم المغربي في ثكنة إسبانية بالداخلة إبان الاستعمار فاعتقل ونفي إلى جزر الخالدات. تسلم الوسام ابنه السيد حسن درويش.

– المرحوم لحسن بنمسعود، مقاوم وضابط بالجيش الملكي، شهيد الوحدة الترابية. تسلم الوسام ابنه السيد سيداتي بنمسعود

– المرحوم أتقانا سوباعي، مقاوم من أجل الوحدة الترابية. تسلم الوسام ابنه السيد محمد يحضيه سوباعي.

– المرحوم إبراهيم الليلي، مقاوم من أجل الوحدة الترابية. تسلمت الوسام ابنته السيدة فاطمة الليلي

– المرحوم الشيخ اعبيليل، مقاوم من أجل الوحدة الترابية تسلمت الوسام ابنته السيدة لمنية اعبيليل.

– السيد محمد الأمين حرمة الله، شيخ تحديد الهوية. من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، شارك في عدة معارك. عضو سابق معين بالمجلس الاستشاري الخاص بشؤون الصحراء. عضو “الجماعة الصحراوية” سابقا. سجين سابق بموريتانيا لمواقفه المؤيدة لمغربية الصحراء. تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. تسلم الوسام ابنه السيد محمد حرمة الله.

– السيد البشير موشان، رجل سلطة منذ سنة 1979. يشغل حاليا منصب باشا مدينة الداخلة. شارك في عدة معارك تاريخية.

– السيد أخيار ماء العينين، عضو سابق بالمجلس الاستشاري المكلف بالشؤون الصحراوية.

– السيد أحمد أكماش، شيخ تحديد الهوية. من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

– السيد حمودي لعبيدي، شيخ تحديد الهوية. رجل سلطة منذ سنة 1979. عضو سابق في حزب الاتحاد الوطني الصحراوي. تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. تسلم الوسام ابنه السيد باهيا لعبيدي.

– السيد أحمد ميشان، شيخ تحديد الهوية. رجل سلطة منذ سنة 1979. عضو “الجماعة الصحراوية” سابقا

– السيد أحمدو ولد سوليم، شيخ تحديد الهوية. السفير السابق للمملكة المغربية بإسبانيا

– السيد الشريف الدليمي، كولونيل ماجور بالقوات المسلحة الملكية. أول عامل لإقليم وادي الذهب. شارك في المسيرة الخضراء المظفرة وفي عدة معارك تاريخية. تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. تسلم الوسام ابنه السيد الغيلاني الدليمي.

– المرحوم محمد فاضل السملالي، أول باشا لمدينة الداخلة. من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. تسلم الوسام ابنه السيد محمد لمين السملالي.

– المرحوم محمد حمو، شيخ تحديد الهوية. عضو سابق بالمجلس الاستشاري الخاص بشؤون الصحراء. عضو “الجماعة الصحراوية” سابقا. تسلم الوسام ابنه السيد محمد سالم حمو.

– المرحوم محمد فاضل الخطاط، رجل سلطة قيد حياته بإقليم أوسرد. من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. تسلم الوسام ابنه السيد عثمان الخطاط.

– المرحوم إبراهيم حميد، من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كان رجل سلطة قيد حياته. يتسلم الوسام ابنه السيد حمودي حميد.

– المرحوم أحمد شكاف، من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، شارك في عدة معارك تاريخية. شارك في المسيرة الخضراء. من الموقعين على وثيقة تجديد بيعة سكان وادي الذهب. تسلم الوسام ابنه السيد سيداتي شكاف.

– السيد أحمد أكرام، عضو سابق بالمقاومة. من أعيان قبائل الصحراء المغربية.

– السيد محمد لمين أبوجا، من أعضاء جيش التحرير. رجل سلطة متقاعد. من أعيان قبائل الصحراء المغربية.

– السيد الحسن الراجي، رجل سلطة متقاعد. من أعيان قبائل الصحراء المغربية.

– السيدة عائشة بيا، أول مدرسة اللغة الفرنسية بالمنطقة. رئيسة الفرع المحلي للاتحاد النسائي المغربي.

– السيد محمد عبرات، من أعضاء جيش التحرير. من أعيان قبائل الصحراء المغربية.

– السيد ببية الخرشي، من أعضاء جيش التحرير. ضابط سامي متقاعد بالقوات المسلحة الملكية. من أعيان قبائل الصحراء المغربية.

– المرحوم أحمد السالك أبو زيد، باشا سابق، من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. رئيس سابق للمجلس الإقليمي لكلميم. من أعيان الصحراء المغربية. يتسلم الوسام ابنه السيد عبد الله أبو زيد.

– المرحوم علي بوعيدة، عامل سابق لإقليم طرفاية. قنصل عام سابق للمملكة المغربية بنواذيبو. من أعيان قبائل الصحراء المغربية. تسلم الوسام ابنه السيد عمر بوعيدة.

– المرحوم إيدا ولد التامك، من أعضاء جيش التحرير. ضابط سامي بالقوات المسلحة الملكية. من أعيان قبائل الصحراء المغربية. يتسلم الوسام ابن أخ المرحوم السيد محمد امبارك ولد التامك

* وسام المكافاة الوطنية من درجة ضابط:

– السيد مهدي بلحاج، منتج سينمائي

– السيد يوسف بريطل، مخرج وممثل سينمائي

– السيد عثمان بنزكور، منتج ومدير أعمال سينمائية مختلفة

– السيد أيوب قنير مصمم ومخرج سينمائي

– السيد كينيث مارتينيز المعروف ب “خوان دوي” مدير فني ورسام قصص مصورة.

* وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد:

-السيد الصديق معنينو، خبير في الوقائع التاريخية

* وسام العرش من درجة قائد:

-السيد فتح الله المغاري المصلوحي كاتب كلمات وملحن وفنان مطرب. تعذر عليه الحضور لأسباب صحية. تسلم الوسام ابن بنت أخته السيد يوسف شقرون.

* وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد:

– السيد عبد الله عصامي ملحن

– السيد عبد الهادي بلخياط فنان مطرب

– السيدة حياة الإدريسي فنانة مطربة

* وسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط:

– السيد محمد بتولي كاتب كلمات

– السيد كريم تدلاوي فنان مطرب وملحن

– السيد عبدو الشريف فنان مطرب

– السيدة دنيا بطمة فنانة مطربة

– السيد مروان حجي فنان مطرب

– السيدة سناء مرتحي فنانة مطربة

العيون.. جلالة الملك يترأس حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد، يوم السبت بمدينة العيون، حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الرؤية التنموية المندمجة القائمة على تحليل موضوعي للوضعية الفعلية لهذه الأقاليم.

وسيمكن هذا النموذج، الذي يعد ثورة حقيقية في مجال تدبير الحكامة، والذي يتزامن إطلاقه مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، من وضع القواعد المؤسسة لسياسة مندمجة، تحفز تعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وحلقة وصل بين المغرب وامتداده الإفريقي.

ولدى وصول جلالة الملك إلى مكان تنظيم المراسم بساحة المشور، تم عزف تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، قبل أن يستعرض جلالة الملك تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية.

إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، ورئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بنشماش، ووزير الداخلية السيد محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي أضريس، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهن ولد الرشيد.

كما تقدم للسلام على جلالة الملك ولاة جهات العيون- الساقية الحمراء، وكلميم- واد نون، والداخلة- وادي الذهب، ورئيس مجلس جهة العيون- الساقية الحمراء، وعمال أقاليم طرفاية وبوجدور والسمارة، ورؤساء المجالس الإقليمية للعيون وطرفاية وبوجدور والسمارة ، ورؤساء المجالس البلدية للعيون والمرسى وفم الواد والدشيرة وبوكراع، وباشا مدينة العيون.

بعد ذلك، أشرف جلالة الملك على توشيح عدد من الشخصيات المغربية والأجنبية بأوسمة ملكية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وفي مستهل هذا الحفل، قدم وزيرا الداخلية والاقتصاد والمالية السيدان محمد حصاد ومحمد بوسعيد، بين يدي جلالة الملك، الخطوط العريضة لإستراتيجية تنفيذ النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

وفي هذا الصدد أبرز السيد حصاد أن هذا النموذج التنموي الجديد ، الذي يضع المواطن في صلب الأولويات ، يتمحور حول مبادئ التشارك والادماج ، ويستند على مبادئ الحكامة والمسؤولة، ويستهدف خلق دينامية تنموية مستدامة قادرة على خلق فرص الشغل للأقاليم الجنوبية.

وتابع وزير الداخلية أن هذا النموذج يستهدف كذلك تشجيع المبادرة الحرة عبر إقلاع تنموي من صنع المواطن ومن أجل المواطن وجهات في خدمة المواطن وبيئة سليمة ومستدامة لفائدة الاجيال القادمة.

من جهته قال وزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد ، إن النموذج التنموي الجديد لأقاليم الجنوبية الذي يتطلب استثمارات بقيمة 77 مليار درهم، يروم خلق أقطاب تنافسية، ويستند على دعامات أساسية هي تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الانتاجي وإدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة وتطوير التنمية الاجتماعية وتثمين الثقافة الحسانية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة وتقوية شبكات الربط والتواصل وتوسيع صلاحيات الجهات وتمكينها من آليات الاشتغال وخلق وإحداث آليات مبتكرة للتمويل .

وفي هذا الصدد ذكر وزير الاقتصاد والمالية أن البعد الاقتصادي للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يهدف إلى إعادة هيكلة محركات النمو والتنمية وفق برنامج لدعم القطاعات الانتاجية، في قطاعات الفوسفاط عبر مشروع فوسبوكراع والفلاحة والصيد البحري والسياحة الايكولوجية.

أما على المستوى الاجتماعي فإن البرنامج يتضمن، يوضح وزير الاقتصاد والمالية، تفعيل برامج أقطاب التميز من خلال إنشاء المركز الاستشفائي الجامعي للعيون، وإنشاء مشروع تكنوبول بمنقطة فم الواد، والنهوض بالثقافة الحسانية.

وفي بعد الاستدامة وتقوية شبكات الربط ، يتمحور هذا النموذج حول ثلاث أهداف رئيسية هي حماية الثروات المائية والبحرية، والنهوض بالطاقات المتجددة، وحماية الانظمة الطبيعية والتنوع البيئي، وتقوية شبكات الربط بين الاقاليم الجنوبية وباقي مدن وأقاليم المملكة وكذا مع باقي العالم.

من جانبه قدم رئيس جهة العيون الساقية الحمراء السيد حمدي ولد الرشيد، مشروع تطوير جهة العيون الساقية الحمراء للفترة ما بين 2016 و 2021، والذي يهم أقاليم العيون والسمارة وبوجدور وطرفاية.

وفي هذا الصدد عبر السيد ولد الرشيد، باسمه وباسم ساكنة الجهة، عن ولاء وتشبث الساكنة بالعرش العلوي المجيد وسعادتهم لهذه الزيارة الملكية الميمونة.

وبالنسبة للمدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط السيد مصطفى التراب، فأبرز أن المكتب يعتزم، في إطار هذا النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ، إنجاز مركب صناعي جديد لإنتاج الاسمدة (16,8 مليار دهم) فضلا عن إحداث “تكنوبول” بفم الواد (2 مليار درهم) والذي سيحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة العيون ، وثانوية للامتياز ومركزا لتأهيل الكفاءات.

من جهتها أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم بن صالح شقرون أن الاتحاد سيواكب تفعيل هذا النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ، عبر مبادرة تتضمن تعبئة الاستثمارات وخلق فرص الشغل في الأقاليم الجنوبية.

وتابعت أن هذه المبادرة (5,4 مليار درهم) تتضمن إنجاز 59 مشروعا من مختلف القطاعات (الطاقة والعقار والتجارة والخدمات والنقل والتربية والصحة) وهو ما سيمكن من خلق 10 ألف و 300 منصب شغل.

ومن جهته، استعرض وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، السيد عزيز رباح، مشروع تهيئة الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تيزنيت والداخلة (8,5 مليار درهم) ، لافتا إلى أن هذا المشروع الذي ستستفيد منه ساكنة جهات سوس ماسة وكلميم وداد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة واد الذهب، سينجز داخل أجل ست سنوات على طول 1055كلم.

أما وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، فاستعرض الخطوط العريضة لمشروعين مهيكلين سيمكنان من إعطاء دينامية جديدة للاقتصاد الفلاحي بجهة العيون- الساقية الحمراء.

ويهم هذان المشروعان، على التوالي، إحداث مدار سقوي على مساحة 1000 هكتار لتنمية سلسلتي الخضروات والحليب لفائدة ساكنة وفلاحي جماعة الجريفة بإقليم بوجدور باستثمار تبلغ قيمته 465 مليون درهم، وبرنامج مشاريع الفلاحة التضامنية لمخطط المغرب الأخضر بالجهة ( 1,1 مليار درهم).

وبنفس المناسبة سجل وزير الصحة السيد الحسين الوردي أن المركز الاستشفائي الجامعي للعيون (1,2 مليار درهم) سيوفر خدمات صحية من الجيل الثالث ، وتبلغ سعته 500 سرير ، مبرزا أن هذه البنية الاستشفائية النوعية المرجعية ستضم فضلا عن ذلك قطبا للامتياز من مختلف التخصصات (الام والطفل والانكولوجيا والطب النفسي والمستعجلات وغيرها) .

إثر ذلك، ترأس جلالة الملك، حفظه الله، حفل التوقيع على خمس اتفاقيات تتعلق بتنفيذ النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

حضر هذا الحفل نحو 4000 شخصية، من بينهم رئيس الحكومة، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء الحكومة، والمنتخبون، وأعيان وشيوخ قبائل الأقاليم الجنوبية.

وفي ختام هذه المراسم، أقام جلالة الملك مأدبة غداء على شرف الشخصيات الحاضرة، ترأسها صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد.

ساكنة مدينة العيون تخرج عن بكرة أبيها، بنظام وانتظام، لتخص جلالة الملك باستقبال شعبي تاريخي منقطع النظير

خرجت ساكنة مدينة العيون، مساء اليوم الجمعة، عن بكرة أبيها، بنظام وانتظام، لتخص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، باستقبال شعبي تاريخي منقطع النظير لدى وصول جلالته مساء يوم الجمعة 06/11/2015 لمطار العيون الحسن الأول، في رسالة تؤكد مجددا تشبثا وتعلقا قويين وثابتين للشعب بالعرش العلوي، وبالوحدة الترابية والوطنية للمملكة.

ففي استحضار واضح لروح التلاحم والوحدة والانضباط التي طبعت المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية قبل 40 سنة، خرجت ساكنة العيون، منذ الساعات الأولى من مساء اليوم، في أجواء خاصة للترحيب بمقدم ضامن وحدة واستقرار المملكة من طنجة إلى الكويرة ولتأكيد ارتباطها بالوطن الأم، المغرب، وعلى مغربية الصحراء، كيف لا والأمر يتعلق بزيارة ملكية تتزامن مع لحظة فارقة في مسار تطور الأقاليم الجنوبية..الذكرى ال 40 لانطلاق المسيرة الخضراء لاسترجاع جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.

وهكذا وعلى مدى المشوار الفاصل بين مطار العيون الحسن الأول ومقر إقامة جلالته، خرج عشرات الآلاف من سكان المدينة، والمناطق المجاورة ، شيبا وشبابا وأطفالا، بالزي الصحراوي التقليدي، وهم يحملون صور جلالة الملك والمصحف الشريف وأعلام وطنية ولافتات تنطق بمغربية الصحراء، في تمثل واضح لأجواء وحماس المسيرة الخضراء قبل أربعين سنة، يوم خرج نحو 350 ألف مغربي لاسترجاع صحرائهم بسلاح السلم والكلمة. "عاش الملك" و"ملكنا واحد..محمد السادس" و"الصحراء صحراؤنا..والملك ملكنا" و"بالروح، بالدم..نفديك يا صحراء" شعارات وكلمات تعني ما تعنيه، رددها الصحراويون بحماس وابتهاج وبصوت كان يعلو كلما اقترب الموكب الملكي، وصنعوا بذلك صورة وفاء بمضمون وروح قسم المسيرة الذي يرتسم على جدران المدينة.

ولعل هذه الهبة الصحراوية التاريخية للترحيب بزيارة جلالة الملك لمدينة العيون لدليل شعبي آخر، لمن يحتاج إلى دليل، على تعلق ساكنة الأقاليم الجنوبية، على غرار باقي ساكنة البلاد، بالوحدة الترابية للمملكة وبالعرش العلوي وعلى تمسكها بشخص جلالة الملك.

فقد كانت معالم الفرحة والابتهاج بهذه الزيارة التاريخية بادية على ملامح الساكنة، التي استعدت بشكل خاص لاستقبال جلالة الملك، وعلى المدينة التي اكتست حلة جديدة وتزينت بصور جلالته وبالرايات الوطنية وبلافتات يؤكد مضمونها على مغربية الصحراء وعلى الارتباط التاريخي بين ساكنة الصحراء والعرش العلوي وعلى الوحدة الوطنية والترابية للمغرب.

فلم تكن الجموع الغفيرة من المواطنين، من مختلف الأعمار، التي احتشدت على طول جنبات الطريق التي مر منها الموكب الملكي للتعبير عن فرحتها وتيمنها خيرا بهذه الزيارة، إلا تعبيرا صادقا وعفويا من ساكنة المدينة على غيرتها على هذا الوطن وتعلقها برمز وحدته وضامن تنميته واستقراره، جلالة الملك محمد السادس، وكذا عن مشاعر الامتنان والعرفان لجلالته على مختلف المبادرات التنموية التي يرعاها ويحرص على إطلاقها، لاسيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقد أكدت ساكنة العيون مرة أخرى من خلال هذا الاستقبال الشعبي الحار والاستثنائي الذي خصت به عاهل البلاد، بشكل جلي، دعمها للمجهود التنموي الذي يقوده ويرعاه جلالته بالأقاليم الجنوبية، والذي يجعل من النهوض بأوضاع العنصر البشري غايته ومرتكزه الأساس.

لقد كانت ساكنة مدينة العيون في الموعد وهي تخص جلالة الملك بهذا الاستقبال الشعبي الكبير، وصنعت بذلك صورة إنسانية حضارية تاريخية تعكس تعلق الصحراويين بمغربيتهم وحرصهم على الوحدة الترابية للمملكة وتعاكس، إلى درجة التناقض التام، تلك الصورة الكاذبة التي يجتهد خصوم الوحدة الترابية للمغرب في تسويقها.

الخطاب الملكي يعد خارطة طريق لتنمية الأقاليم الجنوبية وضمان العيش الكريم للساكنة في إطار الجهوية الموسعة 

أكد حميد اربيعي أستاذ القانون الدستوري وحقوق الإنسان بجامعة محمد الأول بوجدة أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء يعد بمثابة خارطة طريق لتنمية الأقاليم الجنوبية وضمان العيش الكريم للساكنة في إطار الجهوية الموسعة .

وأوضح السيد اربيعي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء  أن "خطاب العيون" يعد بكل المقاييس "حلقة جديدة تنضاف إلى سلسلة المشاريع والمبادرات الطموحة وغير المسبوقة التي تقدم عليها الدولة بغية النهوض بجهة الصحراء وتحقيق التنمية في جميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ".

وسجل أنه "لكي تتحول الجهات إلى رافعة حقيقية وقوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع انبثاق إدارة لا ممركزة للقرب مسيرة من قبل نخب جهوية مؤهلة أعلن الخطاب الملكي عن انطلاق عدد من الأوراش الكبرى والمهيكلة وكذا المشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية بثلاث جهات من أصل 12 جهةº وهي جهة العيون -الساقية الحمراء وجهة الداخلة- وادي الذهب وجهة كلميم- واد نون".

وقال إن "من شأن هذه المشاريع العملاقة أن تقوي الارتباط بين المناطق الصحراوية وباقي جهات المملكة الشيء الذي يتيح لا محالة خلق جهات قائمة الذات وقابلة للاستمرار مسيرة من طرف مجالس ديمقراطية لها من الصلاحيات والموارد ما يمكنها من النهوض بالتنمية الجهوية المندمجة ".

وأبرز أستاذ القانون الدستوري أنه أمام عرقلة خصوم الوحدة الترابية للمملكة للمسار الأممي لإيجاد حل سياسي توافقي للنزاع المفتعل حول الصحراء على أساس مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها السبيل الوحيد لحل هذا الخلاف الإقليمي يواصل المغرب جهود التنمية والتحديث في صحرائه من أجل تمكين سكان الأقاليم الجنوبية من آليات التدبير الديمقراطي في أفق تفعيل الجهوية الموسعة. 

وأشار إلى أن الخطاب الملكي حمل بشكل مباشر وصريح الجارة الشرقية مسؤولية "إدامة الصراع في الصحراء وألقى باللائمة عليها لأنها أخفقت خلال أربعين سنة في أن تنهض بالمستوى المعيشي لساكنة مخيمات تندوف. وأكثر من ذلك أضحى هذا الملف الإنساني وسيلة استرزاق وطلب المعونة الدولية ".

وسجل اربيعي أن مخيمات تندوف  وكما أشار إلى ذلك الخطاب الملكي تعيش "وضعية إنسانية كارثية وظرفية حرجة واحتقانا اجتماعيا خطيرا ينذر بالانفجار في أي لحظة ناهيك عن الانتهاك الممنهج والجسيم لأبسط حقوق الإنسان ضدا على الكرامة الإنسانية وفي خرق صارخ وسافر للقانون والشرع".

خطاب جلالة الملك بالعيون حدد بوضوح المكانة الخاصة التي ستحتلها الأقاليم الجنوبية في منظومة الإنتاج الوطنية والإفريقية

أجرى الحديث : محمود القلعي

 قال رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس السيد عمر صبحي إن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة يوم الجمعة الماضي من مدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء حدد بوضوح المكانة الخاصة التي ستتبوأها الأقاليم الجنوبية للمملكة ضمن منظومة الإنتاج الوطنية والإفريقية. 

وأضاف السيد صبحي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الخطاب الملكي السامي قدم بشكل واضح الآفاق الواعدة للنموذج التنموي الجديد لهذه المنطقة الذي يروم المغرب تحقيقه كما حدد المكانة الخاصة التي ستحتلها الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار المنظومة الإنتاجية الوطنية والإفريقية. 

وأوضح أن جلالة الملك قدم في هذا الخطاب السامي النموذج التنموي الجهوي المأمول تنزيله على أرض الواقع وفق استراتيجية واضحة المعالم مشيرا إلى أنه من شأن مشروع الجهوية المتقدمة أن يمكن الأقاليم الجنوبية للمملكة من تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة. 

وسجل أن جلالة الملك حدد في خطابه السامي الإطار الملائم لتدبير الشأن الجهوي وذلك من خلال مرتكزات قوية تتمثل بالخصوص في مشروع الجهوية المتقدمة والديمقراطية والمقاربة التشاركية مع تحديد الأولويات وذلك وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة وكذا التحديات التي يفرضها السياق الدولي. 

وأكد رئيس جامعة فاس أن تنمية وتطوير البنيات التحتية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بالأقاليم الجنوبية للمملكة من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تحقيق طفرة قوية لمناخ الاستثمار بالمنطقة والانتقال بالتالي من اقتصاد الريع والامتيازات ودعم الدولة إلى اقتصاد يرتكز على المبادرة وتوفير مناصب الشغل وخلق الثروة على أسس متينة وآليات محورية تتمثل بالخصوص في الكفاءة والاستحقاق. 

وأضاف أن الخطاب الملكي السامي جدد التأكيد على التزام المغرب إطلاق مشاريع وبرامج استثمارية غير مسبوقة كفيلة بالمساهمة في خلق الثروة وتوفير مناصب الشغل إلى جانب اعتماد مقاربة جريئة لتنفيذ مشاريع وبرامج ترتكز على الاستثمار الأمثل للثروات الطبيعية بالمنطقة وجعل الساكنة تستفيد منها وذلك وفق استراتيجية تكاملية تقوم على مساهمة الرأسمال الوطني والدولي في هذا المجهود الذي يروم إنجاز مشاريع مهيكلة بإمكانها أن تدعم ربط المغرب والأقاليم الجنوبية للمملكة مع إفريقيا (مطارات وموانئ وشبكة طرفية حديثة وسكك حديدية). 

واعتبر السيد عمر صبحي أن الخطاب الملكي السامي كان "براغماتيا وإيجابيا" لأنه دعا إلى القطع النهائي مع بعض الممارسات التي كانت سائدة في الماضي وذلك من خلال تأكيد جلالته على أهمية الثمار التي يمكن لساكنة المنطقة أن تجنيها من خلال تنمية وتطوير المجالات الاقتصادية والاجتماعية من جهة وكذا شجبه للمشاكل والاختلالات التي برزت نتيجة الممارسات التي كانت سائدة في السنوات الماضية وخصوصا بسبب اقتصاد الريع والامتيازات. 

وقال إن الظرفية الراهنة تفرض وبشكل واضح وملموس القطع مع هذه الممارسات واعتماد آليات التنمية المندمجة التي ترتكز على المقاربة التشاركية وعلى الديموقراطية والإنصاف والاستدامة مشيرا إلى تأكيد جلالة الملك في خطابه السامي على أهمية الأدوار التي يضطلع بها منتخبو الأقاليم الجنوبية الممثلون الشرعيون لساكنة المنطقة خاصة في مجال تدبير الشأن العام المحلي. 

وأكد أن الخطاب الملكي وجه رسائل قوية إلى السكان المحتجزين بتندوف من أجل العودة إلى وطنهم الأم وبالتالي الاستفادة من التنمية الشاملة والمندمجة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية "وإلا فليتحملوا مسؤولية اختيارهم البقاء بمخيمات تندوف" تحت سطوة جلاديهم من مسؤولي البوليساريو الذين جعلوا منهم أصلا تجاريا ليتسولوا بمعاناتهم لدى المنظمات الدولية وهو الأمر الذي يتنافى مع القيم التي يؤمن بها أهل الصحراء المعروفين منذ القدم بأنهم كانوا دوما يعيشون من جهدهم بكرامة وعزة نفس ولا ينتظرون المساعدة من أحد. 

وسجل أن الخطاب الملكي السامي كان " قويا وصادقا محملا بعدة رسائل" موجهة إلى الشعب المغربي وكذا للجهات المعنية بقضية الصحراء المغربية مشيرا إلى أن الخطاب الملكي كان واضحا وقاطعا في ما يتعلق بالموقف المغربي من حل النزاع في إطار الجهوية المتقدمة وكذا بالنسبة لمسؤولية الجزائر في استمرار هذا النزاع. 

وأضاف رئيس جامعة فاس أن جلالة الملك انتقد الأوضاع المأساوية للمحتجزين بمخيمات تندوف ووضعية حقوق الإنسان التي يعانون منها جراء التنكيل المتواصل الذي هم ضحية له من طرف جلاديهم من قيادة البوليساريو كما تحدث عن التناقض المسجل على مستوى الخطاب في الجزائر التي أهملت من جهة ساكنة صحراوية تعاني من البؤس فوق ترابها ومن جهة أخرى تتواطأ وتساهم في اختلاس المساعدات الموجهة للمحتجزين من طرف المنظمات والهيئات الدولية. 

وبعدما ذكر بأن مدينة وجهة العيون ككل تحتضن هذه السنة التظاهرات الرسمية المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء وذلك على غرار باقي الأقاليم والجهات الأخرى خلص إلى أن اختيار هذه المدينة لتوجيه الخطاب الملكي السامي حمل أكثر من دلالة باعتباره يؤكد على سيادة المغرب على مجمل أقاليمه الجنوبية من طنجة إلى الكويرة كما يعكس تشبث المغاربة بوحدتهم الوطنية ورفضهم لكل الأطروحات التي يسوقها خصوم الوحدة الترابية للمملكة.

خطاب جلالة الملك بالعيون خارطة طريق حقيقية بالنسبة للمستقبل السياسي والسوسيو - اقتصادي للأقاليم الجنوبية 

وصف السيد الحسن مهراوي أستاذ جامعي والناطق الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال40 لانطلاق المسيرة الخضراء ب"التاريخي" مبرزا أن خطاب جلالة الملك "يشكل خارطة طريق حقيقية بالنسبة للمستقبل السياسي والثقافي والسوسيو – اقتصادي لساكنة الأقاليم الجنوبية في إطار مغرب موحد ومزدهر ".

وأكد السيد مهراوي في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسيل أن خطاب جلالة الملك " تاريخي وواضح وشجاع وصريح ومسؤول وشامل والذي انخرط فيه مجموع الشعب المغربي ".

وأضاف أن جلالة الملك مبدع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي حرص دائما على أن يكون المواطن في قلب دينامية أي تقدم توقف مطولا عند حالات الفقر والمعاناة التي يعيشها الصحراويون المحتجزون منذ أربعين سنة في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. 

وقال السيد مهراوي إن جلالة الملك أشار إلى أن التاريخ سيحتفظ بالمسؤولين الحقيقيين عن الوضعية المأساوية التي يعيشها هؤلاء السكان وهم الدولة الجزائرية ومسؤولي البوليساريو "الذين جعلوا من أبناء الصحراء الأحرار الكرام متسولين للمساعدات الانسانية . () واستغلوا مأساة مجموعة من نساء وأطفال الصحراء وحولوهم إلى غنيمة حرب ورصيد للاتجار اللامشروع ووسيلة للصراع الدبلوماسي".

وتساءل جلالة الملك يضيف السيد مهراوي حول مصير جميع المساعدات الدولية التي كان من المفروض أن تمكن هؤلاء السكان من العيش بشكل أفضل وحول اغتناء قادة الانفصاليين وحول الأسباب التي جعلت من الجزائر التي أنفقت الملايير في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب لم تقم بأي شيء من أجل تحسين ظروف عيش سكان المخيمات وتقبل بتركهم يعيشون هذه الوضعية المأساوية واللاإنسانية.

وقال إن جلالة الملك ذكر في خطابه السامي بأن المغرب الذي وفى بعهوده المتعلقة بتنزيل الجهوية الموسعة والديمقراطية والنموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية والأمن والاستقرار ينخرط اليوم في جعل الصحراء المغربية مركزا للتبادل ومحورا للتواصل مع البلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وأبرز الجامعي أن جلالة الملك تناول بتفصيل مشروع الجهوية والنموذج الجديد للتنمية والذي سيمكن من القطع مع اقتصاد الريع والامتيازات وفشل المبادرة الفردية وإحداث قطيعة مع عقليات التركيز الإداري مما سيمكن المواطن الصحراوي المجد ورجل العلم والثقافة من تدبير شؤونه المحلية والتعبير عن قدرته في تحقيق تنمية الجهة والمنتخبين الذين هم الممثلون الحقيقيون للصحراويين من مواجهة مسؤولياتهم من أجل تعزيز التنمية في المناطق الصحراوية من أجل جعلها أرضية حقيقية ولا محيد عنها في تطوير القارة الإفريقية والمبادلات شمال – شمال وجنوب – جنوب.

وأكد السيد مهراوي على أن المغرب بتنزيله للجهوية الموسعة حافظ كما شدد على ذلك جلالة الملك على كرامة أبناء الصحراء خاصة الأجيال الصاعدة وغرس فيهم الحب والتعلق بالوطن مع تعزيز مصداقيته وتجديد التأكيد على احترام التزاماته.

وأضاف رئيس جمعية القبائل الصحراوية المغربية في أوروبا أن جلالة الملك أكد في خطابه السامي أن المغرب يريد أن يعطي فرصا أكبر للبحث عن حل نهائي للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة مضيفا أن جلالة الملك ذكر وبنبرة حازمة بأن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي اقترحته المملكة هو أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب.

الخطاب الملكي في ذكرى المسيرة الخضراء يفتح سبل الإقلاع الاقتصادي للاقاليم الجنوبية 

قال جلال بنسعيد رئيس جمعية أصدقاء المملكة المغربية ببولونيا إن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة يفتح المجال أمام إقلاع اقتصادي ضخم يعزز التنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأضاف بنسعيد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ان مختلف المشاريع التي سيتم إنجازها تندرج في سياق نموذج جديد لتنمية المنطقة في سائر المجالات من الفلاحة والطاقة والطرق والتجهيزات الأساسية إلى الصحة والرياضة والثقافة والتعليم.

وأوضح أن جميع هذه المشاريع المهيكلة هي ذات بعد استراتيجي تستهدف تطوير اقتصاد المنطقة والرفع من المستويات الاجتماعية للساكنة المحلية مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس مصمم العزم على اتباع نموذج جديد لتنمية الاقاليم الجنوبية في إطار تنزيل مقتضيات الجهوية الموسعة.

وبعد أن أبرز أن المملكة تحقق تحت القيادة الملكية السامية طفرات مهمة نحو تنمية جهوية حقيقية تعتبر الوسيلة المثلى لأنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء أشار الى أن الخطاب الملكي كان واضحا تجاه الجزائر الدولة التي صنعت ومولت واحتضنت طيلة عقود مرتزقة البوليساريو وتواصل حاليا بعد فشل مخططاتها العسكرية توظيف مختلف أجهزة الدولة وديبلوامسيتها لدعم أطروحات الانفصال على الصعيد الدولي.

وأكد أن الجزائر مخطئة إذا كانت تعتقد أن المغرب سيقبل حلا يخرج عن إطار مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها لمجلس الأمن ووصفت من قبل القوى العظمى ب"الجدية" و"ذات المصداقية" مشيرا الى أن أهداف حكام الجزائر يتمثل في مواجهة الدينامية الإيجابية لتسوية النزاع التي أحدثتها مبادرة الحكم الذاتي.

كما أشار من جهة أخرى الى أن الخطاب الملكي يحمل رسائل متعددة للمجتمع الدولي من أجل أن يطلع عن قرب عن ما تحقق من تنمية وتقدم ورخاء في مختلف المجالات في الاقاليم الجنوبية منذ عودتها للوطن الأم بينما يواصل المحتجزون في مخيمات تندوف جنوب شرق الجزائر مكابدة ويلات البؤس والفقر والحرمان وقادتهم ينعمون في بحبوحة من العيش يراكمون الثروات في حسابات بنكية بأوربا وأمريكا اللاتينية من خلال إعادة تحويل وبيع المساعدات الانسانية الموجهة للساكنة.

السياحة الرياضية بالداخلة .. سباق تحدي الصحراء ميدان جديد واعد يظهر في الأفق

إعداد : علي رفوح 

أول خطى المشاركين في سباق تحدي الصحراء تكتشف منطقة الداخلة التي تعرف بكونها وجهة رئيسية للرياضات المائية خاصة التزلج على الماء بالألواح الشراعية الطائرة ميدانا جديدا واعدا يتمثل في سباق تحدي الصحراء وهو عبارة عن سباق على الأقدام في الطبيعة.

وأصبحت هذه الرياضة التي أخذت تنتشر وتنظم خلال تسعينيات القرن الماضي أكثر شعبية في عدة مناطق بالعالم. وتجمع بين قدرة الجسم على التحمل والاتصال بالطبيعة وتجذب على الخصوص عشاق المغامرة.

وتتمثل نقاط قوة هذا السباق في ملعب للسباق لا يمكن معرفته مسبقا مع صعوبات وعراقيل تتغير حسب جغرافية الأماكن ما يجعل التحدي أكبر إضافة إلى القرب من فضاءات طبيعية يصعب ولوجها في معظم الأوقات.

وتجعل هذه الخصائص من سباق تحدي الصحراء أسلوب حياة حقيقي يجذب مزيدا من المتابعين. وساهم هؤلاء المتسابقون الذي يبحثون دائما على أماكن غير عادية لإبراز قدراتهم الجسمانية في مواجهة الطبيعة في ظهور نوع جديد من السياحة الرياضية مربحة وإيكولوجية في نفس الوقت.

وفي غياب إحصائيات حول تطور سباق تحدي الصحراء عبر العالم خاصة بسبب غياب العدد الكافي للهيئات الجامعة المنظمة والمشرفة على هذا الصنف من الرياضة على مستوى البلدان أو على المستوى الدولي يبقى تطور هذا النوع من الرياضة على الرغم من ذلك جدير بالملاحظة من خلال الشغف الذي يثيره لدى جميع الفئات الاجتماعية.

وفي هذا الصدد يعتبر نموذج ماراطون الرمال الذي ينظم كل سنة في الصحراء المغربية (قرب الرشيدية) معبرا فانطلاقا من مغامرة بسيطة بدأت سنة 1986 ب23 مشاركا رائدا عرف هذا السباق الذي يعتبر من السباقات القليلة في العالم التي تنظم في فضاءات صحراوية مشاركة 1029 شخصا من جميع أنحاء العالم خلال سنة 2014 معظمهم سياح قدموا لخوض تجربة جديدة في قلب الطبيعة.

وفي منطقة كالداخلة تعتبر جميع فرص النجاح متاحة لتطور نشاط سياحي يتركز حول سباق الصحراء فالمؤهلات متاحة بشكل كبير.

وقالت رئيسة جمعية لاغون الداخلة المشاركة في تنظيم الدورة الأولى لسباق تحدي الصحراء ليلى أوعشي (5-9 نونبر) "إن الداخلة تتوفر على مناظر جميلة بين البحر والصحراء فضاء طبيعي استثنائي بمناخ مستقر يمكن أن يجلب رياضيي ألعاب القوى من مختلف أنحاء العالم مبرزة إشعاع مدينة الداخلة باعتبارها "منطقة جذابة وآمنة يحلو العيش فيها".

انطلاق أشغال بناء مصنع هام لإنتاج الإسمنت بإقليم العيون

أعلن "الهولدينغ المغربي أنوار إنفيست" عن انطلاق أشغال بناء مصنع لإنتاج الإسمنت في إقليم العيون بهدف مواكبة تنمية مجموع المنطقة الجنوبية في المشاريع الهامة المتصلة بالبنيات التحتية والسكن.

وأفادت المجموعة بأن هذا المصنع الهام الذي سيتم تشغيله في يوليوز 2017 يأتي استجابة للطلبات المتزايدة على الإسمنت باعتباره عنصرا أساسيا في عملية البناء مبرزة أن عملية الاستثمار في هذا المشروع الهام تتطلب غلافا ماليا قدره 300 مليون درهم وأن قدرته الإنتاجية ستصل إلى 500 ألف طن في السنة.

وأشارت إلى أن هذا المصنع الذي سيتم إنشاؤه في منطقة فم الواد والذي سيكون جاهزا في متم سنة 2018 سيسهم في خلق 75 ألف يوم شغل خلال فترة إنجازه و170 منصب شغل خلال فترة الاستغلال مذكرة أنها قامت من خلال فرعها "إسمنت المحيط" بإطلاق تنمية مصنع آخر للإسمنت بجهة سطات بقدرة إنتاجية تصل إلى 22 مليون طن في السنة وبغلاف مالي قدره ثلاثة ملايير درهم.

كما أن مجموعة "أنوار إنفيست" التي تتوفر على أزيد من 20 فرعا والتي تعمل أساسا في مجال الصناعة الغذائية واللوجيستيك والتوزيع والعقار وأدوات البناء والفلاحة شرعت في تطوير أنشطة أخرى للإسمنت على الساحة الإفريقيةº وقد سجلت رقم معاملات بلغ 7 مليار درهم سنة 2014 ويصل عدد العاملين فيها إلى 3.500 شخص.

الخطاب الملكي السامي رسالة واضحة لا تقبل التأويل إلى كل من يتاجر بالقضية الوطنية 

أكد فاعلان جمعويان مقيمان بالبرازيل أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة الماضي بالعيون إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء كان واضحا وضوح الشمس إزاء كل الذين يتاجرون بقضية الصحراء ويجعلونها وسيلة للاغتناء الفاحش من خلال اختلاس المساعدات الإنسانية التي تعد بمئات الملايين من الأورو.

وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد عضوا الهيئة المغربية للوحدة الوطنية وهي جمعية تضم عددا من المغاربة المقيمين بالخارج أن الخطاب الملكي شكل "رسالة واضحة لجبهة البوليساريو والمرتزقة الذين جعلوا من القضية بقرة حلوبا تدر عليهم أرباحا طائلة من المساعدات الإنسانية الموجهة إلى الساكنة المحتجزة في مخيمات تندوف".

وفي هذا السياق قال السيد أحمد السفياني مندوب هذه الهيئة بالبرازيل إن خطاب جلالة الملك "كشف عورة الانفصاليين ومن يدعمهم أمام مرآة ا?مم المتحدة والمنتظم الدولي" من خلال "فضح مناوراتهم بشأن المساعدات الإنسانية الهائلة التي يتم تحويلها لتذهب إلى جيوب هؤ?ء المرتزقة الذين أصبحوا من أغنياء العالم بعد تكديسهم لأرصدة بنكية في سويسرا والبرازيل وفي بلدان أمريكا اللاتينية عموما".

وحسب السيد السفياني الذي يشغل أيضا منصب مدير المركز المغربي البرازيلي للخدمات التجارية والسياحية والثقافية والرياضية فإن الخطاب الملكي يجسد التزام المغرب بمواصلة مسلسل التنمية في أقاليمه الجنوبية التي شكلت على الدوام جزءا لا يتجزأ من المملكة بالنظر للروابط التاريخية التي تجمع الصحراويين بسلاطين المغرب.

ومن جانبه أكد الشيخ الصادق العثماني سفير هذه الهيأة بالعالم الإسلامي وبالبرازيل أن الخطاب الملكي يعتبر تنزيلا لمقتضيات الدستور الجديد الذي جعل الجهوية الموسعة لبنة أساسية لتحقيق التنمية والتوزيع العادل لثروات وخيرات البلاد على جميع الأقاليم والجهات مما سيمكن من القطيعة مع الأساليب المعتمدة في التعامل مع شؤون الصحراء ومن بينها اقتصاد الريع والامتيازات.

وأضاف الشيخ العثماني الذي يشغل أيضا منصب المدير العام لوكالة الأنباء الإسلامية لدول أمريكا الشمالية والجنوبية أن الخطاب الملكي يعتبر أكثر من خارطة طريق لأنه يسائل الساكنة المحتجزة في مخيمات تيندوف حول اختيارهم العيش في أوضاع مأساوية وفي يأس وإحباط وهم يشاهدون المغرب يقوم بتنمية أقاليمه الجنوبية وتوفير الكرامة والعيش الحر لسكانها مبرزا الدلالات الرمزية الكبرى لهذا الخطاب الذي يأتي في سياق احتفال المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء والزيارة التاريخية التي يقوم بها جلالة الملك إلى هذه الأقاليم الصحراوية.

وخلص الشيخ العثماني إلى أن الخطاب الملكي جدد التأكيد بما لا يدع مجالا للشك على مغربية الصحراء وتشبث الشعب المغربي بكل شبر من أقاليمه المسترجعة بطريقة سلمية بفضل قوة إيمانه بعدالة قضيته وبتعبئته الشاملة وراء العرش العلوي المجيد من أجل التضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوحدة الترابية للمملكة

أصوات صحراوية من العيون : نؤمن حد اليقين بمغربية الصحراء واستغفال الجزائر للصحراويين بات سرا يعلمه الجميع

بقلم : عبد المغيث صبيح 

 بعفوية الصادق وصدقية الأمين في انتمائه لوطنه الأم رفع الكثير من الصحراويين بمدينة العيون أصواتهم خلال الزيارة الملكية ولسان حالهم يقول بإيمانهم حد اليقين بمغربية الصحراء .. أما الجزائر فيؤكدون أن إصرارها على استغفالهم وتوظيف شؤونهم بات سرا يعلمه الجميع.

"ارتباطنا بوطننا وتعلقنا بالعرش العلوي لا ينكره إلا جاحد بنعمة العقل والبصيرة أو خائن .. لغرض في نفسه". تلك حالة انتماء أكدها عبد الله الصالحي أحد شيوخ القبائل الصحراوية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء مثلما جسدتها باقي ساكنة مدينة العيون بمناسبة الزيارة الملكية حينما صدحت في مسيرات شعبية بمغربية الصحراء وطالبت الجزائر برفع يدها عن شؤون الصحراويين والكف عن بيع الوهم لهم لاسيما المحتجزين منهم في تندوف .. السجن الكبير.

فقد جاءت الزيارة الملكية إلى مدينة العيون كمناسبة جديدة جسد من خلالها سكان المدينة حالة الانتماء للوطن الأم هذه بعيدا عن الأصوات النشاز التي تحاول صناعتها الثلة الحاكمة في الجزائر التي حكمت مع سبق الإصرار والترصد على الصحراويين بالفتنة والتشتيت وعلى مصالح الشعب الجزائري بالإهمال واللامبالاة وأخرجتها من دائرة اهتمامها .. الضيقة جدا والتي لا تتسع لأكثر من معاداة المغرب والاجتهاد من أجل المساس بوحدته الترابية.

فبقدر امتنان ساكنة الأقاليم الجنوبية للعناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا الجزء الذي لا يتجزأ من المملكة من خلال مشاريع تنموية ملموسة باتت معالمها بادية للعيان بقدر ما سئمت ساكنة المنطقة من خطاب التيئيس والتشويش الذي تجتهد الجزائر الرسمية في الترويج له بين صفوف الصحراويين غايتها في ذلك الإيقاع بهم في شرك خدمة أجندتها الخاصة التي تراهن على إطالة أمد نزاع افتعلته في الصحراء وتعمل على استغلاله لصرف نظر الشعب الجزائري الشقيق عن مشاكله الحقيقية حتى لا يأبه لما يطال ثرواته من سوء تدبير واحتكار من قبل الثلة الحاكمة.

ما الذي قدمته الجزائر للصحراويين في واقع الأمر ¿ يتساءل البشير النجماوي أحد أعيان هذه القبائل في تصريح مماثل ويجيب : تشريد وتشتيت وفتنة طيلة أربعين عاما. حقيقة أكدها أيضا الشاب الصحراوي الخطاري ولد البشير في تصريح للوكالة حينما شدد على أن الصحراويين يدركون أن ما يقوم به حكام الجزائر ساسة وجنرالات من مناورات ليس لسواد أعين الصحراويين بل هي مناورات لجعل هؤلاء "وسيلة" لتحقيق غاية صرف نظر الشعب الجزائري عن أولوياته ومشاكله ولمآرب أخرى لا تخرج عن نطاق المصالح الخاصة لهؤلاء الحكام.

لعل المسيرات الشعبية منقطعة النظير التي جابت شوارع العيون قبل وخلال الزيارة الملكية للمدينة للترحيب بمقدم عاهل البلاد والتأكيد على الوحدة الترابية للمملكة لأكبر دليل على أن الخطاب المغرض الذي تطلقه الجزائر وتريد له أن ينطلي على الصحراويين قد تبدد وأقبرته أصوات باحت بمكنون أصحابها : مغربية الصحراء وملكية الصحراويين.

ويبقى تأكيد الصحراويين على مغربيتهم وعلى تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة خلال الزيارة الملكية مسوغا كافيا لإعادة طرح سؤال "استنكاري" طالما طرحه العارفون بشؤون المنطقة وبفضائل التعاون. ماذا لو سخرت الجزائر جهودها لتعزيز التعاون والتكامل المغاربي بدل معاكسة المغرب ومصالحه.

سؤال ربما لا يحتاج إلى جواب لكنه يخلق سياقا منطقيا لطرح سؤال آخر ما دام الإسقاط ممكنا. متى تستغل الجزائر "فرصة العمر" التي استغلتها دول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية "الميركوسور" على سبيل المثال، دول أدركت مبكرا ضرورة الامتثال لحتمية التكامل من خلال استثمار قواسم اللغة والجغرافيا والثقافة واختلاف الموارد وتنوعها انتصارا لمصالحها الاقتصادية والسياسية. معادلة لا ينقص لولا شرود القراءة السياسية والاقتصادية للجزائر سوى تنزيلها بمنطقة المغرب العربي للحصول على نفس النتيجة ما دامت المعادلة تضم نفس الأرقام.

خطاب جلالة الملك بالعيون يؤسس لانطلاقة تنموية حقيقية بالأقاليم الجنوبية 

 أكد الإعلامي الأرجنتيني والخبير في الشؤون السياسية والدبلوماسية خوان كروث كاستانييراس أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة الماضي بالعيون إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء يؤسس لانطلاقة تنموية جديدة حقيقية ومندمجة بالأقاليم الجنوبية.

وأكد الخبير الأرجنتيني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة أن خطاب جلالة الملك الذي جاء واضحا بلغة مباشرة لا تحتمل أي تأويل يضع القواعد الأساسية لإرساء تنمية حقيقية مندمجة ستغير المشهد الاقتصادي والاجتماعي في الأقاليم الجنوبية في الأمد القريب بفضل ما أعلن عنه جلالته من استثمارات ضخمة تهم مشاريع كبرى في مختلف المجالات.

وفي هذا السياق قال كاستينيراس إن جلالة الملك شدد في خطابه على أن المغرب استطاع بعد سنوات من التضحيات ومن الجهود السياسية والتنموية توفير الشروط لإطلاق مرحلة جديدة على درب توطيد الوحدة الوطنية والاندماج الكامل للأقاليم الجنوبية في الوطن الأم مضيفا أن جلالته أكد على جعل هذه الأقاليم نموذجا للتنمية المندمجة ومركزا اقتصاديا يكون همزة وصل بين المغرب وعمقه الممتد نحو الدول الإفريقية.

واعتبر الإعلامي الأرجنتيني أن الخطاب الملكي الذي استحضر دلالات الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي أثبتت للعالم أجمع مغربية الصحراء قدم مقترحات ملموسة قابلة للتطبيق على أرض الواقع من شأنها تلبية احتياجات الساكنة المحلية وتحقيق تطلعاتها مشيرا إلى أنه في هذا الصدد يأتي إعلان جلالته عن إحداث صندوق للتنمية الاقتصادية سيكون موجها إلى تعزيز النسيج الاقتصادي ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي وضمان التشغيل والدخل القار خاصة بالنسبة للشباب.

وسجل أيضا أن جلالة الملك أعلن عن إطلاق مشاريع تنموية واعدة في المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية وعدد من الأوراش الكبرى من بينها بناء الميناء الأطلسي الكبير للداخلة وإنجاز مشاريع كبرى للطاقة الشمسية والريحية بالجنوب بالإضافة إلى تعزيز مشاريع التنمية البشرية.

ومن جهة أخرى أكد الخبير الأرجنتيني أن جلالة الملك أثار الانتباه إلى أوضاع الفقر واليأس والحرمان التي ماتزال تعاني منها ساكنة تندوف بالجزائر بينما ينعم ساكنة الأقاليم الجنوبية بعيش حر يوفر لهم الكرامة وشروط التنمية والازدهار.

المسيرة الخضراء تجسيد لحب لا يفنى بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد 

أجرى الحوار: هشام الأكحل 

 أكد السيد إلياس ملول بنتوليلة ممثل الجالية اليهودية المغربية المقيمة بالعاصمة الفنزويلية كراكاس أن ملحمة المسيرة الخضراء التي يحتفل المغاربة بذكراها الأربعين تجسد حبا وتعلقا دائمين لا يفنيان بين الشعب المغربي بكل أطيافه والعرش العلوي المجيد.

وقال ملول بنتوليلة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الطائفة اليهودية المغربية المقيمة بكراكاس تستحضر بكل فخر واعتزاز الذكرى الغالية للمسيرة الخضراء بكل دلالاتها ومعانيها وفي مقدمتها ذلك الطابع السلمي الذي ميزها والذي ترك العالم مشدوها أمام عبقرية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي قاد المغرب لاسترجاع أراضيه واستكمال الوحدة الترابية دون إراقة قطرة دم واحدة.

وشدد ملول بنتوليلة على أن قضية الصحراء تسكن وجدان كل المغاربة ويحملون تشبثهم بمغربيتهم في قلوبهم أينما كانوا مسجلا في هذا السياق أن "الجالية اليهودية المغربية في كراكاس تعبر عن اعتزازها بالانتماء إلى بلدها المغرب وتبارك خطوات جلالة الملك محمد السادس نصره الله وتشيد بمبادراته وببعد نظر جلالته وحرصه الدؤوب على رعاية أبناء المغرب وهو مبعث فخر لها تعتز به أيما اعتزاز".

وفي تقدير السيد ملول بنتوليلة فإنه ليس هناك أدنى شك في كون المسيرة الخضراء المظفرة والتي رغم مرور 40 عاما على تنظيمها لا يمكن أن تسقط من ذاكرة المغاربة كبيرهم وصغيرهم بل حتى الذين لم يعايشوا تلك المحطة البارزة في تاريخ المغرب لأن حب الصحراء المغربية يجري في دم كل المغاربة فهي جزء لا يتجزأ من تراب المملكة.

ويردف ملول بالقول "في كل مرة أزور فيها المغرب الحبيب ألاحظ أنه لا فرق بين شوارع الرباط وساحات العيون وبين كورنيش طنجة أو شواطئ الداخلة أو غيرها وهو ما يدفعني إلى القول إن الأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها سنة 1975 لم تخطئ موعدها مع التاريخ ودخلت في مسلسل التنمية إلى جانب كل جهات المملكة حتى أن الزائر إلى الجنوب يندهش إزاء ما تحقق من إنجازات عظيمة".

واعتبر أنه ليست البنيات التحتية من مطارات وطرق وموانئ ومرافق حيوية على أهمية قدرها هي وحدها التي تصنع الوجه المشرق لهذه الأقاليم الجنوبية بل هناك مؤسسات قائمة الذات تمارس تدبيرها للشؤون المحلية لهذه الأقاليم بكل ديمقراطية وشفافية موضحا أنه في كل مرة يتم تنظيم استحقاقات انتخابية في الأقاليم الجنوبية إلا وتكشف الأرقام أن أهل هذه الربوع من المملكة يكونون الأحرص دائما على تأكيد حضور ومشاركة قويين وهو دليل آخر يعكس الرغبة والانخراط التامين لساكنة الصحراء في المسلسل الديمقراطي والتنموي المتواصل على أكثر من صعيد.

ومند اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين يردف ملول "لا يمكن أن يمر يوم دون أن نسمع عن تلك المبادرات والإنجازات التي يشرف عليها جلالته شخصيا حرصا منه حفظه الله على خدمة شعبه والوفاء للأمانة التي قلده الله إياها والمتمثلة في ضمان أمن واستقرار وازدهار المغرب الحبيب".

وخلص ممثل الجالية اليهودية المغربية بكراكاس إلى القول بأن الأقاليم الجنوبية أضحت اليوم نموذجا يحتذى يعكس الدينامية التي يعيشها المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بفضل الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس والتي همت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والتي جعلت من صيانة كرامة المواطن أولوية الأولويات

المتحف الصغير للمغرب الصحراوي بالداخلة.. سفر في ذاكرة التراث الثقافي الحساني وتيه في ثنايا الصحراء الأصيلة

يزخر المتحف الصغير للمغرب الصحراوي بمدينة الداخلة بألوان فنية وتراثية زاهية متنوعة تختزل في ثناياها ذاكرة حية للموروث الثقافي الحساني في تنوعه وجماليته التي تغري الزائر باكتشاف تجلياتها الفنية وكنهها التعبيري والتراثي الغابر.

بناية شامخة على مشارف حي المطار تمثل لدى أهالي جهة الداخلة وادي الذهب ذاكرة تراثية تجسد جانبا حيا من مظاهر الحياة والإبداع لدى الرحل في أقاصي الصحراء على امتداد فترات مختلفة من التاريخ المغربي العريق.

وبمحتوياتها ومعروضاتها المختلفة تشكل هذه النواة المتحفية سفرا في كنه التراث الصحراوي بالأقاليم الجنوبية بكل جوانبه المادية واللامادية وما يتميز به من جمالية وبعد حضاري غابر في حيز جغرافي يتسم بالمحافظة على الهوية المغربية والتشبث بتقاليد مرعية حافظة لمنظومة قيم أصيلة.

فالزائر لهذه المنشأة الثقافية الرمزية يكتشف بجلاء ثراء حضاريا تليدا وضاربا في عمق التاريخ يميز منطقة الصحراء المغربية كمجال تجتمع فيه ألوان واشكال ثقافية متعددة من تقاليد وانماط عيش وفنون تعبيرية.

وبين ثنايا معروضات وتحف هذا الفضاء التراثي يسافر الزائر بين أنماط ثقافية متعددة رافلة بجذور التاريخ الصحراوي وكأنها ترسم للأجيال الصاعدة صورا تعبيرية وفنية عن أسلاف الصحراء وعاداتهم وتقاليدهم منذ غابر الأزمان.

ويكفي الوقوف عند كل معروضات هذا الفضاء المتحفي لتتغير لدى زائره الصورة النمطية عن المجال الصحراوي الذي يرتبط في اذهان البعض بمجال بدوي تستبيحه الرمال ويهيمن عليه الجمود والصمت المطبق.

ويرسم هذا الفضاء المتحفي أيضا صورا تعبيرية عن نمط العيش الصحراوي باحتوائه على معروضات متجذرة في الثقافة الشعبية الحسانية وهي الشاي والخيمة والجمل وهو الأنيس والرفيق ولحمه وحليبه اللذان يشكلان مصدران اساسيان للغذاء لدى ساكنة الصحراء الأصيلة.

وتضفي هذه الأشكال التعبيرية جميعها رمزية جلية عن أصالة أهالي الصحراء وكرمهم ونبل أخلاقهم وطريقة حديثهم وجلساتهم الحميمية.

ويضم المتحف الصغير للمغرب الصحراوي كذاك محتويات وأزياء تقليدية ترسم في أنماطها وجماليتها جانبا من مظاهر العيش في الصحراء خلال حقب سابقة وهي محتويات متعددة الحوامل جلدية وخشبية ومعدنية حجرية ونسيجية ذات دلالات ثقافية يتطلب فهمها ربطها بالسياق الاجتماعي والتاريخي لمجتمع البدو في الصحراء.

وحسب وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة وهي الجهة المشرفة على هذه المجمع المتحفي فإن هذا الفضاء الثقافي يشكل قيمة مضافة للحياة الثقافية بالمنطقة لكونه يمثل نواة ثقافية تسهم في التعريف بالتراث المحلي وتعميق البحث حول تاريخ هذا الحيز الجغرافي المغربي.

كما تعد هذه المنشأة الثقافية يضيف المصدر ذاته مكسبا مهما للمنطقة بالنظر إلى الدور الوظيفي الذي يمكن أن يضطلع به لا سيما على مستوى المساهمة في حفظ الذاكرة المادية لبدو الصحراء وصون وتجميع مختلف الأدوات والمشغولات اليدوية التي أبدعها إنسان الصحراء على مر الزمن.

كما يضم المتحف فضاء للقراءة يتمثل في المكتبة الوسائطية التي تتضمن أجنحتها بالخصوص ست أجنحة للقراءة وتحتوي على أزيد من 23 ألف كتاب من مختلف أصناف المعرفة وفضاء خاص بالمخطوطات وجناح متعدد الوسائط من أقراص مدمجة وغيرها موضوعة رهن إشارة زوار ورواد المكتبة.

وتقدم المعروضات المرئية والصور المتعددة والأدوات ذات الاستعمال النفعي والفني والأزياء والنقوش الصخرية والمسكوكات والمخطوطات دعوة لاكتشاف الزخم الثري للحياة بالأقاليم الجنوبية بكل مظاهرها الثقافية والحضارية.

وتضفي ملصقات مزدوجة اللغة ومعروضات بواسطة شاشة تفاعلية سمعية بصرية عن تاريخ المنطقة القديم وحياة الإنسان بالأقاليم الجنوبية وعاداتهم وتقاليدهم رونقا وجمالية جذابة لعمق التراث الصحراوي الذي يتعين اكتشافه والنبش في ثناياه والحفاظ عليه كذاكرة جماعية وموروث ثقافي تليد.

وحسب فعاليات ثقافية محلية فإن هذه المنشأة التراثية عززت البنية الثقافية في جهة الداخلة وادي الذهب في سبيل صون الموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة والمحافظة عليه من الاندثار وتثمين عادات وتقاليد الصحراء الضاربة في عمق التاريخ.

واعتبروا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أن إدراج هذا الفضاء المتحفي ضمن المدارات السياحية بالمنطقة عامل أساسي ومهم من أجل تعزيز جاذبية الجهة وتثمين موروثها التراثي مؤكدين أن العناية بهذه الذاكرة العريقة من شأنه أن يغير النظرة التي تختزل المؤسسة المتحفية في كونها فضاء لتجميع التحف والمواد التراثية القديمة.

احتفاء بالمسيرة الخضراء.. المتزلج سمير عزيماني يقطع مسافة 106 كلم بين طرفاية والعيون بواسطة التزلج بالعجلات

بقلم عثمان ميبراك 

 في واقعة غير مألوفة بالنسبة لمتزلج اعتاد على اجتياز المنعرجات في أجواء يطبعها البرد والثلوج اختار الشباب المغربي سمير عزيماني أن يحتفي بطريقته الخاصة بملحمة المسيرة الخضراء بقطعه خلال تسع ساعات من العمل الشاق بواسطة التزلج بالعجلات مسافة من 106 كم من الطريق الرابطة بين طرفاية والعيون.   

  وقال سمير عزيماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "اخترت هذه الوسيلة بإرادتي مشاركة مني في الاحتفالات المخلدة لهذا الحدث التاريخي".     وأكد أنه أخرج عجلاته للتزلج "بحماسة كبيرة" على طول هذا الجزء من الطريق الذي يكتسي بعدا رمزيا عاليا والذي يتردد فيه صدى ذكريات لا تزال حية للمسيرة الخضراء بعد 40 عاما.     وأضاف "إنها طريقتي في الانضمام إلى الاحتفالات لم أحتمل البقاء فقط في موقف المتفرج" مشيرا باعتزاز كبير إلى أن فكرة هذه الرحلة فرضت نفسها "وفاء للذاكرة ومن أجل المساهمة في ربط الماضي بالحاضر".     "سرت على خطى 350 ألف من المتطوعين الذين لبوا نداء الوطن قبل 40 عاما" يستطرد هذا المتزحلق الأولمبي الذي يقدم نفسه كمدافع قوي عن هذه الرياضة في المغرب.     واعتبر عزيماني الذي يوجد في المغرب لإعداد أطروحة حول "تمويل الرياضات من مستوى عال في المغرب" من أجل الحصول على درجة ماستر إدارة الأعمال في التدبير الرياضي في باريس أن هذه المغامرة الرمزية ما كانت لتتحقق لولا الدعم المعنوي والمالي ل "منتدى الكفاءات المغربية-الكندية".     وأكد عزيماني الذي ولد في عام 1977 في لوفالوا-بيري (فرنسا) أن الرحلة بين طرفاية والعيون لم تكن سهلة قائلا "شعرت في بعض الأحيان أنني أتقدم متراجعا إلى الخلف" في إشارة إلى الصعوبات التي واجهته على مستوى بعض المقاطع الطرقية.     ومستعملا مزلجتين واثنين من العصي يؤكد عزيماني بتأثر كبير أن أهم ما ميز هذه الرحلة "هو بالتأكيد الترحاب الحار الذي خصني به سكان البوادي والمداشر".

ويتذكر عزيماني بالمناسبة رحلة مماثلة قام بها قبل عامين بين وجدة والعيون قطع خلالها مسافة 1700 كلم متزلجا قائلا "عبرت طوال خمسة أسابيع العديد من المدن المغربية واستمتعت حينها بهذا الانتقال السلس بين مناظر متنوعة في بلدنا ... وهذا شيء يمكن أن تفخر به".     وبخصوص أقوى لحظات مساره الرياضي يؤكد المتزلج المغربي أنه "أول متزلج في العالم وقع على تحول استثنائي في مساره من خلال الانتقال من سباقات التزلج على المنحدرات والمعروف باسم التزلج الألبي إلى التزلج الشمالي".

وأوضح أن هذا التحول الكامل أملته "حاجة ملحة للرفع من وتيرة استعداداتي وتحسين لياقتي البدنية باعتبار ذلك شرطا أساسيا بالنسبة لأي متزلج من مستوى عال".     وأثناء استعداده للسباقات الألبية (الاتحاد الدولي للتزلج) قبل سنتين أصبح مولعا بالتزلج الشمالي حتى أنه نجح في التأهل إلى دورة ألعاب سوتشي بروسيا (2014) لسباق التزحلق على الجليد.     ويعد سمير عزيماني وهو حاليا مدرب للتزلج في فرنسا أول رياضي مغربي يشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فانكوفر سنة 2010.

ذكرى المسيرة الخضراء شكلت مناسبة للمغرب لترسيخ مشروع الحكم الذاتي بالصحراء 

 كتبت الاسبوعية الفرنسية (لوبوان) في مقال نشرته يوم الاثنين على موقعها الالكتروني ان الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء شكلت مناسبة للمغرب لترسيخ مشروع الحكم الذاتي بالصحراءوتجسيد ارادته في التنمية المشتركة مع افريقيا جنوب الصحراء. وذكرت الاسبوعية بان المغرب عمل منذ اربعين سنة وضمن منطق ادماج الاقاليم الجنوبية وتمكينها  على احداث مؤسسات قادرة على تجسيد مشاريع اطلقتها الادارة المركزية وهياكل محلية  مشيرة الى ان تخليد الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء شكلت ايضا مناسبة للوقوف على المراحل التي تم قطعها وتسطير آفاق مهيكلة بشأن مشاريع تخلق الثروة ومناصب الشغل. واكد كاتب المقال ان فكرة برزت في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعيون  مفادها ان الاقاليم الجنوبية يجب ان تبني نفسها بنفسها انطلاقا من مواردها الخاصة سواء على مستوى الموارد البشرية او الانتاج. ولدى تطرقها الى المشاريع المهيكلة بالاقاليم الجنوبية التي اعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه  ومنها المشروع الكبير لتحلية مياه البحر بالداخلةوالوحدات والمناطق الصناعية المنتظر انجازها بالعيون المرسى وبوجدور والمشاريع الهامة في مجال الطاقة الشمسية والريحية وربط مدينة الداخلة بالشبكة الكهربائية الوطنية فضلا عن تشييد مينائها الاطلسي نقلت الاسبوعية عن عالمة الاجتماع الباحثة الفرنسية فرنسواز باستيد قولها ان المغرب قطع شوطا جديدا في مجال الحكامة التشاركية في اطار التنمية المستدامة . وقالت ان الاقاليم الجنوبية للمملكة تتوفر على امكانيات كافية ومؤهلات حقيقية من اجل رفع تحديات التنمية الاقتصادية مع الحرص على تثمين الخصوصيات الترابية في اطار مشروع الجهوية المتقدمة . ولاحظت الاسبوعية من ناحية اخرى بروز بعد جديد يتعلق بمكانة الاقاليم الجنوبية في المشهد المغربي مبرزة ان المملكة تعتزم احداث مركز لوجيستي جديد في اتجاه جيرانها بافريقيا جنوب الصحراء. وتطرقت في هذا الصدد الى المشاريع التي اعلن عنها في الخطاب الملكي وخاصة احداث مركز للنقل الجوي بالاقاليم الجنوبية  يؤمن رحلات نحو افريقيا ومد طريق سريع بمواصفات دولية بين تزنيتوالعيون والداخلة  وانجاز خط سككي من طنجة الى لكويرة  يربط المغرب بباقي افريقيا ويسهم في تنميتها

مغاربة الغابون يخلدون بليبروفيل الذكرى الأربعين المسيرة الخضراء

خلد أفراد الجالية المغربية المقيمين بالغابون يوم الأحد بليبروفيل الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء في جو من الفرح والفخر وحس الانتماء الوطني.

وشكل اللقاء الذي نظمته جمعيات من المجتمع المدني وتم خلاله تقديم عدة عروض حول هذا الحدث التاريخي مناسبة للحضور لتجديد تعبيرهم التشبث بمغربية الصحراء والتعبئة المستمرة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والقيم الثابتة للأمة.

وفي كلمة بالمناسبة أشاد سفير المغرب بليبروفيل السيد علي بوجي بتنظيم هذا اللقاء الذي يعبر عن حس عميق بالانتماء للوطن والتعلق به مذكرا بفلسفة وأهداف المسيرة الخضراء الحدث التاريخي الذي كان من إبداع عبقرية جلالة الملك الراحل الحسن الثاني وهو الحدث الذي سيبقى منقوشا في ذاكرة كل المغاربة.

وأشاد السفير المغربي بمضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. وقال إن جلالته رسم في خطابه السامي أبعاد مسيرة جديدة هي مسيرة تنمية أقاليم جنوب المغرب من خلال مشاريع كبرى بقيمة عشرات الملايير من الدراهم وهو ما سيضمن النماء والرفاه للساكنة المحلية ويجعل المنطقة محطة وملتقى نحو بلدان إفريقيا جنوب الصحراء لترسيخ البعد الإفريقي للمملكة بشكل أكبر.

وعبر السيد بوجي عن الأسف للظروف القاسية التي يرزح تحتها محتجزو مخيمات تندوف في جنوب الجزائر مؤكدا وجاهة المخطط المغربي للحكم الذاتي الذي وصفه المجتمع الدولي بالجدي وذي المصداقية من أجل حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.

من جهته قدم رئيس اتحاد مغاربة الغابون عبد العزيز بوليد عرضا وافيا حول روابط البيعة العميقة التي جمعت على الدوام الصحراء بملوك المغرب منذ قرون مبرزا الدور الهام للمسيرة الخضراء في استرجاع الأقاليم الجنوبية.

أما رئيسة منتدى مغاربة الغابون أمينة فرحان فأعطت نظرة موجزة عن تاريخ الصحراء المغربية والجهود التي بذلت لاسترجاعها من الاستعمار الاسباني معتبرة أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل صلة وصل بين الأجيال.

وتميز الحفل بحضور كبير للفتيان والفتيات الذين رددوا النشيد الوطني رافعين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس. كما أدوا الأغنية الوطنية الشهيرة "نداء الحسن" للتعبير عن تشبثهم بالوطن الأم.

سفارة المملكة ببانكوك تحتفل بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

نظمت سفارة المملكة المغربية ببانكوك يوم الجمعة الماضي حفلا لإحياء الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء بمشاركة أفراد الجالية المغربية المقيمة بكل من تايلاند وكمبوديا وميانمار واللاوس.

وحسب بلاغ للسفارة ذكر سفير المغرب في بانكوك السيد عبد الإله الحسني خلال هذا الحفل بالمحطات التاريخية التي مكنت المغرب من استرجاع أراضيه من القوى الاستعمارية مؤكدا أن إعلان جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة سلمية من شمال المملكة إلى جنوبها كان بمثابة محطة تاريخية مفصلية في استكمال الوحدة الترابية للمغرب.

وأضاف البلاغ أن السيد الحسني ركز كلمته على مبادرة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة وعلى مسيرات البناء والتنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية وباقي أقاليم المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس داعيا بالمناسبة إلى توحيد الجهود وتجديد العزم على مواصلة السير قدما لصيانة الوحدة الترابية للمملكة وحماية مقدساتها وصد مكائد الأعداء والمشاركة في المسيرات والأوراش المفتوحة والانخراط في الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب بقيادة جلالة الملك.

ومن جهتهم عبر ممثلو الجالية المغربية عن اعتزازهم بمغربيتهم وتشبثهم بأهداب العرش العلوي المجيد واستعدادهم للدفاع عن مقدسات وطنهم معربين عن تجندهم للمشاركة في مسيرات التنمية التي يقودها جلالة الملك وعن التزامهم بقسم المسيرة الخضراء وبثوابت الأمة.

مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية هو "الأمل الوحيد لحل مشكل الصحراء" 

أجرى الحديث : جمال الدين بن العربي 

 قالت كاثرين بورتر كاميرون عن المنظمة الامريكية "ليدر شيب كاونسل فور هيومن رايتس" (المجلس القيادي لحقوق الإنسان) إن مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية هو "الأمل الوحيد لحل مشكل الصحراء".

وأبرزت الحقوقية الامريكية في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بأوسلو أن هذا المقترح سيمكن النساء والرجال من التعبير عن آرائهم بكل حرية ومن إسماع صوت الصحراويين بالمنطقة.

وعبرت بورتر كاميرون التي قامت بزيارة للنرويج عن تضامنها مع المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري وخاصة النساء اللواتي تحس بنفس معاناتهن مذكرة بأنها أسست إحدى أهم منظمات حقوق الإنسان بالولايات المتحدة بعدما تعرضت للتعذيب من قبل المخابرات السوفياتية.

وذكرت بكونها زارت الصحراء عدة مرات وقضت وقتا طويلا هناك وتحدثت عن النساء اللواتي فررن من ويلات المآسي التي عانين منها في تندوف خاصة جراء التعرض للاعتداءات.

وترى الحقوقية الأمريكية أن المجال الأمني يشكل أولوية في الوقت الحاضر لدى العديد من البلدان مشيرة إلى أنه لا ينبغي ترك مجموعة (إشارة الى البوليسارو) تحدث الفوضى في المنطقة مشيرة إلى أن أي شخص يطلع على الإعلام يعرف أن المغرب كان حلقة مهمة للحد من المخاطر وتوقيفها.

وأكدت الناشطة الحقوقية الأمريكية أن استمرار مخيمات تندوف يساهم في احتمال انعدام الاستقرار في المنطقة و"يجعلنا نعيش مخاطر" معبرة عن الأمل في أن يتم التوصل في المدى القريب إلى حل لمشكل الصحراء لأن وجود مخيمات مثل تندوف تشكل خطرا ليس فقط في شمال افريقيا بل في بقية العالم و"مادامت مخيمات تندوف متواجدة فالخطر يتضاعف" بحسبها.

من جهة أخرى ذكرت بقيام قادة البوليساريو ببيع المساعدات الموجهة لسكان مخيمات تندوف والاتجار بها في إشارة إلى تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش الذي كشف أن المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الاتحاد الأوروبي لسكان مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري يتم تحويلها بطريقة منظمة منذ سنوات عدة.

وشددت بورتر كاميرون على أنها ستواصل عملها كمدافعة عن حقوق اللاجئين مشيرة إلى أنها وهبت حياتها لمهمة الدفاع عن حقوق الإنسان مع التركيز على مقاربة النوع والسكان المحليين والأصليين عبر العالم.

وذكرت بزياراتها المتعددة كل سنة للعاصمة النرويجية أوسلو وافتخارها بكونها كانت مرشحة مرتين لجائزة نوبل للسلام (1989 و1994) لعطائها وعملها من أجل اللاجئين في العالم.

وانتقدت الحقوقية الامريكية بشدة تغييب الرأي الآخر في ندوة نظمت بأوسلو من طرف خصوم الوحدة الترابية للمغرب مشيرة إلى أنها دعت إلى ضرورة استدعاء أشخاص آخرين من أجل توضيح الصورة والتركيز على معاناة النساء في مخيمات تندوف.

وعبرت عن شجبها للإقصاء الممنهج الذي طال الرأي المخالف في مقابل الاستماع لقصص خيالية لأشخاص لا صلة لهم بالصحراء.

حفل للجالية المغربية المقيمة بآيسلندا تخليدا للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء

نظم المغاربة المقيمون بآيسلندا يوم الأحد بالعاصمة ريكيافيك حفلا بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء المظفرة.

وتميز هذا الحفل الذي نظمته مؤسسة الحوار والتواصل المغربي الآيسلندي بحضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الشمالي من القارة الأوروبية وتم خلاله استحضار الإنجازات التي تحققت في العديد من الميادين بالأقاليم الجنوبية.

وبالمناسبة أكد رضوان عنباري عن الجمعية على أهمية هذا الحدث التاريخي الهام الذي طبع التاريخ المغربي مبرزا مختلف المحطات التي ميزت ملاحم المغاربة لاسترجاع الأقاليم الجنوبية.

وأشار عنباري إلى أواصر الصداقة التي تجمع بين آيسلندا والمغرب واستعداد الجالية المغربية لتعزيزها على جميع المستويات.

وتم خلال هذا الحفل الذي حضره عدد من المواطنين الآيسلنديين ومن جنسيات أخرى التعريف بالمغرب وبمنجزاته في الأقاليم الجنوبية وكذا بالثقافة المغربية والتقاليد التي تزخر بها المملكة.

وشكل هذا الحفل مناسبة لاستحضار الأجواء المغربية الأصيلة تخللته مقطوعات موسيقية ومجموعة من الأغاني المغربية الوطنية الخالدة.

وعبر أفراد الجالية المغربية الذين حضروا الحفل عن استعدادهم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وتكثيف الجهود للتعريف بالقضية الوطنية في آيسلندا.

ملحمة المسيرة الخضراء محطة تاريخية بارزة مكنت المغرب من استكمال وحدته الترابية بطريقة سلمية

اعتبرت وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز" أن ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة التي يحتفل الشعب المغربي بذكراها الأربعين شكلت محطة تاريخية بارزة تمكن المغرب بفضلها من استرجاع أراضيه وتحقيق الوحدة الترابية بطريقة سلمية أبدعتها عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه.

 

وبمناسبة احتفال المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء أفردت وكالة "طوطال نيوز" الأرجنتينية ملفا خاصا لتسليط الضوء على هذا الحدث التاريخي الهام الذي سمح  برأي الوكالة بجلاء المستعمر الإسباني عن الصحراء المغربية ومكن الأقاليم الجنوبية من العودة إلى الوطن الأم المملكة المغربية.

وذكرت الوكالة بأن الملك الراحل الحسن الثاني حينما أعلن عن عزم المغرب استرجاع أقاليمه الجنوبية أمر المشاركين في المسيرة الخضراء والذين بلغ عددهم نحو 350 ألف متطوع بأن يكونوا مجردين من أي سلاح اللهم من مصاحف القرآن الكريم والأعلام الوطنية مشيرة إلى أن ذلك يمثل أكبر دليل على سلمية مسيرة ضخمة من هذا القبيل.

كما توقفت الوكالة عند الدلالات الرمزية التي يحملها وصف هذه المسيرة ب "الخضراء" موضحة أن اللون الأخضر يعتبر في المأثور رمزا للدين الإسلامي والسلام.

وإلى جانب المقال الذي أفردته الوكالة لهذا الحدث الهام أجرى مديرها الصحافي دانييل روميرو مقابلة خاصة مع سفير المغرب بالأرجنتين السيد فؤاد يزوغ عملت "طوطال نيوز" على نشرها بالصوت والصورة على موقعها الإلكتروني.

وفي هذا السياق أكد الدبلوماسي المغربي أن الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء يشكل مبعث فخر لكل المغاربة على اعتبار أن الحدث يمثل حلقة أساسية في النضال الذي خاضه المغاربة من أجل التخلص من الاستعمار واستكمال الوحدة الترابية والانخراط من حينها في مسلسل تنموي لهذه الأقاليم الجنوبية لجعلها على قدم المساواة مع باقي الأقاليم إذ يكفي يضيف السيد يزوغ المقارنة بين واقع هذه الأقاليم قبل أربعين سنة والتطور الذي تحقق بها اليوم ليتبين أن البون شاسع جدا وأن المجهودات المبذولة من قبل الدولة كانت مجهودات جبارة.

وأضاف أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل فرصة أيضا للوقوف على حصيلة الإنجازات التي تحققت واستشراف المستقبل من خلال مشاريع واعدة تهدف إلى الرقي بمستوى عيش ساكنة الأقاليم الصحراوية وضمان استقرار وازدهار المنطقة.

وبعد استعراضه للمحطات الكبرى التي قطعها المغرب لاستكمال وحدته الترابية  ذكر السفير بأنه وفي سياق الحرب الباردة تم افتعال نزاع إقليمي من قبل بلد جار حاول فرض قانونه وأطماعه من أجل حرمان المغرب من جزء من أراضيه وهو الأمر الذي لم يحدث ولن يحدث أبدا لأن المغرب متشبث بوحدته الترابية ومستعد للتضحية بكل شيء من أجل الحفاظ على وحدة أراضيه. 

وسجل في هذا السياق أن المغرب ولطي هذا النزاع المفتعل قام سنة 2007 بتقديم مشروع للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية لصالح هذه الأقاليم الجنوبية وعبر عن استعداده للتفاوض على أساس هذه المبادرة الهادفة إلى تمكين سكان الأقاليم الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية بأنفسهم بشفافية وديمقراطية مبرزا أن المبادرة المغربية حظيت بدعم المجتمع الدولي الذي وصفها بالجدية وذات المصداقية لكونها تمثل مبادرة ملتزمة.

إلا أنه في المقابل يضيف السيد يزوغ  مازالت الأطراف الأخرى رهينة حلول عفا عنها الزمن  غير واقعية وليست قابلة للتطبيق مؤكدا أنه يتعين على هذه الأطراف حرصا على مستقبل المنطقة أن تدرك أن الحل يكمن في المبادرة المغربية التي تعد أقصى سقف من الممكن أن يقدمه المغرب لتسوية لهذا النزاع المفتعل الذي طال أمده مشيرا في هذا الصدد إلى أن المنطقة باتت اليوم تواجه تحديات جمة أبرزها تنامي التهديدات والأخطار الأمنية.

واعتبر الدبلوماسي المغربي أن عدم التوصل إلى حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يعيق تحقيق المنطقة للاندماج الاقتصادي الذي تحتاجه خاصة وأنها تتوفر على مؤهلات كبيرة وهرم سكاني شاب.

وتوقف السيد يزوغ عند انخراط ساكنة الأقاليم الجنوبية في الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب وتشبثها القوي بالإصلاحات التي يباشرها رغم السياق الإقليمي الصعب مذكرا في هذا الصدد بأنه تم بهذه الأقاليم تسجيل أعلى نسب المشاركة على الصعيد الوطني خلال الانتخابات الجهوية والمحلية التي شهدتها المملكة في الرابع من شتنبر الماضي.

وفي معرض تطرقه للجهود التي يقوم بها المغرب للنهوض بأقاليمه الجنوبية أكد السيد يزوغ أن هذه الأقاليم توجد اليوم في صلب جهود تنموية وأنها كانت على الدوام مستفيدة من تضامن باقي الجهات الأخرى موضحا أنه نظرا لافتقاد هذه الأقاليم لأدنى شروط التنمية لدى استرجاعها سنة 1975 تمت على امتداد ال 40 سنة الماضية المراهنة على استثمارات ضخمة من أجل الرقي بها إلى مصاف باقي الأقاليم الأخرى بالمملكة.

وأكد في هذا السياق أن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى الأقاليم الجنوبية تشكل مناسبة لمواصلة إطلاق سلسلة من المشاريع والأوراش الكبرى على مختلف الأصعدة وذلك لتعزيز البنيات التحتية والقطاعات الاجتماعية والرياضية والثقافية والتربوية وأيضا لدعم القطاعات الإنتاجية بالمنطقة وتمكينها من المساهمة في دينامية التنمية التي تعرفها باقي الأقاليم.

صحف بحرينية: "المسيرة الخضراء نموذج فريد في تاريخ الأمم"

 أكدت صحف بحرينية يوم الاثنين أن المسيرة الخضراء التي يحتفل المغرب بذكراها الأربعين "نموذج فريد في تاريخ الأمم" مستعرضة مختلف المشاريع التنموية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة العيون بالمناسبة.

وقالت صحيفة (الوطن) إنه "في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء بالمملكة المغربية تمضي البلاد قدما متسلحة بالتنمية" مؤكدة أن تلك المسيرة "شكلت على جميع المستويات نموذجا فريدا في سجلات تاريخ الأمم وتعبيرا عن إرادة غير عادية لشعب متحد بأكمله وراء ملكه".

وأبرزت أن "المغرب يسعى جاهدا إلى حل قضية الصحراء بدعم وتأييد عالمي بما يضمن حقه في سيادته على أراضيه التي استعادها من المحتل الإسباني ضمن المسيرة الخضراء التي شكلت الحدث قبل 40 عاما والتي أشاد بها الخبراء والمحللون".

وذكرت بأن المغاربة لبوا في سادس نونبر 1975 "نداء العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله في مسيرة خضراء إلى الصحراء المغربية لاستعادة الأقاليم الصحراوية من المستعمر الإسباني" مؤكدة أن المسيرة الخضراء "شكلت إنجازا كبيرا على المستوى التنظيمي واللوجستي".

وأبرزت صحيفة (الوطن) المحاور التي تضمنها الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمناسبة ومنها إعلان جلالته عن إحداث صندوق للتنمية الاقتصادية مهمته تطوير النسيج الاقتصادي ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي وتوفير الدخل وفرص الشغل وخصوصا لفائدة الشباب في الصحراء.

وأشارت إلى أن جلالة الملك تساءل في خطابه عن مصير المساعدات الإنسانية للصحراء المغربية وعن "كيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات وحسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية¿".

كما أبرزت مختلف المشاريع التنموية التي أطلقها جلالة الملك من مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء المغربية والتي تبلغ قيمتها 77 مليار درهم (7ر7 مليار دولار). وأوردت عددا من الشهادات التي أدلى بها محللون أجانب حول النجاح الباهر الذي حققته المسيرة الخضراء تكريسا لعدالة القضية الوطنية المغربية وحول المسار التنموي الباهر الذي تشهده المنطقة منذئذ.

وبدورهما أولت صحيفتا (البلاد) و(الأيام) اهتماما كبيرا لحدث احتفال المغرب بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء واستعرضتا في مادتين عززتهما بصورة لجلالة الملك مجمل القضايا التي تضمنها الخطاب الذي ألقاه جلالته بالمناسبة.

وأوردت الصحيفتان فحوى الخطاب الملكي تحت عناوين: "أكد أن بلاده ستواجه كل محاولات التشكيك في الوضع القانوني للأقاليم الجنوبية" و"ملك المغرب يطلق مشروعا لتنمية الصحراء المغربية بقيمة 7ر7 مليار دولار" و"المغرب سيواجه كل محاولات التشكيك في الوضع القانوني للصحراء

استثمارات مهيكلة مبرمجة من قبل المكتب الشريف للفوسفاط في الأقليم الجنوبية لإعطاء مزيد من الدينامية للاقتصاد المحلي

 أبرزت وكالة الأنباء الإفريقية (أ ب أ نيوس) الاستثمارات المهيكلة لما يناهز ملياري دولار (19 مليار درهم) المبرمجة في الصحراء المغربية من قبل المكتب الشريف للفوسفاط من خلال فرعه "فوسبوكراع" لإعطاء مزيد من الدينامية للاقتصاد المحلي في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

وكان جلالة الملك محمد السادس قد ترأس يوم السبت بمدينة العيون بمناسبة الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الرؤية التنموية المندمجة القائمة على تحليل موضوعي للوضعية الفعلية لهذه الأقاليم.

وسجلت وكالة الأنباء الإفريقية في قصاصة بثتها أمس الأحد أنه "تم الإعلان عن هذه الاستثمارات الضخمة بينما تستغل شركة فوسبوكراع فرع المكتب الشريف للفوسفاط المملوك بنسبة 100 منذ 2002 احتياطيات منجم للفوسفاط تعد من بين الأضعف في باطن الأرض المغربية وهو ما يمثل أقل من 2 بالمائة من احتياطيات الفوسفاط المعروفة في المغرب كما تأكد ذلك لدى مؤسسات معترف بها عالميا مثل (يو إس جيولوجيكال سورفي) الأمريكية.

وأوضحت أن فوسبوكراع ومؤسسة فوسبوكراع تعتزمان في إطار دينامية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لمناطق جنوب المغرب الاستثمار في مشاريع ضخمة تناهز قيمتها ملياري دولار (19 مليار درهم) تهم التنمية الصناعية لفوسبوكراع وخاصة بإنشاء مصنع لإنتاج الأسمدة وتقوية قدراتها اللوجستية (16,8 مليار درهم) وإحداث "تكنوبول" في فم الواد (2 مليار درهم).

وأشارت الوكالة إلى أن "فوسبوكراع التي تعد أول مشغل خاص على المستوى المحلي ومحفزا رئيسيا للحياة الاقتصادية والبنية التحتية الاجتماعية لم تشرع في در أرباح سوى منذ سنة 2008 وهي أرباح يتم استثمارها بشكل تلقائي محليا من خلال نظام إيكولوجي يهدف إلى دعم اقتصاد المنطقة".

ويذكر أنه يتوقع في إطار النموذج التنموي في الأقاليم الجنوبية للمملكة إنجاز العديد من المشاريع التنموية باستثمارات تقدر بحوالي 8,1 مليار دولار (77 مليار درهم).

وأضافت الوكالة أن "هذا الورش الضخم للتنمية متعدد القطاعات سيرقى بالمناطق الجنوبية إلى مصاف تكنوبول مفتوح ويساهم في دينامية جديدة للتنمية تشجع خلق مناصب شغل والمبادرة الخاصة وتضع المنطقة في خدمة المواطن".

وخلص المصدر ذاته إلى أن هذا النموذج التنموي الجديد الذي يشمل إحداث أقطاب تنافسية يقوم على ركائز رئيسية منها التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والحكامة الجيدة والاستدامة.

مشاركون في ندوة بخريبكة يؤكدون أن مشروع الحكم الذاتي يبقى الخيار الوحيد لحل قضية الصحراء المغربية

 أكد مشاركون في ندوة  نظمت يوم السبت بخريبكة أن المشروع المغربي القاضي بتخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية يبقى الحل الوحيد لحل قضية الصحراء المغربية باعتباره يوفر لسكان الأقاليم الجنوبية إمكانيات تدبير شؤونهم المحلية في إطار من الحرية والحكامة الترابية. 

وأوضحوا خلال هذه الندوة  التي نظمها منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بخريبكة حول موضوع "المسيرة والاستقلال جهاد ملك وشعب وحرية وطن" أن المبادرة المغربية التي لقيت ترحيبا ودعما من قبل عدد من الدول والمنظمات الأجنبية تبقى الخيار الوحيد للتسوية النهائية لقضية الصحراء المغربية مثمنين مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الأربعين لملحمة المسيرة الخضراء والذي أكد أن مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب لحل قضية الصحراء باعتبارها تشكل مشروعا متكاملا ومنطقيا وذي مصداقية.

وأضافوا في هذه الندوة المنظمة في إطار تخليد الشعب المغربي للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء بمشاركة أكاديميين وباحثين أن الخطاب الملكي شكل نقطة فارقة في قضية الصحراء المغربية بحيث طرح الحكم الذاتي بوجهة وإستراتيجية مغايرة ونهج منطق الأجرأة في انطلاق المشاريع والخطة الجديدة للتنمية وربط البعد التنموي والسياسي بالبعدين الدولي والعمق الإفريقي.

وشددوا على دور الدبلوماسية الموازية (فعاليات المجتمع المدني والإعلام) إلى جانب الرسمية في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى التي تعد أولوية من أولويات السياسة الوطنية وذلك من خلال التواصل مع مختلف الفاعلين وصناع القرار الخارجي وتنظيم ندوات ولقاءات علمية لشرح المواقف المغربية بخصوص القضية الوطنية داعين إلى تأطير أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتعبئتهم من أجل التصدي بقوة لكل مناورات خصوم الوحدة الترابية. 

واعتبروا  من جهة أخرى أن احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الأربعين لملحمة المسيرة الخضراء التي مكنت الشعب المغربي من استرجاع أقاليمه الصحراوية واستكمال وحدته الترابية شكلت مناسبة لاستحضار الإصلاحات والمشاريع التنموية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية خلال السنوات الأخيرة والتي تتواصل بفضل ورش الجهوية المتقدمة للنهوض وتعزيز مجالات التنمية البشرية في هذه الأقاليم.

يذكر أن هذه الندوة  التي حضرها بالأساس رئيسا المجلس العلمي المحلي واللجنة الجهوية لحقوق الانسان بني ملال خنيفرة وعدد من جمعيات المجتمع المدني تهدف إلى تعزيز الانتماء الوطني والدفاع عن الثوابت الوطنية وإبراز دور المجتمع في صيانة ملاحم العرش والشعب وإذكاء روح الوطنية ومدى تفاعله مع القضايا الوطنية والديمقراطية المحلية  وكذا خلق فضاء للحوار والنقاش حول هذه القضايا وتشجيع الإبداع والمنتوج الثقافي المحلي.

وناقش المشاركون مواضيع همت بالأساس "المتغيرات الجيو-استراتيجية في شمال افريقيا" و"الفرص المتاحة في ملف الصحراء" و"دور الدبلوماسية الرسمية والموازية في ملف الصحراء المغربية و"المقاربة الإعلامية للمجتمع المدني في النضال الحقوقي والوطني"

الجالية المغربية في هولندا تحتفل بفخر واعتزاز بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

احتفل المغاربة المقيمون في هولندا يوم السبت في أجواء من الفرح والفخر بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة مجددين تمسكهم ببلدهم الأصلي وتصميمهم على الدفاع عن وحدة أراضي المملكة من طنجة إلى الكويرة .

وقد التقى في حفل كبير نظمته فدرالية جمعيات المغاربة المقيمين في هولندا  العشرات من المواطنين من رجال ونساء وأطفال في مدينة أوترخت (وسط) للاحتفال وأيضا لتجديد تأكيدهم على التعبئة الشاملة لمواجهة أي تهديد يستهدف الوحدة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة.

وثمن الفاعلون الجمعويون في هذا الحفل عاليا محتوى الخطاب الملكي الذي أعلن فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عن إطلاق مشاريع تنموية ضخمة ستحول الأقاليم الجنوبية للمملكة في السنوات المقبلة إلى منصة حقيقية للاقتصاد وللاستثمار ومركز إقليمي.

وكان من أبرز اللحظات التي ميزت هذا الحفل العرض الذي قدمه تلامذة مدرسة " المعاريف " في أمستردام  وهم يرتدون الملابس التقليدية التي تمثل جميع مناطق المغرب.

وقد أدى الفتيان والفتيات  أغنية "العيون عينيا" وهم يلوحون بالعلم الوطني وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس  وأيضا أغنية يعبرون فيها عن تشبث الجيل الجديد من المغاربة المقيمين في الخارج بالوطن  تحت عنوان "المغرب بلادي ".

وعبر سفير المغرب في لاهاي  السيد عبد الوهاب بلوقي في كلمة بالمناسبة  عن الفرح والفخر برؤية هؤلاء التلاميذ الصغار  الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث وتسع سنوات وهو يشاركون في الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء. 

وبعد أن أبرز الحدث التاريخي للمسيرة الخضراء المظفرة  أكد السيد بلوقي على ضرورة جعل الحماس الذي حرك المغاربة قبل 40 سنة  مصدر إلهام للمغاربة اليوم أينما كانوا.

وقد رحب العديد من الفاعلين في المجتمع المدني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء  بما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء  إذ وصفوه بالقوي والحامل للأمل لسكان الأقاليم الجنوبية وأيضا إلى جميع المغاربة.

وفي أمستردام  شهد مسبح (ستولتيغباركباد) حفلا موسيقيا بالمناسبة  اهتز على إيقاع الأغاني الأكثر شعبية التي تخلد للمسيرة الخضراء كأغنية "صوت الحسن ينادي " و"العيون عينيا"  كما نظمت مباراة للسباحين الناشئين من جنسيات مختلفة بمبادرة من مدرسة تعليم السباحة (زفيمسكول) بأمستردام. 

وقدم العشرات من السباحين الشباب بمن فيهم أبطال مغاربة في السباحة وهم يحملون العلم المغربي وصورا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس  لوحة فنية تذكر بملحمة المسيرة الخضراء التي شارك فيها 350 ألف مغربي لاسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة .

ووفق المنظمين للحفل  فإن هذه المبادرة  تسعى بالإضافة إلى المساهمة في الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء  لترسيخ الروح الوطنية بين الأجيال الشابة

ستراسبورغ : تخليد ذكرى المسيرة الخضراء في جو من البهجة والروح الوطنية

تم مساء أمس بستراسبورغ تخليد الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء في جو من البهجة والروح الوطنية . وانطلق اللقاء الذي نظمه ائتلاف جمعوي بفرنسا  وحضره عدد من المواطنين المغاربة المقيمين بمنطقتي الالزاس واللورين  وعدد من الطلبة بنانسي على نغمات النشيد الوطني ليتم بعد ذلك عرض شريط وثائقي حول الصحراء المغربية من انجاز امحمد العيادي  واعادة بث الخطاب التاريخي الذي القاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالعيون. وجرى خلال اللقاء الذي حضره القنصل العام للمملكة المكلف بالعلاقات مع المجلس الاروبي السيد محمد عروض  نقاش غني اكد خلاله مختلف المشاركين على تشبثهم بقيم المواطنة  وانخراطهم في مسلسل التنمية الذي يشهده المغرب. كما تميز اللقاء بقراءة قصائد شعرية تتغنى بالوحدة الوطنية  وبتلاوة بقية ولاء واخلاص الى صاحب الجلالة الملك محمد السادس  يؤكد فيها المشاركون تعبئتهم الدائمة للدفاع عن القضايا المقدسة للأمة . وقال رئيس التنسيقية الاروبية من اجدل الصحراء المغربية مولاي حفيظ العلوي الحميدي ان التنسيقية تجدد عبر تخليد ذكرى المسيرة الخضرء تعبئتها وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مسيرة التقدم والتنمية الاقتصادية

صحيفة بلغارية تبرز المشاريع الكبرى التي أعلن جلالة الملك محمد السادس عن إطلاقها في الصحراء

كتبت الصحيفة الاليكترونية البلغارية (فاستي- الاحداث) أن جلالة الملك محمد السادس أطلق مشاريع ضخمة في الصحراء في إطار برنامج طموح للتنمية الجهوية. 

وأضافت الصحيفة في مقال بمناسبة الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء وزيارة جلالة الملك للاقاليم الجنوبية يحمل عنوان "ملك المغرب محمد السادس يعطي انطلاقة مشاريع ضخمة في الصحراء" أن الزيارة الملكية "تاريخية" مبرزة أن المشاريع التنموية الضخمة المبرمجة في الصحراء بالغة الأهمية باعتبار حجم الاستثمارات والتي تصل الى 13 مليار أورو وتشمل تجهيزات أساسية في قطاعات الصحة والنقل والرياضة والثقافة.

وتناول المقال الذي زين بصورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس النزاع المفتعل حول الصحراء مشيرا الى أن "المراقبين الدوليين هم الآن متفقون بأن الوقت قد حان لإيجاد تسوية سياسية لهذه القضية".

وتطرقت الصحيفة البلغارية للخلاصة التي توصل إليها إريك يانسين المبعوث الاممي السابق للصحراء والتي مفادها أن "مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لمجلس الأمن يظل افضل حل لتسوية نزاع الصحراء" وايضا دعوته ل"العمل بدوء إبطاء من أجل إيجاد تسوية سياسية لهذا المشكل الذي دام طويلا".

وأضافت الصحيفة أن يانسين حذر أيضا من الانعكاسات السلبية لوضع الجمود الراهن. 

ولاحظ كاتب المقال الصحافي دونيس دامبازوف أنه منذ سنوات والمجتمع الدولي يتابع باهتمام متزايد جدوى مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في أقاليمه الجنوبية. 

وأكد في هذا الخصوص أنه بالنسبة للمغرب فان "الجهوية الموسعة ستكون بالغة الأهمية مادام أن الصحراء ستكون لها حكومتها وبرلمانها".

حفل بهيج بالنرويج تخليدا للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء

نظمت سفارة المغرب بالنرويج يوم الأحد بالعاصمة أوسلو حفلا بمناسبة حلول الذكرى ال40 لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.

وتم خلال هذا الحفل الذي تميز بحضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة في هذا البلد الاسكندنافي استحضار الأهمية التي يكتسيها هذا الحدث التاريخي.

وفي هذا الصدد قالت سفيرة المغرب بالنرويج السيدة سعاد العلوي إن المسيرة الخضراء أضحت في ذاكرة كل المغاربة حدثا وطنيا مجيدا يتم خلاله استحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة.

وأبرزت أن الاحتفال بهذه الذكرى يشكل مناسبة لاستلهام الدلالات العميقة على حدث يؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربي الذي خاضه السلف ويتممه الخلف في مسيرة تحقيق واستكمال الوحدة الترابية وكذا مناسبة لاستحضار ما يحفل به تاريخ المغرب الزاخر بالأمجاد والملاحم والبطولات واستلهام القيم والمثل العليا وتعزيز مكانة المملكة وأدوارها الرائدة بين الأمم والشعوب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

كما أبرزت أن المسيرة الخضراء جسدت مدى عمق تشبث المغاربة بكل فئاتهم وشرائحهم بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد مشيرة إلى أنهم أظهروا بأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه للعالم أجمع قوة وصلابة موقف المغرب في استرجاع حقه المسلوب وإنهاء الوجود الاستعماري بأقاليمه الجنوبية.

وذكرت أنه بعد مرور أربعة عقود على انطلاق المسيرة الخضراء فإن المغرب يمضي قدما وبثبات نحو استكمال مسيرته التنموية في الأقاليم الجنوبية خاصة بعد المكاسب الدبلوماسية التي حققها في المحافل الدولية على الرغم من مناورات أعداء الوحدة الترابية ومحاولات الانفصاليين اليائسة مبرزة الإنجازات التنموية التي تحققت منذ أربعة عقود حتى أضحت الصحراء المغربية ورشا مفتوحا في شتى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية.

وأشارت إلى أن تخليد هذه الذكرى يتميز بزيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأقاليم الجنوبية والتي تأتي والمغرب بصدد تفعيل الجهوية المتقدمة كما تضمنها دستور 2011 خاصة بعد الانتخابات الجماعية والجهوية.

كما أشادت السيدة العلوي بتشبث أفراد الجالية المغربية بالنرويج بمغربية الصحراء وبالخصوص فعاليات المجتمع المدني من جمعيات ومناضلين بما يقدمونه من دعم ومجهودات لدعم القضية الوطنية.

وشددت على أن التحديات القائمة حاليا ومناورات أعداء الوحدة الترابية تستدعي حشد كل الجهود والطاقات المغربية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية في كل المحافل وعلى جميع المستويات.

من جهتهم أكد أفراد الجالية المغربية الذين حضروا الحفل تعلقهم العميق بوطنهم الأم واستعدادهم للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والمساهمة في التنمية التي تشهدها جل مناطق المغرب.

وأبدوا استعدادهم لتكثيف الجهود للتعريف بالقضية الوطنية في النرويج وتصحيح المغالطات داعين إلى تمتين العلاقة مع بلد الاستقبال النرويج.

وتم خلال هذا الحفل تكريم ثلة من مغاربة النرويج الذين شاركوا في المسيرة الخضراء والذين انطلقوا من أراضي هذا البلد الاسكندنافي متوجهين للأقاليم الجنوبية لصلة الرحم مع إخوانهم بالمنطقة.

المغرب يبرز من جديد التنافسية الاقتصادية لأقاليمه الجنوبية مع الإعلان عن استثمارات بقيمة 8 ملايير دولار

كتبت صحيفة ( لوسولاي ) السنغالية في عددها الصادر اليوم الاثنين أنه مع الإعلان عن استثمارات بقيمة 8 ملايير دولار أمريكي بأقاليمه الجنوبية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء "يؤكد المغرب مجددا على الدور الاقتصادي الهام الذي تضطلع به الاقاليم الجنوبية للمملكة المدرجة ضمن مخطط التكامل مع دول أفريقيا جنوب الصحراء" .

و ذكر المبعوث الخاص للصحيفة في تغطيته للزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى العيون "أن هذا البرنامج الجديد للاستثمار يأتي ليرسخ الدور الاقتصادي للأقاليم الصحراوية المغربية وتعزيز تكاملها مع دول كموريتانيا ومالي والسنغال".

ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار قوله "إن الدينامية تنتج الدينامية" مؤكدا أنه إلى جانب هذا الاستثمار المهم الذي سيخلق 000 120 منصب شغل في المنطقة التزم القطاع الخاص باستثمار مليار دولار أمريكي واحد في الأقاليم الجنوبية.

وفي معرض تطرقها للخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك في العيون بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء أبرزت الصحيفة السنغالية "العزم الراسخ" لجلالة الملك لمواصلة التعاون مع الدول الافريقية "من خلال البنية التحتية الجيدة من قبيل المشروع الكبير للربط الجوي الذي سيتم انطلاقا من الأقاليم الجنوبية".

 

وأوضح المبعوث الخاص للصحيفة أن جلالة الملك محمد السادس دعا الحكومة المغربية إلى التفكير في إنشاء قطب للنقل الجوي في الاقاليم الجنوبية موجه نحو إفريقيا مبرزا في الوقت ذاته تأكيد جلالته "طموح المغرب لبناء خط سكة حديدية من طنجة إلى لكويرة لربط المملكة مع بقية بلدان أفريقيا".

وفي هذا السياق  تطرق المقال أيضا للمشاريع المتعلقة ببناء الطريق المزدوج ذي المعايير الدولية الرابط بين تزنيت والعيون والداخلة فضلا عن بناء الميناء الأطلسي الكبير بالداخلة والمشاريع الاجتماعية والاقتصادية الكبرى التي أعلن عنها الخطاب الملكي.

جلالة الملك يحل بمدينة العيون

حل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء يوم الجمعة 06/11/2015 بمدينة العيون.

ولدى نزول جلالة الملك من الطائرة بمطار العيون- الحسن الأول، وجد جلالته في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد .

وبعد استعراض تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية، تقدم للسلام على جلالة الملك رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران، ووزير الداخلية السيد محمد حصاد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي أضريس، والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امباركة بوعيدة ، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد خليهن ولد الرشيد.

كما تقدم للسلام على جلالته الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، والجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، والجنرال دو ديفيزيون ميمون المنصوري قائد الحرس الملكي، والجنرال دو ديفيزيون أحمد بوطالب مفتش القوات الملكية الجوية، والجنرال دو ديفيزيون محمد لغماري مفتش البحرية الملكية، والجنرال دو بريكاد لحسن إمجان مفتش القوات المساعدة (المنطقة الجنوبية).

إثر ذلك، تقدم للسلام على جلالة الملك المدير العام للأمن الوطني، المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي، والمدير العام للدراسات والمستندات السيد محمد ياسين المنصوري، ووالي جهة العيون- الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد بوشعاب يحظيه، وعمال أقاليم الجهة، ورئيس جهة العيون- الساقية الحمراء السيد حمدي ولد الرشيد، والأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية السيد ماء العينين ماء العينين، ومنتخبو الجهة، وممثلو الهيئة القضائية، ورئيس المجلس العلمي المحلي الشيخ ماء العينين لارباس، ونحو خمسين من الشيوخ يمثلون مختلف قبائل الجهة، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية.

وتعكس هذه الزيارة التاريخية، التي تصادف احتفال الشعب المغربي بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك ساكنة الجهة وعزم جلالته على تمكينهم من حياة كريمة.

وعلى طول المسار الذي مر منه الموكب الملكي، خصصت ساكنة جهة العيون- الساقية الحمراء لجلالة الملك استقبالا حماسيا منقطع النظير، حيث أبى جلالته، وكعادته، إلا أن يتوجه نحو جموع الجماهير الغفيرة ، ويصافحهم بيديه الكريمتين، ويبادل التحية رعاياه الأوفياء الذين حجوا بكثافة في هذا اليوم المشهود لتجديد ولائهم وارتباطهم الوثيق بشخص جلالة الملك وبأهداب العرش العلوي المجيد.

برنامج غني ومنوع بعمالة مقاطعات الحي الحسني احتفاء بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء 

تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، نظمت عمالة مقاطعة الحي الحسني، تظاهرات احتفالية، بمشاركة مختلف الفاعلين المحليين والجمعويين، في إطار برنامج غني ومتنوع يمتد على مدى أربعة أيام.

فبهذه المناسبة، وبتعاون مع الجمعية المغاربية لسباق السيارات، أطلقت يوم الأربعاء الماضي الدورة الثالثة لقافلة المسيرة الخضراء، التي وصلت أمس الخميس إلى مدينة العيون، بمشاركة 40 سيارة و20 دراجة نارية من الحجم الكبير، بالإضافة الى 80 مشارك و15 عضوا من المجلس الوطني لمتطوعي المسيرة الخضراء ثم فرق طبية.

كما تضمن هذا البرنامج، بحسب بلاغ لعمالة مقاطعة الحي الحسني، تظاهرات ثقافية وفنية ورياضية، حيث تم عرض ملحمة فنية لتلاميذ من مستويات تعليمية مختلفة، تمجد الملاحم التاريخية للمسيرة الخضراء، وتستحضر صورا معبرة عن حدث تاريخي يجسد مغرب الصمود وأعلى قيم الوفاء والتضحية من أجل البلاد. 

وبشراكة مع نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وجمعية بصمة للفنون، استفاد أطفال المقاطعة اليوم الجمعة من ورشة فنية شارك فيها حوالي 63 طفلا، تحت إشراف 17 مؤطرا، رسم من خلالها الأطفال لوحات تعبيرية مفعمة بالوطنية وحب الانتماء إلى الوطن، إضافة إلى موائد مستديرة حول الأبعاد السياسية والتاريخية لحدث المسيرة الخضراء.

وبالمناسبة نفسها، احتضن ملعب الأب جيكو اليوم أيضا مباراة في كرة القدم شارك فيها قدماء لاعبي الحي الحسني وممثلي وسائل الإعلام الوطنية، وموظفين من عمالة مقاطعة الحي الحسني، إلى جانب تنظيم أبواب مفتوحة للمستشفى التابع لتراب العمالة، وعرض التجهيزات الجديدة التي سلمت لهذا المستشفى، وتنظيم قافلة طبية للكشف عن داء فقدان المناعة، ليتوج البرنامج بندوة عن "المسيرة الخضراء، دروس وعبر" لفائدة المستفيدين من المراكز التابعة للتعاون الوطني.

صحيفة دومينيكانية: المسيرة الخضراء "حدث تاريخي فريد من نوعه"

كتبت صحيفة (ليستين دياريو) الدومينيكانية، يوم الجمعة، أن المسيرة الخضراء المظفرة، التي تحتفل المملكة اليوم بالذكرى ال40 لانطلاقها، تعتبر "حدثا تاريخيا فريدا من نوعه"، ومحطة بارزة في تاريخ المغرب الحديث.

وأوضحت اليومية، الواسعة الانتشار، في مقال تحت عنوان "المغرب : 40 سنة على انطلاق المسيرة الخضراء"، أن المسيرة الخضراء، التي تعد حدثا تاريخيا غير مسبوق، شكلت أيضا أسلوبا جديدا وإبداعا خلاقا تمكن المغرب بفضله من استرجاع أقاليمه الجنوبية المغتصبة، لافتة إلى أن هذه المسيرة التاريخية كانت وسيلة للتحرر والوحدة، وإشارة إلى الشعوب لاستعادة حقوقها المسلوبة بالطرق السلمية.

ونوه كاتب المقال، لويس غونزاليس، بتخليد المغرب لذكرى مسيرة الوحدة، التي تعد تجسيدا للمواقف الثابتة للمغرب في الدفاع عن مقدساته واستكمالا لوحدته الترابية وسيادته على أراضيه، على الرغم من مناورات الخصوم ومحاولات الانفصال.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة، عن إبراهيم حسين موسى، سفير المغرب بسانتو دومينغو، قوله إن "المسيرة الخضراء أكدت للعالم أجمع أن الصحراء مغربية وستبقى مغربية، بحيث لا يمكن تصور الصحراء خارج السيادة المغربية، كما لا يمكن تصور المغرب بدون صحرائه، وأن أي حل آخر لن يكون إلا مدخلا لانعدام الاستقرار المنطقة".

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن عبقرية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وحكمته المتبصرة مكنت من إجهاض المناورات التي كانت تقوم بها إسبانيا لتحافظ على مصالحها الاقتصادية بالمنطقة، حيث لجأ إلى محكمة العدل الدولية التي أكدت في حكمها الصادر يوم 16 أكتوبر 1975 أن الصحراء لم تكن، لدى وصول الإسبان إليها سنة 1884، أرضا خلاء ولكن كانت تسكنها قبائل تجمعها بسلاطين المغرب روابط البيعة الشرعية.

وأضاف أن المسيرة الخضراء التي انطلقت يوم 6 نونبر 1975 بمشاركة فيها 350 ألف مواطن مغربي، رجالا ونساء من مختلف المناطق، أبهرت العالم لأن المشاركين لم يتسلحوا الا بالقرآن الذي يرمز الى سماحة الدين الاسلامي، والأعلام الوطنية، التي ترمز إلى قيم الوفاء والكرامة والتضحية من أجل الوطن.

وخلص إلى أن المغرب يلتزم بقيم السلام والحوار من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من طرف أعداء الوحدة الترابية، وهو ما يعرقل أي محاولة للاندماج الإقليمي، كما يرهن مستقبل منطقة المغرب العربي.

إقليم بولمان .. تدشين وإعطاء الانطلاقة لمشاريع تهم تقوية وتعزيز الشبكة الطرقية بقيمة مالية تقدر بأزيد من 64 مليون درهم 

في إطار تخليد الذكرى 40 لانطلاق المسيرة الخضراء، شهد إقليم بولمان أمس الخميس تدشين وإعطاء الانطلاقة لعدة مشاريع همت بالخصوص دعم وتقوية التجهيزات الأساسية في قطاع الطرق بقيمة مالية إجمالية بلغت 64 مليون و400 ألف درهم.

وفي هذا الإطار، قام السيد نور الدين أوتاكلا، عامل إقليم بولمان مرفوقا بوفد يضم على الخصوص المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية على مستوى الإقليم، بتدشين مشروع توسيع وتقوية الطريق الجهوية رقم 503 التي تربط بين مدينتي صفرو وبولمان والتي تمتد على مسافة تقارب 27 كلم. 

واستهدف هذا المشروع، الذي كلف إنجازه غلافا ماليا بلغ 35 مليون و556 ألف درهم، الرفع من مستوى الخدمة المقدمة لمستعملي هذا الطريق وتسهيل تنقل البضائع والأشخاص إلى جانب الرفع من مستوى السلامة الطرقية. 

واستغرق إنجاز هذا المشروع، الذي تم تمويله بشراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك (64 في المائة) والمجلس الجهوي (36 في المائة)، 14 شهرا. 

وبنفس المناسبة، أعطيت الانطلاقة لمشروع توسيع وتقوية الطريق الإقليمية رقم 5105 على طول يصل إلى 32 كلم . 

وسيكلف إنجاز هذا المشروع، الذي يروم تسهيل تنقل البضائع والأشخاص والرفع من مستوى السلامة الطرقية وكذا من مستوى الخدمات المقدمة لمستعملي الطريق، استثمارا ماليا إجماليا يقدر ب 28 مليون و959 ألف درهم . 

وتقوم بتمويل هذا المشروع، الذي تستغرق مدة إنجازه 14 شهرا، وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك . 

يشار إلى ان إقليم بولمان يتوفر على شبكة طرقية مهمة يصل طولها إلى حوالي 1513 كلم .

ذكرى المسيرة الخضراء محطة بارزة وذات دلالات عميقة للمغرب المعاصر

واليوم ، بعد مرور 40 سنة على عودة هذه الأقاليم إلى حضن الوطن الأم، شهدت هذه الاقاليم نقلة كبرى من خلال المشاريع السوسيو اقتصادية الهامة التي تم إنجازها، ودخلت عهدا من الإنجازات المهمة والنوعية في كل القطاعات لتتحول مدن الأقاليم الجنوبية إلى مراكز حضارية واقتصادية رائدة. وقد اصبحت هذه الأقاليم اليوم تستجيب لجميع الشروط الكفيلة بتطبيق نظام الجهوية الموسعة الذي جعلت من المملكة خيارا اساسيا في أفق استغلال أمثل للثروات الجهوية وتحقيق تنمية منسجمة ومتوازنة ، تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المحلية وتثمن بشكل أفضل الموارد البشرية لكل جهة.

وفي هذا السياق ذكر السفير بان الذكرى الاربعين لتنظيم المسيرة الخضراء تزامن هذه السنة مع تنظيم أول انتخابات جهوية في ظل التقطيع الجديد للمغرب الذي اصبح يتكون من 12 جهة، بما في ذلك جهتي العيون - الساقية الحمراء والداخلة - واد الذهب.

وقد شكلت هذه الانتخابات الجهوية التي جرت في 4 شتنبر الماضي، مناسبة لسكان الأقاليم الجنوبية لتجديد تعلقهم الوطيد ببلدهم ، من خلال المشاركة المكثفة في الاقتراع ، حيث وصل معدل المشاركة في الانتخابات بمنطقة الصحراء إلى 79 في المائة، وهو أعلى معدل على المستوى الوطني. وقد شكل هذا الاقتراع مناسبة لأبناء جهتي الصحراء من انتخاب مواطنين منحدرين من المنطقة قصد السهر على تسيير جهتي العيون الساقية الحمراء و الداخلة - واد الذهب.

وسجل الدبلوماسي المغربي ،أن المملكة حرصت على تمكين ابناء الصحراء من تدبير شؤونهم الذاتية والمحلية، وهو الأمر الذي يتطابق ومعايير الأمم المتحدة المتعلقة بتقريرالمصير في جوانبها المتصلة بحرية الاختيار وبالتمثيلية الشعبية والتدبير المباشر لشؤون السكان، ويفند كل الادعاءات حول مزاعم استغلال الثروات الاقتصادية للمنطقة من طرف المغرب. فقد بذل المغرب ، على عكس هذه الادعاءات المغرضة، جهودا جبارة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في إطارعمل تضامني وطني بمؤازرة كافة فئات المجتمع المغربي، مسخرا جميع الطاقات البشرية والمادية من أجل وضع جهة الصحراء على سكة أهداف الألفية للتنمية ولبلوغ الانجازات الاستثنائية الراهنة التي تحققت في جميع ربوع الصحراء.

وفي هذا الصدد اشار السفير ، الى ان نسبة الإنفاق المخصص سنويا لهذه الأقاليم تتجاوز 600 مليون دولار، والى مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية الذي يناهز غلافه المالي 15 مليار دولار على مدى عشر سنوات.

وخلص الدبلوماسي المغربي ،الى انه لطي هذا الملف المفتعل نهائيا، ومن أجل رفع المعاناة عن ابنائه المحتجزين في مخيمات تيندوف، سيظل المغرب دائما على استعداد لمواصلة العمل، بكل ما يتطلبه الامر من عزم وحسن نية، مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية، حتى يمكن التوصل الى حل سياسي متوافق عليه، في نطاق الشرعية الدولية، وفي إطار سيادته ووحدته الوطنية والترابية، وبما يكفل استقرارالمنطقة ككل ومصلحة سكانها حيث تظل مبادرة الحكم الذاتي الإطار الأمثل والوحيد لإنهاء هذا الخلاف وتحقيق الأمن ومواصلة النماء والتقدم بالمنطقة .

مهرجان المنتوجات الغذائية بموسكو سيمكن المستهلك الروسي من التعرف على جودة وتنوع وغنى المنتوج المغربي 

أكدت المديرة العامة للمركز المغربي لإنعاش الصادرات "مغرب - تصدير" زهرة المعافري ،اليوم الجمعة أن تنظيم المهرجان المغربي للمنتوجات الغذائية بالعاصمة الروسية سيمكن المستهلك الروسي من التعرف على جودة وتنوع وغنى المنتوج المغربي .

وأضافت المعافري، خلال ندوة صحفية نظمها المركز (مغرب- تصدير) ، مع وسائل الاعلام الروسية عشية انطلاق الدورة الثانية ل "المهرجان الكبير للمغرب" المنظم ما بين 6 و20 نونبر الجاري ، أن هذه المنتوجات ستقدم ،مباشرة من قبل المحلات التجارية الكبرى، وذلك من أجل تعريف المستهلكين الروس بالمنتجات المغربية وكذلك لإبراز فنون الطبخ المغربي التي تعكس عمق الثقافة العريقة للمملكة .

وقالت أن المغرب ،الذي يعد أول بلد مصدر للمنتجات الفلاحية والنسيجية نحو السوق الروسية، على الصعيد العربي والإفريقي ،يتمتع بإمكانات تصديرية واعدة، يتعين عليه أن يحافظ على ريادته في هذا المجال وذلك من خلال تنويع منتوجاته القابلة للتصدير نحو السوق الروسية.

من جهة أخرى، ذكرت المعافري بزيارة البعثة الاقتصادية الروسية مؤخرا إلى المغرب ، والتي مكنت رجال الأعمال الروس من إرساء لبنات علاقات اقتصادية واعدة مع نظرائهم المغاربة من خلال تعزيز التبادل التجاري وتقوية الشراكة الاقتصادية بين البلدين. وفي هذا الصدد، أوضحت المسؤولة المغربية ،أن تنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية بتعاون مع سفارة المملكة المغربية بموسكو، ،يرمي إلى إدراج المنتجات المعروضة التي تسجل مبيعات جيدة في قائمة المواد التي تبيعها هذه المحلات لمدة معينة، وهو ما يبرز أهمية هذا الحدث الذي يمكن أن يخلق فرصا جيدة لتسويق مجموعة من المنتوجات المغربية بالسوق الروسية.

وبعد ان قدمت عرضا حول تطور وتنمية المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا أشارت المعارفري الى أن حجم المبادلات التجارية بين المغرب وروسيا ارتفع إلى أكثر من 2.2 مليار دولار خلال السنة الماضية، بعد نمو سنوي وصل إلى 40 بالمائة خلال السنوات الماضية.

من جانبة قال سفير المغرب بموسكو السيد عبد القادر الأشهب أن تنظيم هذا المهرجان يتزامن مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الاربعين لانطلاق المسيرة الخضراء التي تشكل محطة بارزة في تاريخ المغرب الحديث حيث مكنته من استكمال وحدته الترابية و تحرير أقاليمه الجنوبية من الاستعمار الاسباني .

وبالنسبة للمهرجان الكبير لموسكو ،أشار الى أن هذه التظاهرة الاقتصادية يأتي تنظيمها بعد النجاح الذي لقيته الدوره الاولى السنة الماضية مبرزا ان هذا الحدث يروم تعريف المستهلك الروسي بالمنتجات المغربية عبر استهدافه مباشرة في المحلات التجارية وبشبكات التوزيع الروسية التي تضم أكثر من 50 محلا. و بعد ان استعرض الدبلوماسي المغربي التطور التاريخي للعلاقات القائمة بين المغرب وروسيا ، أشار الى أن البلدين تربطهما علاقات متينة مبرزا إن مسلسل الشراكة الاستراتيجية التي تم إطلاقها سنة 2002، بين قائدي البلدين يسير في اتجاه تعميق العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين .

وتتشكل الصادرات المغربية نحو روسيا بالخصوص من الحوامض ودقيق وزيت السمك ومنتوجات النسيج، في حين يستورد المغرب من روسيا زيت النفط الخام والحديد والكبريت. وحسب مسؤولي الجمعية المغربية لمصدري الحوامض، فإن المغرب يعتزم مضاعفة صادراته من هذه المنتجات إلى روسيا ثلاث مرات بحلول سنة 2018.

وتعد روسيا حاليا الزبون الأول للحوامض المغربية حيث تستحوذ على 60 في المائة من حجم الصادرات المغربية من هذا المنتوج الفلاحي. كما توفر السوق الروسية، التي تضم 140 مليون مستهلك، مؤهلات كبيرة تتيح للمصدرين المغاربة فرصا حقيقية لتسويق منتجاتهم.

ساكنة الدار البيضاء تسترجع لوحات مضيئة من ملحمة المسيرة الخضراء في ذكراها الأربعين

في الذكرى الأربعين لملحمة المسيرة الخضراء، خرج سكان مدينة الدار البيضاء في مسيرات من أحياء مختلفة بالمدينة، يتقدمها متطوعون عاشوا هذا الحدث التاريخي، مسترجعين لوحات مضيئة من هذه الذكرى التي تعكس التلاحم القوي الذي يجمع بين الملك وشعبه الوفي من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة.

كانوا 350 فردا، شيوخا وشبابا وأطفالا إلى جانب مسيرات بالدراجات والسيارات توحدوا في مسيرة رمزية، حاول من خلالها المنظمون تمكين الأجيال الصاعدة من معايشة حدث هام شكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ المغرب المعاصر، في مشهد يزهو بمحبة الوطن والوفاء لتضحيات أبناء الشعب المغربي بمختلف أطيافه من أجل مقاومة الاحتلال الإسباني واستعادة الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وترسيخا لروح الوطنية العالية، ومن أجل تلقين الأجيال المقبلة القيم الوطنية السامية، التي وحدت الشعب المغربي بكل مكوناته، بادر المشاركون في هذا الحفل الوطني الكبير إلى غرس شجرة، حتى تبقى ذكرى حية في الذاكرة الجمعية للساكنة البيضاوية، ترمز إلى محطة مشرقة من تاريخ هذا الوطن.

وعن هذه الاحتفالية الوطنية، التي تميزت ببث مقاطع من خطاب المسيرة الخضراء لجلالة المغفور له الحسن الثاني، وتقديم لوحات موسيقية وطنية، أبرز مسؤول الاتصال بالعمالة السيد مصطفى قواسم أن تخليد ذكرى المسيرة الخضراء هو استحضار للإنجازات التاريخية التي حققها المغاربة من أجل وطن حر وموحد.

واعتبر هذه المحطة، التي ستبقى خالدة، نقطة انطلاق نحو البناء والتنمية، فبالنسبة إليه، إذا كانت مسيرة التحرير قد قادها جلالة المغفور له محمد الخامس ووارث سره جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، فإن مسيرة البناء والتنمية شهدت انطلاقتها في عهد جلالة الملك محمد السادس بالإعلان عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأضاف ان هذه الاحتفالية، التي حضرها كل من والي جهة الدار البيضاء سطات السيد خالد سفير ، وعامل مقاطعات الدار البيضاء - آنفا السيد كريم قسي لحلو، وممثلي السلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، فضلا عن بعض الوفود الأجنبية كانت على موعد مع التاريخ لاستخلاص الدروس والعبر من هذا الحدث غير المسبوق في نضالات الشعوب من أجل تحررها، تميزت بتلاحم كبير بين مواطنين من مختلف الفئات العمرية، كلهم توحدوا في فرحة عارمة لتخليد هذه المناسبة التي يراها المغاربة مناسبة عظيمة تؤرخ لمسيرة بناء وطن. 

أما فعاليات المجتمع المدني، فترى في هذا الحفل الوطني احتفاء بمن عاشوا المسيرة، واستحضارا لتلك اللحظات القوية من خلال ثلاث مسيرات اختلف مسارها لتلتقي في وسط المدينة متوجة هذا العرس بغرس شجرة للذكرى بسواعد قدماء متطوعي المسيرة وأطفال لم يتجاوز سنهم العاشرة دلالة على تسليم مشعل الوطنية للأجيال القادمة وتلقينها حب الوطن وروح المواطنة.

فانخراط المجتمع البيضاوي في هذه الاحتفالية، برأيهم، ليس حدثا مناسباتيا، بل هو تعبير عن إرادة قوية للاستمرار في مسيرة النماء وترسيخ قيم الديمقراطية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والوفاء للتضحيات الجسام التي تكبدها المغاربة من اجل استكمال الوحدة الترابية تحت قيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني. 

أما الذين شهدوا حدث المسيرة، والذين تصدروا مختلف الاحتفاليات التي نظمت بالمناسبة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات، فالذكرى هي لاسترجاع الملاحم التي كانوا أبطالا لها، وتقاسمها مع أجيال لم تعش الحدث إلا من خلال كتب ومراجع التاريخ.

وعن هذا، يقول أحد المتطوعين المشاركين في المسيرة الخضراء، "لا أستطيع أن أعبر عن المشاعر التي اختلطت بداخلي بين الحنين إلى تلك المشاهد العظيمة التي لن أنساها، والشعور بالفخر والاعتزاز لأني كنت من بين أولئك الذين ضحوا من أجل تحرير أقاليمنا الصحراوية، وكلي أمل انه من خلال هذا الحفل ستتوطد الصلات بين متطوعي المسيرة والمجتمع المدني والفعاليات المحلية لحفظ هذه الذكرى وتخليدها باستمرار".

مدينة الداخلة تكتسي حلة جديدة احتفالا بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

اكتست مدينة الداخلة يوم الجمعة، حلة جديدة تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وبدت أجواء الاحتفالات في شوارع المدينة المزينة بصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبالأعلام الوطنية إحياء لهذه الذكرى المجيدة.

وفي هذا السياق، قام والي جهة الداخلة - وادي الذهب، عامل إقليم وادي الذهب، السيد لامين بنعمر، بعد مراسيم تحية العلم، بإعطاء الانطلاقة الرسمية لنصف ماراطون الداخلة، الذي يعرف مشاركة وازنة لأبطال متوجين من داخل وخارج المغرب.

واستمرت الفعاليات الاحتفالية عصر هذا اليوم من فندق باب البحر بالداخلة، حيث تم توزيع جوائز على المشاركين في منافسات "الكايت سورف"، الذي تحتضنها شواطئ مدينة الداخلة.

وستتواصل فعاليات هذه الاحتفالات بمجموعة من الأنشطة المكثفة طيلة الفترة المسائية، حيث ستحتضن ساحة الحسن الثاني عرضا مسرحيا تحت عنوان "مسيرة الفرح"، وتنظيم سباق الجمال بحضور رسمي للسلطات وأعضاء المجالس المنتخبة.

كما سيتم بنفس المناسبة تنظيم حفل تكريمي لمجموعة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير وقدماء المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة، وذلك بالقاعة الكبرى للاجتماعات بمقر الجهة.

ومن ساحة الحسن الثاني بالداخلة، سيعطى الوالي مساء اليوم انطلاقة حفل بهيج للشهب الاصطناعية ستزين سماء المدينة بألوان العلم المغربي احتفالا بروح المسيرة الخضراء، التي مازالت حية في قلوب المغاربة من طنجة الى الكويرة.

إقليم مولاي يعقوب .. استحضار ذكرى المسيرة الخضراء يروم إغناء الذاكرة الجماعية للمغرب

أكد السيد عبد الله الغول المندوب الإقليمي لوزارة التربية والتكوين بإقليم مولاي يعقوب أن الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة واستحضار روح هذه الملحمة الوطنية من شأنه أن يساهم في إغناء الذاكرة الجماعية للشعب المغربي . 

وقال السيد المسؤول التربوي خلال حفل نظم أمس الخميس بالمدرسة الابتدائية ( مولاي يعقوب ) بمناسبة تخليد الذكرى 40 للمسيرة الخضراء، إن دور المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية للتنشئة على القيم ، يتجلى أساسا في استحضار المناسبات الوطنية عبر إدماجها في الحياة المدرسية من أجل صيانة الذاكرة الوطنية وتعزيز حياة مدرسية متضامنة وتشاركية تسهم في بناء شخصية مغربية معتزة بتاريخها الوطني التليد . 

وأبرز أن مسيرة المغرب الحديث تتواصل في عهد جلالة الملك محمد السادس من خلال المشاريع التنموية التي تم إنجازها أو في طور الإنجاز على جميع المستويات وخصوصا على مستوى منظومة التربية والتكوين من أجل الارتقاء بالمدرسة الوطنية وجعلها قاطرة ومحركا للتنمية بالمملكة المغربية . 

وأشار للدور المحوري الذي تضطلع به التربية والتكوين في تشكيل وعي وهوية مواطني اليوم والغد وجعلهم يعيشون انتماءهم واعتزازهم بالوطن وبماضيه المجيد وملامحه الخالدة في الكفاح من أجل السيادة والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية وفي مسيرته التنموية والتحديثية .

وأكد أن الاحتفاء بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المظفرة يروم في نفس الوقت استحضار عبقرية جلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع هذه المسيرة الخالدة التي لمت شمل الأمة المغربية لاستكمال الوحدة الترابية واسترجاع الصحراء المغربية وتمتين عرى التواصل بين كل مكونات الشعب المغربي وصون الهوية المغربية بشتى روافدها . 

وتضمن برنامج هذا الحفل، الذي حضره عدد من مدراء المدارس وآباء وأولياء التلاميذ والعديد من الطر التعليمية والتربوية إلى جانب شخصيات مدينة وعسكرية، وصلات موسيقية وأناشيد وطنية، بالإضافة الى حملة للتشجير داخل المدرسة الابتدائية لمولاي يعقوب . 

مغاربة العالم يحتفون في أكادير بالمسيرة الخضراء من خلال معرض جماعي للوحات الفنية

تعرف الاحتفالات المخلدة للذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة في مدينة أكادير مساهمة نخبة من الفنانين من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، الذين ينظمون معرضا جماعيا للوحات الفنية يحمل عنوان "المسيرة الخضراء بألوان عالمية".

وإلى جانب الفنانين المنحدرين من أصول مغربية، فإن هذا المعرض، الذي افتتح اليوم الجمعة خلال حفل ترأسته السيدة زينب العدوي، والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، والكاتب العام لمجلس الجالية المغربة بالخارج، عبد الله بوصوف، يعرف مشاركة فنانين آخرين ينحدرون من أصول عربية خاصة من تونس والعراق.

ويتضمن المعرض أزيد من 50 لوحة فنية، تمثل تجارب مختلفة من الفن التشكيلي لدى مغاربة المهجر الذين برعوا في فنون الصباغة الزيتية، إلى جانب إتقانهم لفنون المزج بين فن الخط العربي، والتعابير التشكيلية المتنوعة.

ويغلب على مضمون اللوحات المعروضة موضوع المسيرة الخضراء كتيمة أساسية، حيث تفنن المشاركون في المعرض في التعبير عن انطباعاتهم إزاء عدد من المشاهد التي ظلت راسخة في عقول المغاربة إبان المسيرة الخضراء، خاصة منها مشاهد الحشود الجماهيرية المشاركة في المسيرة وهي تخترق الحدود الوهمية.

كما تحضر صور الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه مبدع المسيرة الخضراء، ضمن هذه اللوحات، إلى جانب الأعلام الوطنية، والمصاحف ،التي شكلت العتاد الوحيد الذي تسلح به متطوعو المسيرة الخضراء لتحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة، وإعادتها إلى حضن الوطن.

ويحضر أيضا الخط العربي في أشكاله المتعددة ضمن المعرض الجماعي لمغاربة العالم المنظم في أكادير احتفاء بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء، حيث تضمنت العديد من اللوحات مقتطفات ذات دلالات عميقة من مختلف الخطب الملكية التي تناولت قضية الصحراء المغربية.

ذكرى المسيرة الخضراء..زيارة ميدانية لمشروعين، صحي واجتماعي بإقليم الرشيدية، بقيمة 271 مليون درهم

قام والي جهة درعة-تافيلالت عامل إقليم الرشيدية السيد محمد فنيد، يوم الجمعة بالرشيدية، بمناسبة تخليد الذكرى ال 40 لحدث المسيرة الخضراء بزيارة ورشين خاصين بمشروعين، صحي واجتماعي، سيتطلب إنجازهما غلافا استثماريا بقيمة 271 مليون درهم .

وهكذا قام والي الجهة، الذي كان مرفوقا بوفد يضم رؤساء المصالح الخارجية والامنية والمنتخبين، بزيارة مشروع تهيئة وتوسيع المستشفى الاقليمي مولاي علي الشريف الذي سيتطلب إنجازه غلافا ماليا بلغ 183 مليون درهم وذلك على مساحة 9 هكتارات.

ويهم هذا المشروع، الذي بلغت نسبة الاشغال به نحو 50 في المائة وسيكون جاهزا خلال الاسدس الثاني من سنة 2016، بناء أقسام طبية وأخرى خاصة بالعمليات الجراحية الى جانب أقسام خاصة بالأطفال والأمهات.

وقال المندوب الاقليمي لوزارة الصحة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المشروع سيمكن من تعزيز البنية الصحية بالإقليم وتوفير الشروط المناسبة لاستقبال المرضى من داخل الاقليم وخارجه.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للبنيات الصحة بإقليم الرشيدية ما مجموعه 396 سريرا، منها 229 بالمستشفى الاقليمي و 25 بمستشفى الاختصاصات الامير سلطان و60 بمستشفى أرفود و82 بمستشفى 20 غشت بكلميمة.

وبمطار مولاي علي الشريف، قام والي الجهة بالإطلاع على تقدم الاشغال بورش بناء المحطة الجوية الجديدة التي سيتطلب إنجازها غلافا استثماريا بقيمة 88 مليون درهم على مساحة 3800 متر مربع.

ويروم هذا المشروع، الذي بلغت نسبة الاشغال به 45 في المائة ، تعزيز البنية التحتية للمطار وذلك باحتضانه لمرافق وتجهيزات تستجيب للمعايير الدولية بغرض جعل الاقليم منطقة لجذب السياح وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية.

وكان والي الجهة قد حضر أمس الخميس حفلا تربويا نظمته المندوبية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني احتفاء بالذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المجيدة حيث شكل مناسبة لعرض لوحات تشكيلية والقاء قصائد شعرية أداها مجموعة من التلاميذ علاوة على تقديم عرض مسرحي " أمانة الاجداد" من أداء تلاميذ اعدادية المسيرة وتكريم ثلة من رجال ونساء التربية والتكوين الذين شاركوا في المسيرة الخضراء.

وأكد المندوب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية السيد عبد الرزاق غزاوي، في كلمة خلال هذا الحفل، على انخراط كافة المؤسسات التعليمية بمختلف مكوناتها في الاحتفال بالذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء المظفرة من خلال تنظيم مسابقات ثقافية وفنية ورياضية، مبرزا أن ذلك يشكل "خير دليل على كون المدرسة تبقى في مدلولها العميق ذلك المشتل وتلك القناة التي تنقل القيم من خلال متعلميها الى فضاءات الحياة اليومية خارج أسوارها".

إقليم النواصر يتعزز بسلسلة من المشاريع التنموية احتفاء بذكرى انطلاقة المسيرة الخضراء المظفرة 

تخليدا للذكرى الأربعين لانطلاقة المسيرة الخضراء المظفرة، قام السيد خاليد سفير والي جهة الدار البيضاء - سطات والسيد لهبيل الخطيب عامل عمالة إقليم النواصر، يوم الجمعة، بزيارة استطلاعية للمستشفى الإقليمي لولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبتدشين المقر الجديد للجماعة الحضرية لدار بوعزة، وكذا تسليم شاحنة لإصلاح الكهرباء لفائدة الجماعة القروية لاولاد عزوز.

ووقف السيدان سفير ولهبيل الخطيب، إلى جانب الوفد الرسمي المرافق لهما، على مشروع تأهيل وتعزيز المستشفى، في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2014، بجهاز راديو رقمي للكشف بالأشعة والذي كلف اقتناؤه مع تهيئ القاعة وشراء المستهلكات غلافا ماليا بقيمة إجمالية حددت في 790 ألف درهم.

وبالمناسبة، أوضحت المندوبة الإقليمية للصحة بإقليم النواصر، حجيبة الأيوبي، أن هذا الجهاز جاء لاستبدال جهاز الراديو القديم إسهاما في تحسين المستوى الصحي للمستفيدين وذلك اعتبارا لمزاياه المتعددة والمتمثلة أساسا في الحفاظ على البيئة والسرعة في عملية الكشف والدقة في التشخيص فضلا عن توفيره إمكانية تحليل النتائج عبر الحاسوب.

وقد انخرط في إخراج هذا الجهاز إلى حيز الوجود كل من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية التي ساهمت في اقتنائه بقيمة 650 ألف درهم بمعية اتحاد جمعيات اولاد احمد للتنمية البشرية حاملة المشروع التي ساهمت هي الأخرى ب30 ألف درهم، أما القيمة المتبقية فقد دفعتها المندوبية الاقليمية التي تكفلت بتهيئة القاعة وتجهيزها وتتبع ومواكبة الإصلاحات وتوفير الموارد البشرية اللازمة فضلا عن شرائها للمواد والأدوات الضرورية المستعملة في عمليات الكشف بالأشعة.

كما قام والي جهة الدار البيضاء - سطات وعامل إقليم النواصر بتدشين المقر الجديد لجماعة دار بوعزة حيث قدم رئيسها السيد عبد الكريم شكري سلسلة من الشروحات حول مرافق هذا المشروع الذي كلف إنجازه، على مساحة 1200 متر مربع ، غلافا ماليا بقيمة إجمالية وصلت الى 10 ملايين و35 ألف درهم، مثلت فيها تكاليف الدراسة 750 ألف درهم.

وتطلب تجهيز مكاتب هذ المرفق الإداري المكون من بنايتين منفصلتين أزيد من مليون و788 ألف و447 درهما .

وختم الوفد جولته على مستوى إقليم النواصر بزيارة للجماعة القروية اولاد عزوز حيث تسلم رئيسها السيد عبد القادر بنهنية مفاتيح شاحنة لإصلاح الإنارة العمومية التي رصد لاقتنائها غلاف مالي بقيمة 749 ألف و892 درهم، وذلك في إطار ميزانية المجلس الإقليمي.

مسيرة داعمة للقضية الوطنية بسلا بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

نظمت جمعيات المجتمع المدني بمدينة سلا، يوم الجمعة ، مسيرة داعمة لقضية الصحراء المغربية تحت شعار "المجتمع المدني لمدينة سلا في خدمة القضية الوطنية"، وذلك بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة .

وقال الفاعل الجمعوي محمد سهمي السكو، رئيس اللجنة المنظمة للمسيرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المسيرة تعكس انخراط المواطنين والمواطنات في المساهمة في الدفاع عن الوطن وعن وحدته الترابية تفعيلا للفصل 38 من الدستور. 

وأكد أن هذه المبادرة، التي عرفت مشاركة أزيد من 500 طفل وطفلة وعدد من الرياضيين والفنانين والمنتخبين والأطر التربوية فضلا عن متطوعين في المسيرة الخضراء، تروم ربط الماضي بالحاضر والتعريف بالقضية الوطنية وترسيخ قيم ومبادئ المواطنة لدى الجيل الصاعد قصد تحريك عجلة التنمية بالمغرب في العهد الجديد تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. 

وأضاف السيد سهمي السكو "إننا على نفس الدرب سائرون وملتزمون ومنخرطون في مسلسل التنمية والإصلاحات الذي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين" . 

ويتضمن برنامج هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة الشهداء باب بوحاجة في اتجاه باب لمريسة، بالخصوص تنظيم متحف وصور تاريخية للمسيرة الخضراء المظفرة، وتقديم شهادات حية من طرف أشخاص شاركوا في المسيرة .

تم تنظيم هذه المبادرة بتنسيق وتعاون مع عمالة سلا، والجماعة الحضرية، ومقاطعة باب لمريسة، ونيابة وزارة التربية الوطنية، والنيابتين الإقليميتين لوزارة الشباب والرياضة وللمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بسلا.

ساحة الأمل في أكادير، تستحضر حدث انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة

في أجواء مشمسة ، ودرجة حرارة ربيعية اصطف، يوم الجمعة، الآلاف من تلامذة المؤسسات الدراسية العمومية والخاصة التابعة لنيابة التعليم بأكادير، يتقدمهم مجموعة من المؤطرات والمؤطرين الذين سهروا على تدريب وإعداد أطفال في عمر الزهور لإحياء الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.

في ساحة الأمل، الواقعة في قلب أكادير، مدينة الانبعاث، التي أعطى فيها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه في نونبر 1975 إشارة انطلاق المسيرة الخضراء لتحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة، اصطفت أيضا حشود غفيرة من ممثلي المنظمات المدنية، والجمعيات الرياضية ، وغيرها من الهيئات المنتمية لمختلف أحياء مدينة أكادير للمشاركة في "المسيرة الرمزية" المنظمة بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء.

تزين التلاميذ والتلميذات بأجمل ما توفروا عليه من أزياء عصرية وتراثية، حرصوا على أن يكون لباسهم معبرا عن التنوع المتناغم الذي يميز المغرب في ثقافاته، وفنونه، وتشكيلته المجتمعية، ولغاته، والموحد في انتمائه لبلد شعاره: الله الوطن الملك.

امتلأ فضاء ساحة الأمل بالنبرات الصوتية المرددة للنشيد الوطني الذي شكل توطئة لانطلاق هذا العرس الاحتفالي الذي أحيى في عقول وأفئدة الأطفال المغاربة حدثا تاريخيا، رسم جزءا أساسيا من مسار التاريخ الحديث للمغرب المعاصر، وهو حدث المسيرة الخضراء الذي مكن المغرب من استعادة جزء هام من ترابه الوطني من قبضة الاستعمار.

وبما أن المسيرة الخضراء كانت أداة سلمية لاستعادة الصحراء، فقد أطلقت أسراب من الحمام وسط ساحة الأمل ،حيث تكتسي هذه الإشارة دلالات عميقة ومعبرة عن تشبث مختلف فئات الشعب المغربي بالسلم والمحبة، وبالقيم الإنسانية الرفيعة التي كان المغرب على الدوام من المدافعين عنها، كما كان ولازال حريصا على جعلها حاضرة في تعامله داخليا وخارجيا. 

على نغمات الأناشيد الوطنية والأغاني الحماسية المخلدة لحدث المسيرة الخضراء المظفرة، أعطت السيدة زينب العدوي، والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، إشارة الانطلاقة ل"المسيرة الرمزية" التي جابت عددا من شوارع مدينة أكادير في انتظام بديع، شد إليه أنظار ساكنة مدينة الانبعاث، وزوارها من السياح المغاربة والأجانب الذين كانوا ماسكين بأجهزتهم الالكترونية لالتقاط صور لهذه المشاهد البديعة المخلدة لحدث عظيم في التاريخ الحديث للأمة المغربية.

توالت أفواج المشاركين في المسيرة الرمزية تحت زغاريد النساء، وتصفيقات الحاضرين من مسؤولين محليين وجهويين، وسلطات مدنية وعسكرية، ومنتخبين، وأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وعموم المواطنين الذين حجوا إلى ساحة الأمل للمشاركة في الاحتفاء بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

إلى جانب أطفال المدارس ، شارك في "المسيرة الرمزية" لأكادير ، رواد الأندية الرياضية، وجمعيات فنون الحرب، ونوادي الأحياء، وحضر أيضا عدد ممن شاركوا سنة 1975 في المسيرة الخضراء حيث استحضروا عظمة وشرف مشاركتهم في المسيرة السلمية التي أعادت الأقاليم الجنوبية إلى الوطن الأم.

وكما كانت الدول الشقيقة والصديقة حاضرة ضمن المشاركين في المسيرة الخضراء في نونبر 1975، كانت بعض هذه الدول حاضرة أيضا في "المسيرة الرمزية" لأكادير، خاصة الدول الافريقية التي شارك عدد من مواطنيها المقيمين في أكادير في مسيرة اليوم، حاملين أعلام بلدانهم، معبرين بذلك عن عرفانهم وتأييدهم لوحدة المغرب الترابية، ودور المغرب في توطيد أواصر الأخوة والصداقة بين دول وشعوب القارة السمراء. 

مقترح الحكم الذاتي الحل الأمثل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

أكد سفير المغرب لدى الأرجنتين ، السيد فؤاد يزوغ، أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل الحل الأمثل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والذي يعيق الاستقرار والتنمية والتكامل في منطقة المغرب العربي برمتها .

وأوضح السيد يزوغ، في مقال نشرته  صحيفة "لا ناثيون " الواسعة الانتشار في الأرجنتين، تحت عنوان "الصحراء المغربية على درب النماء"، أنه ،التزاما من المغرب بحل النزاعات عبر الطرق السلمية والمفاوضات، تقدم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كمبادرة تتيح لسكان هذه المناطق تدبير شؤونهم بطريقة ديمقراطية وشفافة.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن مبادرة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء المغربية، والتي كانت محل إشادة من قبل المجتمع الدولي الذي وصفها بأنها جدية وذات مصداقية ،تعتبر أساسا لإيجاد تسوية واقعية للنزاع المفتعل وإقصاء لكل الحلول المتطرفة التي لا تخدم مناخ السلام في هذه المنطقة التي تعيش ظروفا استثنائية. وذكر بأنه، وفي سياق الحرب الباردة، تعكر استرجاع المغرب سنة 1975 لأقاليمه الجنوبية من خلال المسيرة الخضراء، بافتعال نزاع إقليمي هدفه الأساسي حرمان المغرب من جزء من أراضيه وتشجيع انفصال لا يقوم على أي أساس. وفي معرض تطرقه لمغزى المسيرة الخضراء أكد السيد يزوغ أن هذه الملحمة ، التي يحتفل المغرب اليوم بذكراها الأربعين كانت تجسيدا آخر للتلاحم القوي القائم بين العرش العلوي والشعب المغربي على غرار ما حدث في ثورة الملك والشعب سنة 1953 إثر قرار المستعمر الفرنسي نفي الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه.

وأبرز أن المسيرة الخضراء ،التي أبدعتها عبقرية الملك الراحل الحسن الثاني ، تعد تتويجا لمسلسل التخلص من الاستعمار حيث مكنت المغرب من استرجاع أقاليمه الجنوبية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من أراضيه وكانت على الدوام همزة وصل طبيعية بينه وبين بلدان أفريقيا الغربية التي يتقاسم معها التاريخ والثقافة والرغبة في جعل المنطقة فضاء للسلام والتضامن والازدهار لشعوبها.

وفي معرض تطرقه للجهود التي يقوم بها المغرب للنهوض بأقاليمه الجنوبية أكد السيد يزوغ أن هذه الأقاليم توجد اليوم في صلب جهود تنموية لا مثيل لها وذلك بمشاركة الحكومة والقطاع الخاص وساكنة المنطقة، مشيرا إلى التطور الكبير الذي عرفته هذه الأقاليم على مستوى البنيات التحتية الأساسية من أجل الرقي بساكنة المنطقة وخاصة على مستوى الموانئ والمطارات والطرق والمؤسسات التعليمية وغيرها من المرافق الكفيلة بخلق دينامية اقتصادية بالمنطقة. 

وتوقف الدبلوماسي المغربي عند انخراط ساكنة الأقاليم الجنوبية في الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب وتشبثها القوي بالاصلاحات التي يباشرها رغم السياق الإقليمي الصعب، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه تم بهذه الأقاليم تسجيل أعلى نسب المشاركة على الصعيد الوطني خلال الانتخابات الجهوية والمحلية التي شهدتها المملكة في الرابع من شتنبر الماضي.

انطلاق الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة بجهة الداخلة وادي الذهب 

ترأس والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب، السيد لامين بنعمر، يوم الجمعة، مراسيم تحية العلم الوطني بساحة الولاية تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

وعرف هذا الحفل حضور السلطات المنتخبة إضافة إلى أبرز الشخصيات المدنية والعسكرية بجهة الداخلة وادي الذهب، فضلا عن فعاليات المجتمع المدني، حيث شكلت هذه المراسيم نقطة انطلاق مجموعة من الأنشطة الاحتفالية ستعرفها المدينة تخليدا للذكرى الوطنية المجيدة التي يخلدها الشعب المغربي قاطبة من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها.

وبهذه المناسبة، أعطى والي الجهة والوفد المرافق له، في وقت سابق، انطلاقة النسخة الأولى من سباق المسيرة الخضراء النسوي للمشي على الطريق، الذي نظمته جمعية التنشيط الرياضي بإقليم وادي الذهب، بالمنتزه البلدي بالداخلة.

وتميز سباق المسيرة الخضراء النسوي للمشي على الطريق، المنظم بشراكة مع جمعية جسور الكراطي للتيكواندو والايروبيك، بحضور عدائين دوليين من بينهم العداءة الدولية نزهة بدوان والعداء الدولي خالد السكاح.

كما أعطى والي الجهة والوفد المرافق له الانطلاقة الرسمية للدورة الأولى ل"سباق تحدي الصحراء-الداخلة "، حيث شكلت ساحة الحسن الثاني نقطة البداية لهذه المنافسة التي تعرف مشاركة 20 من أبرز الأبطال المغاربة في رياضة ألعاب القوى، والذين قدموا لمدينة الداخلة للإسهام بدورهم في انجاح تظاهرة من هذا النوع.

ويتوخى منظمو هذه التظاهرة بالأساس إعطاء إشعاع أكبر للصحراء المغربية ومدينة الداخلة خصوصا في الوقت الذي يخلد فيه الشعب المغربي الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء في رسالة معبرة من نجوم وأبطال المملكة وكذا من هواة هذه الرياضة عموما للتعبير عن افتخارهم واعتزازهم بصحرائهم وتشبثهم بوحدتهم الترابية في هذا اليوم الذي يحمل دلالة كبيرة لدى المغاربة قاطبة.

يذكر أن هذا السباق ينظم من طرف الجامعة الملكية لرياضات الجميع بشراكة مع جمعية "لاكون" الداخلة لتنمية الرياضة والتنشيط الثقافي، كما أن المشاركة الوازنة لأبطال من مستوى عالي يعطي للمنافسة بعدها الدولي ويجعلها منافسة ذات بعد رياضي من جهة وثقافي سياحي من جهة أخرى.

وبإقليم أوسرد، أعطى عامل الإقليم، السيد عبد الرحمان الجوهري، مرفوقا بالكاتب العام للعمالة السيد حما بوسيف ومنتخبي الإقليم والسلطات المدنية والعسكرية، بمركز بئر كندوز، انطلاق الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة.

وبهذه المناسبة، أعطى عامل الإقليم والوفد المرافق له، الانطلاقة لدوري في كرة القدم المصغرة، وسباق في العدو الريفي والألعاب الشعبية، وتدشين وزيارة بعض المرافق الحيوية المنجزة بحاضرة الإقليم.

كما تم تنظيم بنفس المناسبة محاضرة حول "بدايات ظهور الشعر الحساني وعلاقته بالموسيقى"، في خيمة للأدب خصصت لهذا الغرض، وأيضا تنظيم سهرة فنية لفرقة الدويه، وفرقة ولد دندني، وفرقة بالة.

وقام عامل الإقليم بزيارة لورشة الفنون التشكيلية والصناعة التقليدية، واستقبال المشاركين في المسيرة الرمزية المجسدة للحدث، مع تكريم لبعض المشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة، وتوزيع الجوائز والهدايا على الفائزين في مختلف المسابقات.

المغرب دخل مسيرة جديدة من التنمية المستدامة في إطار الجهوية المتقدمة

أعلنت والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، السيدة زينب العدوي، أن المغرب، بعد مرور 40 سنة على انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، التي استرجع بفضلها أقاليمه الجنوبية، دخل اليوم غمار مسيرة جديدة هي مسيرة التنمية المستدامة في إطار الجهوية المتقدمة.

وأكدت السيدة العدوي، في لقاء جمعها، اليوم الجمعة، مع نخبة من مغاربة العالم الذين يشاركون في عدد من التظاهرات المنظمة في أكادير تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، أن أفراد الجالية المغربية في الخارج كانوا على الدوام يضطلعون بدور طلائعي في الدفاع عن القضايا الوطنية، والتعريف بها في بلدان المهجر.

واضافت أن مغاربة المهجر يعتبرون سفراء لوطنهم في بلدان الاستقبال، حيث كانوا ولا يزالون يعتبرون قضية الوحدة الترابية للمملكة في مقدمة القضايا التي يحملونها في عقولهم وأفئدتهم، كما عبروا عن ذلك في مناسبات عدة.

واعتبرت أن حلول وفد من مغاربة العالم في أكادير لإحياء مجموعة من اللقاءات الفنية والثقافية، المندرجة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، دليل إضافي على تشبث أفراد الجالية المغربية بوطنهم وبالدفاع عن القضايا المصيرية لبلدهم.

من جانبه، ذكر الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، السيد عبد الله بوصوف، في كلمة بالمناسبة، بالسياق التاريخي الذي نظمت فيه المسيرة الخضراء، مسجلا الدلالات العميقة لهذا الحدث التاريخي الذي مكن المغرب من استرجاع أراضيه التي كانت مستعمرة، وذلك بطريقة سلمية.

وأكد السيد بوصوف على ضرورة مضاعفة المبادرات لجعل العالم يدرك حقيقة المسيرة الخضراء في بعدها السلمي، داعيا إلى إطلاق دينامية من طرف الفنانين والسياسيين ومختلف الفاعلين لجعل المسيرة الخضراء ترتقي إلى موروث إنساني في مجال التحرر بالطرق السلمية.

وقال الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إن حضور نخبة من المثقفين والفنانين المغاربة في المهجر، إلى جانب آخرين من أصول مغربية وأجنبية، إلى مدينة أكادير للمشاركة في إحياء عدد من التظاهرات الفنية والثقافية، يصب في إطار إعطاء بعد جديد لحدث المسيرة الخضراء على الصعيد العالمي.

يذكر أن عددا من أفراد الجالية المغربية في الخارج شاركوا في المسيرة الخضراء في 6 نونبر 1975، واستمر انخراط مختلف الأجيال المنحدرة من الهجرة في استلهام وتقوية القيم التي أفرزتها المسيرة الخضراء، التي شكلت حدثا بارزا في مسلسل استكمال المغرب لوحدته الترابية.

المسيرة الخضراء : تحدي وطني انخرطت فيه الأسرة الملكية بكل دينامية

يعد الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء فرصة للتذكير بأن هذا الحدث التاريخي الهام شكل تحديا وطنيا انخرطت فيه الأسرة الملكية الشريفة بروح من التضامن والالتزام الراسخ، خدمة للقضايا الوطنية.

إن انخراط الأسرة الملكية سيظل، بدون شك، مكتوبا بأحرف من ذهب في سجل تاريخ المغرب، وهو ما تجسد من خلال الكم الهائل من المتابعة الإعلامية والأدبية التي حظي بها هذا الموضوع.

وكان جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي أعلن للعالم عزم المغرب على تنظيم المسيرة الخضراء، التي تعد ثمرة عبقرية عاهل كبير لاستكمال وحدته الترابية، قد حرص على أن يكون في طليعة المسجلين في لوائح المتطوعين المشاركين في هذه الملحمة الخالدة.

وبالفعل، فقد كان جلالة المغفور له الحسن الثاني الأول ضمن 350 ألف متطوع، 10 في المائة منهم نساء، الذين استجابوا لنداء الوطن ولواجب استرجاع الصحراء، فأعطى بذلك المثال والقدوة للمغاربة، وأيضا للأسرة الملكية الشريفة التي أبانت عن اهتمام كبير بهذه المسيرة السلمية. وهكذا، ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كان وقتئذ وليا للعهد، حفل انطلاق 25 ألف متطوع من إقليم مراكش، ليلتحقوا بطرفاية في أفق مشاركتهم في المسيرة الخضراء المظفرة في اتجاه الصحراء، ونقل ولي العهد أنذاك، في كلمة بالمناسبة، إلى المتطوعين مباركة قائد الوحدة، جلالة المغفور له الحسن الثاني، وكذا رغبة جلالته في رؤيتهم ينضمون في جو من الانضباط إلى مختلف فرق باقي المتطوعين من مختلف جهات المملكة. من جانبها، حرصت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة، رئيسة الهلال الأحمر المغربي، على الاضطلاع بدور نشيط في هذه المسيرة.

وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة قد استقبلت في 24 أكتوبر بتزنيت، فوج المتطوعين من إقليم تازة. وبعدها بأربعة أيام، قامت سموها بزيارة تفقدية لمستشفى المدينة واستقبلت ممرضا من قسم الانعاش جاء من وجدة على متن سيارة إسعاف مجهزة بهدف المشاركة في المسيرة الخضراء.

كما استقبلت صاحبة السمو وفدا من النساء من تزنيت تطوعن للانضمام إلى النساء القادمات من الشمال للتوجه نحو الصحراء المغربية، وأعطت سموها تعليماتها لسلطات تزنيت من أجل تشكيل لجنة إقليمية للهلال الأحمر المغربي بالمدينة.

وفي 30 أكتوبر، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مليكة بمدينة تزنيت، جلسة عمل شارك فيها أعضاء الهلال الأحمر المغربي ومسؤولو فرق الإسعاف المشاركون في هذه المسيرة السلمية، حيث أعطت سموها تعليماتها لإقامة ست مخيمات جديدة للإسعاف بطرفاية.

وكان الهلال الأحمر المغربي، الذي تبرع لسلطات تيزنيت بمعدات للإسعاف، يتوفر أيضا على مخيم في ورزازات، وآخر في تارودانت، ومركز في أكادير، وعلى 3 مخيمات في كل من أيت ملول وبو إزاكارن وكلميم، ومركز في طانطان، وستة مراكز في طرفاية، بالإضافة إلى مركز رئيسي في تيزنيت.

كما قامت صاحبة السمو الملكي بزيارة تفقدية لمخيمات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر المغربي التي أقيمت في آيت ملول وأعطت سموها تعليماتها لمواصلة نشاط فرق الإسعاف لفائدة المتطوعين في المسيرة الخضراء، ومنح الدعم المادي اللازم لهؤلاء المتطوعين.

بعد محطتي تزنيت وأكادير، توجهت صاحبة السمو الملكي للا مليكة إلى طرفاية، على رأس وفد هام، للاطلاع على الحالة الصحية المتطوعين، خصوصا بالمستشفى الرئيسي للمدينة ومركز الهلال الأحمر المغربي.

وبذلك، فقد أبانت صاحبة السمو الملكي عن طاقة ودينامية لا تنضبان. وقد عادت خلال نفس اليوم إلى أكادير حيث تفقدت مخيمات الإسعاف بالمدينة التي كانت تأوي 350 ألف متطوع الذين كانوا ينتظرون إشارة جلالة المغفور له الحسن الثاني لانطلاق المسيرة السلمية. كما تجسد انخراط أفراد الاسرة الملكية الجليلة من خلال أنشطة الراحلة صاحبة السمو الملكي للا أمينة والراحلة صاحبة السمو للا فاطمة الزهراء، اللتين قامتا بزيارة المتطوعين بكل من أقاليم قلعة السراغنة، وأزيلال، وبني ملال، وخريبكة وسطات.

أفراد الجالية المغربية بأستراليا يعربون عن اعتزازهم بالدلالات العميقة للاحتفال بالذكرى ال40 للمسيرة الخضراء

أعرب أفراد من الجالية المغربية المقيمة بأستراليا عن اعتزازهم وافتخارهم بالدلالات العميقة للاحتفال بالذكرى ال40 للمسيرة الخضراء التي تجسد أسمى صور التلاحم الذي يميز الشعب المغربي المتشبث بوحدته الترابية.

وفي هذا السياق أبرز رشيد بن زروق عضو مكتب جمعية المغاربة بسيدني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الزخم الذي يحتفل به المغاربة جميعا داخل المغرب وخارجه بهذه الذكرى يشكل تأكيدا على أن المسيرة الخضراء هي مسيرة متواصلة للدفاع عن الوحدة الوطنية، مشددا على أن المسيرة الخضراء ستظل ، بدلالاتها، حافزا على مواجهة التحديات.

ومن جهته أكد سعيد مفتقير رئيس جمعية المغاربة بسيدني أن المسيرة الخضراء أبهرت الرأي العام الدولي قبل 40 سنة وستبهر العالم اليوم بالتفاف كافة المغاربة من الشمال إلى الجنوب حول قيادتهم للاحتفاء بدلالاتها وأهدافها المتمثلة في التشبث بالوحدة والسعي إلى تحقيق التنمية الشاملة.

وأضاف أن أعضاء الجالية المغربية بسيدني أعربوا عن اعتزازهم بمشاركتهم الشعب المغربي في أرض الوطن فرحته وافتخاره بهذه المناسبة التي وضعت حدا للاستعمار والاحتلال المرير للأقاليم الجنوبية ومكنت المغرب من استكمال وحدته الترابية.

وأكدوا أن تخليد الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء يمثل تذكيرا للمجتمع الدولي بان مغربية الصحراء حقيقة مغروسة في اعماق وجدان الشعب المغربي بروافده المتنوعة ومحطة لتسليط الضوء على الخطوات الكبرى في بناء المغرب الحديث بشكل عام والاقاليم الجنوبية بشكل خاص تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

شيوخ وشباب وأعيان القبائل الصحراوية بالعيون: المسيرة الخضراء حدث متميز يجسد ارتباطنا المتين بالعرش العلوي المجيد 

أكد شيوخ وشباب وأعيان القبائل الصحراوية، يوم الجمعة بالعيون، أن المسيرة الخضراء حدث متميز يجسد ارتباط أبناء الأقاليم الصحراوية بالعرش العلوي المجيد. 

وأوضحوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، خلال لقاءات نظموها بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، أن هذه المسيرة التي بفضلها تحررت الأقاليم الجنوبية للمملكة من الاستعمار الاسباني مكنت ساكنة هذه الأقاليم من تحقيق الكرامة والعيش في أمن وطمأنينة.

وعبروا عن رفضهم للمحاولات اليائسة التي يحيكها أعداء الوطن للنيل من الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدين تجندهم الدائم للدفاع عن مغربية الصحراء التي لا تقبل أية مساومة، والذود عن مقدسات الأمة المغربية وتشبثهم الدائم بالبيعة الشرعية وولاءهم للعرش العلوي المجيد.

وفي هذا السياق، أكد مولاي حمدي ولد الرشيد، عن قبائل الركيبات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تخليد هذه الذكرى يكتسي أهمية بارزة بالنظر إلى ما تم تحقيقه على مدى عقود من منجزات بالأقاليم الجنوبية.

وأضاف أن ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة محطة تاريخية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة الخالدة التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب الذي يواصل مسيرته نحو التقدم والازدهار تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

واستحضر ولد الرشيد، بالمناسبة، المنجزات التي تحققت بهذه الأقاليم بعدما كانت تفتقر إلى البنيات التحتية وإلى ظروف ملائمة للعيش، مشيرا إلى أن هذه الأقاليم كانت تنعدم فيها كل وسائل العيش الكريم من خدمات وكهرباء وماء صالح للشرب، زد على ذلك الأمن والتعليم والصحة والبنيات التحية. 

وبدوره، أكد السيد الخطاري النجماوي، باسم شباب قبيلة صبويا آيت باعمران، خلال لقاء نظمته القبيلة بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الأربعينية للمسيرة الخضراء، أن المسيرة الخضراء هي مسيرة ملك وشعب من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية من براثن الاستعمار والنهوض بمستوى عيش ساكنتها في مختلف القطاعات.

وأضاف أنه بفضل المسيرة الخضراء، فإن الأقاليم الصحراوية استطاعت أن تتبوأ المكانة المتميزة وطنيا وإقليميا من حيث المنجزات والأوراش التنموية الكبرى التي تحققت فضلا عن تأهيل العنصر البشري والاهتمام بالمجالات السوسيو-اقتصادية.

من جانبه، قال السيد عبد الله الصالحي، باسم قبيلة آيت لحسن، خلال لقاء عقدته القبيلة في نفس المناسبة، "إن هذه المسيرة السلمية وحدت الأمة المغربية، وعززت ارتباطها بالوطن الأم، مضيفا أن ساكنة الصحراء، وهي تحتفي بهذه الذكرى الغالية، لتستحضر بكل فخر واعتزاز هذا الحدث التاريخي الذي لفت أنظار العالم بسلميته وتفرده".

وأضاف أن المسيرة الخضراء، التي تفتقت عن عبقرية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، حققت أهدافها، المتمثلة أساسا في إفشال أطروحة دعاة الانفصال، وإطلاق مسلسل التنمية والبناء الذي غير ملامح الأقاليم الصحراوية، بفضل الاستثمارات الضخمة التي رصدتها الدولة المغربية لهذه الأقاليم والتي ساهمت في توفير وتطوير البنيات التحتية وتأهيل العنصر البشري وتحقيق الكرامة لساكنة المنطقة.

ومن جهته، قال السيد أحمد داهي، باسم قبيلة إزركيين، في تصريح مماثل، "إن المسيرة الخضراء، التي بفضلها تحررت الأقاليم الصحراوية، والتي تبرز حنكة وتبصر جلالة المغفور له الحسن الثاني، تواصلت في عهد جلالة الملك محمد السادس بمسيرات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والحقوقية". 

وأضاف أن الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، تشكل حدثا استثنائيا لكونها احتفاء ب40 سنة من النماء والعطاء بمختلف ربوع المملكة عموما والأقاليم الصحراوية على وجه الخصوص. 

وتتواصل في هذه اللحظات بحاضرة الصحراء المغربية لقاءات القبائل الصحراوية احتفاء بالمسيرة الخضراء المظفرة في ذكراها الأربعين.

المسيرة الخضراء، عمل مؤسس طبع مسار المملكة

قالت صحيفة (لونيون) الغابونية، يوم الجمعة، إن المسيرة الخضراء المظفرة، التي يحتفل المغرب بذكراها الأربعين اليوم، تشكل عملا مؤسسا طبع مسار المملكة.

وكتبت الصحيفة أن المغرب يحتفي بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء،"تلك المسيرة السلمية الفريدة من نوعها، والحدث الوهاج في تاريخ البلاد من أجل استكمال وحدتها الترابية".

وذكر كاتب المقال بأنه في 16 أكتوبر 1975، استجابت جموع غفيرة من المتطوعين من مختلف الفئات الاجتماعية، تمثل كافة مناطق المملكة، للنداء الذي أطلقه جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، وتوجهت بعزيمة وسكينة نحو الأقاليم الجنوبية من أجل تحريرها من نير الاحتلال الإسباني، متسلحة في ذلك بإيمانها بعدالة قضيتها المتمثلة في استرجاع الأقاليم الصحراوية.

لقد أدهشت هذه المسيرة العقول، تضيف الصحيفة، وجسدت التلاحم المثالي بين رؤية ملك مناضل وشعب باسل، وأظهرت للعالم أجمع إرادة المغاربة في الدفاع عن قيمهم المقدسة واسترجاع حقهم المسلوب، وتصميمهم على تجسيد أهدافهم من خلال تحطيم الحدود المصطنعة المنصوبة بين أبناء الوطن الواحد.

وأبرزت الصحيفة أنه منذ استرجاع أقاليمه الجنوبية، وضع المغرب في صلب انشغالاته تنمية هذا الجزء الذي لا يتجزأ من ترابه الوطني، حيث مكنه من التوفر على التجهيزات الأساسية الضرورية للإرتقاء به إلى مستوى التطور المطرد الذي تشهده أقاليم الشمال، وجعل ساكنته تنعم بالطمأنينة، والرفاهية والازدهار.

وأوضحت أن هذه الأقاليم التي لم تكن تتوفر على أي بنية تحتية أساسية وقت رحيل المستعمر الإسباني، تحولت منذئذ إلى أوراش بناء ضخمة، مردفة أن المملكة انخرطت في سباق ضد عقارب الساعة بهدف استدراك الوقت الضائع.

وأشارت الصحيفة الغابونية إلى أن مسيرة التنمية والتقدم تتواصل، حاليا بالمملكة، بنفس الحماس، وبنفس التفاني والإرادة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

المسيرة الخضراء لم تحافظ على حق المغرب في صحرائه فقط بل على الأمن الإقليمي كذلك

قال الكاتب اللبناني خير الله خير الله، إنه وبعد مرور 40 سنة على المسيرة الخضراء، تبين أن مبدعها، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، "لم يحافظ على مصالح المغرب وحقوقه الوطنية وأمنه فحسب، بل حافظ أيضا على الأمن الإقليمي ".

وأوضح الكاتب في مقال بعنوان "أربعون عاما على المسيرة الخضراء"، نشرته صحيفة (المستقبل)، اليوم الجمعة، أن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني"حافظ عمليا" بإطلاقه المسيرة الخضراء سنة 1975 " على أمن كل دولة من دول المنطقة" ، مؤكدا أن هذه "الخطوة المغربية، كانت ولا تزال خطوة من أجل الاستقرار على الصعيد الإقليمي بهدف حماية دول شمال افريقيا من الإرهاب والتطرف وقيام بؤر للإرهاب...".

وذكر خير الله أن "ما كان سائدا إبان الحرب الباردة لا يزال سائدا اليوم في ظل نمو الحركات المتطرفة التي تسعى الى تحويل الساحل الإفريقي كله بؤرة إرهابية"، بالإضافة الى أن هناك، "من لا يزال يحاول استخدام قضية اسمها قضية الصحراء، وهي قضية مفتعلة، من أجل خلق بؤر يتسلل منها الإرهاب الى دول المنطقة كلها ".

وقال إن "أمورا كثيرة تغيرت" بعد أربعين سنة، و"ما لم يتغير هو أن الصحراء مغربية"، مسجلا أن حدث المسيرة لم يكن "مفاجأة سوى للذين لا يعرفون شيئا عن المغرب وعن العلاقة المتجذرة بين الشعب والملك".

وخلص الى أن هذه العلاقة "ليست من نوع عاد بمقدار ما هي علاقة تكامل ذات عمق ضارب في التاريخ... وتبلور هذه العلاقة الشخصية المغربية التي تبقى شخصية فريدة من نوعها ليس في شمال افريقيا فقط، بل على صعيد المنطقة العربية والإفريقية ككل".

اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب في ذكرى المسيرة الخضراء "تقدير لمجهودات جلالة الملك على عدة أصعدة " 

كد السيد عبد السلام الدبار، رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب والأمين العام لجمعية المهندسين الزراعين المغاربة، أن اختيار تنظيم الدورة ال80 للمكتب التنفيذي للاتحاد في غمرة احتفال الشعب المغربي بالذكرى ال40 المسيرة الخضراء، تقدير من قبل الاشقاء العرب للمجهودات التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عدة أصعدة .

وقال السيد الدبار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن أشقاءنا العرب اختاروا تنظيم هذه الدورة في المملكة المغربية في هذا اليوم السعيد الذي يحتفي فيه المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء، تقديرا منهم للمجهودات التي يبذلها جلالة الملك على عدة أصعدة".

وأضاف أن المهندسين الزراعيين العرب ثمنوا، على المستوى الزراعي، توجيهات جلالة الملك بإعطاء الانطلاقة لمخطط "المغرب الأخضر" الذي يرتكز على زراعة ذات قيمة مضافة عالية ، وزراعة تضامنية، مما يجعله مصدر فخر بالنسبة للمزارعين العرب.

وعلى الصعيد العربي المشترك، أكد المهندس الزراعي المغربي ، امتنان المشاركين العرب لجلالته لدوره وجهوده السامية على المستويين العربي والإسلامي بصفته رئيسا للجنة القدس، وتمسك جلالته بالوحدة الترابية للبلدان العربية ، وسلك سبل الحوار لتجاوز الأزمات التي تعرفها بعض الأقطار العربية ومحاربة الإرهاب .

وفي المجال السياسي ، أوضح المتحدث أنه، نظرا للأوضاع المتأزمة التي تعرفها بعض الأقطار العربية بعدما سمي بالربيع العربي ، أشاد المشاركون العرب، خلال هذا اللقاء ، بمبادرة جلالته بتعديل دستور"راق " ، دستور 2011 ، الذي تلته انتخابات اعترف الجميع بنزاهتها، وأضفت على المغرب أجواء الأمن والاستقرار.

كما ثمن المشاركون في هذا الاجتماع، حسب السيد عبد السلام الدبار، المبادرة الملكية للحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة. 

وستتناول الدورة الحالية لاجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد، فضلا عن قضايا عامة ، أنشطة الجمعيات القطاعية التي تهم أساسا السقي ، والبيئة ، والزراعة الاقتصادية، وإنتاج الخضر، واللحوم، والفلاحة البيولوجية .

ويضم اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، الذي تم إحداثه في سنوات الستينات ، مجموعة من جمعيات ومنظمات المهندسين الزراعيين التابعين للدول العربية المنضوية تحت لواء الجامعة العربية. 

يذكر أن المغرب يترأس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب منذ ماي 2014 وذلك عقب انعقاد المؤتمر العام بمدينة الرباط تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس 

الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء: 40 سيارة عتيقة تحط الرحال بالعيون

وصلت "القافلة المواطنة" التي تضم 40 سيارة عتيقة، مساء أمس الخميس إلى مدينة العيون، بعد رحلة ذات رمزية كبيرة انطلقت بمبادرة من الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة تخليدا للذكرى ال40 للمسيرة الخضراء.

وقال رئيس الجامعة، السيد زينون الصغير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذه القافلة عبرت مدن أكادير وطان طان وطرفاية للاحتفال بوصولها لمدينة العيون"، موضحا أن هذا الموكب "مر من المسار الذي عبره نحو 350 ألف متطوع مدني مغربي لتلبية نداء الوطن بكل تلقائية وعفوية".

 "لقد آثرنا تقاسم هذه اللحظة من الفرح ومن المشاعر الجياشة مع مواطنينا في الأقاليم الجنوبية، خاصة وأن هذا الاحتفال يكتسي طابعا استثنائيا، كونه يتزامن مع الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء".

وسجل أن هذه القافلة، وحفاظا على الذاكرة، جاءت كمبادرة مواطنة تروم تحسيس الشباب المغربي بأهمية الأحداث التاريخية المحفوظة بمداد من ذهب في الذاكرة الجماعية الوطنية.

وتتجمع قافلة ال40 سيارة عتيقة المشاركة في هذه الرحلة الرمزية، يوم الجمعة 06 نونبر، في معرض بمدينة العيون، لتتيح للزائرين فرصة مشاهدة مجموعة عربات تم الشروع في استعمالها قبل انطلاق المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية.

وقد قدمت هذه السيارات ال40 من مدن الدار البيضاء والرباط وفاس وأكادير ومراكش ومكناس وطنجة وتطوان ووجدة والناظور وبرشيد، لتعطي صورة ترمز لاستمرارية وحدة الأمة على مر عصور الحضارة المغربية.

يشار إلى أن تنظيم هذه القافلة تم بمبادرة من الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة، بمشاركة العديد من الأندية المغربية لهواة جمع السيارات.

المسيرة الخضراء، لحظة تاريخية عظيمة استعاد خلالها شعب مسالم جزء من ترابه (عضو بمجلس الشيوخ الفرنسي)

قال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، فرانسوا غروسديديي، إن المسيرة الخضراء شكلت لحظة تاريخية عظيمة تمكن خلالها شعب مسالم من استعادة جزء من ترابه.

وأوضح السيد غروسديديي، في تصريح للصحافة على هامش لقاء بالجمعية الوطنية في باريس لتقديم كتاب "نزاع الصحراء بموجب القانون الدولي" للأستاذ عبد الحميد الوالي، أن الأمر يتعلق ب"مبادرة وطنية سلمية نادرة جدا في التاريخ".

كما أبرز أهمية هذا الكتاب الجديد الذي يسلط الضوء على مغربية الصحراء من وجهة النظر القانونية، مشيرا إلى أن سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية تؤكدها علاقات الولاء التاريخية بين القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب، والتي تم الاعتراف بها من قبل محكمة العدل الدولية.

واعتبر السيناتور الفرنسي، من جهة أخرى، أن حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يكمن في الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي، أما استفتاء تقرير المصير فأضحى، بحسب تعبيره، غير عملي بسبب العقبات التي يضعها أعداء الوحدة الترابية للمغرب.

وتابع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي أن اقتراح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية يبقى الحل الذي يلبي طموحات وتطلعات ساكنة الأقاليم الجنوبية، التي عبرت عن ارتباطها بالمغرب من خلال مشاركتها القوية في مختلف المحطات الانتخابية.

وخلص السيد غروسديديي إلى أن هذا الحل يبقى الخيار الوحيد لضمان الاستقرار والأمن في هذه المنطقة من العالم، مشيرا إلى أن هذه المنطقة لا تحتاج إلى ظهور "حكومة وهمية، تحركها قوى أجنبية، ومجموعات إرهابية أو تنشط في الجريمة دولية".

ملحمة المسيرة الخضراء منطلق استكمال الوحدة الترابية للمغرب والدفاع عنها (مغاربة البلدان الاسكندنافية)

شدد فاعلون جمعويون مغاربة بالبلدان الاسكندنافية على أهمية الاحتفال بذكرى حدث المسيرة الخضراء الذي شكل منطلق استكمال الوحدة الترابية للمملكة والدفاع عنها.

وأكدوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء ، على ضرورة التعبئة أكثر لتعريف الأجيال الجديدة من المغاربة المقيمين في هذه المنطقة بدلالات هذا الحدث الاستثنائي ، الذي أبان عن مدى تشبث المغاربة بالوحدة الترابية لبلادهم، معبرين عن وجاهة مقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة بالنسبة لقضية الصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، اعتبر أحمد الصغير عن المنتدى المغربي الدنماركي، ومقره كوبنهاغن، أن المسيرة الخضراء، التي يحتفل الشعب المغربي بذكراها ال40 والتي تعد حدثا فريدا في سجلات تاريخ إنهاء الاستعمار، تمثل درسا في الوطنية والالتزام الثابت بالوحدة الترابية التي ينبغي التعريف بها لدى الرأي العام في البلدان المضيفة من أجل مواجهة مناورات الانفصاليين وعرابيهم.

وقال السيد الصغير " بالنسبة لنا كمغاربة يقطنون في البلدان الاسكندنافية، فإن الاحتفال بالمسيرة الخضراء يذكرنا بضرورة أن نظل يقظين طوال الوقت لاستباق تحركات أعداء المغرب في المنطقة"، مشيرا إلى أن ما يقوم به الانفصاليون من تلاعب في ملفات تهم حقوق الإنسان والموارد الطبيعية للحصول على تعاطف ودعم بعض الدوائر السياسية والمنظمات غير الحكومية الأجنبية.

وبحسب المتحدث نفسه، فإن استعمال هذه الأوراق يهدف إلى المس بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ، وإخفاء حقيقة النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة، مؤكدا أن هناك اقتناع راسخ لدى الجالية المغربية في الدنمارك بضرورة تعبئة جميع الطاقات، وخصوصا الجيل الجديد من الشباب المغربي بهذا البلد الاسكندنافي ، من أجل مد جسور التحاور والتواصل مع الطبقة السياسية والأوساط الجامعية ووسائل الإعلام لتوعيتها بالواقع التاريخي لمسلسل إنهاء الاستعمار في الصحراء، وبمقترح الحكم الذاتي كنموذج ديمقراطي لتقرير المصير، وكذا بالأوراش الكبرى للتنمية المستدامة والشاملة لجعل الأقاليم الجنوبية محورا للتجارة نحو افريقيا.

وفي السياق ذاته، أكدت الكاتبة المغربية زكية خيرهم، المقيمة منذ أكثر من عقدين بالنرويج، أن المغرب أنجز منذ تلك الفترة العديد من المشاريع التنموية والمنشآت المساهمة في المجال الاجتماعي بالمناطق الصحراوية.

واعتبرت خيرهم، التي تقوم على الخصوص بترجمة الكتب النرويجية إلى اللغة العربية، أن مدن الجنوب المغربي تشهد تقدما وازدهارا منذ أربعين سنة تاريخ انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة وأن ذلك ملحوظ وظاهر للعيان، مضيفة أن المغرب مثل البلدان الأخرى يعمل على الحفاظ على وحدته الترابية ويعمل على جعل صحرائه تتطور مثل باقي المناطق.

وأكدت أنه رغم المكائد التي تحاك ضد المغرب، فإن الصحراء ستبقى أرضا لا تتجزأ من مجموع ترابه، مبرزة أن الصحراء المغربية تعزز التنوع في روافد المغاربة الأمازيغ والعرب والأندلسيين وهي تركيبة منفردة للمملكة.

وأبرزت الكاتبة المغربية، التي لها صيت ثقافي بالنرويج، أن بعض المواقف النشاز التي ظهرت مؤخرا لن تثني المغرب من السير على درب الإصلاحات الكبرى التي يقوم بها منذ سنوات عدة والتي لها دور في تعزيز مساره الديمقراطي والاقتصادي.

من جهته، قال كريم عسكري المدير التنفيذي لمؤسسة الحوار والتواصل المغربي الايسلندي، أنه ينبغي التعريف بهذا الحدث الكبير على مستوى البلدان الأوروبية وخاصة منطقة الشمال.

واعتبر عسكري، في تصريح مماثل، أن هذا الأمر يجب أن ينصب على الإنجازات التي تحققت في الصحراء منذ عشرات السنين وبالتغييرات التي شملت البنية التحتية ومختلف المجالات.

وشدد على ضرورة قيام المجتمع المدني المغربي في أوروبا، في إطار الدبلوماسية الموازية، بتغيير نظرة بعض الأطراف الأوروبية التي لا تزال تعتبر الصحراء عبارة عن كثبان رملية وخيام، في حين أنها عرفت نهضة كبيرة في المرحلة السابقة ومدنها تعد من أجمل المدن في المغرب.

وأبرز أن ذلك سيكون بمثابة رد على المعادين للمغرب لكون الصحراء استفادت طيلة عقود من ميزانيات كبيرة ومن المخططات التنموية مثل باقي المدن المغربية، وأن المسيرة تعبر عن ثقافة المغرب السلمية التي كان من نتائجها استرجاع الصحراء بدون إسالة قطرة دم واحدة.

كما دعا إلى استغلال جميع الوسائل المتاحة للمجتمع المدني المغربي بغية التعريف بالصحراء المغربية وبالمسيرة كحدث تاريخي من خلال على الخصوص تنظيم معارض في القارة الأوروبية وخاصة بشمالها وإصدار وثائق بكل لغاتها.

وترى مريم المزوق رئيسة جمعية "المرأة المغربية في السويد" أن المسيرة الخضراء واحدة من الفصول الأساسية في التاريخ المعاصر لجميع المغاربة، مضيفة أن الطبيعة السلمية والحضارية لهذا الحدث أظهرت الطريق لكل الشعوب التي تكافح من أجل التحرر من قيود الاستعمار.

وفي هذا السياق، دعت إلى المزيد من التعبئة من أجل توضيح أكثر للرأي العام الدولي، وعلى الخصوص في البلدان الاسكندنافية الجوانب المختلفة لهذا الحدث التاريخي الفريد من نوعه بغية فضح الأكاذيب التي يروجها أعداء الوحدة الترابية.

وشددت الفاعلة الجمعوية أيضا على ضرورة تسليط الضوء على التقدم الذي تحقق في الأقاليم الجنوبية للمملكة منذ سنة 1975، مشيرة إلى المشاريع التنموية الكبرى التي تم إطلاقها في المنطقة، وتعزيز حقوق الإنسان ومشاركة الصحراويين في إدارة شؤونهم المحلية من خلال الجهوية المتقدمة.

مقترح الحكم الذاتي، الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء

أكد الأكاديمي الأرجنتيني، أدالبرتو كارلوس أغوزينو، أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يعد الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء وذلك على اعتبار أنه الحل الوحيد القابل للحياة. وقال أغوزينو الباحث في العلوم السياسية والأستاذ بجامعة جون إف. كينيدي ببوينوس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء "أعتقد أن مقترح الحكم الذاتي يعد الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل حول الصحراء الذي تقف الجزائر وراءه ".

وأضاف الأستاذ أغوزينو، الذي صدر له سنة 2013 مؤلف بالإسبانية تحت عنوان " جيوبوليتيكا ديل ساهارا ساهل"(جيوسياسة منطقة الصحراء والساحل)، أن الأمر يتعلق ب"المقترح الوحيد القابل للحياة أما باقي المطالب فلا تستند على أساس قوي ولا تقدم بدائل حقيقة من شأنها إنهاء نزاع عمر لنحو أربعة عقود". ويرى الخبير الأرجنتيني أن مقترح الحكم الذاتي يمثل حلا واقعيا لأنه مشروع "يأخذ بعين الاعتبار مصالح ساكنة الأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية".

واعتبر من جهة أخرى، أن المسيرة الخضراء شكلت "تتويجا لاسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة " أبدعه جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي وصفه ب"رجل الدولة الكبير الذي ترك بصمات خالدة في تاريخ المغرب"، مؤكدا في الوقت ذاته أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس سار على درب والده في الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب التي لا تقبل المساومة ولا الجدل.

وقال "إن نجاح هذه المسيرة في استرجاع الأقاليم الجنوبية بطريقة سلمية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك مغربية هذه الأقاليم من جهة، والتلاحم الوثيق القائم على الدوام، بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي من جهة أخرى ".

وأضاف أن المسيرة الخضراء تشكل أيضا "جوهر المغرب المعاصر" و "استقلالا ثانيا له" وبالتالي فهي حدث مفصلي في تاريخ المغرب لا يمكنه إلا أن يكون محل إعجاب.

وأبرز في هذا السياق أن المغرب لم يدخر، خلال ال40 سنة الأخيرة ، جهدا في سبيل تنمية الأقاليم الجنوبية إيمانا منه بأنها جزء من التراب المغربي يتعين إيلاؤها نفس القدر من الاهتمام كباقي الأقاليم المغربية الأخرى، مشيرا إلى الاستثمارات الضخمة التي وظفها المغرب من أجل النهوض بالأقاليم الجنوبية في مختلف المجالات .

المسيرة الخضراء.."أروع صورة" لتلاحم ملك مع شعبه 

أكد المحللان السياسيان الأرجنتينيان دانييل روميرو، وبابلو ثاردييني، أن المسيرة الخضراء التي يحتفل المغاربة اليوم الجمعة بذكراها الأربعين، تجسد "أروع صورة" لتلاحم العرش العلوي مع شعبه.

وفي هذا الصدد قال روميرو، الذي يتولى منصب مدير وكالة الأنباء الأرجنتينية المستقلة "طوطال نيوز"، والمتخصص أيضا في مقالات الرأي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المسيرة الخضراء، تشكل أبرز محطة تاريخية عاشها المغرب خلال المائة سنة الأخيرة على اعتبار أنها أظهرت للعالم أن الملكية بالمغرب تتعايش في تناغم تام مع الشعب وتدرك جيدا أهمية العمل يدا في يد لخدمة البلاد.

وفي تقدير مدير وكالة الأنباء "طوطال نيوز" فإن مسيرة النضال التي خاضها الملك والشعب بالمغرب للتحرر من الاستعمار واستكمال الوحدة الترابية جديرة بالاقتداء، ملاحظا في هذا السياق أن المغرب يعد من البلدان التي يسكنها هاجس تحقيق التقدم ليس فقط داخل المملكة ولكن مع بلدان محيطها الإقليمي وذلك تحقيقا للاندماج المغاربي الذي تتوق إليه شعوب المنطقة.

واعتبر الإعلامي الأرجنتيني أنه عندما يتأمل المرء في واقع العالم اليوم يتبين له أن الحوار والتواصل والتفاهم باتوا عملة نادرة، ولكن في المقابل نجد أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، شكلت على الدوام بلد الانفتاح على الحوار والمراهنة عليه.

وفي هذا الاتجاه، أكد روميرو أن المغرب عرف كيف يسطر سياسة دولة فعالة جعلته اليوم "محصنا" أمام مجموعة من المخاطر المحدقة بالعديد من البلدان وذلك، برأيه، ليس وليد اليوم وإنما يعود إلى قرون مضت.

واعتبر أنه لابد من التأكيد على أن النموذج التنموي المغربي فريد من نوعه إذ استطاع أن يحقق نجاحات مهمة على مختلف الأصعدة، خاصة وأن جلالة الملك محمد السادس حريص على جعل المواطن في صلب اهتماماته وتمكينه من جميع شروط الحياة الكريمة.

وبخصوص النزاع المفتعل حول قضية الصحراء، أكد مدير وكالة الأنباء "طوطال نيوز" أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يحمل في طياته حلا سلميا، معربا عن يقينه بأنه سيكتب لهذه المبادرة النجاح خاصة وأن العديد من البلدان ترى فيها خطوة جدية وذات مصداقية من شأنها أن تشكل فرصة للتوصل إلى تسوية تنهي معاناة المحتجزين في مخيمات تيندوف.

من جانبه، اعتبر الباحث الأرجنتيني، بابلو ثاردييني، في حديث مماثل، أن ذكرى المسيرة الخضراء تمثل فرصة لاستحضار أقوى اللحظات التاريخية التي جسدت تلاحم العرش والشعب في صورة تناغم عز نظيرها في باقي بلدان المعمور.

وأشاد ثارديني ، الذي يشغل منصب مدير مؤسسة استشارية في الشؤون المالية والتعاون الدولي ، بالتزام المؤسسة الملكية بشكل تام بضمان حقوق المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم، مبرزا أهمية المبادرات التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يطلقها في مختلف مناطق البلاد.

وشدد ثارديني على أهمية الاستثمارات التي تم إنجازها في العديد من المجالات بالأقاليم الجنوبية من المملكة وذلك سعيا إلى النهوض بواقع هذه الأقاليم من خلال مشاريع مندمجة تشمل التربية والتعليم والصحة والبنيات التحتية.

وخلص الخبير في الشؤون المالية والتعاون الدولي، إلى القول إنه يتعين الإشادة بالنموذج التنموي المغربي الذي يراهن على تطوير الرأسمال البشري وتأهيله وتمكينه من كافة سبل التقدم والنجاح.

ذكرى المسيرة الخضراء.. حماس وطني وتعبئة استثنائية من أجل حدث تاريخي

بحماسة وطنية عصية على الوصف وبتعبئة استثنائية، استقبل المغاربة، يوم 16 أكتوبر 1975، إعلان جلالة المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء من أجل استرجاع الأقاليم الجنوبية.

في المدن والقرى، في كل أنحاء المغرب، بما في ذلك المناطق الأكثر نأيا، ملأت الفرحة والحماس شغاف المغاربة، كعربون تصميم الشعب قاطبة على وضع حد للاستعمار الاسباني.

وفور نهاية الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له، نزل المغاربة بالآلاف الى الشوارع بمختلف المدن والقرى من أجل التعبير عن دعمهم واستعدادهم للمشاركة في المسيرة، مهما كانت كلفة التضحيات.

بقلب رجل واحد، عبر المغاربة عن انخراطهم في هذه المبادرة التاريخية والمشبعة بحكمة جلالة الملك الراحل الحسن الثاني الذي أبهر العالم كله بإعلان تنظيم مسيرة سلمية الى الصحراء، تعميدا، وإلى الابد، لرابطة الوحدة بين المنطقة الجنوبية وباقي أجزاء الوطن، في إطار تحرك حضاري يحترم الشرعية الدولية والإرادة الحرة للسكان.

وأجمعت الطبقة السياسية حينئذ على التنويه بهذه العبقرية وبدأت مواقف التأييد تتوارد من جانب الأحزاب السياسية المغربية، ومنها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ذو الوزن الكبير آنذاك، والذي كان من أوائل من عبروا عن انخراطهم في مبادرة المسيرة نحو الصحراء.

وكان الأمين العام للاتحاد آنذاك، عبد الله ابراهيم، قد صرح أن "مشكل تحرير الصحراء دخل للتو مرحلة حاسمة في طريق إنجاز الوحدة الوطنية"، مسجلا بارتياح القرار المتخذ اليوم من قبل صاحب الجلالة بتنظيم مسيرة شعبية سلمية وفي نفس الوقت متيقظة، من أجل وضع حد للسيطرة الاستعمارية.

وانضم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لهذه المبادرة التاريخية كما هو الشأن بالنسبة لحزب الاستقلال الذي دعا مناضليه إلى بذل "كل التضحيات من أجل تحرير بلدهم وتوحيد وطنهم".

هكذا وفي كل جهات المملكة توافد المغاربة وبكثافة على المكاتب التي فتحتها السلطات من أجل تسجيل المتطوعين للمسيرة الخضراء.

فقد هرع الجميع من أجل المشاركة في هذه الملحمة التاريخية التي ستظل محفورة إلى الأبد في الذاكرة وكانوا ينتظرون إشارة من الملك المحرر للتحرك.

وعبأت السلطات وسائل ضخمة لضمان نقل آلاف المتطوعين وتأطيرهم وتأمين الغذاء والخيام لهم حيث استجابت كل أسلاك ومصالح الدولة ( السلطات المحلية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية والتعاون الوطني والهلال الأحمر المغربي....)من أجل المساهمة في نجاح " حدث القرن" كما وصفه العديد من المراقبين.

كما ساعد على هذا النجاح الكرم الأسطوري للمغاربة الذين وضعوا وسائل النقل الخاصة بهم رهن إشارة السلطات العمومية في بادرة تؤكد الانخراط التلقائي والشامل في هذه الخطوة التي جاءت ثمرة لعبقرية عاهل كبير.

وحل اليوم المنتظر فكانت انطلاقة الأمواج البشرية نحو الجنوب عبر القطارات والشاحنات والحافلات وباقي وسائل النقل.

ونظمت مراسم انطلاقة مؤثرة في كل المدن ترأسها العمال الذين نوهوا بوطنية السائرين من أجل السلام والذين سيتجمعون في أكادير قبل الزحف الأكبر نحو طرفاية على متن العديد من الشاحنات المزينة بالأعلام الوطنية، من أجل كسر الحدود الوهمية التي أقامها الاستعمار من أجل فصل رجال ونساء البلد الواحد والوطن الواحد.

وفي طريق المتطوعين، وقف آلاف المغاربة، رجالا ونساء وأطفالا، على طول الطريق لتحية وتشجيع الراجلين الذي كان القرآن الكريم سلاحهم الوحيد.

وفي يوم 5 نونبر، طلب المغفور له الحسن الثاني من المتطوعين أن يتحركوا، في الغد، في اتجاه الصحراء.

وقال قدس الله روحه في خطاب تاريخي أيضا على غرار خطاب تنظيم المسيرة "غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطالون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز".

وهو ما تم دون أن تراق أي قطرة دم، وبعد أربعين سنة، ما زالت الصحراء ترفل في خيرات التوحيد وظل الشعب المغربي مسلحا بنفس الحماس الوطني ونفس الانخراط من أجل وضع حد لمؤامرات خصوم الوحدة الترابية. 

فضاء قصر بلدية أكادير : الشاهد الأزلي على عظمة حدث المسيرة الخضراء

بعدما طوى المغرب بفخر واعتزاز صفحة أربعة عقود من البناء والنماء في ربوع الأقاليم الصحراوية المسترجعة من قبضة الاستعمار، فلا يزال لذكرى الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة حضور قوي في عقول وأفئدة ساكنة مدينة أكادير خاصة، والشعب المغربي قاطبة، لاسيما وأن هذه الذكرى شكلت حدثا تاريخيا بارزا في مسار استكمال المملكة المغربية لوحدتها الترابية.

فمن داخل بناية قصر بلدية أكادير أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه في خطابه التاريخي ليوم 5 نونبر 1975 عن انطلاق المسيرة الخضراء، لينطلق بذلك الزحف البشري السلمي لمئات الآلاف من المغربيات والمغاربة نحو ربوع الاقاليم الجنوبية ، معبرين عن تلبيتهم التلقائية للنداء الملكي بالتوجه نحو الصحراء، مزودين بسلاح الإيمان، حاملين للمصاحف والأعلام الوطنية.

ما إن تطأ قدم الوافد على قصر بلدية أكادير عتبة مدخلها الرئيسي حتى تتلقف عيناه لوحة نحاسية كبيرة الحجم نقش عليها قسم المسيرة الخضراء، وهي تعتلي البوابة الكبيرة للقاعة الرئيسية المتواجدة بالطابق السفلي لمبنى الجماعة الحضرية بأكادير.

من داخل هذه القاعة ، ألقى جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ذلك الخطاب التاريخي الذي استهله جلالته بقول المولى جل جلاله " فإذا عزمت فتوكل على الله"، ليعلن مباشرة بعد ذلك عن قراره التاريخي القاضي بانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، حيث قال جلالته " فعلا شعبي العزيز ، لقد عزمنا وعزمنا جميعا ككل مرة في التاريخ، قررنا أن نعزم عزمنا وقررنا أن نسير بمسيرة سلمية خضراء مدعمين بحقوقنا، محاطين بأشقائنا ورفاقنا،معتمدين قبل كل شيء على إرادتنا وإيماننا".

لا يزال العديد من ساكنة مدينة أكادير الذين عايشوا الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء يستحضرون هذا الحدث كلما وطأت أقدامهم بهو قصر بلدية أكادير لقضاء أغراضهم، خاصة مع مطلع شهر نونبر من كل سنة حيث تتزين بناية قصر البلدية ومحيطها بالأعلام الوطنية، واللافتات الحاملة للشعارات المعبرة عن عمق وصدق إحساس المغاربة بوطنيتهم الصادقة التي تستحضر عظمة هذا الحدث التاريخي الذي لفت أنظار العالم برمته.

ومما يزيد من فرص استحضار ساكنة مدينة أكادير، وزوارها المتوافدين على قصر بلدية أكادير لعظمة حدث انطلاق المسيرة الخضراء، أن البهو المتواجد بالمدخل الرئيسي للبلدية يحتوي أيضا على تذكار تاريخي ذي دلالة كبيرة يتمثل في اللوحة الرخامية المخلدة لهذا الحدث، والتي أزاح الستار عنها جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.

وجاء في هذه اللوحة الرخامية البيضاء التي تنتصب بمدخل قصر البلدية "باسم الله الرحمان الرحيم. من قصر بلدية أكادير أعطى صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني نصره الله وأعزه، قائد المسيرات أمره السامي بانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة،باسم الله مجراها ومرساها، وذلك يوم الخميس ثاني ذي القعدة 1395 ه، موافق 6 نونبر 1975م".

كما لا تزال بلدية أكادير تحتفظ بالصورة التذكارية التي توثق لحدث إزاحة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه للستار عن اللوحة الرخامية المخلدة لحدث الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، حيث تشكل هذه الصورة التاريخية إحدى أهم مكونات الرصيد التوثيقي الذي تتوفر عليه الجماعة الحضرية لأكادير.

وحرصا من طرف ممثلي ساكنة أكادير على ترسيخ هذا الحدث في الذاكرة الجماعية للأجيال المتعاقبة من سكان المدينة الانبعاث، وكذلك الشأن بالنسبة لزوارها، لجأ المجلس الجماعي لأكادير في جلسته المنعقدة بتاريخ 30 أكتوبر 1976 إلى اتخاذ قرار تاريخي يقضي بتسمية الساحة الواقعة أمام قصر بلدية أكادير باسم "ساحة انطلاق المسيرة الخضراء".

ومن جميل المصادفات أن الساحة الحاملة لاسم" ساحة انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة"، تتكامل من نواحي عدة مع معلمة أخرى محاذية لها، وتشكل واحدة من العلامات المميزة لمدينة أكادير، وهي اللوحة الجدارية التي نقشت عليها العبارات التي تلفظ بها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه عقب كارثة زلزال أكادير والتي قال فيها جلالته" لئن حكمت الاقدار بخراب مدينة أكادير، فإن بنائها موكول لإرادتنا وإيماننا".

فلا تفصل بين ساحة "انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة" ، والجدارية التي نقشت عليها مقولة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه سوى أمتارا معدودة، وهي المسافة التي تغطي رصيفين اثنين، إلى جانب شارع يحمل اسم واحد من سلالة الدولة العلوية الشريفة، وهو صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبد الله تغمده الله برحمته.

وبهذا التقابل بين الساحة والجدارية، تكون مدينة أكادير قد أخلصت لشرف فوزها باحتضان حدث الإعلان عن انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة من جهة، وفي الوقت ذاته حافظت على وفائها لحدث بارز في تاريخ المغرب الحديث والمتمثل في الوقوف الشخصي لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه على بزوغ مدينة أكادير ، التي تلقب ب"مدينة الانبعاث"، مع ما يحمله هذا اللقب من دلالات رمزية في مسار مغرب البناء والتشييد.

إعلاميون لبنانيون ...المسيرة الخضراء أكدت حق المغرب المشروع والشرعي في صحرائه 

أكد عدد من الإعلاميين اللبنانيين، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المسيرة الخضراء أكدت حق المغرب المشروع والشرعي في صحرائه.

وأبرزوا عبقرية جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي دعا الى هذه المسيرة، مؤكدين أنها شكلت حدثا لم يشهد له التاريخ مثالا، منذ 40 سنة.

وفي هذا السياق، اعتبر مدير تحرير صحيفة (المستقبل) ،جورج بكاسيني، أن الاحتفال بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء " تأكيد جديد على أن الصحراء مغربية"، مشددا على أن هذا "ينفي بشكل قاطع كل الادعاءات التي كانت تساق، بخلاف الواقع وبخلاف الحقيقة الساطعة التي تؤكد أن الصحراء مغربية".

ولمناسبة الاحتفال بالمسيرة، يقول بكاسيني، "رمزية كبيرة بالنسبة للشعب المغربي خاصة وبالنسبة للشعوب العربية عامة".

ومن جهته، قال الإعلامي سامي كليب مقدم برنامج "لعبة الأمم" بقناة (الميادين)، إن المسيرة الخضراء "وسام أمل على صدورنا ونقطة ضوء يتذكرها كل عربي باعتزاز"، مشيدا من جهة أخرى بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "الذي عرف كيف يحمي المملكة من الرياح العاصفة بالأمة" العربية .

وبالنسبة للكاتب والإعلامي أسعد حيدر، الذي كان يعيش بفرنسا إبان إطلاق جلالة المغفور له الملك الحسن لنداء المسيرة، والذي تابع كل تفاصيلها آنذاك، فإن الاحتفال بالمسيرة، بعد مرور 40 سنة، " هو تجديد لارتباط الشعب المغربي بقضيته الوطنية المركزية والتفافه حول جلالة الملك".

وبعد أن عبر عن أسفه ل"الخلاف" الذي "تفتعله الجزائر" بخصوص الوحدة الترابية للمملكة، قال حيدر إن المسيرة " التي لم يشهد لها التاريخ مثالا صانت حقوق المغرب المشروعة والشرعية، وأكدت على الحق المشروع للمملكة ورفضها للتدخل الجزائري في هذه القضية".

وأكد الإعلامي أحمد محي الدين، من جهته، أن المسيرة الخضراء، التي " أعادت للمغرب أقاليمه الصحراوية لا زالت معجزة الزمان"، مضيفا أن "العهد تجدد بهذه الأقاليم في الانتخابات الأخيرة عبر مشاركة مكثفة لأبناء الصحراء المغربية الذين اختاروا بكل حرية وديموقراطية ممثليهم في المؤسسات الوطنية " مما يؤكد، "التفاف سكان هذه الأقاليم حول الملكية على الرغم من محاولات يائسة من بلدان أخرى لاستغلال فصائل منبوذة تحت مطالب انفصالية".

وخلص محي الدين الى القول إن الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء شكلت " محطة لاستكمال بناء الهوية المغربية ومواصلة الكفاح في سبيل وطن مغربي حر وشعب أبي ديموقراطي".

أما أحمد سعيد محمدية ،رئيس تحرير مجلة (الأنوار) سابقا، وصاحب "دار العودة للنشر والتوزيع"، فاعتبر أن "من حق أي عربي الابتهاج بذكرى المسيرة الخضراء التي ثبتت حق المغرب في أرضه"، مشيدا في نفس الوقت بالمسيرة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، حاليا، "وسعيه الدائم الى تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" في المغرب.

المسيرة الخضراء تجسد التأكيد المتجدد للشعب المغربي قاطبة على التشبث بالوحدة الترابية والوطنية للمملكة 

قال رئيس جمعية الوحدة الترابية للتنمية البشرية والأعمال الاجتماعية بجهة الداخلة وادي الذهب، السيد حسن لحويدك، إن استحضار ذكرى المسيرة الخضراء يجسد التأكيد المتجدد للشعب المغربي قاطبة على التشبث بالوحدة الترابية والوطنية للمملكة.

وأكد السيد لحويدك، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد الذكرى الÜ40 للمسيرة الخضراء المظفرة، أن هذه الذكرى تعد مناسبة يتم الاحتفاء بها سنويا لإبراز المكتسبات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديمقراطية والحقوقية، التي تحققت بالمغرب عامة وبالأقاليم الجنوبية خاصة منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن الأم.

وفي هذا السياق لابد من التذكير، يؤكد الفاعل الجمعوي، بالوضع الذي كانت تعرفه الأقاليم الصحراوية إبان استرجاعها عام 1975 إن على المستوين الاجتماعي و الاقتصادي، أو في ما يتعلق بقطاع الخدمات والتجهيزات والبنية التحتية، الشيء الذي جعل من الضروري بذل مجهودات مالية ضخمة من طرف الدولة المغربية، لتحسين أوضاع المواطنين الصحراويين وتحقيق اندماجهم في كل المجالات أسوة بإخوانهم في شمال المملكة.

وأضاف في هذا الصدد أنه تم الانكباب على التسريع بوضع استراتيجية تنمية استثنائية بتدخل شركاء وفاعلين في الحقل التنموي، من مؤسسات عمومية وشبه عمومية وإدارات ومؤسسات ومقاولات والقطاع الخاص، وهو ما ساهم في توفير البنية التحتية للطرقات والمرافق والموانئ والسكن والمؤهلات المتعلقة بقطاعات الفلاحة والصيد البحري والسياحة والاتصالات وخدمات القرب.

وشدد السيد لحويدك على أنه وبفضل مؤازرة الشعب المغربي وتضحيته في سبيل العيش الكريم لإخوته بالجنوب، ودفاعه المستميت على القضية الوطنية الأولى ووحدتها الترابية، فقد أضحت مؤشرات التنمية في الأقاليم الجنوبية في ميادين الصحة والتربية ومحاربة الفقر والبنيات التحتية وتحسين مجال الخدمات، تضاهي مثيلاتها في الأقاليم الشمالية، وذلك وفق تقارير اقتصادية واجتماعية لمراكز دولية للدراسات، ومنظمات متخصصة في مجال إعداد التقارير المتعلقة بمؤشرات التنمية.

وأضاف أن الأقاليم الجنوبية أصبحت أحد النماذج الأكثر دينامية والأكثر أهمية للتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بفضل تحديد الدولة المغربية لأهداف طموحة لتحسين عائدات الاستثمار، لاسيما في قطاع السياحة الذي يجمع بين رفاهية العالم الحديث وأصالة الصحراء وكذا الخصوصيات الثقافية، التي تشكل مزايا اقتصادية وحافزا للنمو في مختلف القطاعات.

ويؤكد الفاعل الجمعوي أن الدولة المغربية تقوم بمجهودات جبارة لتعزيز التربية والتكوين للنهوض بالموارد البشرية المؤهلة، الشيء الذي ساهم في تحقيق مؤشرات مرتفعة في التنمية البشرية عادت بالفضل على الإنتاج الوطني وحققت نسبا مهمة في التمدرس والولوج الى الخدمات الأساسية، وهو ما بوأ الأقاليم الجنوبية مكانة متقدمة في سلم التنمية البشرية بفضل الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه الأقاليم من طرف الدولة المغربية.

أما من يزور هذه الأقاليم اليوم، يقول السيد لحويدك، فيقف عن كثب وبشكل ملموس على مدى التقدم والتطور في كل المجالات، كما تؤكد على ذلك مؤشرات التنمية البشرية المتعلقة بالبنيات التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين في التعليم والصحة وتحسين الخدمات والماء الصالح للشرب وتقلص مستويات البطالة والفقر.

كما أن مكتسبات المنجزات التنموية بالأقاليم الجنوبية، يسجل الفاعل الجمعوي، ستتعزز أكثر عن طريق النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية الذي أعده المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وهو النموذج الإصلاحي لفائدة الساكنة المحلية، وبتدبير منها، الذي شخص النواقص والاختلالات، وحصن المكتسبات المشروعة، واقترح البدائل الواقعية القابلة للتطبيق لتشخيص موضوعي لتطور الوضعية التنموية ووضعية حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية.

إن تفعيل الجهوية المتقدمة، يمثل الرهان الذي تحقق من خلال استحقاقات الرابع من شتنبر الماضي، والتي عرفت مشاركة مكثفة لساكنة الأقاليم الجنوبية، ويشكل دعامة أساسية نحو تحقيق المزيد من المكتسبات التنموية، حسب السيد لحويدك.

كما أن الجهوية المتقدمة، يؤكد الفاعل الجمعوي، ستؤمن فرصة سانحة لتدبير ساكنة الصحراء المغربية لشؤونهم المحلية والتي ستكون رافعة أساسية للتنمية المحلية، وهذا برهان آخر للشعب المغربي عامة، ولساكنة الأقاليم الجنوبية خاصة، يقدم للعالم في ظل دستور يضمن انخراط جميع المغاربة في كل الخيارات والتحديات والرهانات التي تحصن وتصون الثوابت والمكتسبات والوحدة الترابية والوطنية للمملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وفي سياق إحياء روح المسيرة الخضراء وتثمين المكتسبات التنموية التي تحققت بأقاليمنا الجنوبية على مدى أربعة عقود، يشير السيد لحويدك إلى أنه لابد من استحضار الرهانات التي تحيط بقضيتنا الأولى، والتي تستوجب التمسك بقيم المواطنة والتعبئة الشاملة واليقظة والاصطفاف وراء جلالة الملك محمد السادس لصد المناورات الدنيئة لأعداء وحدتنا الترابية، والمضي قدما بالانخراط في الأوراش التنموية.

الاحتفال بالصداقة الفرنسية المغربية عشية تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء

نظمت جمعية المنتخبين المحليين لمنطقة إيفلين (جهة باريسية) أول أمس الأربعاء مأدبة عشاء احتفالا بالصداقة الفرنسية المغربية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات من البلدين.

ويتعلق الأمر بالخصوص بالسيدة فاليري بيكريس نائبة ووزيرة سابقة، وسفير المغرب في فرنسا السيد شكيب بنموسى ، والأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد ادريس الكراوي ، ومحافظ جهة إيفلين ، ورئيس مجلسها إضافة إلى أكثر من 70 عمدة مدينة بفرنسا.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد رئيس جمعية المنتخبين المحليين بمنطقة إيفلين السيد الحبيب الداودي ، أن هذا اللقاء الذي جمع مسئولين فرنسيين وفرنسيين من أصل مغربي من آفاق مختلفة ، والذي ينظم عشية الاحتفال بالذكرى ال 40 للمسيرة الخضراء ، يهدف إلى توطيد العلاقات النموذجية القائمة بين المغرب وفرنسا على المستويات الاقتصادية والسياسية والإنسانية.

وقد تعاقب على المنصة العديد من المتدخلين لتسليط الضوء على الخطوات الجبارة التي بذلها المغرب على درب الديمقراطية والتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتحديث المملكة لتصبح فاعلا أساسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأبرز المتدخلون الجهود التي بذلها المغرب من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأقاليمه الجنوبية ، والانخراط القوي للمملكة في الحفاظ على البيئة ، والتعاون الفرنسي المغربي في مجال مكافحة الارهاب ، والهجرة السرية والتهريب .

كما أكد المتدخلون في هذا الحفل على العلاقات الانسانية النموذجية القائمة بين البلدين مثمنين التنظيم الجيد للانتخابات الجماعية والجهوية التي نظمت يوم رابع شتنبر الماضي وكذا سياسة الجهوية المتقدمة التي اعتمدتها المملكة.

وفي تدخله بهذه المناسبة ، أكد السيد شكيب بنموسى أن العلاقات القوية بين فرنسا والمغرب تستمد قوتها من التاريخ والقيم المشتركة ، مشيرا إلى أن الشراكة الاقتصادية الاستثنائية بين البلدين تندرج ضمن بعد إقليمي ، لتمكينها من أن تصبح أكثر قدرة على التنافسة والفوز بحصص جديدة في السوق العالمية.

وبعد أن ذكر بأن فرنسا تظل الشريك الاقتصادي والمستثمر الأجنبي الأول في المملكة ، أوضح السيد بنموسى أنه إلى جانب الشركات الفرنسية الكبرى المنخرطة في بورصة باريس الموجودة في المغرب ، فإن الشركات الصغرى والمتوسطة لها حضور من أجل تعزيز الأنشطة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

من جهة أخرى، ذكر الدبلوماسي المغربي أن المغرب يستعد لتنظيم في سنة 2016 بمراكش ، مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ، مشيرا إلى أن البلدين يتقاسمان نفس التحدي بشأن تغير المناخ ،فيما فرنسا ستستضيف المؤتمر في دجنبر المقبل.

وفي هذا الصدد ، أبرز التجربة المغربية في استخدام الطاقة المتجددة ، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر دليلا على أن المغرب كدولة ناشئة قادر على الانخراط بمسؤولية في التنمية المستدامة.

على صعيد آخر ، أكد السيد بنموسى أن فرنسا والمغرب تتعاونان بفعالية في مكافحة الإرهاب وتهريب والاتجار في المخدرات لضمان الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء وفي البحر الأبيض المتوسط .

استرجاع الصحراء بطرق سلمية حالة فريدة في التاريخ الحديث

قال أستاذ التاريخ في عدد من الجامعات الكاطالونية أنتونيو ب. أنديلان ، إن استرجاع المغرب للصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية الى حدود سنة 1975، بطرق سلمية تفاوضية "حالة فريدة في التاريخ الحديث " .

وأوضح أنديلان وهو خبير في شؤون النزاعات في المنطقة المتوسطية، أن المغرب نجح في تعبئة فئات واسعة من الشعب المغربي من خلال الدعوة الى مسيرة سلمية موازاة مع إجراء مفاوضات ثلاثية مع إسبانيا وموريتانيا تكللت برجوع هذه المنطقة الصحراوية الى المغرب.

وأشار في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال اللجنة المتوسطية للأممية الاشتراكية التي عقدت مؤخرا ببرشلونة ، الى أن البلد الوحيد الذي استبق المغرب في توحيد ترابه هو الفيتنام ، لكن مع فرق شاسع وهو أن توحيد هذا البلد الاسيوي جاء بعد حرب ضروس دامت عدة سنوات ، وخلفت الآلاف من الضحايا والمعطوبين .

وأضاف أنديلان أن تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني كاد أن يشكل نموذجا رائعا في التاريخ الحديث لولا تدخل بعض القوى المعادية للمغرب ، مذكرا بأن "الحرب الباردة" التي كانت في أوجها هي السبب المباشر في تعقيد القضية ، وظهور ميليشيا مسلحة مدعومة من الخارج ، في إشارة الى جبهة " البوليساريو" الانفصالية.

وقال أيضا إن استرجاع هذه المنطقة التي كانت على مر العصور جزء من التراب المغربي طرح قضية الحدود التي وضعها الاستعمار والتي أدت في ما بعد الى اندلاع العديد من الحروب في إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص .

وكان جلالة المغفور له الحسن الثاني قد أعلن عن تنظيم مسيرة سلمية في 16 أكتوبر 1975 مكنت من فتح الطريق لاسترجاع الصحراء بعد أكثر من 75 سنة من الاحتلال الاسباني.

وشارك في هذه المسيرة 350 ألف مغربي اجتازوا الحدود رافعين القرآن الكريم والأعلام الوطنية.

وبإعلان جلالته عن إطلاق المسيرة الخضراء في نونبر 1975 صنع حدث القرن بامتياز، على المستويين السياسي والتاريخي.

ويعتبر الكثير من المؤرخين وعلماء الاجتماع السياسي أن المسيرة الخضراء شكلت فعلا اجتماعيا وسيكولوجيا خاصا ، كما مثلت أول انتفاضة وطنية عاشها المغرب والمغاربة بعد الاستقلال.

فبعد صدور رأي محكمة العدل الدولية التي اعترفت بوجود علاقة بيعة بين سكان الصحراء والملوك المغاربة ، انطلقت المسيرة الخضراء المظفرة، وأعلن عن بداية المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية مدريد في 14 نونبر 1975.

وبحسب السيد أنديلان ، شكلت قضية استرجاع الصحراء من الناحية التاريخية والاستراتيجية عموما ، مصدر حيرة لقطبي العالم ، سواء الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي آنذاك، أو الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فمن جهة وقف المعسكر الاشتراكي ضد استعادة المغرب لصحرائه بدعوة أنها ستستخدم ضد مصالحه في القارة الافريقية ، كما أن المعسكر الغربي عموما لم يبد حماسا تجاه هذه القضية خشية من أن تتحول المسيرة السلمية الى نموذج تتبناه البلدان المستعمرة سابقا الطامحة الى اعادة رسم حدودها ، وهو الامر الذي قد يخلق فوضى عارمة في المنطقة على حد اعتقاد عدد من البلدان الغربية وقتذاك ، خاصة بريطانيا وبلجيكا.

وخلص الخبير الدولي ، الى أن المغرب أبان عن صمود قل مثيله في تدبير هذه القضية ، فبعد 40 سنة من استرجاع الصحراء ، تبين لجزء كبير من العالم أن المغرب على حق في مطالبه الترابية ، وأن جل الرافضين لحقوقه الوطنية كانوا يخضعون لاملاءات قوى استعمارية اندثرت بعض سقوط جدار برلين.

صحراوي وحدوي يوجه نداء عاجلا إلى الصحراويين بمخيمات تندوف من أجل السلام والمصالحة والأمل

وجه الحسن مهراوي، وهو صحراوي وحدوي، نداء عاجلا إلى الصحراويين بمخيمات تندوف من أجل السلام والمصالحة والأمل، داعيا إياهم إلى وضع حد لأربعين سنة من التشتت والمعاناة من أجل الانخراط في التطور الاقتصادي والاجتماعي، واحترام حقوق الإنسان اللذين يسودان في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وقال الحسن مهراوي في حديث خص به مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسيل بمناسبة مرور أربعين سنة على تنظيم المسيرة الخضراء "إلى إخواني وأخواتي الصحراويين في مخيمات البوليساريو الواقعة بالحمادة وتندوف، إحدى المناطق الأكثر عزلة في الجزائر، أوجه نداء سلام، ومصالحة، وأمل من أجل مستقبل أفضل. أربعون سنة من التشتت، والانفصال، والمعاناة، وضع طال أمده، كفى".

وأضاف "إذا كان أطفالنا قد ولدوا ونشئوا في وطنهم وهم مقتنعون بمغربيتهم، فإن أبناؤكم ولدوا ونشئوا في مخيمات بعيدة عن ديارهم ويوجدون اليوم أمام حالة من التشتت والانقسام بقناعات لم يختاروها ".

ودعا مواطنيه الصحراويين في مخيمات تندوف إلى استحضار ما عرفه المغرب من تحولات كبيرة خلال الأربعة عقود الماضية، معربا عن الاسف لكون مقابل ذلك لم يحدث أي تغيير في مأساتهم اليومية.

وفي معرض جرده لحصيلة الإنجازات التي عرفتها الأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، سجل الحسن مهراوي أنه " في هذه الأراضي الشاسعة والقاحلة التي تركها المستعمر الإسباني أرضا خلاء، كان لا بد من بناء وابتكار كل شيء من أجل التغلب على التحديات البيئية (الحرارة، الرياح، والصحراء) في أراضي حيث الموارد الطبيعية القابلة للاستغلال نادرة، وحيث كانت تعيش ساكنتنا من الرحل أساسا من الرعي".

وذكر في هذا الصدد، بأنه منذ سنة 1976، وضع المغرب سلسلة من البرامج العاجلة خصص لها وسائل ضخمة من أجل تدارك التأخر الذي كانت تعرفه المنطقة في مجال التنمية، مشيرا إلى أن "جميع التحديات تم رفعها اليوم في مجال الماء، والكهرباء، وجميع وسائل الاتصال متوفرة للجميع وفي جميع أنحاء هذه المنطقة التي أصبحت مكانا للعيش الرغيد ".وأضاف أن مؤشرات التنمية المجالية والبشرية في المنطقة هي اليوم من بين الأعلى على الصعيد الوطني.

وقال موجها نداءه إلى مواطنيه في مخيمات الحمادة "في مجال الحكامة والديمقراطية، يوجد أقاربكم الصحراويون على رأس غالبية الإدارات العمومية، والقطاع الخاص في أقاليمنا الجنوبية، وهم حوالي ثلاثة آلاف منتخب صحراوي يمثلوننا في مختلف المجالس على المستوى المحلي، الجهوي، والوطني ".

وعلى مستوى حقوق الإنسان، أضاف السيد المهراوي أن الصحراويين "يستفيدون من حقوقهم كاملة "، مشيرا إلى أن العمل الذي تقوم به اللجن الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في هذه المنطقة حظي بإشادة من طرف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراراته الأخيرة المتعلقة بقضية الصحراء.

وتحدث عن معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف منذ 40 سنة، حيث قامت مجموعات الانفصاليين المسلحين للبوليساريو ب "مصادرة حقوقهم، وفرض قوانينها، واستغلالهم وتعريضهم لمختلف أشكال العنف". 

وأضاف "انتهاكات حقوق الإنسان متعددة ، ولا تستثني أحدا، تشمل أبسط الحقوق الأساسية، وجميع الحقوق التي تمكنكم من العيش بكرامة، وكذا حقوق حرية التعبير وحرية التنقل ". 

وأثار السيد المهراوي مظاهر الفقر والهشاشة المستفحلة في مخيمات الحمادة، بالإضافة إلى سوء التغذية التي تعاني منها النساء، والأطفال والمسنون، والتي يعود سببها بالأساس إلى تحويل المساعدات الدولية من قبل قياديي البوليساريو وشركائهم الجزائريين، الذين يجعلون من الفقر الذي يعاني منه المحتجزون أصلا تجاريا.

ووجه سؤالا إلى مواطنيه من المحتجزين في مخيمات تندوف " كيف يجرأون على وصفكم منذ 40 سنة باللاجئين، في وقت لا تستفيدون فيه لا من حقوق اللاجئين ولا من بطاقة اللاجئين ¿ بل الأفظع من ذلك يرفضون إحصاؤكم وتحديد هوياتكم ". من جهة أخرى، أكد الحسن المهراوي أنه بدون تورط الجزائر في نزاع الصحراء، والتي تقوم منذ 40 سنة، بإيواء وتسليح وتمويل وحماية جبهة البوليساريو، "المسؤولة عن معاناتكم ومعاناتنا"، وتقديم الدعم اللوجيستي والإداري والدبلوماسي لها، لم يكن لهذا النزاع الإقليمي حول الصحراء، ومعاناة صحراويي مخيمات الحمادة الناتجة عنه ليستمر طول هذه المدة.

وأضاف أن الصحراويين الوحدويين يشعرون بالحزن اتجاه وضعية مواطنيهم المحتجزين في مخيمات تندوف، وضعية لم يترددوا في فضحها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف بمناسبة انعقاد اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بنيويورك وفي جميع المحافل الدولية على الرغم من الإمكانات الضخمة التي توظفها الجزائر لتمويل حملات دعائية يتم تدبيرها من قبل البوليساريو تهدف إلى استغلال الوضعية المزرية لسكان المخيمات لأغراض سياسوية وإطالة معاناتهم أكثر فأكثر.

ولوضع حد لمعاناتهم، أكد الحسن المهراوي أن المغرب اقترح حكما ذاتيا في الأقاليم الجنوبية كحل لهذا النزاع، والذي وصفه (الحكم الذاتي) ب" الأكثر واقعية والأكثر عدلا ".

وقال في هذا الصدد، "نعتبر أن مشروع الحكم الذاتي الذي تدعمه المجموعة الدولية، والذي وصفته بالجدي وذي المصداقية، منذ أن تقدم به المغرب أمام الأمم المتحدة في 2007 ، هو الحل الأكثر واقعية والأكثر عدلا حيث يحمل جميع عناصر السلام الدائم، والمصالحة والمستقبل الأفضل ".

وأشار إلى أنه بهذا المشروع لن يكون هناك طرف خاسر، بل سيشكل تقدما مربحا للطرفين. فبفضل مقترح الحكم الذاتي " يمكن أن يكون لدينا نحن الصحراويون حكما ذاتيا لتدبير شؤوننا بأنفسنا، والمغرب سيحافظ على سيادته، ويمكن لجميع بلدان المغرب العربي آن ذاك أن يتحدوا لرفع جميع التحديات التي يواجهونها اليوم في مناخ إقليمي مضطرب ".

ودعا جميع الصحراويين إلى "دخول التاريخ من بابه الواسع " و" عدم إضاعة هذه الفرصة " للتخفيف من المعاناة وخلق ظروف المصالحة والسلام ومستقبل أفضل لمنطقة المغرب العربي ".

من جهة أخرى، أكد الحسن المهراوي، أن الصحراويين ، ينتظرون بأمل كبير " تنزيل الجهوية الموسعة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي "تمثل بالنسبة إليهم تقدما ديمقراطيا مهما "، وهي من بين المؤشرات التي تفسر إقبالهم المكثف على المشاركة في الانتخابات الجهوية والمحلية في شتنبر الماضي. 

وقال في هذا الصدد "بتنزيل الجهوية الموسعة، والنموذج الجديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية، سيكون شبابنا في المنطقة محور هذه الدينامية التي ستساهم في جلب مزيد من الاستثمارات، وخلق مزيد من مناصب الشغل ووضع أسس مستقبل أفضل " 

وأعرب في الأخير عن أمله في رؤية جهة الصحراء "مركزا لا محيد عنه للمبادلات بين الشمال والجنوب والجنوب - الجنوب " لصالح الاستقرار والأمن والبنيات التحتية من مستوى عال التي تتوفر عليها.

كفاءات مغربية في هولندا تؤكد على أهمية مقترح الحكم الذاتي بالنسبة للصحراء المغربية والجهوية المتقدمة

أكد عدد من الجامعيين والناشطين المغاربة في جمعيات المجتمع المدني، المقيمين في هولندا، على وجاهة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة بالنسبة لقضية الصحراء، مبرزين رمزية الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

وفي هذا الصدد، شدد مرزوق أولاد عبد الله ، الأستاذ بجامعة أمستردام الحرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، على أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب تشكل الحل الوحيد والواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هوية المغاربة ، وأرضهم وثقافتهم.

ويرى الأستاذ أولاد عبد الله ، أنه يتعين على كل المثقفين والأكاديميين والسياسيين والعاملين في سائل الإعلام وفي مراكز البحوث المغاربة ، وضع استراتيجية للتعامل مع أعداء الوحدة الترابية من خلال الاستفادة من التقدم الكبير الذي سجله المغرب على كل المستويات خاصة الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان.

وأكد، في هذا السياق، على أهمية ورش الجهوية المتقدمة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرا أنها مبادرة ستمكن المواطنين بجميع جهات المملكة بما في ذلك الصحراء المغربية من إدارة شؤونهم بأنفسهم، وبالتالي من تعزيز العملية الديمقراطية التي تعتبر مصدر فخر لكل المغاربة سواء في المغرب أو باقي بلدان بالعالم.

وأشار الأستاذ الجامعي المغربي إلى الدينامية السياسية والديمقراطية التي تشهدها المملكة والتي تثير غيرة أعدائه ما يستدعي يقظة جميع المغاربة ، بما في ذلك المقيمين في الخارج ، لقطع الطريق على أي محاولة لتقويض عملية التنمية التي يعرفها المغرب من طنجة إلى الكويرة.

من جانبه ، قال إبراهيم فتاح ، وهو عضو في "بيت الديمقراطية وسيادة القانون " (بورديموس) في لاهاي ، في تصريح مماثل ، إن المسيرة الخضراء تعد الحدث الأبرز ولها دلالة عظيمة يتعين الاستلهام منها اليوم للمضي قدما نحو ترسيخ الوحدة الوطنية ،التي تعتبر القضية الرئيسية لكل المغاربة. وشدد على ضرورة تعزيز ورش الجهوية المتقدمة كنموذج ديمقراطي رائد من شأنه أن يمكن المواطنين من الشمال إلى الجنوب ، من تحديد مصيرهم بأنفسهم واختيار ممثليهم على المستوى المحلي على غرار الديمقراطيات الكبرى في العالم.

هذا المشروع ، وفق السيد فتاح ، يعتبر الرد المناسب لأعداء الوحدة الترابية للمغرب ، الذين فشلوا منذ 40 سنة في تقديم ، كما فعل المغرب ، اقتراحات بناءة وواقعية لإنهاء الصراع المصطنع من قبل الجزائر والكيان الوهمي للبوليساريو .

وأضاف إبراهيم فتاح أن الفاعلين السياسيين مدعوون لإنجاح النموذج المغربي للجهوية المتقدمة من خلال تشجيع التكامل بين المجالات الاقتصادية والثقافية والاستثمار أكثر في مجال حقوق الإنسان. 

وتابع أن المغرب، علاوة على ذلك، مدعو إلى مواجهة تصرفات بعض البلدان التي تتخذ مواقف معادية للوحدة الترابية الوطنية، والتي يتعين عليها بالاحرى العمل من أجل إنهاء معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

أما بنيونس بحكاني، الصحفي بإذاعة أوتريخت، فيرى من وجهة نظره أن حل نزاع الصحراء المغربية يمر عبر مفاوضات مباشرة مع الجزائر ، كطرف في الصراع ، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، خاصة وأن الأقاليم الجنوبية لم تعد كما كانت في سنة 1975 وذلك بفضل الجهود الجبارة التي بذلها المغرب على امتداد الأربعين سنة الماضية.

وأشار إلى أن المملكة مدعوة إلى الاستثمار أيضا في تكوين الأطر المحلية وتسهيل الولوج إلى المناصب القيادية بالنسبة للشباب في الأقاليم الجنوبية ، وهي مبادرة ستساهم في تعزيز الديمقراطية المحلية والجهوية وإنجاح مشروع الجهوية المتقدمة ، مؤكدا على أهمية تعزيز الاستثمار في الجامعات وحضور المؤسسات السياسية والاقتصادية في كل الجهات.

لقد تمكن المغرب القوي بوحدته وتعبئته الوطنية ، ما بين 6 نونبر 1975 ، تاريخ بداية المسيرة الخضراء المجيدة و2015 سنة إطلاق الورش الكبير للجهوية المتقدمة، من تحويل أقاليمه الجنوبية بشكل شامل، بفضل جهود جبارة بذلت على مستويات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحقوق الإنسان.

وأمام الدينامية الكبيرة التي تشهدها هذه الأقاليم، يسود الجمود مخيمات تندوف حيث تظل الجزائر والبوليساريو متمسكين بنفس الخطاب حول ما يسمى بالحق في تقرير المصير الذي لا يؤمن به أحد في الوقت الراهن، غير عابئين بالحالة المزرية التي يعيشها المحتجزون في هذه المخيمات.

فالوضع يدعو المغرب لتسخير كل إمكانياته للدفاع عن قضيته الأولى، والتضامن الذي حرك الشعب المغربي عشية انطلاق المسيرة الخضراء ، يظل دائما حافزا للأجيال المغربية الحالية خاصة المتواجدة في المهجر لمواصلة هذه المعركة.

وقد أجمعت التصريحات على أن الخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء المغربية في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية ، تعد نقطة تحول هامة في عملية التسوية النهائية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل ، لأنه يعكس حسن نية المغرب ، كدولة قانون بالمجموعة الدولية.

المسيرة الخضراء المظفرة .. ملحمة وضاءة في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية

يخلد الشعب المغربي ومعه نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يوم الجمعة القادم، من طنجة إلى الكويرة، بكل مظاهر الاعتزاز والإكبار، وفي أجواء الحماس الفياض والتعبئة الموصولة والمستمرة واليقظة التامة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، والتي تعتبر من أغلى وأعز الذكريات المجيدة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

وأكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بهذه المناسبة، أن الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية المجيدة يكتسي صبغة خاصة هذه السنة من حيث أنها تأتي في سياق التعبئة الوطنية العامة واليقظة المستمرة حول القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة غداة الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تخليد الذكرى 16 لعيد العرش المجيد، والمغرب على أبواب ثورة جديدة ومتجددة للملك والشعب من أجل مغرب الوحدة الوطنية والترابية والحداثة والديمقراطية والتقدم والتنمية والتضامن بين الفئات والشرائح الاجتماعية والتكامل والتوازن بين الجهات والمجموعات الترابية الكبرى.

وأضافت "لنا في هذه الذكرى مناسبة ووقفة للتأمل والتدبر توحي بواجب الاعتزاز بالوطن والتشبع بالحس الوطني في خدمته والدفاع عنه، والنهل من ينابيع الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية التي يطفح بها تاريخنا التليد الزاخر بالأمجاد والملاحم والبطولات التي جسد حدث المسيرة الخضراء الغراء إحدى حلقاتها الذهبية التي نعتز بها ونفخر بتراثها النضالي الخالد".

وفي استرجاع تاريخي، ذكرت المندوبية السامية بأن جماهير المتطوعين من كل فئات وشرائح المجتمع المغربي، ومن سائر ربوع الوطن، انطلقت في هذه المسيرة المباركة في مثل هذا اليوم من سنة 1975 بنظام وانتظام في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني، بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعزمهم وإصرارهم على إنهاء الوجود الاستعماري بتماسكهم والتحامهم قمة وقاعدة، حيث حققت المسيرة الخضراء المظفرة أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها كتاب الله والدفاع عن حمى الوطن وحياضه، والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق المسلوب والذود عنه.

وأضاف بلاغ المندوبية أن المسيرة الخضراء أظهرت للعالم أجمع بالحجة والبرهان مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال على استكمال استقلالهم الوطني وتحقيق وحدتهم الترابية، وأن سلاحهم في ذلك يقينهم بعدالة قضيتهم وتجندهم وتعبئتهم للدفاع عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية والذود عن حوزة التراب الوطني المقدس، تحذوهم الإرادة الحازمة لتحقيق وحدتهم التي عمل المستعمر بكل أساليبه على النيل منها، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.

لقد قدم المغرب جسيم التضحيات في مواجهة الاحتلال الأجنبي الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب، والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات كبرى ورائعة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات، طويل النفس، ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة، والخلاص من ربقة الاستعمار بنوعيه والمتحالف ضد وحدة الكيان المغربي إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بعودة الشرعية ورجوع بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن، منصورا مظفرا في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية والانعتاق من نير الاحتلال الأجنبي والوجود الاستعماري. 

ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا المضمار، كان انطلاق جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956 لاستكمال الاستقلال الوطني وتحرير الأجزاء المحتلة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة جلالة المغفÜور محمد الخامس رضوان الله عليه، بعزم قوي وإرادة صلبة ليتحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958.

وواصل المغرب في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ملاحمه النضالية حيث تم استرجÜاع مدينة سيدي إفني يوم 30 يونيو 1969، وتكللت بالمسيرة التاريخية الكبرى، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق وبعدالة القضية الوطنية، استرجاع الأقاليم الجنوبية، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري بربوع الصحراء المغربية وتلاها استرجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979. 

وتواصلت ملحمة صيانة الوحدة الترابية، بكل إيمان وعزم وإصرار، لإحباط مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وها هو المغرب اليوم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة، مبرزا بإجماعه التام استماتته في صيانة وحدته الثابتة، ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لإنهاء كل أسباب النزاع المفتعل، وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة المغاربية خدمة لشعوبها وتعزيزا لاتحادها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود.

وأضافت أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى الوطنية المجيدة، لتؤكد صمودها وتعبئتها واستعدادها لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والمكارم لصيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية، وبذل كل التضحيات في سبيلها، متوخية إبراز ما تزخر به من قيم ومثل عليا ومعاني سامية لتوعية وتنوير الناشئة والأجيال الجديدة بأقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل إعلاء لصروح المغرب الجديد وتعزيزا لمكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

إيريك يانسن: مخطط الحكم الذاتي "أفضل حل" لنزاع الصحراء

أكد الممثل الخاص السابق للامين العام للامم المتحدة في الصحراء، إيريك يانسن، ان مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، يظل "أفضل حل" لنزاع الصحراء.

وأوضح يانسن في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد عرض الشريط الوثائقي "هوية جبهة" للمخرج حسن البوحروتي، مساء امس بالبرلمان البريطاني، ان المبادرة المغربية تم اعدادها بهدف ايجاد "حل سياسي واقعي وقابل للتحقيق " لقضية الصحراء.

واضاف ان مخطط الحكم الذاتي يندرج في اطار مشروع الجهوية المتقدمة، التي ينفذه المغرب، مؤكدا على ضرورة ايجاد "حل سياسي في اقرب الاجال لهذا النزاع الذي عمر طويلا".

وحذر ايريك يانسن من التداعيات السلبية لعرقلة التوصل الى حل لهذا النزاع في الظرفية الدولية الحالية التي تتميز بالتهديدات الارهابية التي تقض مضجع منطقة المغرب العربي والساحل، فضلا عن التحديات الناجمة عن الاضطرابات التي احدثها الربيع العربي.

وفي معرض تعليقه على شريط حسن البوحروتي، اشاد ايريك يانسن بهذه المبادرة ، التي اتاحت نقاشا مثمرا مع النواب والجامعيين البريطانيين، حول قضية الصحراء، وحول تاريخ خلق جبهة البوليساريو،وتحديد دور الجزائر في هذا النزاع.

ويقدم الشريط ، في رأي الحضور ، قراءة موضوعية للسياق الجيوسياسي لخلق "البوليساريو"، واستغلال مليشياته من قبل الجزائر خدمة لمصالحها ومحاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب. كما يقدم صورة شاملة للظروف المعيشية بمخيمات تندوف ومعاناة السكان المحتجزين بهذه المخيمات جنوب غرب الجزائر. 

إدوارد غابرييل: الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء، مناسبة للوقوف عند "الخطوات العملاقة" في مجال تنمية الأقاليم الجنوبية

أكد السفير الأمريكي سابقا، إدوارد غابرييل، أن الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، التي تظل "محفورة في قلب وروح الشعب المغربي"، تمثل فرصة "للوقوف عند الخطوات العملاقة التي تم قطعها في مجال تنمية الأقاليم الجنوبية، والتي أصبحت اليوم مركزا إقليميا في المجالات السوسيو اقتصادية والتشغيل والاستثمارات."

وقال غابرييل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها "حقيقة تاريخية لا يمكن دحضها: الصحراء محفورة في روح وقلب الشعب المغربي"، مشيرا إلى أن الجهود التي يبذلها المغرب حولت هذا الجزء من المملكة إلى جوهرة في مجال التنمية السوسيو اقتصادية الشاملة، الحريصة على تحقيق تطلعات المواطنين وانشغالاتهم.

وذكر غابرييل بأن الولايات المتحدة وصفت مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، ب"الجدي والواقعي وذي مصداقية"، باعتبار أن المبادرة التي قدمها المغرب تمثل "في الواقع أفضل بديل من أجل تسوية سياسية نهائية ودائمة لهذه القضية". 

من جانب آخر، أكد أن المواطنين المغاربة الصحراويين عبروا، بما لا يدع مجالا للشك، عن إرادتهم وعزمهم للسير قدما نحو تفعيل مشروع الجهوية، كما تدل على ذلك نسبة المشاركة، الأعلى على الصعيد الوطني، في الانتخابات الجهوية والجماعية الأخيرة.

مغربية الصحراء، حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي

أكد بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر)، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن تخليد الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء يمثل تذكيرا للمجتمع الدولي بأن مغربية الصحراء هي "حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، بروافده المتنوعة".

وأبرز فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "المسيرة الخضراء، كما تم التخطيط لها وتنفيذها تحت قيادة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني، كانت فكرة رائعة مكنت الشعب المغربي من التوحد والتجند وراء جلالته لاستعادة إرثه التاريخي وجزء لا يتجزأ من المملكة".

وذكر الخبير الأمريكي بأن المغرب "تمكن من استرجاع حقوقه التاريخية في صحرائه، والتي تم احتلالها غصبا من قبل القوة الاستعمارية"، مشيرا إلى أن ملف الصحراء بالنسبة للمغاربة "ليس مجرد قضية سياسية تدخل في اختصاص النخب السياسية، ولكنه حقيقة مغروسة في أعماق وجدان الشعب المغربي، الذي يعتبر بأن الوحدة الترابية للمملكة أمر غير قابل للتجزئة".

وأبرز أن الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء تشكل أيضا مناسبة "لتسليط الضوء على الخطوات الكبرى في بناء المغرب الحديث بشكل عام، والأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مشيرا إلى أن المغرب أضحى اليوم "نموذجا إقليميا في مجال الإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح، في منطقة تعاني من الاضطرابات وأجواء عدم اليقين وانعدام الأمن".

وخلص فام إلى أن "التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية على كافة الأصعدة، والحماس الذي عبر عنه المواطنون الصحراويون في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، لاسيما بعد تسجيل أعلى نسبة مشاركة على الصعيد الوطني، تشكل تجسيدا بليغا للإرادة التي تحدوهم من أجل المشاركة في تدبير شؤونهم الذاتية في إطار المؤسسات الوطنية والجهوية التي وضعها المغرب".

المسيرة الخضراء في ذكراها الأربعين .. حدث مجيد يستنهض الهمم لمواصلة السير على درب الملاحم والصمود سعيا إلى إعلاء صروح المغرب الحديث

المسيرة الخضراء، التي يخلد المغاربة، يوم سادس نونبر، بكل فخر واعتزاز، ذكراها الأربعين، حدث وطني مجيد يستنهض همم كل مغربي ومغربية لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والصمود، سعيا إلى تثبيت الوحدة الترابية للمملكة، وإعلاء صروح المغرب الحديث وصيانة مكاسبه الوطنية.

كما أنها لحظة قوية لاستحضار الأمجاد، التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي ستظل منقوشة بمداد من ذهب في رقيم الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

هذه الذكرى هي كذلك مناسبة ووقفة للتأمل، توحي بواجب الاعتزاز بالوطن، والتشبع بالحسن الوطني في خدمته والدفاع عنه، والنهل من ينابيع الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية التي يطفح بها تاريخ المغرب التليد، الزاخر بالأمجاد والملاحم والبطولات، والذي جسد حدث المسيرة الخضراء الغراء إحدى حلقاتها الذهبية التي يعتز بها المغاربة ويفخرون بتراثها النضالي الخالد.

وكلما حلت ذكرى من ذكريات حدث المسيرة الخضراء المظفرة، مع توالي السنين، وإلا وتحيي في نفوس المغاربة ذكريات البطولة والشهامة والاعتزاز، وتبارك لهم مسيرتهم الدائمة في طريق التنمية والنماء، مستحضرين قول جلالة الملك، في إحدى خطبه السامية، "فلنستلهم من هذه الذكرى الخالدة روح الالتحام والعطاء المستمر من أجل مغرب تشكل فيه مختلف جهات المملكة فضاءات دينامية للتنمية المستديمة، وممارسة الديمقراطية المحلية، وإبراز الخصوصيات الثقافية وتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في ظل الوحدة والتضامن".

إن المغاربة وهم يخلدون هذه الذكرى المجيدة، التي تشكل محطة تاريخية ذات دلالات عميقة وإشارات دالة على حدث يؤرخ لصفحات مشرقة من النضال المغربي الذي خاضه السلف ويتممه الخلف في مسيرة تحقيق واستكمال الوحدة الترابية، يستحضرون ما تزخر به من قيم ومثل عليا ومعاني سامية تستلهم الناشئة والأجيال الجديدة من أقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل، إعلاء لصروح المغرب الجديد، وتعزيز مكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

كما أنهم يستحضرون قيم الروح الوطنية والمواطنة الصالحة التي تنطق بها بطولات وروائع الكفاح الوطني دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية والمقومات التاريخية، واستلهام دروسها وعبرها لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل التي يرعاها ويقودها جلالة الملك محمد السادس لبناء مغرب حداثي ديمقراطي متقدم ومتضامن ينعم فيه أهله بنعمة الأمن والاستقرار والطمأنينة والحياة الرغدة والكريمة من طنجة إلى الكويرة.

ولقد حققت المسيرة الخضراء غايتها، وأصاب سهمها الهدف الأسمى، واسترجع المغرب وحدة ترابه التاريخية المعهودة. ودخل العبور الأكبر من بابه الواسع، حيث وقف العالم إجلالا لهذه المسيرة التي أصبحت لتاريخ المغرب عنوانا، وكبر لهذا الشعب المغربي في انتفاضته الكبرى وثورته البيضاء، وملحمته الخالدة التي قال عنها مبدعها في إحدى ذكرياتها : "فلو لم تكن مسيرة الشعب والعرش مسيرة تاريخية حتى أصبحت جبلية عندنا لما تمكنا في القرن (الذي نحن فيه) من أن نقوم بثورة الملك والشعب".

وبالفعل جسدت المسيرة الخضراء، التي انطلقت في السادس من نونبر عام 1975، مدى عمق تشبث المغاربة، بكل فئاتهم وشرائحهم، بمغربية الصحراء وبالعرش العلوي المجيد، حيث سار، تلبية لنداء جلالة المغفور له الحسن الثاني، 350 ألف مغربي ومغربية مسلحين بقوة الإيمان ومؤمنين بقضيتهم العادلة، بنظام وانتظام، في اتجاه واحد صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني. وأظهروا، بأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، للعالم أجمع، قوة وصلابة موقف المغرب في استرجاع حقه المسلوب وإنهاء الوجود الاستعماري بأقاليمه الجنوبية لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاحتلال.

وفي هذا الصدد، قال جلالة الملك، في إحدى خطبه السامية بمناسبة المسيرة الخضراء (نونبر 2001) "في مثل هذا اليوم المجيد من سنة 1975 عاشت بلادنا الحدث التاريخي العظيم لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة التي جسدت الالتحام الدائم بين العرش والشعب. والتعبئة الوطنية الشاملة وراء والدنا المنعم جلالة لملك الحسن الثاني قدس الله روحه، الذي جعل منها في الواقع مسيرتين متكاملتين : مسيرة استكمال وحدة التراب الوطني التي كللت باسترجاعنا لأقاليمنا الصحراوية، ومسيرة استكمال البناء التنموي والديمقراطي" مؤكدا جلالته "وقد آلينا على نفسنا منذ اعتلينا عرش أسلافنا الميامين مواصلة استكمال وترسيخ ما حققه والدنا المنعم طيب الله ثراه من مكاسب وطنية ودولية في هاتين المسيرتين سائرين على نهجه القويم في اعتماد توطيد الديمقراطية واللامركزية والجهوية، والتمسك بفضائل الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية والتضامن، لتدارك ما فوته الاستعمار على رعايانا الأوفياء في الصحراء من لحاق بركب التنمية الشاملة للمغرب الحر الموحد". 

وخلال جميع مراحل المسيرة، تبين للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب وعبقريتهم في إنهاء الوجود الاستعماري بالالتحام والعزيمة والحكمة، حيث حققت المسيرة الخضراء أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها الإيمان والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق والدفاع عنه.

كما أظهرت هذه المسيرة، الفريدة من نوعها على مستوى العالم، مدى التلاحم الذي جسدته عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي أبان لكل العالم أسمى تجليات الإخلاص للوطن وتصميم كافة المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على استكمال الوحدة الترابية لبلادهم إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.

ويأتي تخليد ذكرى مسيرة الوحدة كذلك تجسيدا للمواقف الثابتة للمغرب في الدفاع عن مقدساته واستكمالا لوحدته الترابية، على الرغم من مناورات الأعداء ومحاولات الانفصال.

وقد عزز المغرب موقفه بطرحه المبادرة الحكيمة لمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، وهي المبادرة التي لقيت تجاوبا كبيرا ودعما دوليا متزايدا، ولقيت ترحيبا من لدن الأمم المتحدة التي وصفتها بالمبادرة "الجدية وذات المصداقية".

وذلك ما أكده جلالة الملك، في خطاب العرش لسنة 2014، بقوله السامي "كما نؤكد التزامنا بمبادرتنا بتخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا، وهي المبادرة التي أكد مجلس الأمن مرة أخرى، في قراره الأخير، جديتها ومصداقيتها".

وما فتئ جلالة الملك يجدد، في مختلف المحافل الدولية والوطنية، التأكيد على استعداد المغرب لمواصلة العمل، بكل صدق وعزيمة، مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية، من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي ونهائي في نطاق الشرعية الدولية يضمن للمملكة المغربية سيادتها ووحدتها الوطنية والترابية، وهو ما يجسده بوضوح مقترح الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة الذي لقي تقديرا وترحيبا كبيرين من لدن المجتمع الدولي.

وفي ذلك يقول جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 16 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، "وبخصوص قضية وحدتنا الترابية، فقد حددنا في خطابنا بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، بطريقة واضحة وصريحة، مبادئ ومرجعيات التعامل مع ملف الصحراء المغربية، على الصعيدين الداخلي والدولي. وقد أبانت التطورات التي عرفتها هذه القضية، صواب موقفنا على المستوى الأممي، وصدق توجهاتنا على الصعيد الوطني، حيث سيتم، بعون الله وتوفيقه، الانطلاق في تطبيق الجهوية المتقدمة، والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة. غير أن هذا لا يعني أننا طوينا هذا الملف. بل على الجميع مواصلة اليقظة والتعبئة، من أجل التصدي لمناورات الخصوم، ولأي انحراف قد يعرفه مسار التسوية الأممي".

ولقد كان لهذه المسيرة الوقع الجيد على الأقاليم الجنوبية بعد استرجاعها حيث أصبحت هذه الأقاليم مسرحا لأوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي لم تعرفها تلك المناطق خلال الفترة الاستعمارية.

وبالفعل دخلت الأقاليم الجنوبية منذ تنظيم المسيرة الخضراء عهدا من الانجازات الهامة والنوعية ومن الدينامية في شتى المجالات والتي تعنى بالاهتمامات اليومية والتطلعات المستقبلية لساكنة هذه الأقاليم، حيث تحولت مدن الأقاليم الجنوبية إلى مراكز حضارية واقتصادية واعدة.

وتتواصل ملحمة صيانة الوحدة الترابية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك بنفس الحماس، من خلال الالتزام الراسخ لكل شرائح الشعب المغربي، وانخراط أبناء الأقاليم الجنوبية في دينامية التقدم والتجدد الذي تعرفه المملكة.

وذلك ما أكده جلالة الملك بقوله، في إحدى خطبه السامية (نونبر 2001)، "إن المغرب المتشبث بوجوده على أرضه، الواثق بسيادته عليها، سيواصل مسيرة التنمية الشاملة لأقاليمه الصحراوية، معتمدا في ذلك أوسع معاني وممارسات الديمقراطية، وأعلى درجات الجهوية واللامركزية، وعدم التمركز، وأوثق روابط الوحدة، ومقومات السيادة الوطنية".

وفي السياق ذاته جدد جلالة الملك، في خطاب العرش لسنة 2014، تأكيد مواصلة مسيرة تنمية الأقاليم الصحراوية بقوله حفظه الله "غير أننا لن نرهن مستقبل المنطقة، بل سنواصل أوراش التنمية والتحديث بها، وخاصة من خلال المضي قدما في تفعيل النموذج التنموي لأقاليمنا الجنوبية، بما يقوم عليه من مقاربة تشاركية، وحكامة جيدة، ومن برامج متكاملة ومتعددة الأبعاد، كفيلة بتحقيق التنمية المندمجة".

كما يواصل باني المغرب الجديد حمل مشعل الدفاع عن وحدة التراب الوطني، موليا عنايته القصوى للأقاليم المسترجعة ورعايته الكريمة لأبنائها، تعزيزا لأواصر العروة الوثقى والتعبئة الوطنية لمواجهة كل مؤامرات خصوم الحق المشروع للمغرب في صحرائه، ومجسدا حكمة المغرب وتبصره وإرادته في صيانة وحدته الترابية المقدسة. 

وبعد مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة، يستكمل جلالة الملك مسيرة البناء في جميع المجالات، ويؤكد جلالته عدم التفريط في أي شبر من تراب هذه المنطقة التي تشكل جزء لا يتجزأ من تراب المملكة، وهو ما أكد عليه جلالته في الخطاب السامي الذي ألقاه في زيارته التاريخية لمدينة العيون في مارس 2002 حيث قال "إن حفيد جلالة الملك المحرر محمد الخامس ووارث سره جلالة الملك الموحد الحسن الثاني قدس الله روحيهما والمؤتمن دستوريا على وحدة المغرب، ليعلن باسمه وباسم جميع المواطنين أن المغرب لن يتنازل عن شبر واحد من تراب صحرائه غير القابل للتصرف أو التقسيم".

وهكذا وبعد مرور 40 سنة على عودة هذه الأقاليم العزيزة إلى حضن الوطن الأم، بفضل المسيرة الخضراء المظفرة، يحق لسكان الأقاليم الجنوبية أن يفتخروا بمستوى التنمية الذي بلغته هذه الأقاليم الغالية، كما تعكس ذلك المشاريع السوسيو- اقتصادية الكبيرة التي تم إنجازها.

إن تخليد المغاربة لحدث المسيرة الخضراء هو موعد سنوي متجدد، ومحطة لإبراز التزام المغاربة بالدفاع عن قضاياهم الوطنية العادلة بعيدا عن منطق المواجهة والعنف والمكائد، كما أنه ليس فقط لحظة رمزية لاستعادة الذاكرة والتاريخ، بل هو دفعة معنوية لمواصلة مسيرة البناء والتشييد والنماء ومتطلبات التحديث والإصلاح، التي خطط لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

خبير فرنسي : حقوق المغرب التاريخية في صحرائه ثابثة

أكد الخبير الفرنسي شارل سان برو، أن حقوق المغرب التاريخية في صحرائه، ثابثة، مضيفا ان المملكة هي الدولة الوحيدة التي تشكلت منذ أزيد من 12 قرنا، بين حوض المتوسط، ونهر السنغال.

وقال شارل سان برو في مقال تضمنته النشرة الاخيرة لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس "لم تكن هناك أية أمة صحراوية أو شعب صحراوي، بل قبائل مختلطة في الغالب، أمازيغ وعرب تدين بالبيعة لسلطان المغرب " ،مشيرا الى ان "العديد من مؤسسي هذه القبائل، كانوا من شمال وادي درعة ".

وذكر شارل سان برو بأن سلطة الدولة المغربية تأكدت باستمرار من طنجة الى نهر السينغال، كما ان المغرب لم يقع ضحية تقسيم القوى الاستعمارية سوى في نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين ، مبرزا انه قبل الاستعمار، وحتى في بداية السبعينيات ، كل القوى كانت تعتبر الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب.

وأوضح في هذا السياق انه "في سنوات السبعينات ، حيكت المؤامرة الانفصالية من قبل الجزائر والكثلة الشيوعية "، معتبرا ان قضية الصحراء ليست سوى إحدى نتائج سياسة معادية للمملكة، انطلقت منذ استقلال الجزائر.

وأضاف أن قضية "تصفية استعمار" إقليم الصحراء المغربية، تمت بعودة أراضي الجنوب الى وطنها الام ، بعد المسيرة الخضراء المظفرة، التي كان وراءها المغفور له الحسن الثاني ،لينشأ بعدها صراع اتخذ شكل تدخل أجنبي يبحث عن خلق الانفصال، مشيرا الى ان قضية الصحراء المغربية ، ليست مشكل تصفية استعمار بل محاولة لاحداث انفصال تدار خيوطه من الخارج.

واكد انه "مع مر السنين ،أصبحت قضية الصحراء ،تشكل رهانا سياسيا داخليا للجزائر، خاصة ان البعض بالجهاز السياسي والعسكري بهذا البلد يجنون منها منافع كثيرة".

كما سلط الخبير الفرنسي الضوء على مخطط الحكم الذاتي بالاقاليم الجنوبية للمملكة في اطار سيادة المغرب ،ووحدته الترابية، مؤكدا ان هذا المقترح الذي أقر كافة الملاحظين الموضوعيين انه "الحل الوحيد المناسب من اجل انهاء هذه المخلفات البئيسة للحرب الباردة".

وأضاف ان هذا الحل اضحى يكتسي ضرورة متزايدة، بالنظر الى التهديدات التي تستهدف استقرار منطقة الساحل والصحراء، مبرزا ان المقترح المغربي ، يشكل فرصة يتعين انتهازها من اجل الخروج من المأزق ، ووضع حد لنزاع مصطنع استمر طويلا.

العيون ... حوالي 1500 مستفيد من خدمات قافلة طبية متعددة الاختصاصات

تم يوم الجمعة 30/10/2015 بالعيون اعطاء انطلاقة الحملة الطبية متعددة التخصصات التي تنظمها جمعية أطباء جهة العيون الساقية الحمراء لفائدة 1500 شخص بإقليم العيون، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من 30 أكتوبر الى غاية 8 نونبر القادم، وذلك بمناسبة تخليد الذكري الاربعين لانطلاق المسيرة الخضراء . 

وتهدف هذه الحملة الطبية، التي أعطى انطلاقتها ، صباح اليوم الجمعة، والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون السيد يحضيه بوشعاب بالمركز الصحي الوحدة 2، إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطن، وتغطية العجز الحاصل في مجموعة من التخصصات الطبية والشبه طبية بالإقليم.

وأوضح رئيس جمعية أطباء جهة العيون الساقية الحمراء الدكتور عادل الخطابي أن هذه الحملة الطبية المنظمة بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة، تشمل تخصصات أمراض السكري، والجهاز التنفسي وامراض الجلد والحساسية، وطب النساء والتوليد، وأمراض القلب والشرايين، والجراحة العامة، وطب الأطفال، وطب أمراض الانف والحنجرة والاذن، وأمراض الجهاز الهضمي الروماتيزم والمفاصل ، بالإضافة الى اجراء تحاليل طبية وتوزيع الادوية لفائدة الفئات المحتاجة .

وأضاف الدكتور الخطابي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الحملة الطبية التي ستهم المركز الصحي الوحدة 2 ، وحي العودة، والمركز الصحي سيدي البوخاري بسوق المخاخ ، والجماعتين القرويتين "الدشيرة"، و"بوكراع" ومدينة المرسى، ستعرف الى جانب الفحوصات الطبية، تنظيم ندوات ولقاءات تحسيسية وموائد مستديرة.

والي جهة العيون- الساقية الحمراء: ذكرى المسيرة الخضراء لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة

أكد والي جهة العيون- الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون، السيد يحضيه بوشعاب أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة.

وقال السيد يحضيه بوشعاب خلال لقاء نظم، يوم الخميس 29/10/2015، بمقر ولاية جهة العيون- الساقية الحمراء، حول موضوع "الاستعدادات لتخليد الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة"، إن "الاحتفاء بهذه الذكرى يشكل حدثا استثنائيا على المستوى الوطني وحدثا متميزا بجهة العيون- الساقية الحمراء"، مشيرا إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، التي لم يسبق لها مثيل عبر العالم، والتي تظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغاربة.

وشدد السيد بوشعاب، خلال هذا اللقاء، الذي حضره رؤساء المصالح الخارجية بإقليم العيون، على ضرورة اتخاذ التدابير الكفيلة بإنجاح الاحتفاء بالذكرى الذهبية للمسيرة الخضراء بحاضرة الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن هذه المناسبة تمثل عرسا وطنيا، يحتفي به الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة.

ويخلد الشعب المغربي في 6 نونبر من كل سنة، وفي جو يطبعه الاعتزاز والفخر والتعبئة الوطنية الشاملة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التي تجسد مرحلة هامة في ملحمة استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

ويتذكر المغاربة باعتزاز هذه المسيرة السلمية المظفرة التي أبدعها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه والتي انطلقت بمشاركة كل فئات وشرائح المجتمع المغربي ومن سائر ربوع الوطن صوب الأقاليم الصحراوية لتحريرها من براثن الاحتلال الإسباني بقوة الإيمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه أظهر للعالم أجمع صمود المغاربة وإرادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب و إنهاء الوجود الاستعماري بالوحدة والالتحام.

جهة كلميم واد نون .. مؤهلات متعددة وآفاق تنموية واعدة

تزخر أقاليم جهة كلميم واد نون، الممتدة على مساحة 58 ألف و200 كلم مربع، بموارد طبيعية متنوعة من شأن تثمينها والرفع من قيمتها، أن تشكل دعامة أساسية لتنشيط الحركة الاقتصادية وركيزة لاستقطاب الاستثمارات وإحداث مناصب الشغل. 

فبالإضافة إلى موقعها الجغرافي كحلقة وصل بين الأقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة، وإمكانياتها البشرية، تتوفر جهة كلميم واد نون، التي تتجاوز بها نسبة التمدن 64 المائة، على مؤهلات هامة في العديد من المجالات الاقتصادية تؤهلها لتصبح مستقبلا قطبا اقتصاديا حقيقيا. 

وإلى جانب وجود ثروة سمكية متنوعة بكل من سيدي افني وطانطان، وبنية صناعية متنامية مرتبطة بهذا القطاع، خصوصا بإقليم طانطان، تتوفر جهة كلميم واد نون، التي تتواجد بين قطبين سياحيين هما أكادير، وجزر الكناري، على واجهة بحرية على المحيط الأطلسي تمتد على أزيد من 240 كلم، وهو ما يمنحها فرصا حقيقية لتعزيز مكانتها على مستوى السياحة الشاطئية وتثمين منتجات الصيد البحري. 

فبالإضافة الى الشواطئ الجميلة ومصبات الانهار المنتشرة على طول الشريط الساحلي يراهن الفاعلون في قطاع السياحة على تثمين مؤهلات أخرى لا تقل أهمية لتنمية السياحة الاستشفائية والثقافية وكذا المرتبطة بالمغامرة، ويتعلق الأمر بالمواقع الأثرية والنقوش الصخرية التي يعود تاريخ البعض منها إلى حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، والرصيد الثقافي الغني والمتنوع والحامات المعدنية والمغارات والكهوف والواحات المنتشرة على الخصوص بإقليمي كلميم وأسا الزاك. 

وبالنسبة لباقي القطاعات تختزن الجهة ثروة معدنية متنوعة، كما تتوفر على أراضي صالحة للزراعة ممتدة على أزيد من 200 الف هكتار ومراعي شاسعة على مساحة تقدر ب 4 ملايين هكتار، فضلا عن ثروة مهمة من شجر الاركان والصبار والنخيل، تمثل منظومة متكاملة ومحافظة على التوازن البيئي وظروف جد ملائمة لإنتاج الطاقات المتجددة. 

وعلى مستوى البنيات التحتية تتوفر الجهة على مناطق صناعية قائمة وأخرى مبرمجة، تنضاف إليها شبكة طرقية يتجاوز طولها 3 آلاف كلم يخضع حاليا عدد من المقاطع منها لعملية التوسعة والتقوية ومطارين (كلميم وطانطان) وميناءين بكل من سيدي افني وطانطان الذي يحتل المرتبة الثانية على الصعيد الوطني من حيث الكميات المفرغة والمرتبة الأولى من حيث القيمة، ويوفر ما يقارب 17 ألف منصب شغل مباشر بقطاع الصيد البحري، وهي مؤهلات تجعل المنطقة أرضية ملائمة لاستقطاب مزيد من الاستثمارات. 

وعلى غرار باقي الاقاليم الجنوبية، عرفت جهة كلميم واد نون، التي تعيش على ايقاع التحضير للاحتفال بالذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء، خلال السنوات الاخيرة إنجاز مجموعة من المشاريع، همت بالأساس تحسين مستوى التجهيزات والبنيات التحتية والنهوض بأوضاع المرأة والطفولة والشباب والعناية بالمجال البيئي وتعزيز المرافق الثقافية والحفاظ على الموروث الثقافي وتوفير الموافق المرتبطة بالتربية والتكوين وتأهيل المؤسسات التعليمية وتوفير الحاجيات في ما يخص السكن وإنجاز برامج التأهيل الحضري، ساهمت في تمويلها القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية ووكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب والمجالس المنتخبة. 

وبالموازاة، مع هذه المنجزات التي منحتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دفعة قوية، استفادت جهة كلميم وادنون، في إطار مخطط "المغرب الأخضر"، من مجموعة من العمليات همت، على الخصوص، انشاء نقط جلب الماء وتهيئ المسالك الطرقية والتهيئة الهيدروفلاحية وتثمين المنتوجات المجالية وتسهيل عملية تسويقها وتهيئة المدارات السقوية واقتناء شاحنات صهريجية ودعم ونقل الاعلاف وإعداد المدارات الهيدرو فلاحية الصغرى والمتوسطة في اطار برنامج محاربة الجفاف.

وستتعزز هذه المنجزات بمشاريع أخرى يتم حاليا انجازها او مبرمجتها سواء في اطار البرامج القطاعية أو في برامج التأهيل الحضري أو ضمن المخططات الاستراتيجية للتنمية المندمجة التي يروم إضفاء دينامية على القطاعات الإنتاجية الأساسية وتدارك النقص الحاصل على المستوى الاجتماعي والبنية التحتية والمرافق والتجهيزات الأساسية وخلق فرص الشغل. 

ومن المؤكد أن هذه المنجزات ذات الصبغة التجهيزية والاجتماعية والاوراش المفتوحة، وكذا المشاريع المبرمجة في العديد من المجالات ستجعل من مدن أقاليم جهة كلميم واد نون في المستقبل القريب حواضر متكاملة المرافق وستساهم في توفير الشروط الضرورية لتصبح هذه الجهة قطبا ونموذجا مندمجا للتنمية المحلية. 

العيون...انطلاق فعاليات الأبواب المفتوحة لنشر ثقافة حقوق الإنسان

افتتحت، مساء يوم الأحد بالعيون، فعاليات الأبواب المفتوحة لنشر ثقافة حقوق الإنسان، التي تنظمها على مدى ستة أيام اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون-السمارة، وذلك بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

وتتوخى اللجنة المنظمة من خلال هذه التظاهرة، التي ستعرف تنظيم لقاءات تحسيسية لفائدة الساكنة المحلية بعدد من الفضاءات بمدينة العيون بمشاركة عدد من الفاعلين المدنيين والقطاعات المعنية، إشاعة قيم ومبادئ حقوق الإنسان في بعدها الكوني والتربية عليها، وتسليط الضوء على المهام الموكولة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها وحمايتها كرافعة قوية لتنمية مندمجة ومستدامة.

ويتضمن برنامج هذه الابواب المفتوحة تنظيم دورة تكوينية لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية، وأنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية لفائدة نزلاء السجن المحلي بالعيون، والمهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، للتعريف بمهام اللجنة وتجربتها في خدمة حقوق الإنسان لقرابة أربع سنوات، وكذا نشر ثقافة حقوق الإنسان والتحسيس بالحقوق الفئوية الخاصة بنزلاء السجن، والأشخاص في وضعية إعاقة، والمهاجرين، والمرأة والطفل.

وبهذه المناسبة، أوضح رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون- السمارة، السيد محمد سالم الشرقاوي، في تصريح للصحافة، أن هذه التظاهرة تندرج في إطار ترسيخ ثقافة ومبادئ حقوق الإنسان في كونيتها فكرا وممارسة، مشيرا إلى أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون- السمارة ساهمت في بلورة ثقافة جديدة لحقوق الإنسان لدى ساكنة الجهة.

وأضاف أن اللجنة، باعتبارها آلية لمراقبة حقوق الانسان والمحافظة عليها، تعمل على تتبع ومراقبة وضعية حقوق الإنسان بالجهة وتنفيذ برامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومشاريعه المتعلقة بمجال النهوض بحقوق الإنسان بتعاون مع كافة الفاعلين المعنيين على الصعيد الجهوي.

وأشار إلى أن هذه التظاهرة، التي انطلقت فعالياتها من السجن المحلي بالعيون، تندرج افي إطار التفاعل والتواصل مع نزلاء السجن وإشراكهم في الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء كما تشكل مناسبة لنشر قيم حقوق الإنسان داخل المؤسسة السجنية.

وقد افتتحت هذه التظاهرة، التي حضرها فضلا عن رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون-السمارة، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون ومدير السجن المحلي وعدة فعاليات من المجتمع المدني، بإحداث ولوجيات بمقر السجن لفائدة السجناء من ذوي الإعاقة وإقامة مباراة في كرة القدم جمعت نزلاء من السجن ومهاجرين مقيمين بمدينة العيون، بالإضافة الى تنظيم ورشة تواصلية لفائدة نزيلات السجن المحلي بالعيون.

كما تم توزيع كتب تهتم بمواضيع السجناء وحقوق الإنسان ،من إصدار المجلس الوطني لحقوق الإنسان، على نزلاء المؤسسة السجنية وذلك بغية تعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى هذه الفئة من المجتمع.

السمارة ...755 مليون درهم لإنجاز مجموعة من المشاريع التنموية في إطار الشطر الرابع من المخطط الإقليمي للتأهيل الحضري والتنمية

بلغ الغلاف المالي الذي تم رصده لإنجاز مجموعة من المشاريع التنموية وتعزيز البنيات التحتية بإقليم السمارة في اطار الشطر الرابع من المخطط الإقليمي للتأهيل الحضري والتنمية ( 2015/ 2018) اعتمادا ماليا يناهز 755 مليون درهم. 

ويهدف هذا المخطط ، الذي تم إعداده بشراكة بين مصالح عمالة الإقليم ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة وعدد من القطاعات الحكومية وبعض المؤسسات العمومية والمجالس المنتخبة، إلى دعم الجهود المبذولة للتأهيل الحضري، وتعزيز المشاريع المبرمجة في إطار الشطرين الأول والثاني من برنامج تأهيل البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للمدينة.

وتتوزع المشاريع المدرجة ضمن هذا المخطط إلى عدة محاور تهم تأهيل الاحياء الناقصة التجهيز، وإحداث تجزئات سكنية لفائدة الفئات ذات الدخل المتوسط والعالي، ومشاريع للقرب ومركز للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة الى تهيئة الطرق والأرصفة والإنارة العمومية والتشجير لمجموعة من الشوارع وأزقة وبناء محطة طرقية وحلبة مطاطية للعدو الريفي.

ويحظى قطاع السكن، وخاصة منه القضاء على السكن غير اللائق بالمدينة (مخيمات الوحدة)، بحصة الاسد من القيمة المالية المخصصة للشطر الرابع من هذا المخطط الذي يركز على أربعة محاور أساسية تشمل "نحو مدينة منتجة " و"مدينة تثمن تاريخها وتراثها" و"من أجل بيئة مستدامة" و مشاريع ذات طابع هيكلي تهم البنيات التحتية الأساسية، والمشاريع السوسيو- تربوية، وأخرى للقرب وتشمل التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز، وانجاز ملاعب للرياضات الجماعية، وبناء وتجهيز الأندية النسوية، وإحداث نقط للقراءة بمختلف الأحياء ومدارس قرآنية ورياض للأطفال والمساهمة في تأهيل مراكز الجماعات القروية).

وتفيد معطيات لعمالة إقليم السمارة أنه تم في إطار هذا المخطط اعتماد تنمية متوازية تراعى التوزيع العقلاني والمتوازن للتجهيزات الأساسية العمومية والتوسيعات المهيكلة للمجال الحضري، والشروع في تنفيذ العمليات المهيكلة على مستوى المدينة القديمة، والأحياء ناقصة التجهيز، وتوفير الشروط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الملائمة لإرساء التنمية المستدامة.

وتجدر الإشارة إلى أن مشاريع الأشطر الثلاثة من هذا المخطط والتي بلغت قيمتها الاستثمارية ما يناهز 640 مليون درهم تهم تهيئة الطرق والأرصفة والإنارة العمومية والتشجير بشارعي الجيش الملكي ( 12 مليون و988 ألف و240 درهم)، وإسماعيل الباردي( 10 ملايين و605 ألف و428 درهم)، والشطر الأول لتهيئة شارع الحسن الثاني (27 مليون و988 ألف و260 درهم )، وتهيئة وترميم المسجد العتيق (13 مليون و556 ألف و520 درهم، منها 9 ملايين و791 ألف و 40 درهم خصصت لتهيئة ساحة هذا المسجد)، وبناء دار الشباب بحي السلام ( 6 ملايين و371 ألف و 490 درهم)، ومركز للاستقبال ( 12 مليون و8 آلاف و 732 درهم)، وطمر خطوط التيار الكهربائي ذي الجهد المتوسط ( 4 ملايين و779 ألف و 492 درهم).

وبخصوص المشاريع التي أشرفت أشغالها على الانتهاء في اطار هذا المخطط، فتشمل بناء نادي نسوي بحي العودة ( مليون و821 ألف و552 درهم )، وثلاثة نقط للقراءة بأحياء طانطان ( 968 ألف و266 درهم)، والعودة ( 623 ألف و524 درهم)، والكويز ( مليون و124 ألف و672 درهم )، ومدرستين قرآنيتين بحيي طانطان ( 773الف و850 درهم )، والوحدة ( 696 ألف و736 درهم ).

كما تضم هذه المشاريع تهيئة أربعة ملاعب رياضية بتجزئة الكويز( مليون و203 ألف و426 درهم)، والعودة ( مليون و170 ألف و875 درهم)، والوحدة (مليون و165 ألف و303 درهم )، والربيب ( مليون و377 ألف و569 درهم)، وأشغال تعبيد طرق مجموعة من الشوارع، وتهيئة أرصفتها وتشجيرها، وتجهيزها بالإنارة العمومية وتهم شوارع، "المسيرة الخضراء" و"بئر أنزران" والحافظ ولد علي" ( 28 مليون و258 ألف و218 درهم )، و"الملعب" و"الشيخ ماء العينين" و"رباط الخير"، و" الوحدة" ( 16 مليون و461 ألف و 598 درهم)، و" سيدي احمد الركيبي" و" مولاي عبد العزيز" ( 9 ملايين و976 ألف و674 درهم).

وقد عرف الشطر الأول من هذا المخطط، الذي بلغ غلافه المالي 143 مليون و500 ألف درهم، انجاز الشطر الأول من مشروع التطهير السائل للمدينة بكلفة مالية بلغت 70 مليون درهم، وتشييد مجموعة من مشاريع البنيات التحتية، والتجهيزات الرياضية ، والسوسيو- ثقافية وأخرى ذات طابع اقتصادي.

ويتعلق الامر أيضا ببناء نافورة بمدخل المدينة، وتهيئة الإنارة العمومية (الشطر الأول) بالحي الإداري وبشمال شارع الحسن الثاني، وتبليط أزقة الحي الحسني، وحي الشرف، وتوسيع السوق البلدي، وبناء وحدة لإنتاج الكسكس، ومركب سوسيو تربوي لفائدة أسرة المقاومة وجيش التحرير، وفضاءين جمعويين بحيي العودة وليراك، ومعهد للموسيقى، وتهيئة الملعب البلدي، وبناء مسبح، وقاعة مغطاة، وصيانة المنشآة الدينية.

برير قاسم.. جيل المسيرة الخضراء حريص على غرس القيم الوطنية في نفوس أبنائه وأحفاده

يتذكر برير قاسم (76 عاما) باعتزاز كبير مشاركته قبل 40 سنة في المسيرة الخضراء التي حملت 350 ألف مغربي ومغربية ينحدرون من مختلف المناطق، صوب الصحراء المغربية لصلة الرحم مع ساكنتها ومعانقة حبات رملها، والأهم تحريرها من سيطرة الاستعمار الاسباني.

برير قاسم، هذا الشيخ الامازيغي المنحدر من دوار ايت حمو الصغير باقليم الخميسات، كان واحدا من آلاف الامازيغ الذين شاركوا بحماس شديد في المسيرة الخضراء من أجل استكمال تحرير الوطن، متسلحين بالرايات الوطنية والقرآن الكريم في مسيرة سلمية ضخمة وغير مسبوقة، طبعت احداث القرن العشرين.

لم يتردد هذا الشيخ الامازيغي، الذي كان في عنفوان شبابه آنذاك، هو ومجموعة من رجال ونساء الدوار، في التطوع للمشاركة في المسيرة الخضراء، وتحمل مشاق السفر الطويل اتجاه الاقاليم الجنوبية من أجل تحقيق ذاك الهدف النبيل، تحرير الصحراء.

يقول السيد برير، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو يسترجع ذكريات هذا الحدث الفريد، إنه بمجرد ان انتشر في دوراه خبر فتح باب التسجيل من أجل التطوع للمشاركة في المسيرة الخضراء من اجل تحريرها من الاسبان، سارع الى تسجيل نفسه دون تردد دافعه في ذلك كراهيته الفطرية للاستعمار وللاحتلال الاجنبي.

فبرير كان يؤمن بأنه لا مجال لبقاء الاستعمار الاسباني في الصحراء المغربية بعد أن نال المغرب استقلاله عن الحماية الفرنسية وبأن حدث المسيرة كان مناسبة لاستكمال الوحدة الترابية واسترجاع باقي الأراضي المحتلة، معتبرا أن المسيرة الخضراء شكلت بالنسبة له محطة للمساهمة في جلاء الاستعمار الاسباني على غرار ما بذله الاباء من تضحيات في دحر الاستعمار الفرنسي.

ورغم مرور 40 سنة، لا يزال هذا الرجل يتذكر باعتزاز شديد، أجواء الحماس التي سادت المشاركين والحب والتآلف بينهم رغم اختلاف مناطقهم ولهجاتهم، وكذا مشقة الطريق وصعوبات التكيف في بيئة صحراوية.

وقال لم نكف طيلة الطريق الطويل نحو الصحراء المغربية ونحن على متن شاحنات من ترديد النشيد الوطني وملحمة نشيد الصحراء.

يتذكر برير كيف سرت الشائعات بين بعض المشاركين من أن الاسبان سيطلقون النار عليهم لكن سرعان ما اطمأنت نفوسهم وهم يحملون القرآن الكريم ويرددون شعارات المسيرة الخضراء والرايات الوطنية ترفرف عاليا كلما توغلوا في رمال الصحراء في مشهد أسطوري نادر.

وأكد أن مشاهد هذا الحدث التاريخي المتفرد لا تزال أمام عينه محفورة في ذاكرته برجالها ونسائها وأطفالها وخيامها، مسيرة كلما حلت ذكراها تطفو الى السطح صورها في أعينه، مملوءة بمشاعر الاعتزاز والفخر في المشاركة فيها والإسهام في تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني.

في دوار ايت حمو باقليم الخميسات لم يبق من نسائه ورجاله من شارك في المسيرة الخضراء إلا أشخاص معدودون على رؤوس الاصابع بعدما غيب الموت الباقي، ومن هؤلاء هذا الشيخ الامازيغي الشاهد على جيل المسيرة الخضراء الذي يحرص على غرس قيم حب الوطن في نفوس أبنائه وأحفاده.

انطلاق لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة من الرباط في اتجاه الداخلة

انطلق يوم الاثنين بالرباط ، لحاق "قافلة السلام على الطريق" في نسخته الثالثة في اتجاه مدينة الداخلة تحت شعار "السير على خطى المسيرة الخضراء لربط الشمال بالجنوب وتجديد أواصر الأخوة والالتحام".

وقال رئيس الجمعية الملكية لأصدقاء السلام عبد العزيز باسو ، إن هذا اللحاق الذي ينظم بمبادرة من الجمعية من 2 إلى 9 نونبر الجاري ، سيربط بين مدينة الرباط التي شكلت محطته الأولى ومدينة الداخلة، عبر مدن مراكش وتزنيت وكلميم وسيدي إفني وطانطان والعيون والسمارة وطرفاية وبوجدور والداخلة.

وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن هذه القافلة تنظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء التي تشكل لحظة قوية لاستحضار الأمجاد التي طبعت هذه الملحمة التاريخية الخالدة، والتي ستظل منقوشة بمداد من ذهب في الذاكرة الحية للمغرب، الذي يواصل مسيرته المباركة نحو مدارج التقدم والرخاء تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأشار السيد باسو إلى أن برنامج هذا اللحاق الذي ينظم على مدى ثمانية أيام بتنسيق مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يتضمن زيارة عدد من المآثر التاريخية وبعض المراكز الاجتماعية، وتوزيع بعض الهدايا، وشهادات تقديرية، وتنظيم حفل رياضي استعراضي في ساحة المشور بمدينة كلميم.

من جهتها، أبرزت حنان بنسعيد فاعلة جمعوية ، في تصريح مماثل ، أن النسخة الثالثة من قافلة السلام ستعرف لأول مرة مشاركة مجموعة من الفنانين المغاربة، من بينهم عبد القادر مطاع، وصفية الزياني، وأنور الجندي ، ومحمود ميكري، ورشيد برياح، ومحمد عاطفي وليلى المريني، وعدد من الكتاب والشعراء وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني.