الأخبار
الثلاثاء 17 دجنبر، 2019

اختتام فعاليات الدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية - الصينية

 اختتام فعاليات الدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية - الصينية

اختتمت، يوم الأربعاء بالرباط، فعاليات الدورة الثامنة لندوة العلاقات العربية - الصينية والحوار بين الحضارتين العربية والصينية بإصدار بيان ختامي تضمن عددا من المقترحات منها الدعوة إلى النظر في إمكانية إنشاء مؤسسة عربية صينية خاصة تعنى بتعزيز التعددية الثقافية.

وأوصى المشاركون في الندوة، التي احتضنتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج على مدى يومين، بتشجيع فتح مراكز ثقافية لدى الصين والدول العربية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة بين الطرفين، وذلك في إطار التنوع الثقافي واللغوي والديني والإثني وتعزيزا للتعاون بين الجانبين، وفي نطاق رؤية متوسطة أو طويلة الأمد.

كما دعا البيان، في الشق المتعلق باستعمال التكنولوجيا الحديثة في الميدان الثقافي لإشاعة ثقافة السلام وأخلاقيات الحوار، إلى إعداد منصات إلكترونية لنشر المعرفة الدينية الآمنة، ومكافحة أفكار التطرف والعنف والإرهاب، والنظر في إنشاء متاحف رقمية لتعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك، وإعداد أشرطة سينمائية ووثائق رقمية مشتركة تستهدف بناء قدرات الشباب والأطفال لخدمة أنفسهم وأوطانهم في مختلف المجالات وكذا حمايتهم من كافة السلوكيات السلبية.

وشدد المشاركون على ضرورة مواصلة تنفيذ برنامج تبادل الزيارات بين الطلاب العرب والصينيين كأساس لدعم التعارف بين الشعوب، وتشجيع البعثات الطلابية وتبادل المواهب والطاقات الفكرية والإبداعية، والعمل على تشجيع وتطوير السياحة الثقافية بين الجانبين العربي والصيني، ومشاركة المرأة والشباب في تنفيذ المشاريع الثقافية ذات الصلة بحوار الحضارات. وأكد المشاركون حرص الطرفين العربي والصيني على مواصلة تكريس روح طريق الحرير المتمثل في "السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة والمنفعة المتبادلتين والكسب المشترك"، وتحقيق التواصل بين الحضارتين والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعب الصيني والشعوب العربية من أجل إقامة مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، على أساس الاحترام المتبادل وتحالف الحضارتين، باعتبارهم شركاء طبيعيين في بناء مبادرة "الحزام والطريق".

كما أكدوا على التصدي للتطرف ومكافحته من جذوره ودعم الجهود المتبادلة في هذا المجال، ورفض ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وربط التطرف والإرهاب بدين أو بعرق. ورحبوا بمبادرة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الداعية إلى دعم ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات، عبر إنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار.

وبهذه المناسبة وجه المشاركون رسالة شكر وعرفان وتقدير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس علی کرم الضيافة وحسن الاستقبال.

وتم في ختام هذه الندوة عرض أغنية بعنوان "مرسول السلام" تتغنى بقيم السلم والأمن وتنبذ الحروب والصراعات وويلاتها، من أداء مجموعة الإخوان أفرايت. كما قدمت النقابة المغربية للفنون التشكيلية والفوتوغرافيا هدية تذكارية تجسد العلاقات العربية-الصينية، إلى رئيس الوفد الصيني. يشار إلى أن هذه الندوة التي عرفت مشاركة مسؤولين وخبراء وباحثين في مجال حوار الحضارات والثقافات من المغرب والصين والدول العربية، تمحورت حول خمس جلسات تناولت عدة مواضيع منها "مقومات الرأسمال المادي واللامادي في الفضاء العربي- الصيني والأدوار الجديدة لدبلوماسية القوة الناعمة"، و"دور التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والنوعية والمجالية في بناء ثقافة السلام"، و"استلهام نظريات التعددية الثقافية لتدبير واقع التنوع الثقافي وكفالة الحقوق الدينية والثقافية والاجتماعية للجماعات"، و"دور وسائل الاتصال التقليدية والثورة المعلوماتية الحديثة في نشر المعرفة الدينية ومكافحة التطرف والكراهية والإرهاب"، و"الأدوار الجديدة للصناعات الثقافية والإبداعية النموذجية في ميدان نشر ثقافة السلام والحوار والتفاهم.

وتأتي هذه الدورة، التي تقام لأول مرة في المغرب، لتؤكد على عمق الروابط الثقافية والحضارية الوثيقة بين الجانبين العربي والصيني على امتداد التاريخ، والمساهمات الجليلة المشتركة لكل منهما في تقدم الحضارات البشرية وما ينبثق عنها من الصداقة العميقة بينهما.

وستحتضن الصين الدورة التاسعة من الندوة سنة 2021.

(ومع 18/12/2019)