الأخبار
الاثنين 11 سبتمبر، 2017

الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين بأكادير

الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين بأكادير

إسدال الستار على الدورة الثانية لقمة الفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية 

أسدل الستار، مساء يوم الأربعاء بأكادير، على أشغال الدورة الثانية لقمة الفاعلين غير الحكوميين في مجال مكافحة التغيرات المناخية "فرصة المناخ" ( كليمات شانس ) ، وذلك بعد ثلاثة أيام من النقاش المرتبط بالعديد من الرهانات ذات الصلة بالمناخ من ضمنها إكراهات التمويل ، ومساهمة الحكومات المركزية في المبادرات المحلية، والتقائية أجندة المناخ مع المخططات التنموية. 

وحسب المنظمين، فإن هذا الحدث العالمي ، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهد "نجاحا باهرا" ، على اعتبار أنه جدد التأكيد على التعبئة ، و أكد الطموحات الكبيرة المتوفرة لدى مختلف المتدخلين للعمل من أجل محاربة التغيرات المناخية ، بالرغم من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الالتزام باتفاقية باريس. 

وخلال هذه القمة، التي تميزت بمشاركة حوالي خمسة آلاف شخص ينتسبون إلى 80 بلدا، من ضمنها الولايات المتحدة، أعرب النشطاء الجمعويون والمنتخبون المحليون والفاعلون الاقتصاديون عن رغبتهم في مواصلة عملهم الملموس ، خارج إطار المبادرات الحكومية، وذلك لإسماع صوتهم في الدورة 23 لقمة المناخ "كوب 23" التي من المقرر أن تنعقد في مدينة بون الألمانية . 

وقد جدد الفاعلون غير الحكوميون الأمريكيون تأكيدهم على المضي قدما في التعبئة والمبادرة العملية من أجل المساهمة في مكافحة التغيرات المناخية ، على الرغم من القرار الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب، والقاضي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس. 

وخلال قمة "فرصة المناخ" بأكادير التي توجت بإصدار بيان ختامي ، حظي الالتزام القوي للمغرب والمجتمع المدني المغربي بالعمل من أجل تفعيل مضامين أجندة المناخ العالمية بالتنويه ، بعدما شكلت موضوعا للتداول الواسع خلال أشغال هذا الملتقى العالمي. 

وفي هذا السياق، أوردت السكرتيرة التنفيذية للإتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية السيدة باتريسيا إسبينوزا ، التجربة المغربية باعتبارها "نموذجا لنهضة افريقيا" في ما يتعلق بالملائمة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر ، وكذا في ما يخص الانخراط القوي في دعم وتكثيف المبادرات التي تخدم المناخ. 

وكما كان عليه الأمر خلال انعقاد قمة "كوب 22" في نونبر الماضي بمراكش، فإن قمة "كليمات شانس" بأكادير خصصت جانبا من أولويات اهتمامها للرهانات المناخية المطروحة على صعيد القارة الأفريقية ، وللفاعلين غير الحكوميين في مختلف بلدان القارة السمراء. 

ومن جهة أخرى، قد شكل التوقيع، مساء أمس الثلاثاء ، على "إعلان المنتخبين المحليين والجهويين الأفارقة" واحدا من أقوى اللحظات خلال أشغال الدورة الثانية لقمة "كليمات شانس" ، والذي بموجبه يلتزم المنتخبون المحليون الأفارقة بالعمل على تكثيف مبادراتهم إزاء مكافحة الاحترار المناخي ، خاصة من خلال تبنيهم لسياسات تخدم الحفاظ على المحيط البيئي ، وتحظى بدعم من طرف نظرائهم في مناطق أخرى عبر العالم. 

وبما أن وضع وتفعيل برامج ومشاريع تخدم الحفاظ على البيئة يحتاج إلى توفير الأرصدة المالية الضرورية لهذه الغاية، فإن الولوج إلى مصادر التمويل شكل محور نقاش واسع خلال الأيام الثلاثة للملتقى العالمي الذي احتضنته مدينة أكادير حول المناخ. 

وفي هذا الصدد ، سجل رئيس قمة "كوب 22" السيد صلاح الدين مزوار، أن الولوج إلى التمويل الموجه للمشاريع البيئية لا يزال يصادف العديد من العقبات، وذلك لكون المسؤولين عن صناديق الاقتراض يفكرون بمنطق العائدات المادية للمشاريع الممولة . 

وبالنسبة لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد نزار بركة، فإن المغرب ، وفي إطار تفعيل الجهوية المتقدمة، بصدد تنزيل مخططات للتنمية الجهوية تدمج بقوة البعد المناخي، مبرزا أن بلورة هذه المبادرة جاءت على إثر مشاورات واسعة مع مختلف الفاعلين المعنيين. 

وأضاف السيد بركة أنه تم وضع سياسة تمويلية لفائدة الفاعلين المحليين ، وذلك على أساس خلق بنك للجماعات المحلية قصد تعبئة أرصدة تمويلية لهذه الغاية . 

وإلى جانب القضايا المتعلقة بالتمويل، فقد انصب الاهتمام، خلال ملتقى أكادير، على قضايا أخرى لا تقل أهمية عن المشاكل التي تعترض الولوج إلى الاقتراض، من قبيل المشاكل المرتبطة بالهجرة ، والتغيرات المناخية، والمبادرات الطموحة المعلن عنها خلال "كوب 22" في مراكش، ومن جملتها "الحزام الأزرق" الخاص بالحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية ، و"الواحات المستدامة" ، والشراكات الموجهة لخدمة المناخ. 

وبالنسبة للمنظمين للدورة الثانية لقمة "فرصة المناخ" (مجلس جهة سوس ماسة، و"جمعية كليمات شانس")، فإن هذا الملتقى العالمي يشكل إجابة شافية على المتشائمين إزاء مستقبل المناخ على الصعيد الكوني، فضلا عن كون هذه القمة تعطي دفعة نوعية جديدة للعمل من أجل المناخ سواء من طرف الحكومات، أو باقي الفاعلين من منظمات غير حكومية، وهيئات منتخبة، وقطاع خاص، وغيرهم من المتدخلين. 

التوقيع في أكادير على "إعلان المنتخبين المحليين والجهويين الأفارقة"

تم ، مساء يوم الثلاثاء ، التوقيع على "إعلان المنتخبين المحليين والجهويين الأفارقة" ، وذلك في إطار أشغال اليوم الثاني من الملتقى العالمي للفاعلين غير الحكوميين في مجال التغيرات المناخية "فرصة المناخ" (كليمات شانس ) الذي تحتضنه مدينة أكادير من 11 إلى 13 شتنبر الجاري. 

وقد وقع على هذا الإعلان ممثلون عن ثلاثة جهات مغربية همت جهة سوس ماسة، وجهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة ، وممثلون عن مجموعة من الجهات الإفريقية، وذلك بحضور ممثلين عن جمعية الجهات الفرنسية، وبعض الفاعلين غير الحكوميين المنتسبين لولاية كاليفورنيا الأمريكية. 

واعتبر رئيس جهة سوس ماسة السيد إبراهيم حافيدي ، في تصريح صحافي عقب توقيعه على هذا الإعلان ، أن هذا الحدث "يشكل لحظة تاريخية هامة في مسلسل انخراط القارة الإفريقية في مكافحة التغيرات المناخية". 

وأوضح أن هذا التوقيع يعكس التزام المنتخبين المحليين والجهويين على صعيد القارة الإفريقية بالعمل جنبا إلى جنب مع نظرائهم في جهات أوربا من أجل مكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية ، والسعي إلى تحقيق واحد من أهم الأهداف المسطرة في اتفاقية باريس ، والمتمثلة في تقليص حرارة كوكب الأرض بدرجتين اثنتين. 

ومن جملة النداءات الواردة في الإعلان اعتماد وتفعيل برنامج لتقوية الكفاءات وتعزيز المساعدة التقنية الموجهة للحكومات المحلية والجهوية في افريقيا قصد تمكينها من بلورة مشاريع مؤهلة للولوج إلى التمويل ، خاصة لدى "الصندوق الأخضر" الموجه للمناخ ، مع التأكيد في هذا الصدد على ضرورة تبسيط الإجراءات. كما ذكر بأهمية مسلسل التعاون اللامركزي الذي يجب أن يكون متناسقا مع التنمية المؤسساتية ، وملازما لتقوية الكفاءات. 

وجدد الموقعون على الإعلان تشبثهم بإطار التعاون المتعدد الأطراف المتوفر من خلال جمعية "كليمات شانس"، والتزامهم بمكافحة الاختلالات المناخية وذلك عن طريق استباق تطور المجال الترابي محليا وجهويا ، خاصة على مستوى المناطق الحضرية ، وذلك حتى يتسنى مستقبلا تفادي الانبعاث المتنامي للغازات الدفيئة ، والإسراع منذ الآن باتخاذ الإجراءات الملائمة الضرورية. 

كما شددوا ، من خلال الإعلان، على أهمية الإقرار بخاصية التحديات المرتبطة بالاختلالات المناخية في القارة الإفريقية ، والتي تبرر إعطاء الأولوية للولوج إلى الطاقة، وإعداد التراب، والتخطيط الحضري، مع مراعاة التكامل بين المجالين القروي والحضري ، خاصة في الشق المتعلق بالسياسات الزراعية المستدامة الضامنة للأمن الغذائي لساكنة هذه المجالات الترابية. 

(ومع 13/09/2017)

الفاعلون غير الحكوميون في مجال المناخ يرصدون الوضعية البيئية قبل انعقاد قمة "كوب 23"

واصل الفاعلون غير الحكوميون في مجال محاربة التغيرات المناخية مشاوراتهم يوم ،الثلاثاء، بأكادير في إطار الدورة الثانية لقمة "فرصة المناخ" ( كليمات شانس ) ، وذلك بالوقوف على الحالة التي يتواجد عليها الوضع البيئي عبر العالم بعد مضي سنتين على اعتماد اتفاقية باريس، وكذا قبل أسابيع معدودة عن تنظيم القمة العالمية للمناخ "كوب 23". 

وقد حظيت القضايا ذات الصبغة الاستعجالية باهتمام المشاركين في مختلف الورشات والندوات التي انعقدت اليوم، ومن ضمنها على الخصوص القضايا المرتبطة بالتمويل ، والإلتقائية بين الالتزامات المسطرة في أجندة المناخ والتنمية، إضافة إلى التنسيق بين الحكومات والفاعلين غير الحكوميين، واعتماد المقاربات المجالية في معالجة إشكاليات المناخ في ارتباطها بالقضايا التنموية. 

وكما كان عليه الحال خلال انعقاد قمة مراكش لأطرف اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22" التي انعقدت بمراكش في نونبر الماضي، فقد أولت الدورة الثانية لقمة "كليمات شانس" للفاعلين غير الحكوميين بأكادير اهتماما خاصا للقارة الافريقية ، وللمنظمات المدنية المنتسبة للقارة السمراء، وكذا للقطاع الخاص ، والجماعات المحلية الإفريقية. 

وخلال ورشة تناولت موضوع المدن الإفريقية في مواجهة التحديات المناخية، انصب الاهتمام على رصد الوقع الذي تخلفه ظاهرة التغيرات المناخية على مستوى المراكز الحضرية الإفريقية ، والتي تلقي بثقلها على التجليات السلبية للظواهر السوسيو اقتصادية . 

وقد تأتي خلال قمة "فرصة المناخ" بأكادير استعراض بعض المبادرات الطموحة على الصعيد القاري ، وفي الوقت ذاته تمت إثارة مجموعة من التساؤلات التي تطرح بحدة بالنسبة للمدن من قبيل طبيعة الاستراتيجيات الواجب تبنيها من أجل الرفع من إمكانيات التأقلم والتقليص من الانبعاثات الغازية إلى جانب الوسائل الممكن اعتمادها من أجل الملائمة بين الأولويات التنموية المستعجلة ،والحاجيات البعيدة المدي من جهة ثانية. 

وعلاوة عن ذلك، فقد تناول المشاركون في الملتقى العالمي حول المناخ بأكادير مواضيع أخرى ذات أهمية بالغة من جملتها على الخصوص الهجرة ، والتغيرات المناخية، والمبادرات الطموحة المعلن عنها خلال "كوب 22" في مراكش، من قبيل "الحزام الأزرق" الخاص بالحفاظ على النظم الإيكولوجية البحرية ، إلى جانب "الواحات المستدامة" ، والشراكات الموجهة لخدمة المناخ. 

وسجل الفاعلون غير الحكوميون في الملتقى العالمي لأكادير أنه خلال توسيع عملية تنزيل المشاريع على أرض الواقع يتأتى تحقيق الأهداف المسطرة بخصوص مكافحة التغيرات المناخية . ومن ثم فإن منظمي هذا الملتقى يعتبرون هذا النداء بمثابة دعوة لاتخاذ مبادرات مستعجلة من أجل القضية المناخية، وذلك قبل حوالي شهرين من انعقاد قمة"كوب 23" التي ستلتئم في مدينة بون الألمانية. 

"الاتحاد من أجل المتوسط " يقدم استراتيجية عمله في مجال المناخ

قدم الكاتب العام المساعد " للاتحاد من أجل المتوسط" جورج بوريغو، يوم الثلاثاء ، الخطوط العريضة لإستراتيجية عمل الإتحاد الخاصة بالمناخ ، وذلك في إطار أشغال اليوم الثاني من قمة الفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية "كليمات شانس"، التي تتواصل أشغالها إلى غاية يوم غد الأربعاء بمدينة أكادير . 

وأوضح السيد بوريغو، المسؤول عن الطاقة والعمل من أجل المناخ ب "الاتحاد من أجل المتوسط "، أن هذه الاستراتيجية تعطي الأولية للأبعاد المحلية والجهوية على مستوى الدول الأعضاء ، مشيرا إلى أن خطة العمل المتبناة من طرف الاتحاد ترتكز على معطى غاية في البساطة مفاده أن المبادرات المتخذة على الصعيد الدولي لا تجد طريقها نحو التنفيذ الصحيح إلا من خلال تنزيلها بتناغم مع الخصوصيات المحلية والجهوية. 

وأضاف المسؤول المتوسطي ، الذي كان يتحدث ضمن ورشة خصصت لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه تنزيل الأجندة المناخية على صعيد ضفتي البحر الأبيض المتوسط ، أن هذه المنطقة تتواجد بها ساكنة تصنف ضمن الفئة العمرية الأكثر شبابا على الصعيد العالمي ، كما تتواجد بها بعضا من أكبر التحديات التي يعرفها العالم في الوقت الراهن ومن ضمنها التغيرات المناخية ، وظاهرة البطالة في صفوف الشباب. 

ولاحظ أن هاذين العاملين يشكلان سببين رئيسيين للتحديات المتنامية التي تشهدها المنطقة المتوسطية ، والمتمثلة في الهجرة ، وندرة الميا ه، والتفاوتات الاجتماعية التي تزداد تفاقما ، ونقص الفرص بالنسبة للشباب مما يقود بهم إلى الاقصاء الاجتماعي ، إضافة إلى مشكل التطرف . 

وبعد أن نوه بالالتزام القوي للمغرب بخصوص تنفيذ الأجندة المناخية العالمية إلى جانب جهوده المبذولة في مجال التحول نحو استخدام الطاقات النظيفة ، أشار السيد بوريغو إلى أن المغرب يراكم تجربة طويلة في مجال اللامركزية ، الشيء الذي يساعد على تقوية ديمقراطيته التمثيلية على المستوى الجهوي ، وهذا ما يؤدي بالتالي إلى خدمة مسلسل الإصلاحات الترابية الذي انخرطت فيها المملكة . 

واعتبر أن الإصلاحات اللامركزية بالمغرب تشكل نموذجا على صعيد منطقة الحوض المتوسطي ، حيث سجل أن هناك جهات تتطور لتصبح كيانات وظيفية واقتصادية فعلية ، مع توفرها على وسائل واختصاصات موسعة ، خاصة في ما يتعلق بالعمل لفائدة القضايا ذات الصلة بالمناخ والبيئة. 

يذكر أن الدورة الثانية لقمة أكادير للفاعلين غير الحكوميين في مجال محاربة التغيرات المناخية "فرصة المناخ " (كليمات شانس)، كانت قد انطلقت أشغالها، أمس الاثنين، بتوجيه نداء قوي من أجل مزيد من التعبئة على الصعيد العالمي لمواجهة التكلفة الباهضة جدا للآثار السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية. 

(ومع 12/09/2017)

الدعوة إلى تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل الترافع لفائدة المشاريع البيئية وحشد التمويل اللازم لتنفيذها

دعا مسؤولون مغاربة وأجانب، يوم الاثنين بأكادير، إلى تضافر جهود مختلف المتدخلين المعنيين بقضايا البيئة، وذلك من أجل ضمان ترافع أفضل لفائدة المشاريع الموجهة للتصدي للتغيرات المناخية ، وبالتالي العمل على حشد التمويل اللازم لتنفيذها. 

وأوضح السيد صلاح الدين مزوار رئيس قمة "كوب22" ، في ندوة صحافية عقدها بمعية فاعلين محليين ودوليين في مجال البيئة ، على هامش الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لقمة "فرصة المناخ" (كليمات شانس ) ، أن رصد التمويل الضروري لتنزيل المشاريع البيئية لا يزال تعترضه العديد من العراقيل ، لاسيما وأن الممولين غالبا ما يفكرون بمنطق عائدات الربح الممكن تحصيلها. 

وأكد السيد مزوار ، في هذه الندوة الصحافية ، التي حضرتها السيدة باتريسيا إسبينوزا، السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، أن هناك بعض الدول التي قد لا تسعفها وضعيتها الاقتصادية للحصول على مثل هذه القروض بسبب مطالبة الممولين بتوفير ضمانات قبل الموافقة على منح قروض، مشيرا إلى أن رئاسة "كوب 22" تعمل جاهدة من أجل تدليل مختلف العقبات التي تحول دون تيسير عملية الاستفادة من صناديق التمويل الخاصة بالمشاريع البيئية. 

وأعلن، في نفس السياق ، عن إطلاق مبادرة للبنك العالمي تسمح بالولوج إلى تمويل خاص بمواكبة السياسات العمومية ، إضافة إلى إطلاق مبادرة أخرى موجهة لبعض الدول من ضمنها المكسيك وبنغلادش وفيتنام ، معتبرا أن هاتين التجربتين يمكن الاستناد إليهما للمضي بعيدا في ما يتعلق بتمويل المشاريع البيئية الخاصة بالقارة الافريقية . 

من جهته، أكد السيد غونان دانتيك، رئيس جمعية "كليمات شانس"، التي تنظم الملتقى العالمي لأكادير بمعية مجلس جهة سوس ماسة ، أن الفاعلين غير الحكوميين في مجال مكافحة التغيرات المناخية لديهم من القوة ما يجعلهم قادرين على التأثير في القرارات الواجب اتخاذها إزاء التمويلات الموجهة للمشاريع البيئية، مبرزا أن أشغال ملتقى أكادير تصب في جانب منها في هذا الإطار، وهو ما سيسمح بدعم المساعي المبذولة من طرف الحكومات ، والوصول بالتالي إلى حشد التمويل الضروري لتنزيل المشاريع الخاصة بالحد من الوقع السلبي للتغيرات المناخية. 

بدوره، شدد رئيس مجلس جهة سوس ماسة السيد إبراهيم حافيدي، على ضرورة ضم الجهود المبذولة من طرف حكومات الدول الإفريقية إلى جهود المنتخبين المحليين لما فيه مصلحة القارة الإفريقية ، مشيرا إلى أن الدورة الثانية ل"كليمات شانس" بأكادير سيصدر عنها "إعلان المنتخبين المحليين والجهويين الأفارقة" الذي من شأنه أن يوفر الدعم والمواكبة لتطلعات والتزامات القارة السمراء إزاء مكافحة التغيرات المناخية. 

انطلاق أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين بأكادير 

انطلقت، صباح يوم الاثنين بمدينة أكادير، أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين المعروفة باسم "كليمات شانس"، المنظمة إلى غاية 13 شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

ويعرف هذا الملتقى العالمي، المنظم من طرف مجلس جهة سوس ماسة وجمعية "كليمات شانس"، مشاركة حوالي ثلاثة آلاف شخص من نشطاء العديد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية ، ونخبة من الشخصيات المهتمة بقضايا البيئة والتغيرات المناخية ، وممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.

وسينكب المشاركون في هذا الملتقى العالمي على مناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بحماية المحيط البيئي الكوني من قبيل التحولات الإيكولوجية ، والموارد المائية ، والزراعة ، والغابات ، والمحيطات ،والتنوع الإحيائي ، وتدبير الموارد الطبيعية ، وملائمة التمويلات المرتبطة بالمناخ وغيرها.

القمة العالمية للمناخ للفاعلين غير الحكوميين(كليمات شانس) بأكادير تضع المغرب من جديد في قلب الاهتمام العالمي 

بعدما استضافت مراكش القمة العالمية لمؤتمر الاطراف حول التغيرات المناخية (كوب 22) في شهر نونبر الماضي ، يعود المغرب ابتداء من يوم ،الاثنين ، ليكون من جديد في قلب الاهتمام العالمي ، حيث ستحتضن مدينة أكادير على مدى ثلاثة ايام لقاء عالميا آخر للفاعلين غير الحكوميين المهتمين بقضايا التغيرات المناخية. 

ويشكل هذا اللقاء ، المعروف باسم "قمة كليمات شانس" ، وهي القمة الثانية من نوعها ، أرضية للقاء والتحسيس من أجل بلورة خطة عمل موحدة تتمحور حول تنزيل اتفاق باريس ، علاوة عن كونه يفتح الفرصة للفاعلين غير الحكوميين من أجل إعادة تقييم المساهمات الوطنية المرتبطة بمحاربة الاختلالات المناخية. 

فلا أحد يجادل في أن الأشواط الواجب اجتيازها من أجل احتواء إشكالية احترار كوكب الأرض تعد طويلة وشاقة، كما أنها محفوفة بالكثير من العراقيل. 

فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقدم خلال شهر مايو الماضي على سحب انخراط بلاده في الاتفاق التاريخي الذي سبق أن تم التوصل إليه حول المناخ . وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على الجهود المبذولة من أجل تقليص حدة الاحترار الكوني بدرجتين اثنتين ، كما أن هذا الإجراء من شأنه أيضا أن يؤثر سلبا على موقف دول أخرى إزاء التماس الحلول الممكنة لإشكاليات التغيرات المناخية. 

واعتبارا لذلك، فإن مشكل التغيرات المناخية يبدو مثيرا لانشغالات الكثيرين على الصعيد الكوني ، وذلك بالموازاة مع عدد من القضايا الأخرى المرتبطة بذلك ، ومن ضمنها مكافحة الفقر، والولوج للطاقات المتجددة ، والماء ، والاستفادة من الموارد الطبيعية الأخرى ، إلى جانب الانتفاع من عوائد التنمية المستدامة. 

ويشكل الملتقى العالمي لأكادير بالنسبة لشبكات الفاعلين في المجتمع المدني ، إضافة إلى الجماعات المحلية والقطاع الخاص فرصة مواتية لإسماع صوتهم من جديد ، والتعريف بجدوى التزاماتهم إزاء محاربة التغيرات المناخية، إضافة إلى سعيهم من أجل الدفع بالحكومات لاتخاذ قرارات وإجراءات عملية تساعد على رفع التحديات الآنية التي تطرحها التغيرات المناخية. 

وخلال ملتقى أكادير، فسيتداول المشاركون حول مجموعة من القضايا من قبيل التحولات الإيكولوجية ، والتشغيل ، والماء ، والزراعة ، والغابات ، والمحيطات ،والتنوع الإحيائي ، والابتكار ، وتدبير الموارد الطبيعية ، إلى جانب ملائمة التمويلات المرتبطة بالمناخ. 

وبالنسبة للجهة المنظمة لهذا الملتقى العالمي ، وهما مجلس جهة سوس ماسة ، وجمعية "كليمات شانس"، فإن هذا الملتقى الدولي سيعرف مشاركة حوالي 3 آلاف شخص من منتخبين ، ونشطاء المجتمع المدني ، ووزراء ، وممثلي وأرباب المقاولات ،إضافة إلى مشاركة عدد من الشخصيات الدولية من ضمنهم رئيس "كوب 20" ، مانويل بولكار فيدال، ورئيس "كوب 22" صلاح الدين مزوار وغيرهم. 

وبالنسبة للسد إبراهيم حافيدي، رئيس مجلس جهة سوس ماسة، فإن القمة الثانية ل"كليمات شانس"، التي ستعرف تنظيم أزيد من 80 ورشة لمناقشة الممارسات الفضلى، "تشكل لحظة هامة من أجل تثمين التقدم الحاصل على مستوى المبادرات العملية التي تقف وراءها المنظمات غير الحكومية". 

ومن جهته، أوضح السيد صلاح الدين مزوار ، أن ملتقى أكادير سيتيح الفرصة لعقد لقاءات من مستوى عال حول الشراكات المتمخضة عن قمة مراكش ، خاصة في الشق المتعلق منها بالدفع في اتجاه إطلاق مزيد من المبادرات العملية التي تخدم قضايا التنمية ، وتطوير مقاربات النوع ، وحقوق الإنسان . 

أما السيدة حكيمة الحيطي، فسجلت أن قمة أكادير ، باعتبارها ستجمع ممثلين عن عدد من الدول الإفريقية، ستعطي أهمية قصوى للرهانات التي تشغل بال القارة السمراء في ما يتعلق بالملائمة ، والتعمير ، والتعاون اللامركزي . 

وبناء على ذلك ، فإن قمة أكادير مدعوة لرسملة المكتسبات التي تمخضت عن مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية لمراكش "كوب 22"، لاسيما وأن قمة مراكش اتسمت بكون نتائجها ذات ميزة عملية ، كما اكتست بعدا أفريقيا بامتياز. 

وخلال الايام الثلاثة التي ستستغرقها قمة أكادير، فإن المشاركين الذين سيفدون على هذا الملتقى من جهات العالم الأربع، سيعملون على جعل الرهانات المناخية في قلب الأجندة الدولية ، إلى جانب التداول حول الإجابات الممكنة عن الاحتياجات المعبر عنها من طرف ساكنة المعمور، خاصة منهم الفئات الهشة. 

ولعل الكوراث التي تضرب العالم في الوقت الراهن ، ومن ضمنها الأعاصير المدمرة مثل خوصي وهارفي وإيرنا، لتشكل أكبر ناقوس خطر ينذر بضرورة الاستعجال بإيجاد حلول عملية لمواجهة التغيرات المناخية. 

(ومع 11/09/2017)