الأخبار
الخميس 16 ماي، 2013

السيد معزوز: مغاربة العالم ذوو الكفاءات العالية أهم جسر يمكن إقامته بين الشمال والجنوب لتسهيل الانتقال العلمي والتكنولوجي والتنموي

السيد معزوز: مغاربة العالم ذوو الكفاءات العالية أهم جسر يمكن إقامته بين الشمال والجنوب لتسهيل الانتقال العلمي والتكنولوجي والتنم

اعتبر الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج السيد عبد اللطيف معزوز يوم الخميس بسلا أن 500 ألف من مغاربة العالم ذوي الكفاءات العالية يشكلون أهم جسر يمكن إقامته بين الشمال والجنوب لتسهيل الانتقال العلمي والتكنولوجي والتنموي نحو بلدان المغرب العربي الكبير والقارة الإفريقية.

وأبرز الوزير في افتتاح أشغال الدورة السادسة للمؤتمر الدولي حول الهجرة والتنمية (ندوة السياسات العمومية) أن هذه الرؤية تمثل المنظور المستقبلي للمغرب بخصوص التنمية والهجرة باعتبار الهجرة "صلة وصل متينة ورافعة بشرية لانطلاقة تنموية واقتصادية وبشرية مشتركة لصالح شعوبنا ولنسج علاقات أقوى بين المغرب وشركائه".

ودعا إلى استثمار أفضل للرصيد المشترك مع بلدان الاستقبال المتمثل في حوالي 5 ملايين من مغاربة العالم من خلال تمكينهم من ظروف عيش تنسجم مع مقومات أصولهم وثقافة بلد الإقامة وضمان حقوقهم وكرامتهم وحمايتهم من الآثار السلبية للأزمات الاقتصادية وتمكينهم من التعبير عن طاقاتهم الإبداعية والتعريف بنجاحاتهم وتأمين ظروف العودة والاستقرار المريح في بلدهم الأصلي إن أرادوا ذلك.

وأضاف أن هذه القيم كفيلة بجعل سياسات الهجرة والشغل أداة للتنمية المستدامة والمشتركة مشيرا في هذا الشأن إلى أن المغرب الذي يحظى باعتراف دولي بالنظر الى دوره الفعال في تدبير شؤون المهاجرين سواء كدولة مصدرة أومستقبلة للهجرة أوبلد عبور بصدد بلورة استراتيجية وطنية لتدبير شؤون الهجرة والمهاجرين المغاربة في أفق سنة 2030.

من جهته تطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد لحسن الداودي  لإشكالية هجرة الأدمغة نحو البلدان الصناعية الغنية داعيا إلى تنظيم الهجرة في إطار مقاربة مربحة للطرفين تساهم فيها هذه البلدان في تكوين الكفاءات داخل البلدان النامية بدل الاكتفاء باستقطاب أدمغتها العلمية.

وأشار في هذا الإطار إلى أن 18 في المئة من خريجي المدارس الكبرى بالمغرب يغادرون نحو الخارج مؤكدا على ضرورة وضع إطار قانوني جديد ملائم يخول للمغرب الاستفادة من علمائه وتقنييه الذين راكموا التجربة والخبرة في الخارج خاصة في مجال التعليم الجامعي.

من جانبه قال المدير المكلف بمنطقة المغرب العربي في البنك الدولي السيد سيمون غراي إن حركية المهاجرين ومساهمتهم في التنمية موضوع معقد بقدر ما هو ضروري لتحفيز صانعي القرار السياسي على تحسين تدبير الهجرة خاصة بين الشمال والجنوب.

وأضاف أن قدرة المغرب كأول بلد في الجنوب يحتضن هذا المؤتمر وكبلد كبير للهجرة والعبور على الاستفادة من كفاءاته المهاجرة رهينة باستيعاب المحاور التي تتطرق لها هذه الندوة مؤكدا أن البنك الدولي يدعم أيضا شركاءه في هذا المجال عبر تيسير إقامة روابط بين صانعي القرار وأوساط البحث في مجال الهجرة.

وتجدر الاشارة الى أن الدورة السادسة للمؤتمر الدولي حول الهجرة والتنمية تنظم ما بين 16 و19 ماي الجاري بالمغرب تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس بشراكة بين البنك الدولي والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومركز مارسيليا للاندماج في البحر الأبيض المتوسط والوكالة الفرنسية للتنمية ومركز التنمية العالمي لتدارس المعلومات وتبادل التجارب المتعلقة بالرهان الكبير المتمثل في إسهامات الهجرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلدان المصدرة وبلدان الاستقبال.

وتتناول جلسات المؤتمر في مرحلته الأولى الخاصة بندوة السياسات العمومية التي تحتضنها اليوم الخميس الجامعة الدولية للرباط خمسة محاور يناقشها خبراء وفاعلون أجانب ومغاربة وتتعلق بملامح ونوعيات الهجرة والاستغلال الأمثل للمعطيات المتعلقة بالهجرة والمساهمات الإيجابية للجاليات وهجرة العودة وإعادة الاندماج وحركية مهنيي الصحة.

وتتواصل أشغال المؤتمر في مرحلته الثانية من خلال تنظيم ندوة أكاديمية يومي 18 و19 ماي الجاري بجامعة الأخوين بمدينة إفران يلتئم فيها خبراء وباحثون من 16 جامعة ومراكز بحوث مغربية وأمريكية وبريطانية وفرنسية وبلجيكية وألمانية وسويسرية وسويدية وتركية ومكسيكية لتقديم نتائج بحوثهم لأعضاء المجمع العلمي وممثلي السلطات العمومية.

وستناقش جلسات الندوة الثانية محاور ترتبط بالهجرة في علاقتها بالشبكات الاجتماعية والمؤسسات والاقتصاد والأسرة وسوق الشغل والعولمة والتنمية والتنمية بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى جانب محددات الهجرة العالمية وهجرة العودة وانتقاء المهاجرين والمناهج التجريبية لدراسة الهجرات. 

(ومع)