المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يوصي باستخدام "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة
أوصى المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، من خلال لجنته الاستشارية للتشخيص، باستخدام أول اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (بي سي آر) للكشف عن جدري القردة في الوقت الفعلي، تم تصنيعه محليا في المغرب.
وقال المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الذي يقع مقره بأديس أبابا، في بيان، إن موافقته على هذا الاختبار تؤكد على موثوقيته وفعاليته، وهو ما من شأنه تعزيز دور المغرب في المبادرات الصحية العالمية.
وأضاف المصدر ذاته أن "هذا الإنجاز الكبير يتماشى مع الجهود القارية التي يبذلها الاتحاد الإفريقي لتعزيز الاكتفاء الذاتي لأنظمة الصحة العمومية الإفريقية بهدف تحسين فعالية القارة في مجال الاستعداد والاستجابة لتهديدات الأمراض".
وذكر البيان بأن المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها دعم الدول الأعضاء بفضل هذه الخطة القارية من خلال شراء وتسليم مجموعات اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل والتسلسل الجيني، بالإضافة إلى خراطيش GeneXpert، مشيرا إلى أنه قام أيضا بتكوين الدول الأعضاء على جمع ونقل العينات، والسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي، إضافة إلى الاختبار الجزيئي لجدري القردة.
وبحسب البيان فقد قدمت اللجنة الاستشارية للتشخيص، التابعة للمركز، نصائح بالغة الأهمية للدول الأعضاء، وأوصت باختبارات "بي سي آر" محددة للشراء والاستخدام – وهو الدعم الاستشاري الذي أثبت قيمته البالغة للاستراتيجيات الوطنية للتشخيص.
وأحدث المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بتعاون مع وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "أودا-نيباد" اللجنة الاستشارية للتشخيص كآلية جودة لتوجيه اختيار وتقييم والتحقق من صحة واعتماد تقنيات التشخيص المختبري، مع تسهيل تبادل المعطيات.
وخلال حالة الطوارئ الصحية هاته المتعلقة بمرض جدري القردة، يضيف البيان، عمل المركز، من خلال لجنته الاستشارية للتشخيص، على نشر نسختين من قائمة اختبارات "بي سي آر" الموصى بها لتشخيص جدري القردة، موضحا أن الاختبارات المدرجة في هذه القائمة اتبعت عملية صارمة ومنهجية، تضمنت مراجعة مستقلة للأدلة المتاحة.
وأضاف أن الاختبارات يجب أن تستوفي المعايير الأساسية، التي حددتها اللجنة الاستشارية للتشخيص، استنادا إلى الملف التعريفي المستهدف للمنتج لمنظمة الصحة العالمية لتشخيص الجدري، مشيرة إلى أن النسخة الثالثة من القائمة الموصى بها صدرت في 12 نونبر 2024. وتتضمن هذه النسخة اختبار "بي سي آر" (UM6P-MAScIR MPOX qPCR 1.0)، المصنع محليا بالمغرب من قبل شركة "مولدياغ".
وأشار البيان إلى أن اللجنة الاستشارية للتشخيص درست الأدلة المتعلقة بهذا الاختبار بناء على المعايير المحددة، بما في ذلك بيانات التقييم المستقل للمعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وخلصت إلى أنه يستوفي كافة المعايير الأساسية، مبرزا أن الأمر يتعلق بإنجاز كبير في الاستجابة لمرض جدري القردة.
في هذا الصدد أكدت نوال الشرايبي، المديرة العامة ل"مولدياغ"، أن الشركة ملتزمة بدعم المرونة الصحية في إفريقيا من خلال تطوير أدوات تشخيص مصنعة محليا.
ونقل البيان، عن السيدة الشرايبي، قولها إن مولدياغ تعتقد أن تعزيز الإنتاج المحلي أساسي لتعزيز الاستعداد والاستجابة للأوبئة في القارة، وهو ما سيمكن من الاستجابة لتحديات الصحة العمومية بسرعة وفعالية.
وإضافت المديرة العامة لمولدياغ "نحن فخورون بالانضمام إلى رؤية المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض من أجل إفريقيا مستقلة وآمنة على الصعيد الصحي".
ويشكل التصنيع المحلي لأدوات التشخيص إحدى الركائز الإستراتيجية الخمس لإطار العمل "منظومة صحة عمومية جديدة لإفريقيا"، الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي من خلال المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض.
من جانبه، أكد المدير العام للمركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض، جان كاسيا، أن اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للكشف عن جدري القردة مغربي الصنع، والذي اجتاز معايير صارمة، وأوصت اللجنة الاستشارية للتشخيص بإدارجه في القائمة، يؤكد أنه يمكن توفير الوسائل الطبية المضادة عالية الجودة، بما في ذلك التشخيصات، محليا في حالات تفشي الأوبئة.
كما هنأ جان كاسيا المغرب على "هذا الإنجاز الاستثنائي"، داعيا الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي إلى التفكير في استخدام هذا الحل التشخيصي أثناء مواصلة الاستجابة لتفشي جدري القردة.
وأشار البيان إلى إن هذه الخطوة الحاسمة ستلهم المصنعين المحليين لوسائل التشخيص والمنتجات الأخرى المتعلقة بتفشي الأوبئة، مبرزا أن المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض ملتزم بالعمل مع هؤلاء المصنعين وأصحاب المصلحة الرئيسيين لضمان توفر المنتجات الطبية اللازمة للأمن الصحي للقارة.
وكان المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية قد أعلنا في غشت الماضي أن تفشي مرض جدري القردة في إفريقيا يمثل حالة طوارئ صحية عامة.
(ومع: 14 نونبر 2024)