الأخبار
الجمعة 19 يناير، 2018

رئيس الحكومة يترأس بالرباط حفل تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية

رئيس الحكومة يترأس بالرباط حفل تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية

السيد العثماني : تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية حلقة من حلقات الإصلاح الذي انخرطت فيه المملكة 

قال رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، يوم الجمعة بالرباط، إن تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية يمثل حلقة من حلقات الإصلاح الذي انخرطت فيه المملكة بعزم وبكل الوسائل الممكنة لتفعيل كل التدابير اللازمة لجعل هذا الإصلاح حقيقة فعلية في حياة المواطنين والمقاولة وفي واقع الإدارة. وأكد السيد العثماني، في كلمة له في حفل تنصيب اللجنة، أن هذه الهيئة الجديدة تعتبر آلية إدارية مستقلة في مهامها، لها أدوار وقائية وتأطيرية وتدخلية واستشارية واقتراحية، من أجل جعل مجال الطلبيات العمومية مجالا للتنافسية وتحقيق الجودة، وأداة عقلانية وشفافة لاستعمال المال العمومي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد على أن هذه الأداة، باعتبارها وسيلة لتدبير أنشطة المرافق العمومية، ليست غاية في حد ذاتها، بل تستجيب لجملة من الأهداف لا بد للإدارة أن تستحضرها عند الإقدام على إعلان صفقة عمومية أو إبرام عقد من أجل إنجاز أشغال، أو طلب توريد بضاعة، أو طلب إنجاز خدمات.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن هذه الأهداف تتمثل في تأمين الخدمة العمومية التي تقدمها المرافق العمومية للمواطنين، وتحقيق جودتها، وعقلنة تدبير المال العام والحفاظ عليه، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال جعلها أداة لجلب الاستثمار وتشجيعه وتحسين مناخ الأعمال.

وأضاف أن تحقيق هذه الأهداف لن يتأتى دون أن تكون الطلبيات العمومية أداة نزيهة وشفافة وعقلانية، سواء كانت عبارة عن صفقات عمومية في شكل طلبات عروض، أو عقود للتدبير المفوض أو عقود للشراكة بين القطاعين العام والخاص، مبرزا أن وجود هذه اللجنة لدراسة شكايات المقاولين، والبت فيها بكيفية مستقلة، والنظر في النزاعات التي يمكن أن تنشأ بين الإدارة والمقاولة، ومواكبة مختلف مصالح الأدارت العمومية المكلفة بالشراءات العمومية، وتقديم مقترحات للحكومة من أجل تجويد المنظومة القانونية المتعلقة بالطلبيات العمومية، يعتبر حلقة أساسية في تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

وأعرب السيد رئيس الحكومة عن اقتناعه بأن هذه الآلية، فضلا عن كونها أداة من أدوات تخليق الحياة العامة، هي في الوقت ذاته أداة لترسيخ الثقة والمصداقية لدى الفاعلين الاقتصاديين، والمستثمرين الوطنيين والأجانب على حد سواء، من خلال توفير ضمانات فعلية لحماية المقاولة من كل أوجه التعسف والتجاوز التي يمكن أن تتعرض لها.

ودعا السيد العثماني أعضاء اللجنة إلى العمل بانفتاح أكبر من أجل تطبيق سليم للقانون في ما يعرض عليها من حالات، ووضع برنامج عمل طموح من أجل تأهيل مختلف الشركاء في مسلسل إعداد وتنفيذ الشراءات العمومية، وترسيخ معايير محددة وتوحيد مساطر العمل، والرفع من قدراتهم على مواجهة أوجه التعثر والخلل في منظومة الطلبيات العمومية.

من جهته، اعتبر الأمين العام للحكومة، السيد محمد حجوي، أن تنصيب اللجنة يشكل قيمة مضافة من خلال مساهمتها في إصلاح منظومة الطلبيات العمومية، التي تعتبر أداة فاعلة من أدوات التحفيز على الاستثمار ورافعة أساسية في تحقيق التنمية وتمكين المقاولة من المساهمة في تنشيط الحركية الاقتصادية وخلق فرص الشغل.

وشدد على أن دور اللجنة، التي يشكل تنصيبها نقلة نوعية في مسيرة الإصلاح، حيوي وأساسي ومن شأنه أن يسهم في تحقيق قدر كبير من الأمن القانوني في مجال الطلبيات العمومية، وتأهيل مختلف الفاعلين، وإشاعة الممارسات الجيدة ومحاربة السلوكات المنافية لمبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص.

تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية

تم، يوم الجمعة بالرباط، تنصيب اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية، وهي هيئة مستقلة ومحايدة ذات طابع تقني، وذلك خلال حفل ترأسه رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني.

وستتولى اللجنة مهام الإشراف على الطلبيات العمومية والتحكم في الإنفاق العام، وضمان مبادئ الشفافية في إبرام وتنفيذ العقود والإنصاف بين المتنافسين والاقتصاد في الإنفاق والنزاهة في تقييم ومعالجة الشكايات، والنجاعة في التسيير والملاءمة مع الحاجيات. وتتألف اللجنة من ثلاثة عشر عضوا مشهودا لهم بالكفاءة والخبرة، بينهم ثلاثة ممثلين مهنيين عن القطاع الخاص. ويرأسها السيد التهامي أولباشا، وتضم 12 عضوا هم السادة عبد الإله فوتير بنبراهيم، وعبد الرحمان شبيهي حساني، وعبد الكريم كيري، وخديجة مسحاق، وعبد الله فاضلي وخديجة فريدي.

كما تضم اللجنة في عضويتها كلا من محمد آيت حسو، وتوفيق إلهامي، وحسن الزايدي، ومصطفى مفتاح، ومنصف زياني، وخالد دهامي.

وترتبط أهمية اللجنة بالتطور الملحوظ في مجال الطلبيات العمومية، التي أصبحت رافعة استراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مدفوعا بالمستوى القياسي للاستثمار العام من قبل الدولة والجماعات الترابية والشركات والمؤسسات العامة الذي ارتفع من 160 مليار درهم في عام 2011، إلى 195 مليار درهم متوقعة في عام 2018، أي ما يعادل 17,4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وفضلا عن كونها أداة من أدوات تخليق الحياة العامة، تعتبر هذه الآلية في الوقت ذاته أداة لترسيخ الثقة والمصداقية لدى الفاعلين الاقتصاديين، والمستثمرين الوطنيين والأجانب على حد سواء، من خلال توفير ضمانات فعلية لحماية المقاولة من كل أوجه التعسف والتجاوز التي يمكن أن تتعرض لها.

وتعتبر اللجنة كذلك آلية إدارية مستقلة في مهامها، ولها أدوار وقائية وتأطيرية وتدخلية واستشارية واقتراحية، من أجل جعل مجال الطلبيات العمومية مجالا للتنافسية وتحقيق الجودة، وأداة عقلانية وشفافة لاستعمال المال العمومي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. 

(ومع 19/01/2018)