الأخبار
الأربعاء 24 أبريل، 2019

السيد رضا الشامي: التشغيل محرك قوي للنمو

السيد رضا الشامي: التشغيل محرك قوي للنمو

أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، السيد أحمد رضا الشامي، يوم الأربعاء بالرباط، أن التشغيل ليس فقط عامل إدماج اقتصادي واجتماعي، بل هو "محرك هام للنمو".

وأوضح السيد الشامي، في كلمة له بمناسبة افتتاح الحوار رفيع المستوى حول "الاستراتيجيات وسياسات التنمية من أجل خلق فرص العمل في شمال إفريقيا: تجديد العلاقات"، أن "التشغيل ليس فقط عاملا للإدماج وبالتالي للتماسك الاجتماعي، ولكنه أيضا محرك قوي للنمو، لا سيما من خلال مساهمته في الاستهلاك وفي الإيرادات الضريبية والاجتماعية".

 وسجل في هذا الصدد، أنه "على الرغم من أن النمو في المغرب هو اليوم أكثر مرونة تجاه الأخطار المناخية مع بداية في تنويع محركاته، إلا أن هذا النمو يخلق فرص عمل أقل من السابق"، موضحا أنه ''إذا كانت نقطة نمو يمكنها أن تنتج ما بين 60 ألف و70 ألف فرصة عمل خلال السبعينيات، فإنها تنتج اليوم ما بين 20 ألف و30 ألف فرصة عمل، وهذا في أفضل الأحوال".

واعتبر السيد الشامي أنه من الضروري العمل على مجموعة من الروافع بطريقة متسقة ومنسقة لخلق دينامية جديدة للنمو والإدماج، والتي يمكن أن تؤدي إلى الاندماج من خلال الشغل.

وأكد على أن دول المنطقة مدعوة للعمل في نفس الوقت على مناخ الأعمال، والتوازنات الماكرو اقتصادية، وعلى تنويع العرض وتحسين القدرة التنافسية، وفي أخر المطاف على تعزيز رأس المال البشري.

من جهته، استعرض وزير الشغل والإدماج المهني، السيد محمد يتيم، أهم العراقيل التي تعيق النهوض بالتشغيل في المغرب، مشيرا، على وجه الخصوص، إلى انخفاض مستوى خلق فرص الشغل المنتجة واللائقة، ونقص نوعي وكمي في الموارد البشرية، وإلى الاختلافات بين المفهوم الحالي للحكامة واحتياجات سوق الشغل. وبعد أن أكد على أن قضية التشغيل تتطلب مقاربة واقعية وجريئة ومبتكرة تأخذ بعين الاعتبار سياق كل فضاء ترابي، أشار السيد يتيم إلى أن الحكومة وضعت مخططا وطنيا لتعزيز التشغيل يضع في صلبه السياسات الاقتصادية والاجتماعية من خلال إشراك الجهات الفاعلة الاقتصادية والاجتماعية وجميع الأطراف المعنية. وذكر بأن هذه الخطة تروم دعم خلق مناصب شغل، وتعزيز أنظمة الوساطة في سوق العمل، وتحسين ظروف العمل وأداء سوق العمل، علاوة على دعم البعد الإقليمي في مجال التشغيل.

من جانبها، أكدت مديرة مكتب اللجنة الاقتصادية لإفريقيا لشمال إفريقيا، السيدة ليليا هاشم نعاس، أن البطالة، ولاسيما لدى الشباب، تشكل تحديا هاما لإفريقيا عامة ولشمال إفريقيا خاصة.

وأشارت السيدة نعاس إلى أن معدل البطالة في شمال إفريقيا وصل سنة 2018، بحسب مكتب العمل الدولي، إلى 11,5 في المائة وهو من بين المعدلات الأكثر ارتفاعا في العالم، مسجلة أنه على الرغم من التقدم المحرز في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والانتعاش الاقتصادي في بعض دول المنطقة التي تشهد تزايدا في معدل النمو، لا تزال منطقة شمال إفريقيا غير قادرة على توفير فرص عمل لائقة بصفة كافية، لتحقيق نمو مستدام وشامل، وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي.

من جهته، سجل المنسق المقيم للأمم المتحدة بالمغرب، السيد فيليب بوانسو، أن العمل اللائق، المقترن بالنمو الاقتصادي والاجتماعي، يوجد في صلب الحقوق والكرامة الإنسانية، وأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالتماسك الاجتماعي، ويشكل أحد المحاور الرئيسية لبناء مجتمع قوي ومرن ومتكامل ومستدام. وأشار السيد بوانسو إلى أن التقارير الأخيرة كشفت عن وجود فجوة كبيرة بين إمكانات الشباب والنقص في التدريب الذي يعيق ولوجهم إلى سوق العمل، داعيا إلى بلورة برامج قادرة على تلبية احتياجات الشباب وتشجيع روح المبادرة لديهم.

وترتكز أشغال هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين، حول ثلاث ورشات ستناقش "الرؤية طويلة المدى: خلق فرص العمل في بيئة متغيرة"، و"المؤسسات وخلق فرص العمل: الأنظمة والحكامة والسياسات العمومية"، و"الولوج إلى الموارد وعوامل الإنتاج: التمويل والمهارات والابتكار". ويشارك في هذا الحوار المنظم من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بشراكة مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، أطر عليا تمثل القطاعين العام والخاص، والأوساط الأكاديمية من المغرب وإفريقيا.

ومع:24/04/2019