بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، شهدت الجماعة الترابية عين الزهرة بإقليم الدريوش، الثلاثاء، تدشين مشروع دارين للولادة والأمومة، تم إنجازه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويهدف هذا المشروع، الذي أشرف على تدشينه عامل الإقليم، السيد عبد السلام فريندو، إلى تقريب الخدمات الصحية من النساء الحوامل، وتحسين مؤشرات صحة الأم والطفل، وفك العزلة عن النساء في المناطق القروية والجبلية، مع تعزيز التوعية بالصحة الانجابية. وتقدم المؤسستان خدمات متعددة تشمل الإيواء قبل وبعد الولادة، وتتبع الحمل، والرعاية الطبية، والتحسيس بقضايا صحة الأم والطفل.
وبلغت التكلفة الإجمالية لإنجاز وتجهيز الدارين أزيد من 4 ملايين و641 ألف درهم، موزعة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (650 ألف درهم)، وبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية (أزيد من 2 مليون و230 ألف درهم للبناء/ ومليون و461 ألف درهم لاقتناء سيارة إسعاف)، ثم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية (300 ألف درهم).
وتتكون دار الولادة من ثلاث قاعات للولادة، جناح للنوم، جناح لرعاية حديثي الولادة، وفضاء للاستقبال والإرشاد، فيما تضم دار الأمومة أربع غرف للنوم، غرفة للممرضة، مطبخا، ومكتبين إداريين.
وفي السياق ذاته، تم إعطاء انطلاقة منظومة الصحة الجماعاتية بدائرتي الدريوش الشمالية والجنوبية، بهدف تشجيع الولادة في وسط مراقب، وتحفيز النساء القرويات على تتبع الحمل، وتسهيل التواصل بين النساء الحوامل والمراكز الصحية ودور الأمومة.
ويستفيد من هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية مليونا و308 آلاف درهم، 70 دوارا، عبر 70 وسيطة جماعاتية، إضافة إلى سيارتين نفعيتين مخصصتين للتحسيس ونقل المستفيدات.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عبد الواحد بلعري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الدريوش، أن دار الولادة توفر بيئة آمنة ومراقبة للنساء الحوامل، بينما تضمن دار الأمومة الإيواء للنساء القادمات من المناطق النائية قبل وبعد الولادة، بما يضمن لهن ظروفا صحية ملائمة.
وأضاف أن منظومة الصحة الجماعاتية تهدف إلى تتبع حالات الحمل وتوجيه النساء إلى المؤسسات الصحية حسب الحاجة، مع السعي إلى تحقيق هدف "صفر وفيات" في صفوف النساء الحوامل والمواليد الجدد، وهو مؤشر تسعى السلطات إلى الحفاظ عليه بفضل الجهود المتواصلة.
من جهتها، أوضحت غزلان بشريوي، مشرفة دار الأمومة ووسيطة جماعاتية، أن هذه المؤسسة تمثل ثمرة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتوفر للنساء الحوامل من المناطق النائية خدمات الإيواء والمراقبة الصحية، في ظروف إنسانية ومهنية. كما أشارت إلى أن منظومة الصحة الجماعاتية تعزز هذه الجهود من خلال التواصل المباشر مع النساء الحوامل عبر الوسيطات الجماعاتيات، وتقديم الدعم والتوعية اللازمة لضمان متابعة صحية مستمرة وولادة آمنة.
أما يسرى العمراوي، رئيسة مصلحة المؤسسات الصحية بالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فقد أكدت أهمية هذا المشروع في تعزيز العرض الصحي لفائدة النساء الحوامل، خاصة في المناطق الجبلية، مشيرة إلى أن دار الولادة توفر خدمات صحية متخصصة، بينما تتيح دار الأمومة فضاء للإيواء والمواكبة الطبية والاجتماعية، مما يسهم في تحسين صحة الأم والطفل على مستوى الإقليم.
ومع:5 نونبر 2025