
تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تارودانت، اهتماما خاصا بالأطفال في وضعية صعبة، وذلك في إطار برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي.
ويهدف هذا البرنامج إلى حماية هذه الفئة الهشة من مختلف أشكال التهميش، من خلال توفير الدعم التربوي والنفسي والاجتماعي، وتأمين ولوجها إلى الخدمات الأساسية، فضلا عن إدماجها التدريجي في الوسط الأسري والتعليمي.
وفي هذا السياق، تم إحداث مركز الإسعاف الاجتماعي المتنقل للأطفال بمدينة تارودانت، بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز الرعاية الميدانية والتدخل السريع لفائدة الأطفال في وضعية هشاشة.
ويعمل المركز الذي تشرف عليه جمعية "أهلي"، على مساعدة الأطفال في وضعية صعبة من خلال تقديم الدعم الفوري والخدمات الأساسية، بما في ذلك الإسعافات الأولية، والاستماع، والتوجيه نحو مراكز الرعاية والتأهيل.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال مدير المركز، رشيد أيت بوملال، إن المركز يهدف إلى التكفل بالأطفال في وضعية صعبة، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة، من خلال توفير الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية لهم.
وأضاف أن هذه المنشأة تم تشييدها سنة 2018، وتم تجهيزها بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقيمة مالية تصل إلى 400 ألف درهم، مشيرا إلى أن التعاون الوطني يعتبر شريكا أساسيا في تسيير المركز من خلال اتفاقية شراكة مع الجمعية المشرفة على التسيير، حيث يقدم منحة سنوية تبلغ مليون درهم.
وفي هذا الصدد، أوضح أن الخدمات المقدمة من طرف المركز تنقسم إلى مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى من خلال العمل الميداني بالشارع، إذ يتم رصد أطفال الشوارع وأماكن تواجدهم بواسطة وحدة متنقلة وفريق تربوي متخصص في الرصد والمتابعة، ثم مرحلة ثانية، تهم استقبال الأطفال داخل المركز، حيث يقدم لهم الدعم القانوني، مثل إعداد الوثائق الثبوتية وبطاقات التعريف الوطنية.
وأكد أن بعد تلقي المركز لتبليغات يقوم بالتدخل الفوري لحل الإشكالات، ويقدم خدمات ميدانية تشمل وجبات غذائية، ملابس، وإسعافات أولية، إضافة إلى التنسيق مع الوحدات الصحية للتكفل بالحالات المستعجلة، مشيرا إلى أن المؤسسة تتوفر على 18 سريرا للإيواء موزعة بين الذكور والإناث، حيث أن عدد المستفيدين من خدمات المركز يبلغ حوالي 80 طفلا سنويا.
كما يسهر المركز، عبر طاقم متعدد التخصصات، على مواكبة هؤلاء الأطفال لإعادة إدماجهم في الوسط الأسري والتربوي، وضمان حمايتهم من مختلف أشكال التهميش والاستغلال، انسجاما مع أهداف برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي.
من جانبها، قالت المساعدة الاجتماعية بالمركز، هاجر معتاه، إن المركز يضطلع بدور أساسي في حماية الأطفال في وضعية الشارع، من خلال مقاربة اجتماعية وتربوية متكاملة تهدف إلى إعادة إدماجهم في محيطهم الأسري والاجتماعي.
وأوضحت أن الفريق الاجتماعي يعمل على مواكبة الأطفال نفسيا واجتماعيا، عبر جلسات استماع ودعم نفسي، بالإضافة إلى تتبع حالتهم الدراسية والصحية لضمان استقرارهم وإعادة دمجهم في الحياة الطبيعية.
وأضافت أن المركز يعتمد على مقاربة تشاركية تشمل المصالح الخارجية، بهدف توفير تكفل شامل ومستدام لهؤلاء الأطفال، مشيرة إلى أن العمل الميداني اليومي يتطلب تنسيقا مستمرا مع مختلف الفاعلين المحليين لتحقيق أفضل النتائج.
من جهة أخرى، يشتغل المركز عبر وحدة متنقلة مجهزة، تضم أطرا اجتماعية وتربوية، تتنقل إلى الأحياء الهامشية والمناطق الحضرية التي تعرف انتشار الظواهر المرتبطة بالهشاشة، لضمان القرب من المستفيدين والاستجابة الفورية لحالات الاستعجال الاجتماعي.
وعموما يعكس مركز الإسعاف الاجتماعي المتنقل للأطفال بتارودانت التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحماية حقوق الأطفال وإعادة إدماجهم في المجتمع، مساهما بذلك في بناء بيئة آمنة ومستقرة لهم، وتعزيز قيم التضامن الاجتماعي.
(ومع: 16 أكتوبر 2025)