
أكثر من كونها مجرد ورشات الفنون، تعتبر "ربيعات أصيلة" سلسلة من المشاغل التي تمثل ملتقى حقيقيا يحتفي بالإبداع والتبادل الثقافي بين فنانين مغاربة وأجانب، والذين يتقاسمون شغف الفن وملكة الموهبة.
ويلتئم في هذا الحدث الفني، الذي يندرج إطار الدورة الربيعية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والأربعين، حوالي 21 فنانا من المغرب والبحرين وسوريا وإسبانيا ورومانيا والمملكة المتحدة.
بقصر الفنون بالمدينة العتيقة لأصيلة، يلتقي هؤلاء الفنانون من خلفيات ومدارس متنوعة وحساسيات مختلفة، في إطار مشاغل الرسم والنحت والطباعة الحجرية، حيث يعملون مثل خلية نحل، كل في عالمه الإبداعي ووفق أسلوبه الخاص، لخلق أعمال فريدة من نوعها، هي في الواقع رموز للتنوع والإبداع.
في مدينة تتنفس فنا وثقافة، يجد هؤلاء المبدعون في كل زاوية منها، مصدر إلهام ومكان لقاء لتبادل الخبرات والمعرفة، مما يسمح لهم بتطوير تقنياتهم والانفتاح على آفاق إبداعية جديدة.
في أجواء مفعمة بالمرح والإبداع، ينخرط هؤلاء المبدعون الذين يمارسون أشكالا فنية مختلفة بتقنيات متنوعة، في حوار فني مثير يتجاوز العوائق اللغوية والثقافية والجغرافية.
بفضل براعتهم وخبرتهم الاستثنائية، يقومون بإعادة تشكيل المواد والقوام لإنشاء أعمال فنية راقية، غنية بالألوان ومفعمة بالعواطف.
في هذا الصدد، أشار الأمين العام المساعد لمؤسسة منتدى أصيلة، توفيق لوزاري، إلى أن هذه المشاغل الفنية تهدف إلى الاحتفال بالربيع، المرادف للإزهار والتجدد والتحول، ولكن أيضا إلى تعزيز الإشعاع الفني والثقافي لأصيلة.
وأشار لوزاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا الحدث الفني يشهد هذه السنة مشاركة حوالي 21 فنانا من المغرب وخارجه، موزعين على مشاغل الرسم والنحت والطباعة الحجرية، وقد أصبحت فضاء للقاء والحوار بين المبدعين من مختلف الخلفيات، مما يوفر لهم أرضية خصبة للتوفيق بين تجاربهم الإبداعية وتقاسم تطلعاتهم الفنية.
وتابع أن هذه المحترفات تتيح أيضا لهؤلاء الفنانين فرصة العمل في جو مشبع بالفن واستكشاف تقنيات جديدة للتعبير الفني، مبرزا أنه سيتم تنظيم معرض جماعي للأعمال المنتجة خلال هذه الورشات يوم 19 أبريل الجاري، للاحتفاء بإبداع هؤلاء الفنانين الموهوبين وتسليط الضوء على إبداعاتهم.
من جانبه، أكد منسق المشاغل الفنية، عبد القادر المليحي، أن هذه الورشات تستقبل أكثر من 20 فنانا مغربيا وأجنبيا، جاؤوا لتقاسم تجاربهم ومعارفهم والاندماج في الأجواء الفريدة لمدينة أصيلة، مدينة الفنون والثقافة بامتياز، مؤكدا أن هذا الحدث يشكل للمشاركين فضاء حقيقيا للحوار والتقارب الثقافي.
من جانبها، اعتبرت الفنانة التشكيلية القادمة من طنجة، نجوى الهيتمي، أن مشاركتها في مشغل الرسم بموسم أصيلة تسمح لها بالاحتكاك مع فنانين كبار وتطوير تقنياتها، فضلا عن معاينة وتقدير أعمال الفنانين المشاركين من مدارس فنية مختلفة.
وتابعت إنه "مكان مثالي للبحث الذي يسمح لنا بالتعمق في سعينا نحو الإبداع، وفرصة مثالية لأي فنان لخوض تجربة غامرة غنية وفريدة من نوعها"، موضحة أن عملها يركز على الحركة والكتابة (الفضاء، المناظر الطبيعية ...).
على المنوال ذاته، قالت الرسامة الإسبانية، خيمينا تيرسيرو، إنها "سعيدة بالمشاركة في مشغل الرسم بأصيلة، الذي يعد مكانا للقاء والتقاسم بين الفنانين من جميع أنحاء العالم، حيث يهيمن الفن والإبداع"، مشيرة إلى أن أعمالها تدور حول موضوعات الهوية والسريالية.
وفي جوهرها، أصبحت مشاغل موسم أصيلة، على مر السنين، ملتقى يلتقي فيه رواد الفن من مختلف المدارس والحساسيات، حيث يجد فيه الفنانون خلوة لتقاسم التقنيات وحافزا على الإبداع ومنطلقا لآفاق وتطلعات فنية أرحب.
(ومع: 15 أبريل 2025)