تشكل المقاولة النسائية "تازولت مود"، المتخصصة في تصميم وصناعة المنتوجات التقليدية والعصرية، نموذجا عمليا للالتزام الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة تمكين المرأة القروية اقتصاديا. وبجمعها بين الشغف والأصالة، أسست فاطمة تازولت، وهي شابة من المنطقة، هذه البنية النسائية، منطلقة من مهاراتها في الخياطة، قبل أن تنقل خبرتها تدريجيا لنساء وفتيات شابات من محطيها، لتقاسمهن تقنيات الخياطة والتطريز التقليدي.
ومنذ انطلاقها الفعلي سنة 2024، وبفضل الدعم المالي الذي تلقته من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، توفر "تازولت مود" فرص شغل لست نساء، إلى جانب فرص عمل موسمية لفائدة نساء أخريات من الجماعة، لاسيما في المناسبات الدينية والموسمية التي تشهد طلبا قويا.
ومكنت مواكبة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المقاولة من الحصول على الآليات والمعدات اللازمة للخياطة والتطريز، إلى جانب ورشة تستجيب لمعايير الجودة وتنظيم دورات للتكوين المستمر، ما ساهم في تعزيز مهارات المستفيدات واستقلاليتهن المالية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت مؤسسة مقاولة "تازولت مود"، فاطمة تازولت، أن هذه المبادرة مكنت العديد من النساء بجماعة سميمو من تطوير مهاراتهن، وتحقيق دخل قار، والمساهمة في تحسين الوضعية المعيشية لأسرهن. وقالت السيدة تازولت "شرعنا، شيئا فشيئا، في توزيع منتوجاتنا على المحلات التجارية المحلية والبائعين، قبل أن تمتد سمعتنا إلى مدينتي الصويرة والدار البيضاء"، مشيرة إلى أنه "بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تمكنا من تحويل مهاراتنا إلى نشاط اقتصادي مربح للنساء وأسرهن".
وأبرزت أن مواكبة المبادرة لم تقتصر على الدعم المالي، بل شملت أيضا، دورات تكوينية حول إحداث وتدبير وتطوير المقاولة، موضحة أن "هذه الآلية كان لها أثر مباشر في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، حيث تمكنت بعض الفتيات، بعد أن أصبحت أمهاتهن مستقلات ماليا، من مواصلة تعليمهن".
من جانبهن، عبرت النساء المستفيدات من المشروع عن امتنانهن لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يولي عناية خاصة للمبادرات الرامية لتمكين النساء بالعالم القروي.
ويعكس انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مشروع "تازولت مود" ومشاريع أخرى مماثلة، إرادتها في دعم التنمية السوسيو-اقتصادية بإقليم الصويرة، مع العمل على تقوية تمكين النساء وصون التراث المحلي.
(ومع: 17 أكتوبر 2025)
