
احتضنت قاعة سينما ألكازار بطنجة، مساء السبت 10ماي، عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي "ألف ليلة وليلة أمازيغية"، الذي يعد رحلة في حضور الذاكرة والهوية الأمازيغية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وجرى عرض الفيلم الوثائقي بحضور مخرجه هشام عيدي، المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الجمهور والمهتمين بالتراث والثقافة المغربية، حيث يرصد الفيلم بلغة السينما الروابط الثقافية بين الفنانين الأمريكيين من أصول إفريقية والمغرب، وتطور الموسيقى المغربية في أمريكا.
على مدى حوالي 53 دقيقة، يقص الفيلم رحلة حسن واكريم، انطلاقا من مسقط رأسه في تافراوت إلى نيويورك مرورا بطنجة، مبرزا صداقات غير متوقعة مع إيلين ستيوارت، مؤسسة نادي "لاماما" للمسرح التجريبي، وأسماء وازنة في فن الجاز كأورنيت كولمان وراندي ويستون.
وفي هذا السياق، قال هشام عيدي، مخرج العمل، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولومبيا بنيويورك، إن الفيلم يروي واحدة من قصص هجرة المواطنين المغاربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر الفن والثقافة والموسيقى، انطلاقا من شخصية حسن واكريم، الذي ازداد نواحي تافراوت سنة 1941، وجاء إلى طنجة سنة 1947، حيث تعلم الرقص واللغتين الفرنسية والإسبانية، قبل أن يستقر به المقام بالولايات المتحدة الأمريكية.
ورأى عيدي، في كلمة له بالمناسبة، أن واكريم "يعد سفيرا للثقافة المغربية بأمريكا، بإبرازه للموروث الفني المغربي ممثلا في الرقصات التراثية من أحواش والكدرة وكناوة على امتداد عقود وإلى اليوم".
وذكر بأن "المغرب هو قوة ثقافية، بدأ تأثيرها في الولايات المتحدة الأمريكية منذ القرن الـ19، مع بداية هجرة الرياضيين، ومقدمي عروض السيرك إلى هناك، وما تلا ذلك من قدوم فناني الجاز الأمريكيين إلى طنجة في خمسينيات القرن الماضي".
بدوره، أبرز الأكاديمي والكاتب أنوار مجيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، المكانة المتميزة التي يتمتع بها المغرب في الولايات المتحدة الأمريكية، سواء من الناحية السياسية أو الثقافية والسياحية، معتبرا أن "المملكة المغربية شكلت على الدوام جسرا للتواصل بين الولايات الأمريكية وإفريقيا والعالم العربي والإسلامي، بما منحها مكانة خاصة، وصدى كبيرا للثقافة الشعبية".
من جهتها، أشارت سكينة بورزيكي، المسؤولة عن البرمجة بسينما ألكازار، إلى أن تقديم هذا العمل الوثائقي يندرج ضمن برمجة القاعة السينمائية المخصصة للعموم، التي تقدم خلالها عروضا نوعية، مبرزة أن "سينما ألكازار كانت تاريخيا وجهة لكل ساكنة المدينة للاستمتاع بمشاهدة الأعمال السينمائية".
(ومع: 11 ماي 2025)