الأخبار
الخميس 28 غشت، 2014

الحملة الوطنية للتبرع بالدم

الحملة الوطنية للتبرع بالدم

التبرع بالدم: هدف الحملة بلوغ مخزون تأمين من 16 ألف كيس (المركز الوطني لتحاقن الدم)

كشف المركز الوطني لتحاقن الدم أن الهدف من النداء العاجل للتبرع بالدم يتمثل في بلوغ مخزون تأمين من 16 ألف كيس، وهو ما يعد ضروريا لتغطية حاجيات ثلاثة أسابيع على الصعيد الوطني.

وقالت مديرة التواصل في المركز، نجية العمراوي، أن نقص الدم الذي تعاني منه حاليا بعض المراكز الجهوية لتحاقن الدم عبر المملكة يعزى أساسا الى فترة العطل الصيفية وغياب المتبرعين المعتادين، مما يفسر النداء العاجل الذي أطلقه المركز من أجل تجاوز هذا النقص.

وأوضحت المسؤولة أنه الى غاية 26 غشت، تم جمع حوالي 6000 كيس دم على مستوى المراكز الجهوية الكبرى، وخصوصا في الرباط، الدار البيضاء وفاس، وهي المراكز التي تسجل استهلاكا قويا لهذه المادة الحيوية.

وتابعت أن كل مركز معني سيضع انطلاقا من يوم غد الخميس برنامجه الخاص للتواصل مع المواطنين بشأن حاجياته الخاصة من حيث كميات الدم المطلوبة ومواقيت وأماكن جمع الدم، على اعتبار أن صلاحية هذه المادة محدودة زمنيا.

وهكذا، فمن مجموع 16 مركزا جهويا لتحاقن الدم عبر المملكة، يوجد 13 بنكا للدم مؤهلة للقيام بعملية الجمع، فضلا عن 12 موقعا متنقلا على الصعيد الوطني.

وبخصوص استراتيجية المركز الرامية الى تجاوز هذا النوع من حالات النقص، أبرزت السيدة العمراوي أن الهدف هو تأمين عطاءات منتظمة للمتبرعين، مشيرة الى أنه بإمكان الرجال التبرع بالدم كل شهرين دون أن يتعرضوا لأي خطر، بينما يمكن للنساء التبرع بالدم كل ثلاثة أشهر.

وقالت إن "المركز الوطني لتحاقن الدم يسعى إلى خلق شريحة من المتبرعين بالدم الأوفياء لهذه الالتفاتة، من خلال القيام بعطاءات منتظمة، وذلك قصد ضمان تأمين مخزون كاف على الصعيد الوطني يغطي السنة كاملة".

وأوضحت السيدة العمراوي أيضا أن المركز يسعى أيضا إلى بلوغ نسبة سنوية تصل إلى ثلاثة في المائة من المتبرعين بالدم على مستوى الساكنة الوطنية، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية.

وذكرت بهذا الصدد بأن فترات نقص الدم تهم بالأساس العطلة الصيفية، وشهر رمضان وكذا عيد الأضحى وعيد الفطر.

وتجدر الإشارة إلى أن الانخفاض الملموس في عمليات التبرع بالدم خلال شهر رمضان الفضيل وطيلة شهر غشت أدى إلى تراجع الاحتياطيات من أكياس الدم، خاصة في المراكز الجهوية لتحاقن الدم بالدار البيضاء وفاس ومراكش وأكادير.

وكان المركز الوطني لتحاقن الدم قد أطلق في 19 غشت الجاري نداء عاجلا للتبرع بالدم قصد مواجهة النقص الكبير الذي تعاني منه المراكز الجهوية لتحاقن الدم في العديد من مدن المملكة. 

ليس هناك أنفع من أن يجود الإنسان بدمه من أجل إنقاذ حياة أخيه في الإنسانية (رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط)

قال رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط الأستاذ عبد الله اكديرة، يوم الخميس، إنه "ليس هناك أنفع من أن يجود الإنسان بدمه من أجل إنقاذ حياة إنسان آخر هو أخوه في الإنسانية".

وأبرز الأستاذ اكديرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الحملة الوطنية للتبرع بالدم، أن قطرة الدم المتبرع بها "مهما بلغ مقدارها لن تؤذي صاحبها ولن تضره، بل إنها تنفع وتنقذ المستفيد من مشاكل قد تودي بحياته أو تعجزه على أن يعيش حياتا رغدة كريمة ".

وأضاف رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط أنه "إذا أنقذنا إنسانا وأعدنا إليه جمال خلقه، فإننا نكون بذلك من خيرة عباد الله الذين يحبهم سبحانه وتعالى". 

وقال إن أكرم الكرماء وأجود الأجواد هو الله تبارك وتعالى، ونحن مأمورون بأن نتخلق بأخلاق الله في الكرم وفي العطاء والبذل والسخاء، "فإذا احتاج أخي إلى قطرة من دمي فإنني أجود بها له لأني أعلم بأن هذه القطرة ستحيي إنسانا وستعيده إلى الحياة ليبذل ويعطي مثل غيره".

وأكد أن الإنسانية "صفة مدح لا صفة قدح"، لكون "الإنسان مكرم ومعزز ومرزوق ومفضل على كثير مما خلق الله تفضلا"، موضحا أنه "إذا زاد الإنسان على تكريمه من الله تبارك وتعالى أن جعل هذا الكرم صفة إرادية منه، فإنه سيبلغ أسمى قمة من الخير والبر، والله يحب الأبرار والكرماء".

وأشار رئيس المجلس العلمي المحلي للرباط إلى الحديث الشريف الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"، أي أن جميع المخلوقات (إنسان وحيوان ونبات) كلها عيال الله، وكلها تحت رعاية الله وحمايته وصيانته وعطفه ومحبته ورحمته، لأن رحمة الله وسعت كل شيء.

من جهة أخرى، أكد الأستاذ اكديرة أن المركز الوطني لتحاقن الدم له أيادي بيضاء على كثير من المواطنين، فهو "يجمع كثيرا من أصناف وفصائل الدم ليجود بها على المواطنين الذين يحتاجونها في أضيق أحوالهم"، مشيرا إلى أنه يتصف بالنبل.

وذكر بتنظيم المجلس بشراكة مع المركز الجهوي لتحاقن الدم وجمعيات مدنية حملات للتبرع بالدم في المساجد والزوايا، مشيرا إلى التكريم الذي حظي به المجلس من قبل المركز اعترافا بما يؤديه من أعمال جليلة في هذا المجال.

يذكر أن المركز الوطني لتحاقن الدم يهدف من خلال النداء العاجل للتبرع بالدم الذي وجهه مؤخرا إلى بلوغ مخزون تأمين من 16 ألف كيس، وهو ما يعد ضروريا لتغطية حاجيات ثلاثة أسابيع على الصعيد الوطني.

الحملة الوطنية للتبرع بالدم .. البادرة الملكية ليست بجديدة ولا مثيرة للدهشة، فجلالة الملك في قلب الأعمال الاجتماعية والإنسانية (السيد الوردي)

أكد وزير الصحة السيد الحسين الوردي، أن مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى التبرع بدمه "ليست بالجديدة أو المثيرة للدهشة، فجلالته لطالما كان شديد القرب من المواطنين، لاسيما المرضى أو في الذين يوجدون في وضعية هشاشة".

وأوضح السيد الوردي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك كان على الدوام في قلب جميع الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والإنساني، ففي سنة 2013، أبى جلالة الملك إلا أن يتبرع بدمه إيذانا بانطلاق حملة التبرع بالدم، مما مكن من بلوغ نتائج فاقت التوقعات. 

واستطرد الوزير قائلا "استطعنا تجميع ما يفوق 70 ألف و500 كيس من الدم، ل 40 ألف تبرع، أي بمعدل 176 بالمائة من الانتظارات".

وذكر السيد الوردي، الذي دعا المغاربة إلى "السير على نهج جلالة الملك في التبرع بدمهم"، بأن عملية التبرع بالدم لا يكتنفها أي خطر، علما أن هذا الأخير "يعد الدواء الوحيد الذي لا يمكن تصنيعه أو تعويضه".

وقال إن كل متبرع بوسعه إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، مشيرا الى أن المغرب تمكن "وبصعوبة من بلوغ نسبة 1 بالمائة من الساكنة التي تقبل على التبرع بدمها، وهو ما يعتبر دون المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية، أي على الأقل 3 بالمائة من الساكنة التي يتعين عليها التبرع بكيفية منتظمة".

وأوضح الوزير في سياق طمأنته حول سير هذه العملية، أن كل متبرع يستفيد من فحص طبي إلزامي كما يسترجع الدم المتبرع به بشكل شبه كامل في ظرف 72 ساعة التي تلي عملية التبرع.

وأشار السيد الوردي الذي دق ناقوس الخطر حول وضعية مخزونات الدم "التي تدعو إلى القلق"، إلى أن الحاجيات تقدر ب 16 ألف كيس دم ستتيح تلبية الحاجيات المستعجلة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، "بينما لم نتمكن من تحصيل سوى 6000 كيس منذ انطلاق الحملة".

وقال في هذا السياق إن القناعة تحذوه بأن هذه الالتفاتة الملكية كفيلة بتشجيع المواطنين وتحفيز التبرع بالدم في المملكة، على غرار النتائج التي حققتها في 2013، والتي تجاوزت ما كان منتظرا بشكل كبير". 

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، قد توجه، اليوم الأربعاء، إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، حيث قام جلالته بالتبرع بالدم.

ويندرج هذا العمل في إطار المبادرات الملكية الرامية إلى النهوض بالعمل التطوعي وتشجيع عملية التبرع بالدم الموجهة إلى تغدية مخزونات مراكز تحاقن الدم، التي تعرف عجزا هاما في هذه المادة الحيوية.

التبرع بالدم في المغرب .. ثقافة الإيثار المواطن

يكتسي التبرع بالدم حمولة إنسانية عالية الرمزية ويشكل بحق مظهرا جليا من مظاهر العمل الخيري المواطن والتضامن الفعال الذي دأبت باستمرار مختلف حساسيات المجتمع المغربي على التجاوب معه. 

وفي بادرة من التضامن النموذجي، توجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان، حيث قام جلالته بالتبرع بالدم، وذلك استجابة من جلالته للنداء العاجل الذي أطلقه المركز الوطني لتحاقن الدم، الذي يواجه ندرة كبيرة من هذه المادة الحيوية.

من خلال هذه الالتفاتة السخية والملهمة، أبى صاحب الجلالة إلا أن يعطي المثال على سلوك ذي بعد تضامني قوي ينطوي على رسالة إنسانية ويحث جميع المواطنين المغاربة على الانخراط بكثافة في هذا العمل المواطن بامتياز. 

وتسعى عملية التبرع بالدم في المغرب، التي سخرت لأجلها حملات تحسيسية وجهود تواصلية وإعلامية واسعة، لتفرض نفسها كمبادرة تنم عن حس أخلاقي عال وتمثل للمواطنة الكاملة والمسؤولة. ويكمن الرهان ببساطة في ضمان الحياة لمئات الأشخاص الذين يتوقف مصيرهم على سخاء وتعاطف مواطنيهم.

فمباشرة بعد النداء العاجل الذي أطلقه المركز الوطني لتحاقن الدم، استأثر هذا النداء خلال الأيام الأخيرة بزخم وتفاعل قوي على شبكات التواصل الإجتماعي، انخرط فيه تحت لواء واحد الصغار والكبار وعيا منهم بأهمية التبرع بالدم في إنقاد حياة العديد من المرضى. 

بل إن هذا الزخم اتخذ منحى فريدا، مع اكتساح ظاهرة "تحدي دلو الثلج"، على أن الهدف يكمن في المحصلة في جمع أكبر عدد من المشاركين وتغذية مخزونات مراكز تحاقن الدم التي تواجه عجزا كبيرا. 

ويعد "تحدي دلو الثلج" الذي أطلق في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل جمعية لمكافحة مرض التصلب العضلي الجانبي، عملا خيريا. ويتمثل التحدي في أن يقوم المشارك بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه وأن يتم تصوير العملية. ويتعين على المشارك اختيار ثلاث أشخاص آخرين للقيام بنفس العملية أو إرسال تبرع للجمعية المعنية. وقد اكتسبت هذه الظاهرة أتباعا لها في المغرب جعلوها تنسجم مع السياق المجتمعي المغربي.

ومواكبة لهذه الظاهرة التضامنية الفريدة من نوعها والناجعة أيضا، فقد شارك العديد من المشاهير المغاربة والفنانين ورجال السياسة في هذا التحدي وفق هذه الصيغة الجديدة للتعبئة حول قضية نبيلة.

وكان المركز الوطني لتحاقن الدم قد وجه مؤخرا نداء عاجلا إلى المواطنين من أجل التبرع بالدم، وذلك نظرا للنقص الحاد الذي تعرفه بعض مراكز التحاقن بعدد من مدن المملكة، خصوصا في كل من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش وأكادير. 

-بقلم عثمان مبراك-