تخليد الذكرى الخمسينية لإقامة التعاون المغربي الألماني

تم، يوم الثلاثاء بالرباط، الاحتفاء بالذكرى الخمسينية للتعاون بين المغرب وألمانيا، وذلك في إطار ندوة نظمت في موضوع "المغرب- ألمانيا .. خمسون سنة من التعاون : جميعا نبني المستقبل".
وأشادت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيدة امبركة بوعيدة ، في كلمة بهذه المناسبة التي أريد منها أن تكون احتفاء بمسار طويل من التعاون الثنائي يمتد إلى بداية الستينات، "بالشراكة القوية" التي ميزت العلاقات بين البلدين.
وأكدت الوزيرة أن هذه الندوة "تدل على الدينامية الكبيرة للعلاقات الثنائية التي تشجع على تعاون اقتصادي طموح وحوار سياسي قوي وتبادل متواتر للزيارات على المستويين الحكومي والبرلماني، وأيضا على مستوى المجتمع المدني".
وأضافت السيدة بوعيدة أن هذا اللقاء يدخل أيضا "في سياق الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للرقي بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى إمكانياتهما وطموحاتهما المشتركة".
وذكرت الوزيرة ب "إعلان الرباط" الذي تم توقيعه في شتنبر الماضي باعتباره وثيقة "تؤكد على المصلحة الاستراتيجية بين المغرب وألمانيا من أجل إغناء الشراكة بينهما ووضع إطار للتنسيق وتقوية آليات التعاون".
وأضافت أن البلدين مدعوان "للبحث عن سبل جديدة للتعاون من أجل توسيع مجال التعاون الثقافي، مشيرة إلى أن هذا اللقاء "يشكل فرصة ملائمة لمناقشة ووضع توصيات تتعلق، ليس فقط بقطاعات التعاون التقليدي، وإنما أيضا بإمكانيات التعاون اللامركزي والتعاون الثلاثي".
ومن جهتها، أشادت كاتبة الدولة في الوزارة الفدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، السيدة غودرين كوب، بمستوى التعاون الثنائي الذي يتميز باستقرار كبير مبني على الصداقة والثقة "، مؤكدة أن المغرب شريك أساسي لألمانيا.
وأضافت السيدة كوب أن هذا التعاون المبني على تجربة عميقة وثقة متبادلة يعد ركيزة أساسية للسلام بالمنطقة"، داعية إلى "شراكة أكثر تطورا لبناء مستقبل جدير بالأجيال الصاعدة".
وقد تميز هذا اللقاء بتوقيع اتفاقيتينº الأولى رصد لها مبلغ ستة ملايين أورو، وتتعلق بالتغيرات المناخية، وتهم إدخال معدات للتثمين المستدام للنظم الإيكولوجية تأخذ بعين الاعتبار المخاطر المناخية"، فيما تندرج الاتفاقية الثانية التي تهم "التكيف مع تغير المناخ في إطار تنفيذ بروتوكول ناغويا ".
وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بشراكة مع سفارة ألمانيا بالرباط وبنك التنمية الألماني والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، مناسبة للتفكير في المبادئ الأساسية لشراكة ثنائية متقدمة في مجالات الماء والطاقة والبيئة، وكذا وضع الآليات لاقتصاد تنافسي مستدام.
المنتدى المغربي الألماني يوصي بتعزيز وتنويع الشراكة طويلة الأمد وبالتدبير المندمج للموارد المائية
أوصى المنتدى المغربي الألماني، الذي احتضنته الرباط يوم الثلاثاء حول موضوع "المغرب- ألمانيا .. خمسون سنة من التعاون : جميعا نبني المستقبل"، بتعزيز وتنويع الشراكة طويلة الأمد التي استطاعت بالخصوص أن تتطابق مع أولويات المغرب.
كما أوصى المنتدى، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بشراكة مع سفارة ألمانيا بالرباط والوكالة الألمانية للتعاون الدولي وبنك التنمية الألماني احتفاء بالمسار الذي قطعته العلاقات التي تجمع المغرب وألمانيا، بتشجيع والعمل سوية من أجل التدبير المندمج للموارد المائية، وإدراج بعد التغير المناخي في تحدي الموارد المائية.
ودعا المنتدى إلى إدراج التربية والتحسيس ضمن مشاريع التعاون الجارية والمستقبلية، ومنح مكانة متميزة للفاعلية الطاقية مع الحرص على مواصلة التعاون الثنائي في مجال الطاقات المتجددة.
وتدارس المشاركون أيضا التطابق الأفضل بين سوق الشغل والتكوين المهني من أجل تقديم إجابات أكثر فاعلية لإشكالية البطالة من جهة، وللعمل على الاستفادة من مشاريع التعاون القائمة، داعين إلى مواصلة الاستفادة من التجربة الألمانية الجيدة والتي تحظى بسمعة جيدة في مجالات التكوين المهني في جميع محاور التعاون، وكذا الاستمرار في تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة والمقاولات الصغيرة جدا باعتبارها محركا للتشغيل.
وأوصوا بمواكبة المغرب في الجهود التي يبذلها من أجل وضع إطار قانوني ومراقبة الدولة في مجال التكوين المهني، وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتثمين التعاون المغربي الألماني في جوانب البحث والتنمية والابتكار.
كما بحثوا مختلف الإمكانيات التي يقدمها التعاون، خاصة الفاعلين الجدد وأدوات التعاون ثلاثي الأطراف، مشيرين، في هذا الصدد، إلى أن ألمانيا مستعدة لمواكبة المغرب في إطار سياسة الجهوية، وتشجيع التعاون بين الجهات المغربية، والتي سيتم تعزيز اختصاصاتها في إطار الجهوية المتقدمة والولايات (لاندرز).
كما أوصوا باستغلال أدوات أخرى للتمويل، سواء على المستوى الفدرالي أو الجهوي، خاصة البرامج التي وضعتها مختلف الوزارات الفدرالية المعنية والصناديق الأخرى على المستوى الجهوي، وانفتاح ألمانيا على التعاون ثلاثي الأطراف، والعمل في إطار التعاون ثلاثي الأطراف لصالح التنمية البشرية، وتشجيع تمويل تكوين المكونين في إطار التعاون الثلاثي.
يشار إلى أن المنتدى المغربي الألماني، الذي ترأسته السيدة امبركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وكاتبة الدولة البرلمانية بالوزارة الفدرالية للتعاون الاقتصادي، السيدة كوردن كوب، تمحور حول ثلاثة مواضيعº تهم الماء والطاقة والبيئة باعتبارها الأسس الرئيسية لشراكة متقدمة، والكفاءة والابتكار باعتبارهما محركين لاقتصاد دائم وتنافسي، وفاعلين جدد وأدوات للتعاون باعتبارها فرصة يجب انتهازها.
ويعد هذا المنتدى فضاء للتفكير والنقاش حول سبل الدفع بالشراكة والعلاقة بين البلدين، اللذين باشرا منذ ستينيات القرن الماضي تعاونا يتعلق بالمجال التنموي شهد تطورا متواصلا على مدى الخمسين سنة الماضية، بغرض جعلها نموذجا للتعاون شمال- جنوب، فضلا عن مناقشة الخطوط العريضة لشراكة متقدمة خاصة في مجالات الماء والطاقة والبيئة.
(ومع)