الأخبار
الاثنين 10 نونبر، 2014

مئوية أول قانون للتعمير بالمغرب

مئوية أول قانون للتعمير بالمغرب

أكد وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، السيد محند العنصر، يوم الاثنين بالرباط، أن الموروث المعماري والعمراني للمغرب من مدن عتيقة وقصبات وقصور، يمثل مجالات ذكية مقارنة بالتعريفات الحالية للمدن الذكية، بالنظر لكيفية اختيار مواقعها وتوزيع مختلف الأنشطة بداخلها ونوعية الموارد المستعملة لتشييدها والثقافة العمرانية السائدة بها.

وأوضح السيد العنصر، في لقاء مع الصحافة خصص لتقديم التظاهرات والأنشطة المزمع تنظيمها بمناسبة الاحتفاء بمئوية أول قانون للتعمير بالمغرب، من 20 نونبر إلى غاية 10 دجنبر المقبل، أن المغرب عرف تجارب رائدة لأجرأة مفاهيم التعمير مقارنة مع عدة دول كمناهج المحافظة على التراث العمراني وترتيب المواقع والمشاهد، فضلا عن إقرار تصاميم التهيئة والبرامج العملياتية لتوفير سكن للجميع من خلال عمليات السكن الاجتماعي.

وأضاف أنه بهدف أجرأة مضامين مختلف القوانين التي تم استصدارها في مجال التعمير، تم توفير الإطار المؤسساتي والتنظيمي من خلال اختصاصات المجالس الجماعية وإحداث الوكالات الحضرية والمؤسسات والشركات المكلفة بالتهيئة والآليات التمويلية.

واعتبر أن الاحتفاء بمئوية أول قانون للتعمير يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى التغييرات العميقة الناتجة عن الدينامية العمرانية المتسارعة التي عرفها المغرب والتي سيواجهها بشكل أكبر خلال العقدين المقبلين، مشيرا الى أن عدد سكان الفضاءات الحضرية الذي يقارب اليوم 62 في المئة من مجموع الساكنة، يرتقب أن يصل إلى 75 في المئة في أفق سنة 2035، وهو ما يطرح، بحسب الوزير، إشكالية مدى قدرة هذه الفضاءات على الاستجابة لحاجيات الأسر المتزايدة من فضاءات عيش كريمة وتحديات التنافسية والاستدامة.

ويرى أن التحديات المطروحة اليوم في مجال التعمير تفرض الانتقال من مقاربة إصلاحية للفضاءات العمرانية إلى مقاربة تنموية استباقية تضمن تناسق والتقائية مختلف التدخلات القطاعية مع مراعات قيم الحداثة وضرورة تثمين الهويات والخصوصيات الجهوية والمحلية.

وأشار السيد العنصر إلى أنه من أجل المساهمة في وضع لبنات وأسس تعمير الغد، تعتزم الوزارة تنظيم مجموعة من الأنشطة والتظاهرات العلمية والفكرية لتبادل وتقاسم الأفكار والخبرات والمعارف بين مختلف المتدخلين، حول مواضيع عامة ذات بعد وطني وأخرى بارتباط مع خصوصيات محلية، أبرزها المناظرة الدولية التي ستنظم يوم 10 دجنبر بالصخيرات حول موضوع "مائة سنة من التعمير في المغرب: التحديات والآفاق".

وستعرف هذه المناظرة مشاركة أزيد من 600 مشارك يمثلون كافة الفاعلين المتدخلين والخبراء في ميدان التهيئة والتعمير على المستوى الوطني والدولي، لمناقشة ثلاثة رهانات أساسية تهم "التعمير والتماسك الترابي" و"التعمير والقدرة على مواجهة التحديات" و " التعمير والحكامة الترابية ".

ويتضمن برنامج الاحتفاء تنظيم خمس تظاهرات أخرى تهم مواضيع "من أجل تعمير تشاركي وذكي ومستدام" يومي 20 و21 نونبر، و"100 سنة من الهندسة المعمارية والتعمير بالمغرب، حصيلة وآفاق" يوم 24 نونبر، و"الاحتفاء بمائوية مدينة القنيطرة " يومي 25 و26 نونبر، و "المنظومة الحضرية: المكتسبات والإكراهات والتحديات" ولقاء "مكناس: فضاء متميز لتجارب معمارية وعمرانية" يوم 5 دجنبر المقبل. 

(ومع-10/11/2014)