الأخبار
الاثنين 01 سبتمبر، 2014

أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي في زيارة عمل إلى المغرب

أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي في زيارة عمل إلى المغرب

التزام المغرب الراسخ بمواجهة كل أشكال العنف والتطرف جعل منه فاعلا رئيسيا في ضمان التوازنات الإقليمية

قال السيد الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية ، يوم الثلاثاء بالرباط ، إن وضعية المملكة المغربية بين إفريقيا وأوروبا والتزامها الراسخ بمواجهة كل أشكال العنف والتطرف جعل منها فاعلا رئيسيا في ضمان التوازنات الإقليمية ، وشريكا أساسيا للولايات المتحدة الأمريكية في البحث عن حلول لمواجهة التوترات التي تعرفها منطقة الساحل . 

وأضاف الوزير في عرض قدمه أمام وفد يضم أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي، يرأسه سيناتور ولاية فيرجينيا تيموثي مايكل كين، أنه بالنظر لتزايد التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل ، فإن المغرب اعتمد مقاربة أمنية شاملة أساسها تفعيل التعاون الثنائي والانخراط في الجهود الجهوية والدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب .

وحسب أرقام وزارة الداخلية، فقد تجسدت هذه المقاربة منذ سنة 2002 ، على الخصوص، من خلال تفكيك 124 خلية إرهابية ، وحجز ترسانة هامة من الأسلحة .

واستعرض الوزير من جهة أخرى العمل الذي يقوم به المغرب من أجل نشر قيم الإسلام المتسامح وكذا " تجفيف منابع الفكر التكفيري المتطرف"، مشيرا على سبيل المثال لا الحصر إلى عملية تكوين أئمة من مالي والسينغال .

وفي سياق متصل، أشاد السيد الضريس بنتائج الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، والتي همت بالأساس محاور السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم ، منوها في الآن ذاته بمستوى التنسيق المتميز القائم بين البلدين في المحافل الدولية ذات الصلة بالإرهاب، وخاصة على مستوى "المنتدى الدولي لمحاربة الإرهاب" .

وخلال هذا اللقاء، قدم السيد الضريس معطيات ضافية حول الإصلاحات العميقة الجارية بالمغرب والرامية ، بشكل خاص ، إلى بلورة نموذج اجتماعي حداثي بشكل متدرج ، مبني على ترسيخ القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، وتوسيع مجال الحريات، وتحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية.

وسلط الضوء أيضا على السياسة الجديدة للهجرة المعتمدة بالمغرب ، وهي مبادرة تحول معها المغرب من بلد مصدر للهجرة إلى بلد استقبال للاجئين والمهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء . 

وفي مجال محاربة الفقر ، أشار الوزير إلى أنه تم إعطاء أهمية بالغة للفئات الاجتماعية الهشة ، حيث تعتبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، التي أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005 ، مشروعا مجتمعيا كبيرا وفلسفة جديدة للتنمية المستدامة .

وأبرز الوزير ، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء ، أنه استعرض مع الوفد الأمريكي العلاقات "المتميزة" التي تجمع المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى عدد من المواضيع المتعلقة ب "إشكالية الإرهاب وانعكاساته السلبية على المستوى الجهوي والدولي" .

وتابع أنه تم أيضا خلال هذا اللقاء ، التطرق إلى التقدم الذي حققه المغرب، خاصة في مجال تعزيز حقوق الإنسان وتقوية الصرح الديمقراطي ، والجهوية المتقدمة والسياسة الجديدة للهجرة ، والتعاون جنوب- جنوب ، ومخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب بشأن أقاليمه الجنوبية .

وفي الشق الأمني، تطرق الجانبان إلى الوضع بمنطقة الساحل والصحراء وظهور مجموعات متطرفة جديدة لها امتدادات دولية ، وهي الوضعية التي أصبح معها من الضروري اعتماد استراتيجية أمنية شاملة تشارك فيها كل الدول .

وكان وفد الكونغرس الأمريكي ، الذي يزور حاليا المغرب ، قد أجرى كذلك مباحثات مع رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران ، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار ، ورئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي .

أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي يشيدون بالإصلاحات التي قام بها المغرب

أشاد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الثلاثاء بالرباط ، بالإصلاحات التي قام بها المغرب ، وكذا بالخطوات التي قطعتها المملكة في اتجاه تكريس دولة الحق والقانون وتعزيز المسلسل الديمقراطي . 

فقد أبرز أعضاء وفد برلماني أمريكي يترأسه سيناتور ولاية فيرجينيا تيموثي مايكل كين، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية التابعة للجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وآسيا الجنوبية والوسطى، خلال لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، أن مجلس الشيوخ الأمريكي يدعم الإصلاحات الجارية في المملكة.

كما أعربوا في الوقت ذاته عن اهتمامهم بشأن تعزيز العلاقات مع المغرب. 

من جهته، نوه السيد مزوار بالشراكة الاستراتيجية الممتازة التي تطبع علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة، والتي شهدت دينامية جديدة بفضل لقاء القمة الذي جمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال الزيارة التي قام بها جلالته للولايات المتحدة في نونبر 2013 . 

كما استعرض الوزير التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال تعزيز المسلسل الديمقراطي، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا المبادرات المتعلقة بتحسين مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار . 

وتطرق الوزير كذلك إلى الاستقرار الذي ينعم به المغرب في قارة تعاني من النزاعات، علاوة على المكانة المتميزة للمملكة على صعيد القارة الإفريقية والعالم العربي. 

وتطرق الجانبان أيضا إلى مختلف القضايا الإقليمية، المتعلقة بالوضع في العالم العربي، خاصة ما يتعلق بسبل المساهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. 

حضرت هذا اللقاء السيدة امبركة بوعيدة الوزيرة المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون. 

مباحثات مع رئيس مجلس النواب

أجرى رئيس مجلس النواب، السيد رشيد الطالبي العلمي، يوم الثلاثاء بالرباط، مباحثات مع وفد عن الكونغرس الأمريكي، تمحورت على الخصوص حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالين السياسي والاقتصادي.

وقدم السيد الطالبي العلمي خلال هذا اللقاء لمحة عن المستجدات والصلاحيات البرلمانية الواردة في الدستور، ودور المؤسسة التشريعية في تنزيل مضامينه، مشيرا إلى أن المغرب استفاد على مستويات عدة من التجارب الدولية الناجحة التي تروم توسيع الحريات العامة وتكريس مبادئ الحكامة والتنمية المستدامة.

وأبرز أن المغرب يولي أهمية كبيرة لاتفاقية التبادل الحر التي تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أن الصعوبات التي تكتنف أجرأة هذه الاتفاقية بالشكل الأمثل لا ترجع إلى نقائص في نصها بل مرتبطة أساسا باختلافات على مستوى ذهنية أوساط الأعمال في البلدين، وذلك بالنظر لكون ثقافة رجال الأعمال بالمملكة تنحو أكثر نحو النموذج الأوربي، فيما يلاحظ كذلك أن الفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين غير ملمين كثيرا بالفرص التي يتيحها الاقتصاد المغربي.

وأضاف أن المغرب يعد بوابة هامة نحو إفريقيا، وأنه يمكن للولايات المتحدة من هذا المنطلق الاستفادة من تعزيز علاقاتها التجارية مع المملكة في أفق تقوية حجم تدفق صادراتها نحو الأسواق الإفريقية التي تمثل أزيد من مليار مستهلك. 

وأشار السيد الطالبي العلمي إلى أن المغرب يعد البلد الأكثر استقرارا وأمنا في المنطقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأنه منخرط في سلسلة إصلاحات ستكون لها لامحالة انعكاسات إيجابية، لاسيما على صعيد الاستثمار والتجارة والنقل والفلاحة والنهوض بالمقاولات.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أبرز السيد الطالبي العلمي بأن المغرب يؤمن بأن التوظيف الحقوقي لملف حقوق الانسان والتنمية بالأقاليم الصحراوية سوف لن يفضي بأي حال من الأحوال إلى تسوية القضية، وذلك على اعتبار أن جوهر القضية هو في الأصل صراع مغربي-جزائري.

بالمقابل، يضيف رئيس مجلس النواب، فإن المغرب، إيمانا منه بمحورية العنصر البشري في كل السياسات العامة، دأب منذ سنين على تكريس احترام حقوق الانسان في كافة ربوع المملكة، مبرزا في هذا السياق أن سكان الصحراء، مثلهم مثل باقي المواطنين في مختلف أقاليم وعمالات المملكة، ممثلون في مختلف الهيئات العمومية والرسمية من قبيل البرلمان والمجالس المنتخبة والمؤسسات الأخرى.

من جهة أخرى، أبرز الوفد البرلماني الأمريكي، المكون من 14 عضوا يمثلون عدة ولايات أمريكية في الكونغريس، أنه يدعم الجهود الأممية الرامية إلى حل النزاع حول الصحراء.

مباحثات مع رئيس الحكومة

أجرى رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران ، يوم الاثنين بالرباط ، مباحثات مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يقوده السيناتور تيموتي مايكل كاين .

وأكد الجانبان ، خلال هذا اللقاء ، جودة علاقات الصداقة العريقة التي تجمع المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ، والتي مكن لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما في نونبر 2013 ، من إعطائها انطلاقة جديدة على جميع المستويات.

وأبرز السيناتور تيموتي مايكل كاين ، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء ، الذي حضره وزير الدولة السيد عبد الله باها وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب السيد دوايت بوش، أن هذا اللقاء " شكل مناسبة للتأكيد على أهمية التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب في عدة مجالات ، خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية".

وقال إن " بلدينا يتقاسمان تاريخا طويلا من العلاقات، بيد أن الأهم هو آفاق التعاون المستقبلي ". 

من جهته، أبرز السيد ابن كيران الإصلاحات الهامة التي باشرها المغرب في مختلف المجالات تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، مستعرضا أيضا المبادرات الحكومية الرامية لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار.

كما أشاد رئيس الحكومة بالبرامج التي أنجزت بالمغرب في إطار الشراكة مع هيئة تحدي الألفية.

وبدورهم، عبر أعضاء الوفد الأمريكي عن إعجابهم بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت في المغرب وكذا بالطريقة التي اعتمدتها المملكة لتنزيلها. 

ونوه الجانبان من جهة أخرى بمستوى الحوار الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن ، والذي يشكل أرضية هامة للتعاون والشراكة في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط .

وفي سياق متصل، بحث الجانبان سبل تعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية وعلى مستوى التعاون الأمني وكذا آفاق توسيع دائرة التعاون الثلاثي لفائدة بعض الدول الإفريقية الصديقة .

(ومع-01/09/2014)