مبادرة ميد/ميد تتيح إمكانيات هائلة للعمل الأممي في مجال الوساطة

أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، يوم الخميس، أن مبادرة تعزيز الوساطة في البحر الأبيض المتوسط (ميد / ميد)، التي أطلقها المغرب وإسبانيا، تتيح "إمكانيات هائلة" لعمل الأمم المتحدة في مجال الوساطة.
وقال الدبلوماسي المغربي، خلال غذاء عمل حول هذه المبادرة نظم بصفة مشتركة بين البلدين، إن هذه المبادرة المشتركة تتيح، في بعدها الإقليمي وفلسفتها ونطاقها، إمكانيات هائلة لعمل الأمم المتحدة في مجال الوساطة.
وأشار السيد هلال إلى أن المبادرين بهذه المقاربة على استعداد لوضع خبراتهم من أجل تطوير مبادرات مماثلة في مناطق أخرى من العالم.
وأبرز السيد هلال أنه في عالم يشهد العديد من النزاعات التي تعرف تغيرا مستمرا، فقد بات من الضروري لفهم هذه النزاعات العمل بطريقة استباقية، مشيرا إلى أن الوساطة تشكل، في هذا السياق، أداة يتعين استخدامها وعقلنتها، في إطار روح تدعو إلى خلق التآزر والتكامل لتجنب التداخل وتكرار النزاعات.
وفي هذا السياق، أعلن السيد هلال عن تنظيم المغرب وإسبانيا بصفة مشتركة لندوة في مدريد حول "دور المنظمات الإقليمية في مجال الوساطة"، والتي تشكل أول مساهمة لمبادرة (ميد / ميد) في تنفيذ قرار الأمم المتحدة 68/303 بشأن "تعزيز دور الوساطة في التسوية السلمية للنزاعات ومنع نشوب الصراعات."
كما أعلن المسؤول المغربي عن عقد دورة تكوينية حول تعزيز مشاركة المرأة في مسلسل الوساطة، في أواخر شهر أكتوبر الجاري في الرباط، من قبل المركز المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ومركز طليطلة الدولي للسلام .
وبعد أن استعرض أنشطة المبادرة منذ إطلاقها، ذكر السيد هلال بأنه تم عقد ثلاث ندوات سنة 2013 في مدريد والرباط، ثم سنة 2014 في باردو بسلوفينيا، وهو ما يعكس نجاح هذه المبادرة وتشجيع تطوير مبادرات أخرى.
وقال السيد هلال انه إذا كانت ندوة مدريد قد أعطت الضوء لانطلاق مسلسل الوساطة، فإن تلك التي عقدت في يوليوز 2013 قد تميزت بتوقيع مذكرة تفاهم بين المركز المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ومركز طليطلة الدولي للسلام، منحت "إطارا ماديا" للتعاون من أجل اتخاذ مبادرات ملموسة في إطار هذه المبادرة.
ومن جانبه، أبرز الوزير الإسباني المنتدب في الشؤون الخارجية، غونزالو دي بينيتو سيكادس، أن الوساطة والتعددية تمنح آليات ممتازة لرفع التحديات التي تواجه المنطقة المتوسطية.
وأشار المسؤول الإسباني إلى أن نجاح المبادرة المغربية - الإسبانية يكمن في قدرتها على تركيز جهودها للوساطة، باعتبارها أداة لتسوية النزاعات في منطقة جغرافية واحدة.
وأوضح أنه "من خلال تقاسم التجارب والممارسات الجيدة بين المؤسسات العامة والخاصة، سنساهم في بناء ثقافة للوساطة، ستساهم في تعزيز كفاءة تسوية النزاعات على المدى البعيد".
وشدد على أن "القرب الجغرافي يجب أن يترجم إلى تعاون جيد وعلاقات حسن الجوار من أجل حل المشاكل المحلية، التي قد تتحول لتأخذ أبعادا دولية ".
وتشكل مبادرة تعزيز الوساطة في البحر الأبيض المتوسط، التي أطلقت سنة 2012 من قبل المغرب وإسبانيا، إطارا فريدا من نوعه لتعزيز قدرات البلدان في مجال الوساطة، وخلق وتقوية أوجه التآزر بين مختلف الفاعلين العاملين في هذا المجال.
(ومع-10/10/2014)