الأخبار
الثلاثاء 19 يوليوز، 2016

برقية ولاء وإخلاص من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى لأمير المؤمنين بمناسبة انعقاد الدورة 22 للمجلس

برقية ولاء وإخلاص من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى لأمير المؤمنين بمناسبة انعقاد الدورة 22 للمجلس

رفع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، السيد محمد يسف، برقية ولاء وإخلاص لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باسم أعضاء المجلس، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة العادية الثانية والعشرين للمجلس بالرباط.

وعبر الأمين العام للمجلس في هذه البرقية عن أخلص عبارات الولاء والوفاء، والالتزام بالتجند الكامل للسير وراء جلالته في إنجاز الصالحات "في أفق رفعة هذه الأمة إلى أسمى أفق وأعلى مقام في دينها ودنياها".

ومما جاء في هذه البرقية: "إن علماء مملكتكم السعيدة ليغتنمون هذه المناسبة ليعربوا للمقام الشريف – أسماه الله- عن تقديرهم لجهود جلالتكم في إبداع الأوراش التنموية الراقية، واكبارهم لمواقف جلالتكم الشجاعة في مواجهة التحديات الداخلية ومناهضة ألوان المكايد الخارجية معاهدين الله على العمل بتوجيهاتكم المسددة، وقراراتكم المؤيدة للاستجابة لاحتياجات المواطنين الدينية والنهوض بحق إرث هذه الأمة السنية".

و أكد الأمين العام اجتهاد أعضاء المجلس في "تقوية المؤسسة العلمية، ومجالسها المحلية بتثبيت معالم النموذج المغربي الوسط في تسننه والمعتدل في اختياراته، الصادر عن العقد الأشعري الاصيل المنبت، الذي ضمن وحدة المغاربة في مسائل الاعتقاد، وأمنهم من تأييس العباد، وحفظهم من الوقوع في عذاب الفرقة ومصيبة التكفير، الوجهة العمياء، والداء العياء، الذي ركبه خوارج هذا العصر عن الأمر الجامع، وحصن إرث الأمة الرفيع، ثم العمل المدني المنتهي إلى إمامنا مالك رضي الله عنه الملتزم بالوفاء لآخر ما مات عليه النبي صلى الله عليه وسلم، والمرتبط بما تواصى به أصحابه، ثم التصوف السني المؤسس على الاقتداء بمن سلف من المربين والتحقق بمعالي الأمور المجملة للدين، والابتعاد عن سفاسف الشاردين، ثم إمارة المؤمنين التي تم بها نظام الدنيا، وصلح عليها نظام الدين، وأقيمت بها مظاهر الشريعة في مجتمع اليقين".

وأضافت البرقية أن علماء المملكة يشعرون بالفخر لما أنجزوه في مؤسستهم العلمية التي تتشرف برئاسة جلالته في مجالات التبليغ، والتكوين، والتعليم، ومحو الأمية، وحماية المساجد وتنميتها، وتجويد الخدمات الدينية في كل الفضاءات المتاحة لهم، بواسطة الكفاءات الوطنية المؤهلة من الرجال وشقائقهم النساء، ومن خريجي معهد محمد السادس للأئمة المرشدين والمرشدات، ثم من خلال برنامج أئمة المساجد في إطار خطة ميثاق العلماء.

وأكد السيد يسف اعتزاز أعضاء المجلس بهذا الإنجاز الذي صار نموذجا يحتذى به في العالم كله، يرسم آفاق جديدة للاشتغال وفق رؤية واضحة واستراتيجية محكمة، وآلية تنسيقية جهوية متقدمة، تعلو بها مركزية المؤسسة العلمية، ويترسخ بها قدر الثوابت الوطنية، وتتوسع به الاستجابة للاحتياجات الدينية ويجاب فيها عن الأسئلة الآنية والانتظارات الاقتصادية، والمسائل الاجتماعية، والقضايا البيئية، وتتقوى بها الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار الخارجية، والتحديات الأجنبية.

وأضاف أن هؤلاء العلماء يأملون "أن يوفقوا في وضع نمط متميز يتناسب ومقاصد الدين، وينسجم وكرامة المواطنين ويقنع بقوة حجته ونجاعة إعماله بأن الحياة الإنسانية والسعادة الحقيقية في الكفاية المشفوعة بالرضا والطمأنينة والاقتصاد المرتبط بالتؤدة والسكينة، التي تقوم على أساسها دنيا مرتبطة بالإحسان، منضبطة بالميزان المقام في الأرض لإسعاد الإنسان، ليتحقق الناس بقيمة العدل، ويتذرعوا بفضيلة العقل، بعيدا عن نمط العيش المعاصر الذي أدى إلى إجهاد الأرض وإفسادها، وإشاعة الأذى من فوقها ومن تحتها".

وتضرع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، باسم الأعضاء، إلى العلي القدير أن يحفظ جلالته بما حفظ به الذكر الحكيم، ويديمه حصنا حصينا لهذا الدين، يحميه "من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وعناد المعاندين وكيد الكائدين"، سائلا الله عز وجل "أن يديم على جلالتكم لباس عزه وعافيته، وسابغ نعمه وكرمه، ويحرسكم بعينه التي لا تنام، ويحيطكم بعنايته التي لا تضام، قرير العين ببشير السعد وولي العهد الأمير الجليل المحبوب مولاي الحسن، ومشدود الأزر بصنوكم السعيد سمو الأمير المولى رشيد، إنه ولي ذلك والقادر عليه". 

(ومع 18/07/2016)